Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الرئيس بري متفائل بتحسن الأوضاع بعد الانتخابات: لبنان ليس مفلسا ولن نفرط بنقطة ماء من بحرنا وغازنا

شدد الرئيس نبيه بري على أن “القاهرة لم تتوقف عن مساعدتنا يوما، وما يفعله الرئيس السيسي من تطوير يكاد لا يصدق”، لافتا إلى أن “487 طنا من المساعدات المصرية وصلت لبنان قبل أيام منها 265 طنا أدوية”. وقال: “لن نفرط بنقطة ماء من بحرنا وغازنا”.

 

وأكد تفاؤله ب”تحسن الأوضاع بعد الانتخابات”، واعتبر أن “تطبيق بنود اتفاق الطائف يؤدي إلى إلغاء الطائفية السياسية”.

 

وقال في حديث مع “الأهرام” المصرية عن سبب زيارته السريعة والمفاجئة للقاهرة: “الحقيقة كانت هناك دعوة لمؤتمر البرلمانات العربية، وأنا لدي قاعدة شخصية أرسيتها، وهي ألا أحضر أي مؤتمر للبرلمانات العربية إلا بحضور كل الدول العربية دون استثناء، وأقيم هذا المؤتمر من قبل في الأردن، وأصررت علي حضور سوريا، كما حدث في هذا المؤتمر في حضور وفد سوريا ممثلا للدولة، ولا يفوتني في هذه المناسبة إلا أن أشكر للمسؤولين المصريين توجيه دعوة لسوريا إلى هذا المؤتمر، وبخاصة أننا الآن نتكلم عن تضامن عربي”.

 

وعن تقييمه للمؤتمر قال: “يهمني أن يكون للكلمة مردود إيجابي، وبالنسبة إلى النتائج التي وصل إليها المؤتمر حتي الآن، فمع الأسف، جئنا إلى مؤتمر تعاون وتضامن عربي، لكن البيان الصادر عن اللجنة السياسية للمؤتمر يتحدث عن كل بلد علي حدة، وكأن ليس له علاقة ببلد آخر، وذكرت في كلمتي في المؤتمر أن هذا الأمر «يغيب التضامن العربي، ويغيب الوحدة في الموقف والرؤى والرؤية حيال قضايانا المصيرية ومصالحنا المشتركة ومصيرنا الواحد. قديما، كانت العلاقات بين الدول تقوم علي التعاون العسكري، إذ حين تجد أن العلاقات بين دولتين جارتين علي أكمل وجه، هذا سببه التعاون العسكري، وإذا انعدم هذا التعاون توترت العلاقات، لكن الآن حل الاقتصاد محل التعاون العسكري، لأن السياسة هي اقتصاد الآن”.

 

وردا على سؤال أجاب: “فعلا بكل احترام وصدق وإخلاص ودون مواربة وتورية، أقول إن ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر يكاد لا يصدق، وأحسن تعبير عن هذا الموضوع أنك تنام ولا يوجد جسر (كوبري) وتصحو فتجده. هذا مثال على القفزات العمرانية التي تحدث”.

 

وعن الوضع في لبنان قال: “الاعتدال، دائما بإمكانك أن تكون متشنجا، لكن ما ينجح هو الاعتدال فقط. في لبنان هناك 18 طائفة ومذهبا وأحزابا متعددة، لكن لبنان لا يستمر إلا بالاعتدال والوحدة. وحتى في مقاومتنا لإسرائيل، لولا الوحدة اللبنانية لما نجحت. أفضل أساليب المقاومة ضد أي عدو، وبخاصة إسرائيل هي الوحدة الداخلية. ما يحدث أن هناك كورونا سياسية أدت إلى شيء لم يكن أحد ينتظره على الإطلاق، فلبنان الذي كان يدعي سويسرا الشرق ويحب كل العرب ويحبه كل العرب، حتى الآن ليس مفلسا، هو غني بأصوله وموارده، فعنده بحر مليء بالغاز، ولدينا اغتراب لبناني كبير جدا، ولكن لا سيولة لديه، والسبب في ذلك مع تأزم الوضع الاقتصادي، هو الانعدام السياسي وليس الفقر السياسي، لأنه السبب في ما وصلنا إليه، لكن ماذا في المستقبل القريب؟ هناك انتخابات نيابية في أيار المقبل، ثم انتخابات رئاسية بعدها في تشرين الأول من هذا العام، وبالتالي لا بد من أن يكون هناك تغيير في المنهجية، وفي هذه الأثناء، على الحكومة اللبنانية أن تكون أكملت مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وتتحسن الأحوال، كما حدث في مصر واليونان والأرجنتين. كل هذه الدول مرت بهذه الفترة، وحتى الآن المفاوضات بين الحكومة والصندوق ناجحة “.

 

وبالنسبة إلى الانتخابات قال: “لا يستطيع أحد أن يمنع إجراءها، فحتى الآن كل تشعبات الشجرة اللبنانية لم أجد غصنا واحدا فيها يوحي بلا. على الإطلاق، هذا أمر، والثاني أن معلوماتي من الرؤساء والوزراء والسفراء الذين يزورونني من كل أنحاء العالم من خارج لبنان أو داخل العالم العربي، كلهم يجمعون على إجراء الانتخابات في موعدها”.

 

وردا على سؤال عن المبادرة الكويتية والعربية قال: “اعترضت على البيان المشترك للمؤتمر، وقلت أنا التضامن العربي، ومن جملة الأمور التي ذكرتها أن لبنان قدم جوابه لوزير الخارجية الكويتية، وفي جزء كبير منه لبى الطلب، وفي جزء آخر طلب الحوار، ثم إن الخلاف في المبادرة يدور عن القرارين 1559 و1701. دعنا نناقش هنا الأمر: القرار 1559 صدر العام 2004، ويقضي بإخراج كل القوات الأجنبية من الأراضي اللبنانية. خرجت القوات السورية ولم يخرج الاحتلال الإسرائيلي، لماذا لا يطالبون أيضا بخروجه؟ بعده في العام 2006 صدر القرار 1701، ونص بصراحة كلية على تطبيق القرار وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وغيرها، وكل اللبنانيين رضيوا ولا يزالون راضين عن القرار، فلماذا يصمتون أو يسكتون عن الموقف الإسرائيلي؟ وأقول لك أكثر من ذلك: أنت إذا تأملت الوضع الآن في لبنان تجد حصارا عربيا عليه، وهذا الحصار لا يعني كل العرب، فالاستثناء من ذلك يقع أول ما يقع على مصر. هل تعلم أنني قبل أن أحضر إلى هنا، وصل إلى لبنان من مصر 487 طنا من المساعدات، منها 265 طنا أدوية، ووصلت بحرا لضخامة المساعدات التي تحتاج نحو 37 طائرة لشحنها. هذا الجسر من المساعدات بدأته مصر منذ 4 آب تاريخ انفجار مرفأ بيروت، ولم تتوقف هذه المساعدات، بينما بقية العرب إما لا يستطيعون أو لا يريدون، لماذا هذا الحصار؟”

 

أضاف: “العام 1975، خاض لبنان حربا أهلية مؤلمة، خسرنا فيها زهاء 150 ألف شهيد، لماذا حدث ذلك؟ حدث حتى نقول إن هوية لبنان عربية، وإن لبنان له انتماء عربي، هل يعقل الآن أن نجد دعوة مفتوحة نحو إسرائيل، وحصارا على لبنان؟ هذا لب التضامن العربي، ومن المفروض أن تتجاوزالديبلوماسية البرلمانية ضرورات الحكام، ففي أحيان كثيرة يكون للحاكم ضرورات، أنت ملزم كمواطن أن تتفهمها، لكن الديبلوماسية البرلمانية ليست مثل ديبلوماسية حقيبة وزارة الخارجية، فهل سياسة الخارجية الأميركية هي عينها سياسة الكونغرس؟ وهل سياسة الكنيست الإسرائيلي هي عينها سياسة رئيس الوزراء؟ لماذا لا نتذرع على الأقل في مجالسنا النيابية لنقول لا أو نعم؟”

 

سئل: هل دفنت المبادرة أم هناك مجال لإحيائها ونجاحها؟

أجاب: “بعد الذي قلته اليوم، أنتظر جوابا خلال ثلاثة أيام”.

 

سئل: في الأول من تشرين الأول 2020، أعلنتم التوصل إلى اتفاق إطار يرسم الطريق للمفاوض اللبناني لترسيم الحدود البحرية بين لبنان، بدأت ثم توقفت، والآن عاد الحديث عن استئنافها؟ كيف تنظر إلى مسار المفاوضات الآن؟

أجاب: “منذ حوالى 11 عاما تم تكليفي بملف المفاوضات، وقمت بالتفاوض مع الأمم المتحدة ومع الأميركيين حول المفاوضات شكلا وأساسا مع إسرائيل، وسبق ذلك في زمن الشهيد رفيق الحريري توصلنا إلى تفاهم اسمه تفاهم 1996، في منطقة الناقورة اللبنانية، وتحت علم الأمم المتحدة بوجود ضابط إسرائيلي وضابط لبناني وضابط من قوات «اليونيفيل» يترأس الاجتماع، وأن يكون هذا الشكل في ترسيم الحدود البحرية كما تم في الحدود البرية، ولم أتحدث عن نقاط. كنت أقول دائما للمفاوضين، وبخاصة للأميركيين، إنني لا أريد من المياه الفلسطينية مقدار الكوب الذي أمامك، ولست مستعدا لأن أعطي هذا الكوب. أنا أريد رسم الحدود، فإذا كانت حصتي كيلومترا فأنا مقتنع، وإذا كانت ألفين فلن أتنازل عن سنتيمتر منها. بعد عشر سنوات وتغيير خمسة مندوبين أميركيين، استطعنا أن نصل إلى اتفاق تفاهم تم إعلانه، من واشنطن ومني في بيروت ومن إسرائيل، في الوقت عينه تم اتفاق الإطار، وقلت إن دوري انتهي، وسلمت هذا الأمر إلى الجيش والسلطة التنفيذية، وفي أول اجتماع تم الاتفاق كما رسمنا، أن على الجميع ودون استثناء أن يعرف أن هذا الاتفاق جزء لا يتجزأ من التفاهم، وبعد ذلك صارت هناك مطالبات لبنانية والحديث عن نقاط بدلا من البدء بالرسم، وحدث تضارب بين خطي 29 أو 23 أو خط “هوف”، وما إلى ذلك، وأنا في كل ذلك متمسك بموقفي، لا أتحدث عن خطوط بل حدود. هذا الذي حدث وتسبب في التأخر، لكن منذ أيام جاء المبعوث الأميركي وكنت آخر من يزورهم، وسمع مني الكلام عينه الذي أقوله منذ عشر سنوات، لكنني لاحظت تغيرا وهو وجود تفاؤل كبير من جانبه، وتبين بعد ذلك أنه في زيارته لرئيس الجمهورية قال للمبعوث إن مطالبتنا بالخط 29 كان في مرحلة التفاوض، لكني الآن أريد الطريق الذي سلكه الرئيس بري وهو التمسك بالحدود، وأعتقد أن باب التفاهم مفتوح، لكنني لست متفائلا لأنني أعرف نوايا إسرائيل التوسعية والعدوانية”.

 

وردا على الانقسام بين المؤسسات اللبنانية قال: “لا يوجد انقسام ولن نسمح به، لأن هذه القضية خطيرة جدا، ولن نسمح بأن يؤخذ من بحرنا رشفة ماء”.

 

ولم يجب الرئيس بري على السؤال: في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، الصديق المقرب لك وسط أزمة عاصفة، لابتعاد الابن عن السياسة، كيف تنظر إلى هذا المشهد وتأثيره لبنانيا وعربيا، وبصفتك مقربا من الابن كيف تنظر إلى تداعيات هذا الانسحاب؟

 

سئل: في الأيام الماضية رأينا هجوما من بعض التيارات اللبنانية على حاكم البنك المركزي رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، كيف ترى تأثير ذلك على الانتخابات النيابية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي؟

أجاب: “هذا تأثير الكورونا السياسية، ورغم الظروف التي يمر بها لبنان، هناك أمر جيد جدا، وهو الأمن، فهو مستقر ومنضبط، لكن أن توضع إشكالات بين أمن وأمن كما رأينا من قوات التدخل السريع القضائية وقوى الأمن الداخلي فذلك أمر جد خطير، وبالتأكيد سوف يؤثر على مفاوضات صندوق النقد الدولي، وللعلم فإن المجلس النيابي أصدر قرارا وقانونا بالتدقيق الجنائي، بدءا بالمصرف المركزي وانتهاء بالوزارات، وقد بدأ بالفعل، وأنا أقول دائما إنه لا يجوز أن ندين شخصا في العموم إلا إذا قام الدليل على اتهامه، عندئذ فليعاقب”.

 

وشدد على أن “الثنائي الشيعي هو ثنائي وطني، وهو ابن طائفته، بمعنى أننا متفقون في موضوع المقاومة، وهذا موضوع نهائي، ومتفقون على أن ننسق خلافاتنا، وهذا لا يعني أن لا خلافات، ومن أبرزها وقت انتخاب رئيس الجمهورية من 2014 حتى 2016، كان هناك خلاف، فأنا ضد ترشحه وأحضر المجلس وهم يقاطعون جلسات المجلس من أجل الضغط لترشحه، وتم انتخاب رئيس للجمهورية ولم أنتخبه وقتها، لماذا لم يتكلم أحد عن هذه الثنائية؟ وبالنسبة لحقيبة المال، فمنذ 1980 وأنا أطالب بحقيبة المال لتكون من حصة الشيعة، لأنه تم استبعاد الشيعة عن المشاركة في الدولة، فالسلطة في لبنان كانت دائما تستثني المناطق المحرومة، كالجنوب والبقاع والضاحية وغيرها من المناطق ذات الأكثرية الشيعية، رغم أنني لا أؤمن بأن هناك طائفة شيعية أو طائفة سنية، أنا أؤمن بأن هناك طائفة إسلامية، ويوجد 76 مذهبا منها المذاهب الخمسة، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر حل هذا الموضوع حينما أدخل المذهب الجعفري في الأزهر الشريف، وما زلت أردد مقولة إنني “شيعي الهوية وسني الهوى”، وقلت أيضا للرئيس الراحل حسني مبارك في أثناء الحديث عما يسمى الهلال الشيعي، نعم يوجد هلال شيعي ولكن ضمن القمر السني، وأود أن أسال لو كانت حدود إسرائيل الجنوبية لها كثرة سنية أو مارونية هل كانوا سيدافعون عن بلادهم أم لا؟ بالتأكيد كانوا سيدافعون ويقاومون”.

 

سئل: لماذا يكثر الحديث عن اتفاق الطائف والمطالبة بتعديله أو إلغائه؟

أجاب: “أنا مع اتفاق الطائف حتى تنفيذه بالكامل، ومع المطالبة بتطويره أيضا إلى دولة مدنية، لأن دستور الطائف يسمح بإقامة دولة مدنية”.

 

سئل: هل لا تزال من أمنياتك إلغاء الطائفية السياسية؟

أجاب: “نعم لا تزال من أمنياتي، وتطبيق بنود الطائف يؤدي إلي إلغاء الطائفية السياسية، فالدستور في المادة 22 منه تقول “إنه بعد انتخاب أول مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي يستحدث مجلس الشيوخ إلغاء الطائفية السياسية”، وقد طرحته في حوار 2008، وقدمت قانونا انتخابيا ولكنه لم يقر، ولا يزال داخل اللجان، لأن هناك رفضا طائفيا ضده، فإنشاء مجلس شيوخ يعطي حقوقا للطوائف وصلاحيات تحافظ على كل شيء يتعلق بالطائفة، وتكون الصلاحيات في القطاعات الأخرى نيابية وغيرها على أساس الكفاءة كما في كل دول العالم”.

 

سئل: هل تعتقد أننا في المرحلة الثانية من “سايكس – بيكو” جديد لتقسيم المنطقة؟

أجاب: “هذا هو أخطر الأسئلة، إذا بقي الوضع على ما هو عليه، فإن الحلول في المنطقة سيدفع ثمنها العرب أو بعض العرب، وبكل صراحة الآن توجد عدة إمبراطوريات في المنطقة ومنها الإمبراطورية الإسرائيلية، مع الأسف الشديد”.

 

وعن سبب تسمية كتابه الأخير “الثقب الأسود” قال: “سبب التسمية هو ما نعيشه من أوضاع الآن”.

 

وردا على سؤال قال: “أكثر إنسان وجهت له نصائح ولم يأخذ بها كان سعد الحريري، لكن من منطلق عدم فهمه للنوايا، ورغم ذلك يبقى أنه رمز اعتدالي”.

 

سئل: هل تحمله ما حدث من أزمات بعد ذلك بسبب تسويات سياسية؟

ختم الرئيس بري: “بالتأكيد يتحمل مسؤولية كبيرة، وكلنا أيضا نتحمل المسؤولية، ورغم أنني أخذت موقف الضد لكنني مسؤول أيضا عن النتيجة”.