Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

*بقلم الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة: الخيبة ضربت أوركسترا إخلآ جنوب الليطاني من المقاومة والعودة للصراخ مآله الهزيمة*

 

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

………………
الخيبة ضربت أوركسترا إخلآ جنوب الليطاني من المقاومة والعودة للصراخ مآله الهزيمة

 

…………………
تستمر أوركسترا داخلية وخارجية باتت معروفة الغايات والأهداف بمحاولة التسويق لما يسمونه تطبيق القرار ١٧٠١ من الجانب اللبناني،، أي سحب الوجود المقاوم،، لحزب الله وغيره من المناطق الحدودية حتى شمال الليطاني، بزعم أن ذلك يجنب لبنان إحتمال حصول عدوان إسرائيلي وبالتالي إعطاء الطمأنينة لكيان الإحتلال وسكان مستوطنات الشمال،، أي الجليل _ لكي يعودوا إلى مناطق توطينهم،، خصوصا أن هؤلاء المستوطنين ويزيد عددهم عن ١٠٠ ألف نسمة يرفضون العودة إلى المستوطنات دون ضمانات تعطيهم الأمن والأمان وعدم تعرضهم لهجمات من المقاومة في لبنان.

وإذا ما أردنا تفنيد ألاطراف التي تمعن في هذا المطلب وما يمثله من تأمين مقتضيات الأمن لكيان الإحتلال ومستوطنيه من جهة وكشف المناطق اللبنانية الواقعة جنوب الليطاني أمام إعتدءات العدو اليومية من جهة ثانية،، فالواضح أن من يحلرب سياسيا لفرض هذا الشرط الإسرائيلي،،، هم من يدعون لأنفسهم أنهم ” جماعة السيادة وألإستقلال”،، أي العودة لما كان عليه لبنان في الستينات والسبعينات،، بمعنى أن قوة لبنان في ضعفه،، ويأتي في مقدمة ألاطراف اللبنانية المتبنية لهذا المطلب كل من القوات اللبنانية وحزب الكتائب وجزء أساسي ممن يدعون لأنفسهم أنهم ” نواب التغيير”،، وشلل واسعة من إسماء شخصيات وإعلاميين يتحركون على وقع ما يطلبه منهم الاميركي وما بعد الاميركي. أما خارجيا،، فمن يتبى هذا المطلب لحكومة نتانياهيو كل من ألإدارة الأميركية وأصحاب ألقرار في فرنسا بحدود معينة بعض الدول العربية المطبعة مع تل أبيب وحليفة للولايات المتحدة.

ودون الدخول في غايات وخلفيات كل طرف لبناني وخارجي يرفع هذا المطلب ويتبنى الرواية ألإسرائيلية من وراء ذلك،، فحتى لو سحب ألإحتلال ألإسرائيلي قوته من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر وأقر بمطالب لبنان حول النقاط ال ١٣ المختلف عليها على الخط الأزرق،، فذلك، لا يؤمن الهدؤ والطمآنينة للمناطق الجنوبية جنوب الليطاني،، وبخاصة القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة،، فدولة ألإحتلال لم تقر يوما،، منذ إنشائها بحق لبنان بسيادته الكاملة على كل شبر من أراضي تلك المناطق،، وهي في الوقت نفسه لا تخجل بإعلانها المستمر بأن لها أطماع في مياه ثروات لبنان وحتى بأرضه،،، وأبناء جنوب الليطاني ومن كل الطوائف والاحزاب عايشوا منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية كل هذه ألاطماع الصهيونية وإعتداءاته اليومية على قرى وأهالي تلك المناطق.

والمسألة ألاكثر غرابة لدى كل من يطالب لبنان والمقاومة،، بتنفيذ بعض بنود القرار التي تخص الجانب اللبناني،، بتجاهلون… بل يطمرون الرؤوس في الرمال عندما يتعلق الأمر بضرورة إلتزام كيان ألإحتلال بالقرار ١٧٠١،، فهؤلاء جميعا كانوا في سبات عميق منذ العام ٢٠٠٦،،، عندما صدر القرار المذكور بعد العدوان الإسرائيلي في حينه على لبنان،، حيث لم يطلب من كل هذه الأطراف اللبنانية والغربية والعربية طوال ١٧ عاما من ألإحتلال بأن يلتزم بمقتضيات هذا القرار بما خص كل البنود التي على تل أبيب تنفيذها،، بدءا من الروقان اليومية،، بحرا وجوا وبرا السيادة لبنان،، بحيث أن هذه الخروقات بلغت حسب ما تسجله قوات الطوارئ الدولية أكثر من ٢٢ الف إختراق،، إلى جانب عدم تنفيذ مقتضيات القرار الدولي السابق رقم ١٤٢٥ والذي يدعو الأحتلال الإنسحاب من مزارع شبعا،، وأيضا عدم سرقة مياه لبنان في عشرات المنابع في قرى الجنوب بدءا من مياه نهر الوزاني،، إلى منع لبنان،، بالتنسيق مع ألإدارة الأميركية،، ألإستفادة من ثروته من الغاز والنفط في المياه الاقليمية اللبنانية،، وأخيرا نصب عشرات مراكز التجسس على طول الخط الأزرق من مزارع شبعا حتى الناقورة.

وما يثير الريبة والغرابة أيضا، في آن معا،، أن هذه الاوركسترا من واشنطن، إلى باريس وعواصم أخرى وأطراف لبنانية،، أثارت الصخب والصراخ وتبني المطلب الإسرائيلي في نفس توقيت العدوان على قطاع غزة ، وإشتعال جبهة جنوب لبنان دعما لأبناء القطاع ومقاومته،، لكن هذا الخداع سقط مع رفض لبنان الرسمي بطريقة أو بأخرى ومع الرد الوحيد للمقاومة بأنه حتى لا نقاش ولا بحث بأي شآن له علاقة بجبهة الجنوب قبل وقف العدوان ألإسرائيلي _ الاميركي على قطاع غزة وأهله.

وحتى لو توقف العدوان على القطاع،، فكل من يتوهم أنه يمكن أن يفرض جعل جنوب الليطاني خاليا من المقاومة،، يكون بذلك مطلبه الوحيد تنفيذ الأجندة ألصهيونية،، فقط لاغير،،وبالتالي فهذه ألاجندة سواء كانت مطلب صهيوني فقط، أو تبنتها أطراف لبنانية وعواصم غربية،، فمن ألمؤكد أن المقاومة وكل من يقف معها لن يقبلوا بأي شكل،، بالرضوخ لهذا الخداع وذلك لآكثر من سبب :

_ إن من يهزم،، كما هي حال العدو ألإسرائيلي وداعميه،،، ليس بإمكانهم فرض أجنداتهم، بل المنتصر هو الذي يفرض شروطه،، ولذلك فما يحصل اليوم على جبهة قطاع غزة ومع جبهة جنوب لبنان يؤكد أن كيان ألإحتلال هو المهزوم،، وهو مطلوب منه الإلتزام بما تطرحه المقاومة في القطاع وفي جنوب لبنان .

_ بعد كل ما قدمته المقاومة في جنوب لبنان وأهله من تضحيات، فلا يمكن لأي كان،، فرض أجندات تغيير في توازن الرعب الذي حققته المقاومة في جنوب لبنان بوجه عدوانية ألإحتلال وإعتداءاتها.

_ أي أمر أو إجراء مابين جبهة جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة، يستوجب أولا تنفيذ كيان العدو بموجبات القرارين ٤٢٥،، و١٧٠١،، بما يتعلق الإنسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة وأيضا ألأقرار بحقوق لبنان برا وبحر، إلى وجود ضمانات بأن لا يستمر العدو بخرق القرارات الدولية والكف عن ألأطماع بحقوق لبنان وثرواته وأرضه،، مع تنفيذ نفس ألإجراءات على جانبي الحدود.

وفي الخلاصة، فإذا كانت أوركسترا تبني مطالب تل أبيب، رضخت اليوم لرفض أي بحث يتصل حتى بتنفيذ القرارات الدولية، قبل وقف العدوان على قطاع غزة،، فهؤلاء لن يحصدوا سوى الخيبة والهزيمة،، مع عودتهم مجددا لطرح المطلب الإسرائيلي اليوم،، أو بعد وقف العدوان على قطاع غزة،،فمن لم يحقق أجنداته السوداء بالحرب والعدوان لن يستطيع تحقيقها بالضغط السياسي والخداع.