الجمهورية : إنهيارات متمادية تهدِّد الهيكل.. ‏والقضاء “الهوليوودي” لا يحقق ‏العدالة

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : في كل أسبوع يتقدّم ملف ليتراجع آخر. الأسبوع الماضي كان أسبوع ‏الترسيم والذي سبقه التدقيق الجنائي، فيما انتهى الأسبوع المنصرم ‏على تقدُّم الملف القضائي الذي استأثر بالمشهد السياسي وحرّك ‏الجسم القضائي الذي سيواصل اجتماعاته لحسم الإشكالية التي ‏أثارتها المدّعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، وارتدّت سلباً ‏على دور القضاء وصورته والرهان عليه كنقطة ارتكاز الدولة ‏ومؤسساتها، فلا إصلاح من دون قضاء مستقلّ، ولا ثقة بالبلد من دون ‏دور فاعل للقضاء، ومن مصلحة مَن أساساً تشويه صورته وسمعته ‏في توقيت يشهد فيه البلد انهياراً على أكثر من مستوى؟
‏ ‏
وبدلاً من تحصين المؤسسات التي ما زالت صامدة على رغم الأزمة ‏السياسية والمالية والاقتصادية، هناك من يصرّ على مساواتها ‏بالمؤسسات الفاشلة والمتعثرة، فيما المطلوب الحفاظ على الأجسام ‏التي ما زالت صامدة وجعل الأجسام الأخرى تحذو حذوها. ولكن، هل ما ‏يحصل هو بالمصادفة نتيجة الانهيارات المتمادية، أم يتمّ عن سابق ‏تصور وتصميم من أجل هدم الهيكل اللبناني؟ ومردّ هذا التساؤل عائد ‏إلى الإمعان في هدم كل شيء.‏
ترى اوساط سياسية مواكبة للتطورات الجارية، انّه ما لم تتألف ‏الحكومة، فإنّ الانهيارات ستتواصل، ومن الصعوبة بمكان ان يستعيد ‏الوضع انتظامه واستقراره في حال استمر الفراغ على المنوال الحالي، ‏فيصعب توقُّع اي تحسُّن للأوضاع، بل على العكس فإنّ دينامية ‏الانهيار ستأكل الأخضر واليابس ولن تقف عند حدود مالية وسياسية ‏واجتماعية، الأمر الذي يستدعي حصر كل التركيز والاهتمام بالتأليف ‏الذي يشكّل وحده المدخل لإعادة انتظام الحياة السياسية والدورة ‏الاقتصادية.‏
‏ ‏
لكن، هذه الاوساط تلاحظ انّه بدلاً من إعطاء المعنيين الأولوية لإنهاء ‏الفراغ، تُفتح الملفات الخلافية الواحدة تلو الأخرى، وكأنّ التسخين ‏السياسي الناجم عن الفراغ غير كافٍ، فتشتعل الجبهات بملفات خلافية، ‏ما يزيد من حدّة الانقسام ويؤدي إلى مزيدٍ من تسريع الانهيار، فيما ‏خطوط التواصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف ‏سعد الحريري مقطوعة، وأزمة الثقة بين الطرفين تتعمّق، والخلاف ‏المستحكم بينهما يقطع الطريق على كل المساعي الداخلية ‏والمبادرات الخارجية، وآخرها المحاولات الروسية للدفع في اتجاه ‏التأليف، من خلال اللقاءات التي جرت وستجري في موسكو.‏
‏ ‏
وستتجّه الأنظار الى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرّر اليوم ‏في بروكسل، لمعرفة ما إذا الاتحاد سيلجأ إلى تنفيذ تهديده بإعلان ‏العقوبات على المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة. وعُلم انّ ‏هذا الاجتماع سيتناول ايضاً ملف لبنان، وما حال دون انجاز الاستحقاق ‏الحكومي، وفقاً لما قالت المبادرة الفرنسية لجهة تشكيل حكومة ‏مستقلة وحيادية تتولّى استئناف المفاوضات مع صندوق النقد ‏الدولي تمهيداً لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان.‏
‏ ‏
المرسوم الاستثنائي
‏ ‏
في هذه الأثناء، ظلت أصداء زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية ديفيد ‏هيل تتردّد في الاوساط السياسية، على خلفية تمنّع رئيس الجمهورية ‏ميشال عون عن توقيع المرسوم الاستثنائي الذي أُعدّ لتعديل ‏المرسوم 6433 الخاص بترسيم الحدود البحرية الجنوبية وفق الخط 29، ‏ما اعُتبر تراجعاً لبنانياً قد يمهّد لاستئناف المفاوضات بين لبنان ‏واسرائيل فور تعيين الرئيس البديل للفريق الاميركي السفير جون ‏دوريتشر الذي انتهت ولايته، باستقالة مساعد وزير الخارجية لشؤون ‏الشرق الأدني السيد ديفيد شينكر، قبل ايام من تسلّم الرئيس جو ‏بادين مهماته في 20 كانون الثاني الماضي.‏
‏ ‏
ردّ بالإنابة عن عون
‏ ‏
وفي الوقت الذي تعدّدت فيه الروايات تشكيكاً بموقف رئيس ‏الجمهورية، واحتمال ان يكون قد استخدم عدم توقيعه للمرسوم ‏الجديد للمقايضة تجاه العقوبات الاميركية، سواء لردّها عن رئيس ‏‏”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، او لفرض مزيد منها على ‏مجموعة أخرى من المحيطين به من مستشارين، يعتقد الاميركيون ‏انّهم يعوقون تأليف الحكومة، غرّد المدير العام لرئاسة الجمهورية ‏الدكتور انطوان شقير عبر ” تويتر” بالآتي: “انّ مدير عام رئاسة ‏الجمهورية مؤتمن على المحافظة على تطبيق الدستور وفصل ‏السلطات وتوازنها وتعاونها وعلى هيبة ما تبقّى من المؤسسات ‏وعلى الوفاق الوطني في المسائل ذات البعد القومي بتوجيهات ‏السيد رئيس الجمهورية”.‏
‏ ‏
وردّ شقير على منتقدي مطالبة عون بجلسة لمجلس الوزراء لتعديل ‏المرسوم وإصرارهم على توقيعه، فقال: “انّ موازاة الصيغ اساس ‏الحوكمة في إدارة شؤون العباد والبلاد”. وذلك في اشارة منه الى انّ ‏اي قانون لا يمكن تعديله سوى بقانون، وإن صدر عن مجلس الوزراء ‏فليس هناك جهة اخرى تعيد النظر فيه. وانتهى شقير الى التحذير ‏بالقول: “كفانا مزايدات وتضليلاً”.‏
‏ ‏
إهتزاز الجسم القضائي
‏ ‏
وكانت عطلة نهاية الاسبوع شهدت اهتزازاً كبيراً في الجسم القضائي ‏نتيجة “إغارة” المدّعي العام لجبل لبنان القاضية غادة عون على ‏مكاتب شركة مكتف للصيرفة في عوكر، متمرّدة على قرار المدّعي ‏العام التمييزي القاضي غسان عويدات بكف يدها عن هذا الملف ‏وايكاله الى قضاة آخرين، وادّى هذا التمرّد الى اضطراب القضاء، ‏ودوّى في كل الاوساط اللبنانية. فعلى رغم سحب ملف الجرائم ‏المالية من يدها وتحويله الى قاضٍ آخر مع ملفات أخرى، أصرّت عون ‏على التوجّه السبت، ولليوم الثاني على التوالي الى مقرّ شركة مكتّف ‏لنقل الأموال في عوكر، للكشف على ملفات تحويل أموال الى الخارج ‏بعد 17 تشرين لحساب أحد المصارف كما قالت، علماً أنّ القاضي سامر ‏ليشع الذي أُوكل اليه الملف، كان موجوداً داخل الشركة.‏
‏ ‏
وشهد محيط مقر الشركة تجمعاً لعدد من مؤيّدي القاضية عون، حيث ‏وقع عدد من الإشكالات. فأطلّت على المعتصمين داعية إيّاهم إلى ‏‏”إبقاء اعتصامهم سلمياً”، مشيرة إلى “أننا نعمل ضمن القانون ‏وندرس ملفات قضائية ولا نريد التطاول ولا الاعتداء على أحد”.‏
‏ ‏
وتردّد انّ عون غادرت مكاتب الشركة بعد مصادرة أجهزة كمبيوتر ‏ووثائق كانت تسعى للحصول عليها في الآونة الاخيرة.‏
‏ ‏
القضاء الهوليوودي
‏ ‏
وقال مرجع رسمي لـ”الجمهورية”: “بمعزل عمّا اذا كانت القاضية ‏عون محقة ام لا في الملف المصرفي الذي تلاحقه، فإنّ اسلوبها ‏الاستعراضي خاطئ ولا يخدم القضية التي تتولاها”، مشيراً الى “انّ ‏قضيتها ربما تكون رابحة الّا انّها قد تخسرها بفعل سلوكها الانفعالي”.‏
‏ ‏
ولفت المرجع، إلى “انّ القضاء الهوليوودي لا يؤدي إلى نتيجة، وليس ‏بهذه الطريقة تتحقق العدالة”، محذّراً من “انّ مؤسسة القضاء هي ‏المتضررة مما يجري”.‏
‏ ‏
“المستقبل”‏
‏ ‏
وفي سياق متصل، رأت كتلة “المستقبل” انّ “المشهد الهزلي الذي ‏تدور احداثه على خشبة مسرح قضائي، وتابعه الشعب اللبناني على ‏مدى يومين، هو علامة من علامات محاولات استكمال الانقلاب على ‏الدستور والنظام الديموقراطي عبر تعطيل المؤسسات ومحاولة نسخ ‏‏”نظام الجماهيرية” الذي نتذكره كيف كان يحكم بذلك الاتزان العقلي ‏المشهور”. وأكّدت انّه “لن تقوم جمهورية باختزال المؤسسات بغرفة ‏اوضاع تمادت في استباحتها للدستور والقوانين. ولا يتصور احد انّ ‏رئيس الجمهورية يمكن ان يكون حكماً للبلاد بإلغاء السلطات الاخرى ‏وانتهاج اسلوب التعطيل المزمن لعرقلة تشكيل الحكومة والتشكيلات ‏القضائية، وحشر لبنان في محور ادّى به الى الفقر والحصار والانهيار ‏المالي والاقتصادي وفقدان الاحترام لدى الدول الشقيقة والصديقة”.‏
‏ ‏
وختمت الكتلة بيانها بالتأكيد، أنّ “لبنان كان تاريخياً مرجعاً في العدالة ‏القائمة على تقاليد راسخة وعريقة، وكان ولا يزال يصدّر الى دول ‏كثيرة قضاة تُرفع لهم القبعة، ومنهم من سجّل اسمه في سجل ‏الخالدين، ومنهم شهداء سُفكت دماؤهم على اقواس المحاكم، فما ‏تأثرت المؤسسة القضائية، ولا جبن القضاة ولا قبلوا ان يكون العدل ‏سلعة، ولن يقبلوا ان يُستبدل بتاريخهم هذه المشاهد الكاريكاتورية ‏المعيبة التي يندى لها الجبين”.‏
‏ ‏
باسيل
‏ ‏
وغرّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل كاتباً: “عادةً، في ‏الدول الفاشلة، تنقلب الناس على الأنظمة المستبدة، فتطيح بها ‏وتسترد حقوقها المنهوبة، أما عندنا، فالمنظومة الفاسدة انقلبت على ‏الناس واستولت على أموالهم وهي تتحضر للانقلاب على أصول ‏الدولة ووجودها. فإلى من يلجأ الناس ليستعيدوا مدخراتهم؟ الى ‏القضاء الدولي؟ سنتكلم قريباً”.‏
‏ ‏
“القوات” تردّ
‏ ‏
وعلّق عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي ‏عبر”تويتر” على تغريدة باسيل، فقال: “يبقى جبران باسيل خير وريث ‏للوقاحة العونية. كيف لفاجر فاشل بدّد المليارات في الكهرباء ‏والاتصالات والسدود ان يدعو الناس الى الثورة ضدّ غيره؟”.‏
‏ ‏
ميلاد الحريري الـ 51‏
‏ ‏
وعلى جبهة التأليف الحكومي، وفي غياب اي تطور ملموس يبعث ‏على توقع ايجابيات قريبة في هذا الصدد، أنهى الحريري زيارته ‏لموسكو عصر الجمعة الماضي وانتقل منها الى دولة الامارات العربية ‏المتحدة، وعُلم انّه سيمكث فيها الى حين زيارته للفاتيكان في 22 ‏الجاري للقاء قداسة البابا فرنسيس، ثم يزور روما للقاء رئيس الحكومة ‏الايطالية وبعض المسؤولين الكبار.‏
‏ ‏
وقالت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية”، انّ الحريري امضى عطلة نهاية ‏الاسبوع مع أفراد عائلته الذين شاركوه عيد ميلاده الواحد والخمسين ‏الذي صادف امس.‏
‏ ‏
مفتاح الحل
‏ ‏
وكان اللافت امس مواقف اطلقها النائب علي حسن خليل المعاون ‏السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، في الذكرى السنوية لشهداء ‏مجزرة قانا 1996، فقال: “قبل نحو شهرين، كنا على موعد للتنقيب عن ‏النفط في البلوك 9 من جنوب لبنان.. واليوم نسأل الحكومة ووزارة ‏الطاقة، أين إعلان التنقيب عن الغاز في الجنوب اللبناني؟ فهل طويت ‏الصفحة؟ وهل مسموح أن تُطوى تحت أي اعتبار؟”. واضاف: “دعونا ‏نعترف أنّ أخطر ما نواجهه اليوم هو صورة تفكّك الدولة وسقوط ‏هيبتها (…) وإن مشهد ما نراه في الأيام الأخيرة ينذر أننا أمام انهيار ‏شامل لكل عناصر قيامة الدولة”. وأكّد “أنّ مفتاح الحل لهذه الفوضى ‏القائمة يكون عبر قيام حكومة في أسرع وقت ممكن، لأنّه من المعيب ‏أن نبقى لأشهر نردّد الكلام نفسه، خصوصاً أنّ هناك توافقاً دولياً ‏اقليمياً وعربياً على قيام حكومة في لبنان. ونحن بكل جرأة نقول إنّ ‏العرقلة داخلية بحتة، نتيجة حسابات واعتبارات شخصية وفئوية، تريد ‏أن تعزز أدوارها في الزعامة على حساب كل الوطن”.‏
‏ ‏
وشدّد أنّ “المطلوب واضح والدستور واضح، حكومة إختصاصيين ‏تقوم بالإصلاحات المطلوبة وتحظى بثقة الناس، ويكون الإنطلاق من ‏المبادرة التي أطلقها دولة الرئيس نبيه بري، وهي مبادرة حقيقية ‏تستند الى تراجع كل طرف خطوة الى الوراء، من أجل الوصول الى ‏تسويات، لتتشكّل حكومة لا يكون فيها ثلث معطل لأحد، بل حكومة ‏قادرة على استعادة الثقة والبدء بالإصلاحات”. وقال: “أبرز ما يواجهنا ‏بعد أيام قليلة هو رفع الدعم عن السلع الغذائية، وهنا من حق الناس ‏القيام بثورة مجتمعية حقيقية شاملة على كل المسؤولين، لأنّه لا ‏يمكن أن نستمر في الدعم، كما لا يمكن رفع الدعم بلا خطة رعاية ‏اجتماعية اقتصادية للناس والعوائل المحتاجة، خصوصاً أنّ احتياطيات ‏البنك المركزي لم تعد تكفي لأكثر من شهر”.‏
‏ ‏
مواقف
‏ ‏
وفي جديد المواقف من التطورات الحكومية والقضائية، قال ‏البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد ‏من بكركي أمس: “ما لم تتألّف حكومة من اختصاصيين من غير ‏الحزبيين عبثاً يتحدّثون عن تدقيق جنائي وإصلاح”، وشدّد على “أنّنا ‏نريد حكومة واحدة لكلّ اللبنانيّين وللبنان واحد، لا مجموعة حكومات ‏في حكومة ولكلّ طائفة حكومتها”. وأضاف: “قدرنا أن نعود إلى ‏النهضة والازدهار، ولا نستطيع قبول ممارسة الجماعة السياسية، ولا ‏نستطيع قبول سلوك درب الانهيار كما إقفال كل باب يأتي منه الخير ‏للشعب وللبنان أكان من الدول المانحة أو من صندوق النقد الدولي ‏أو من الدول العربية الشقيقة”.‏
‏ ‏
وبدوره متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس ‏عوده، قال في عظة الأحد: “منذ أيام، في 13 نيـسان، استذكرْنا بدايةَ ‏الحربِ التي دامتْ سنواتٍ وخلّفتْ ضحايا ودماراً وويلات، لكن يبدو أننا ‏لم نتعلّمْ، فما عَجَزتْ عنه الحربُ أوصَلَنا إليه زعماءٌ وسياسيون وحكّامٌ ‏عـاثوا فسادًا، وأشبَعونا وعوداً، وأوصلونا إلى الجحيم”. واضاف: ‏‏”يومها كان البعضُ يريدُ أن يجعلَ من لبنانَ وطناً بديلاً، أما اليوم ‏فاللبنانيون يفتّشون عن وطنٍ بديلٍ يَحميهم ويُؤمّنُ لهم حياةً كريمة ‏‏(…) في الأمسِ كان النزاعُ بين الطوائف، أما اليومَ فالطوائفُ تنمو ‏على حسابِ الوطن، والدويلةُ على حسابِ الدولة، ومصلحةُ بعضِ ‏الأفرادِ على حسابِ المجتمع، ومصلحةُ الفردِ على حسابِ الجماعة. ‏شهوةُ السلطةِ تسيطرُ على العقولِ وتُكَبِّلُها، فينتهجُ أربابُها سياسةً ‏انتحاريةً تودي بلبنان واللبنانيين إلى الهاوية. أصبَح بضعةُ زعماء ‏يحكمون البلد على أشلاءِ المواطنين، يتحكّمون بمصيرِ الناس ‏ويعملون لمصالِحهم الخاصة، يسـتعملون الشعبَ وقوداً لحروبِهم ‏وأضاحي، غيرَ آبهين بمصيرِ البلدِ وبآلامِ الشعبِ وكرامتِه”. وختم: “لا ‏بُدَّ من التوقّفِ عند ما شَهدناهُ بالأمسِ من تَصرُّفٍ قد لا يكونُ يليـقُ ‏بالسلطةِ القضائيةِ التي طالبْـناها بإبعادِ السياسةِ عن عملِها، ‏والإنتفاضِ على الوضعِ المُزري”.‏
‏ ‏
دياب في قطر
‏ ‏
من جهة ثانية، بدأ رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب ‏زيارة لقطر تلبية لدعوة القيادة القطرية، حيث سيلتقي خلالها ‏المسؤولين القطريين الكبار. وكان في استقبال دياب لدى وصوله الى ‏الدوحة مساء أمس وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي، ‏والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في الدوحة فرح بري. وتوجّه إلى ‏مقر إقامته في فندق ‏Four Seasons‏ في الدوحة، على أن تبدأ لقاءاته ‏مع المسؤولين القطريين اليوم.‏
‏ ‏
تجدر الإشارة، الى انّ زيارة دياب لقطر هي الاولى له منذ تشكيل ‏حكومته قبل عام وثلاثة اشهر، ولم يغادر خلالها بيروت سوى مرة ‏واحدة برفقة رئيس الجمهورية الى الكويت لتقديم واجب العزاء بأميرها ‏الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي توفي في 30 ايلول ‏‏2020.‏

Exit mobile version