بيتنا القديم
مازلت أذكرُ بيتَنا القديمَ
مازلت أذكرُ جدرانَه البيضاءَ التي احتوتني
وقصصا بلونِ فيروزَ حاكتها لنا أمي
أنامُ أعدُ النجومَ
أبحثُ عن أحلامي المختبئةِ خلف القمر
أرتقبُ مستقبلا كنت أجهلُه
مازلت أذكر ليلةَ العيدِ
أُحدثُ ثوبي الجديدَ ويحدثُني
أعدو في ساحاتِ السماءِ
أغزلُ منها الآتي
أحلقُ نحو الشمسِ
أزرع أمنياتي في الغيوم
لتمطرَ أغانيَ تشبهني
مابالك يا بيتَنا القديمَ تحرك وجداني؟
مابالك تعزفُ الماضي على شراييني؟
هاهم إخوتي يتحلقون حولَ مائدةٍ من حب
نستمعُ
نغرسُ في أفئدتِنا
ونكتب على جدران الذاكرة
(يادارة دوري دوري موعدنا عالعيد
تيكبر الدوري ويحمرّ القرميد)
حفظنا دون أن ندركَ أننا سنكبر
سيغزو الشيبُ مفارقَنا
والآن وقد احمر قرميدُ أيامِنا
وركضت بنا سنواتُ العمر
كبرنا يا بيتا مهيبا مازلتُ أعشقُه
انطفأ موقدُ النار
غطاه رمادُ العمر
لكنه مازال ينفث دخانَ الحياة
يأبى أن يخْمدَ…