أكّد الوزير السابق مصطفى بيرم، خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل التكريمي للشهيد المجاهد حسين علي مزهر في بلدة البابلية أن ما قاله المبعوث الأميركي يكشف بشكل واضح النوايا الحقيقية للولايات المتحدة، التي لا تريد للبنان لا سيادة ولا قرارًا حرًا، بل تسعى فقط لنزع سلاح المقاومة حمايةً لأمن الكيان الإسرائيلي.
وأضاف بيرم: “إنّ تصريح المبعوث الأميركي بأن لبنان يواجه تهديدًا وجوديًا إذا لم يُسلّم سلاحه، يُعيد إلى الأذهان قول الإمام علي (ع): ما أضمر امرؤ شيئًا في قلبه، إلا ظهر على صفحات وجهه، وفي فلتات لسانه.
ورأى أن سلاح المقاومة ليس أداة داخلية لتسجيل النقاط أو حصد المكاسب، بل هو وسيلة لحماية الكيان اللبناني من السقوط، وهو ضمانة السيادة والقرار الوطني في وجه الأطماع الإسرائيلية والإملاءات الأميركية ، وأضاف: “المقاومة هي التي حمَت الكنيسة كما حمَت المسجد، والمواطنية الحقيقية هي في أن نبذل من أجل الأرض، لا أن نهرب منها عند أول تهديد”.
وشدد بيرم على أن المشروع الأميركي في لبنان لا يبحث عن دولة قوية، بل عن دولة منهارة يسهل التحكم بها، متسائلًا: “أين وزارة الخارجية من هذه التهديدات؟ هل استدعَت السفيرة؟ هل بكى الوزير أمامها كما اعتاد القول؟”
ولفت إلى أن المقاومة هي التعبير العملي عن المواطنة ضمن المشروع المهدوي الذي يسعى إلى نشر القسط والعدل، قائلًا: “نحن اليوم من يشكّل حجّية المهدي المنتظر، ولو لم نكن موجودين، فمن كان سيبقى له؟ المطبّعون؟”
وختم بيرم كلمته بالتأكيد أن الثبات على طريق المقاومة هو الخيار الوحيد أمام أبناء هذا الوطن، قائلاً: “نحن أهل الصبر والوعي والبصيرة، لم نتخلَّ عن الساحة رغم الجراح، لأننا نرجو من الله ما لا يرجوه الآخرون ، وقد أثبت أبناء المقاومة في مراسم التشييع الأخيرة أنهم أبناء العهد، وأبناء كربلاء، وهم يهتفون من عمق القلوب: لبّيك يا نصر الله”.
