Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الفوعاني : كفى تضييعاً للفرص وليخفف البعض من سقوف أنانيته

نظم مكتب شؤون المرأة في حركة “أمل” في بيروت لقاء افتراضيا عبر تطبيق zoom بعنوان “الصادق علم لا ينضب”، لمناسبة ذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة الدكتور مصطفى الفوعاني ومسؤولة شؤون المرأة المركزي سعاد نصرالله.

 

بعد مداخلة لمسؤولة شؤون المرأة في اقليم بيروت أمل فحص حول المناسبة و”عظمتها وضرورة الافادة من التجارب الناجحة”، تحدث الفوعاني “الدور الكبير للإمام جعفر الصادق في مختلف العلوم”. وقال: “رسالته مستمدة مما بدأه النبي الأكرم في تعميق الفهم الواعي. وكان الإمام الصادق يحرص على أن يكون له تلاميذ ينشرون تعاليم الإسلام في مختلف البلاد في ذلك الوقت، أي بلاد فارس والعراق ومصر وشمال افريقيا. كانوا يعلمون أصول الإسلام وهذا ما أدى إلى دخول وانتشار الإسلام في هذه البلاد، من خلال قيم المحبة والتسامح والفهم الواعي البعيد عن التعصب. إستطاع الإمام أن يشكل أسسا حقيقية لمفاهيم الدين حيث كان بعيد الرؤية ومستشرفا رؤيويا”.

 

أضاف: “مدرسة الامام الصادق شكلت العمق الثقافي الذي عبر عنه الإمام موسى الصدر بدوره، من خلال مفهوم الإسلام القرآني. حيث أرادنا أن نفهم حقيقة دور كل إمام وما كان يسعى إليه من خلال رسالته. كما كان الامام الصدر حريصا على تهيئة كوادر في مختلف المناطق مستمدا تجربة الإمام جعفر الصادق من خلال طلابه”.

 

وتحدث الفوعاني عن “دور الامام السيد موسى الصدر بدءا بالنظام التوعوي الذي بثه في المجتمع، عندما أكد على ضرورة بناء مجتمع وجيل مثقف وواع لا تنطلي عليه أساليب التضليل والتشويش المنبثة من قبل العدو وذلك من خلال بناء مجتمع متماسك في الداخل وضرورة الوحدة والعيش المشترك بين اللبنانيين”.

 

وقال: “كان الإمام موسى الصدر أول من أصدر فتوى في تاريخ الصراع الإسرائيلي حين قال “إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”. لأنه كان يدرك أن المقاومة ليست عسكرية فحسب بل هي مقاومة ثقافية أيضا وعلينا أن نتفوق على العدو بالثقافة والعقيدة، وصولا للانطلاق من الناحية النظرية إلى العمل الجهادي فكانت مخيمات التدريب على السلاح من أجل قتال اسرائيل وهذا ما جسده السيد موسى الصدر عندما قال “قاتلوا العدو بالاسنان والاظافر”. لهذه الأسباب كان العدو الإسرائيلي على يقين أن هذا الصوت يجب أن يغيب عن ساحات الجهاد لكي لا يبقى النهج الصدري مستمرا”.

 

أضاف: “استمرت حركة أمل السير على هدى وخط الأئمة وخاصة في جهادها في معركة خلدة الشهيرة حين وقف ثلة من أبناء حركة أمل لا يملكون إلا سلاحا قليلا، قاوموا عندها أقوى قوة في التاريخ المعاصر وأثبتوا أن الدماء الطاهرة هي التي تكتب التاريخ. هذا الإنتصار في خلدة يثبت أن الإنتماء إلى العقيدة والثقافة هو الذي يحقق المعجزات.

علينا الإستفادة من ثقافة الائمة والثقافة التي ثبتها الإمام الصدر من خلال الإتصال والإنفتاح على الآخر والإيمان بالإنسان الذي إعتبره البعد الحقيقي لبناء الأمة وأنه يجب العودة دائما إلى التنظيم ولاسيما التنظيم النسائي وهذا ما شدد عليه الإمام الصدر في رسالته قائلا: “نحن نريد نساء يقوين العزائم”. المرأة الرسالية التي عبر عنها الصدر هي المرأة التي تسير على الدرب القويم. درب حركة أمل من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية والإجتماعية”.

 

وتطرق الفوعاني إلى الشأن السياسي في لبنان، وطالب بـ”الرجوع إلى مبادرة الرئيس نبيه بري الذي لطالما طالب بدوره جميع الأفرقاء والأطراف أن يتواضعوا ويتوحدوا وأن يتجهوا إلى تأليف حكومة أمس قبل اليوم واليوم قبل غد لأننا لا نملك ترف الوقت لتضييعه، وليخفف البعض من سقوف أنانيته المتضخمة وليصغ هؤلاء الى صوت الفقراء والمحرومين”.

 

وقال: “علينا أن نتكاتف من أجل إنقاذ لبنان، فالوطن الذي هزم العدو الإسرائيلي أشد هزيمة ليس من الصعب عليه تأليف حكومة، لأن المواطن لم يعد يستطيع أن يصبر إلى ما وصلنا اليه اليوم”.

 

وختم: “حركة أمل لا تزال في الطليعة المؤمنة التي تعكس الفكر والقرآن الإسلامي والمبادئ والقيم التي غرسها فينا أهل البيت والإمام القائد السيد موسى الصدر”.