Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الابيض في الاحتفال بمئوية تأسيس مستشفى اوتيل ديو: شعب لبنان قادر على التغلب على مصاعبه الحالية غريو: استمرار التعاون بين لبنان وفرنسا

احتفلت مستشفى أوتيل ديو بذكرى مرور مئة عام على تأسيسها، في قاعة عبجي في المستشفى، في حضور الرئيس أمين الجميل، وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، السفير البابوي جوزيف سبيتيري، السفيرة الفرنسية آن غريو، النائب الكسندر ماطوسيان، النائب المستقيل مروان حماده، الوزراء السابقين نايلة معوض، ليلى الصلح حماده وموريس صحناوي، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى، الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، الرئيس الاقليمي للرهبنة اليسوعية الاب مايكل زاميط، المونسنيور روجيه شرفان ممثلا المطران بولس عبد الساتر، رئيسة بعثة الصليب الاحمر سيمون كازابيانكا اشليمان، وحشد من الشخصيات الديبلوماسية والسياسية والعسكرية والاكاديمية والاجتماعية.

 

نصر

استهل الحفل بالنشيد الوطني، تلته كلمة للمدير العام للمستشفى الدكتور نسيب نصر قال فيها: “رغم كل الأزمات التي تعصف بلبنان أصر المستشفى على الاحتفال بقرن من التحديات والنجاحات والأحداث الفريدة من نوعها منذ وضع الجنرال غورو الحجر الأول لتأسيسها عام 1922. لكن بالنظر إلى الماضي، واكتشاف التاريخ الثري لهذا المستشفى الذي أصبح مؤسسة حقيقية على المستوى الوطني والإقليمي، يمنحني وجميع الفرق الطبية والإدارية الأمل في الاستمرار، والشجاعة للمضي قدما والتغلب على الصعوبات والتحديات”.

اضاف: “إن التاريخ ليس سوى بداية أبدية، فترات من البناء تليها فترات من الدمار، فترات مجد تليها سنوات من البؤس، ولحظات من الأمل تليها لحظات من الضيق. وبتصفح تاريخ Hôtel-Dieu de France ، نلاحظ أنه كان هناك دائما قاسم مشترك: الرجال والنساء الذين سبقونا، منذ 100 عام أو 75 عاما أو 50 عاما، كان لديهم إيمان لا يتزعزع في بناء لبنان وتطوير القطاع الصحي رغم الحروب والأزمات والأخطار. لقد منحهم هذا الإيمان الشجاعة والطاقة وقبل كل شيء الشغف بالمثابرة والبدء من الصفر وإعادة البناء ووضع الخطط للمستقبل”.

وتابع: “يمر لبنان في أحلك الفترات التي عرفها منذ استقلاله. سيخبرنا التاريخ أن الأسوأ يمكن أن يكون بمفرده. كانت حوكمتنا الوطنية مفقودة إلى حد كبير، والغياب الذي يصم الآذان للدولة يجعل مهمتنا أكثر تعقيدا. عندما نشعر أن كل شيء ينهار، وأن أحلامنا تتلاشى ولم يعد هناك أي أمل، فإننا ننظر إلى الوراء، ونستمد الإلهام من كبار السن لدينا لتفاؤلهم وإرادتهم وحماستهم”.

وأكد “ان مهنتنا الاجتماعية والإنسانية لم تعد قابلة للنقاش”. وقال: “لدينا سبب وهذه مسؤوليتنا. لم نعش 100 عام حتى نموت اليوم. قوتنا الأخلاقية، إيماننا، ثقتنا، تماسكنا الرائع يفسر صمودنا. بعد 10 أشهر في المنصب، اكتشفت اكتشافا كبيرا، هذا المكان محبوب، إنه يزعجك. لا توجد في فندق Hôtel-Dieu قصة واحدة فقط، فهناك آلاف القصص وقصص القلب، وغالبا ما تكون جميلة، ومؤثرة، وأحيانا درامية، ودروس في الحياة مع رفاهية المريض”.

وختم: “ما تعلمناه خلال المائة عام الماضية هو أننا قمنا بتغيير الأوقات والمقاييس والقضايا. ما تعلمناه من العامين الماضيين هو أننا قمنا أيضا بتغيير الأوقات والمقاييس والقضايا. كما فهمت، العالم يتحرك بسرعة لا تصدق، والأمر متروك لنا للتكيف، لنكون مرنين وحديثين ومتجاوبين ومستقبلنا يعتمد عليه”.

ثم كان عرض وثائقي يظهر مراحل مختلفة من تاريخ مستشفى أوتيل ديو.

 

دكاش

وألقى رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت البروفسور الأب سليم دكاش اليسوعي كلمة قال فيها: “تغمرنا فرحة مقلقة اليوم نظرا للأزمة العامة التي يمر فيها بلدنا والتي تتزامن مع احتفالنا بمرور مئة عام على إنشاء مستشفى أوتيل دو الفريد من نوعه. إنها فرحة لأنه احتفال بحياة كاملة، بل حتى بحيوية مؤسسة طبعت حياة أمة وقطاعا كاملا لقرن من الزمان، غير أنها فرحة مقلقة نظرا للمسؤولية الهائلة الواقعة على عاتقنا في ما يتعلق بالاضطرابات التي تهدد وجودنا ونظام الرعاية الصحية الذي يعمل اليوم بشق النفس”.

اضاف: “إن تسمية “أوتيل ديو” هي بذاتها كلمة سحرية تشير إلى بيت الرعاية الذي يستقبل كل محتاج وإلى المحبة والضيافة ما يجعل مهمة المستشفى رسالة اجتماعية في المقام الأول مع الإشارة إلى إنجيل متى في الفصل 25 حيث بنى المسيح الأجر الذي يكسبه المؤمن في ملكوت الله على استقبال المرضى وزيارتهم”.

واشار الى “ان الذكرى المئوية لوضع حجر أساس المستشفى هي فرصة للتعبير عن الامتنان والتقدير للآلاف من الأشخاص والأطباء والممرضات ومقدمي الرعاية والمدراء والإداريين الأكفاء، والراهبات العاملات والأباء الفاعلين في المستشفى ورؤساء مجلس الإدارة، الذين أسسوا جميعهم مستشفى أوتيل ديو”.

وقال: “أعزائي الفاعلين الحاليين في مستشفى أوتيل ديو، لكم مكانة خاصة في أذهاننا وقلوبنا، فمن خلال جهودكم ومهاراتكم، ستنقلون أوتيل ديو من مئوية إلى أخرى. ولا يمكن ألا نخص بالذكر المتبرعين الذين يساعدوننا على الاستمرار واستكمال الرسالة الاجتماعية من خلال الصندوق أو حتى الصناديق الاجتماعية للتضامن مع المرضى، وعلى تطوير المستشفى. لكم منا كل الامتنان والتقدير”.

واكد “ان الزمن والمباني، والأعمال والجهود المبذولة، في الأمس واليوم، في أيام الحرب والدم، في فترات السلام وفرحة الولادات، تعود كلها لنساء ورجال قدموا أفضل ما لديهم وأرادوا مشاركة جوهر المهمة. فإذا كان لا بد من منح وسام جوقة الشرف، فقد تم منحه للجامعة بأكملها واليوم إلى مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، وإن كان غير مثالي، يجب. فمستشفى أوتيل ديو هو فخر لكل من فرنسا ولبنان أكثر من أي مؤسسة أخرى. كما أن مهمة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس هي مصدر فخر حقيقي ووعد كبير باستمرارية المهمة في الحاضر وفي المستقبل”.

وقال: “نحن فخورون أكثر من أي وقت مضى بالثقافة الإنسانية والعلمية التي يمثلها مستشفى أوتيل ديو، بل فخورون بالأحرى بإرث كسبناه من بعيد ونفتخر به ويتعين علينا المحافظة عليه للبقاء والاستمرار باسم القيم اللبنانية والفرنسية التي تقوم على روح المقاومة في مواجهة الشدائد، والشجاعة في وجه الإحباط، والعدالة في وجه التخلي عن الإنسانية، وتضامن لا يقهر في مواجهة الأنانية، والكفاءة المثبتة والولاء غير المحدود”.

 

الابيض

من جهته، لفت وزير الصحة “ان تأسيس مستشفى أوتيل ديو في العام 1922 جاء في وقت كان لبنان يمر في مرحلة مفصلية من تاريخه، إذ كان العالم يخرج من حرب عالمية أولى تأثر فيها لبنان بشكل كبير حيث حدثت مجاعة قضت على العديد من أبنائه وهاجر الكثيرون منهم، كما شهد العالم وقتئذ جائحة عالمية هي جائحة الإنفلونزا الإسبانية. وكانت المنطقة تمر بمتغيرات سياسية وجغرافية كبيرة، وفي وسط كل هذه الظروف تشكل لبنان الحديث وأنظمته وتأسست الجامعات وكليات الطب والتمريض كما المستشفيات الجامعية التي شكلت نقطة ضوء وأمل وقادت لبنان نحو الخروج من ظروفه الصعبة، وأسهمت في تبوئه المكانة الرائدة كجامعة الشرق الأوسط ومستشفى الشرق أيضا”.

وقال: “اننا نمر اليوم أيضا في مرحلة مفصلية وظروف لعلها مشابهة لما شهده وطننا قبل مئة عام وهي مرحلة تتكاثر فيها التحديات وتطرح فيها الأسئلة الصعبة على القطاع الصحي والإستشفائي” وقال إن الأزمة الإقتصادية والمالية أدت إلى تراجع الإستيراد ولا سيما الدواء والمستلزمات إضافة إلى هجرة الطاقات البشرية من أطباء وممرضين وعاملين وعدم تمكن الكثيرين من الحصول على الخدمات الصحية المطلوبة”.

وسأل: “هل من قيامة للبنان ونظامه الصحي؟ وهل من دور للمستشفيات الجامعية في ذلك؟”. وقال: “ان أسس الإنقاذ تقوم على دعم صمود الكوادر الطبية والمؤسسات الإستشفائية عبر توفير الموارد المالية والسيولة اللازمة لخلق فرص عمل أفضل، واتباع مبادئ الإدارة السليمة والحوكمة الرشيدة لضمان استمرارية هذه المؤسسات بأوضاع مالية وإدارية حصرية، إضافة إلى إيجاد مساحات مشتركة للتعاون بين القطاعات العامة والخاصة وشراكات بين المنظمات والجهات الدولية والمؤسسات المحلية تساعد على توحيد الرؤية للمشاكل والحلول المطروحة، ومن ثم العمل في إطار يغلب المصلحة المشتركة على المصلحة الفردية”.

أضاف: “رغم ظروف لبنان الصعبة، برزت مجموعة من الشراكات والمشاريع المشتركة الناجحة والتي شارك في عدد منها مستشفى أوتيل ديو خلال مواجهة جائحة كورونا وتطوير العمل في المستشفيات الحكومية في المناطق. كان من الصعب على اللبنانيين قبل مئة عام تصور التقدم والإزدهار الذي سوف يشهده لبنان في العقود اللاحقة، لكن الأزمات تنطوي دائما على فرص”.

وتابع: “إننا نحتفي بمؤسسة عمرها مئة عام تخللتها أيام جميلة وأخرى مظلمة، ولكن بالعمل الدؤوب والإيمان بالوطن استطاعت هذه المؤسسة أن تحافظ على دورها الريادي، لذا أنا على يقين بأن شعب لبنان قادر على التغلب على مصاعبه الحالية ليعود بعد فترة من الزمن الى الإحتفال بالكثير من العطاءات الجديدة والإنجازات”.

 

غريو

والقت السفيرة الفرنسية كلمة في هذه المناسبة، أعربت فيها عن فرحتها واعتزازها بهذا “الصرح الطبي والعلمي والانساني الذي قدم ويقدم الخدمات الطبية والانسانية على مدار قرن من الزمن، وبأعلى المواصفات العلمية والتقنية”. وقالت: “هذا الصرح استمر رغم كل الصعوبات التي مرت بلبنان والمنطقة من حروب وصعوبات اقتصادية ومالية وغيرها، الا أن الارادة الصلبة لطاقمه هي التي تفوقت ونجحت في تجاوز الصعاب”، مؤكدة “استمرار التعاون بين فرنسا ولبنان لما في ذلك مصلحة للبلدين ولشعبيهما الصديقين”.

وتخلل الحفل بعض المداخلات أبرزها لعميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت البروفيسور رولان طنب، رئيس المجلس الطبي البروفيسور الياس شلالا، رئيسة مجلس التمريض السابقة سهى عبدالملك ومدير نقابة عمال ومستخدمي أوتيل ديو فادي اندريا.

كما كانت بعض الوقفات الموسيقية وكوكتيل وزيارة للمعرض الموقت الذي تم تنظيمه خصيصا لمئوية مستشفى أوتيل ديو حيث عرضت صور ومعدات طبية قديمة.