Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

*جمهورية مورغن في البيت الأبيض بين منطق الخداع وتغطية محرقة قطاع غزة؟*

 

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

……………..
جمهورية مورغن في البيت الأبيض بين منطق الخداع وتغطية محرقة قطاع غزة؟

 

…………….
سؤال مطروح بقوة بين معظم المؤيدين والداعمين لقضية الشعب الفلسطيني،،، لماذا كل هذا الدعم والتبني والمشاركة العدوان على قطاع غزة وحشد كل اساطيلها في البحر الأحمر وممارسة كل أنواع الضغوط والإبتزاز بحق حلفائها قبل خصومها حتى يؤيدون ماتخططه وحليفتها دولة ألإحتلال لكل المنطقة العربية؟.

ليس جديدا تعاطي ألإدارات ألأميركية مع كيان العدو وكآنه،، أهم ولاية من الولايات في دولة أميركا … لكن ما أنتج هذا ألإستنفار والجنون في كل موقع من مواقع الدولة العميقة بعد طوفان ألاقصى ،، تعيده مصادر دبلوماسية مطلعة على الواقع الداخلي للدولة العميقة في أميركا ،، لأسباب بعضها يعود لخمسينات القرن الماضي وحتى اليوم وبعضها الاخر مرتبط بما عملت إدارة بايدن وبكل أدواتها وقوتها لتنفيذه في الشرق الأوسط، منذ لحظة وصول الرئيس الحالي للبيت الأبيض ومعه جماعة المتطرفين الجدد الذين شكلوا الإدارة الجديدة،، حيث لجؤا لكل أنواع التوتير والحروب في كثير من مناطق العالم،، بدءا من تهيئة الظروف لإشعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى الحرب الضروس ضد القيادة الروسية وكذلك محاولة محاصرة الصين لمنع إستعادتها لتايوان ومنع توسع النفوذ الصيني في العالم، وصولا إلى زيادة الحصار على إيران .

ومن خلال كل ذلك، كانت إدارة الرئيس الاميركي الحالي،، تعمل لترتيب هيمنتها على الشرق الأوسط،، عبر الترهيب والترغيب لتوسيع مسار تطبيع العلاقات بين دولة الإحتلال وبين أكثرية الدولة العربية،، وبذلك تكون _ كما يقول المثل _ إصطادت أكثر من عصفور بحجر واحد،، والأهم بين ذلك أمرين رئيسين،، ربط معظم الانظمة العربية بشبه تحالف مع دولة العدو الإسرائيلي، حتى يؤمن هذا الترابط المصالح الأميركية وإستمرار هيمنتها وتحكمها بقرار الشرق الأوسط وتتفرغ للمواجهة مع الصين وروسيا،، والثاني تخفيف أعباء ضخمة عن الولايات المتحدة جراء كل هذا الإنتشار العسكري في البحر وفي القواعد الأميركية في المنطقة العربية ،، حتى تتفرغ لما تسميه مواجهة توسع النفوذ الصيني والروسي في مناطق مختلفة في العالم.

ولذلك تعاملت الإدارة الأميركية الحالية مع حليفتها إسرائيل مثل ” الطفل المدلل”،، وأنها تمثل لها أهم قاعدة في العالم،، وفي الشرق الأوسط خصوصا،،رغم الخلافات بين بايدن ونتانياهيو وهذا يتضح جليا في ” التحالف المقدس” بين هيمنة الولايات المتحدة وإعتبار هذا الكيان نقطة إرتكاز لتثبيت هذه الهيمنة وبقائها،، رغم العلاقات التي تجمع واشنطن وتل أبيب منذ ٧٠ عاما ، ولهذا يمكن تلخيص هذا السر الذي يجعل كيان العدو المحرك الأول للقرار الاميركي وفق الاتي :

_الدور المركزي والحاسم الذي يمثله اللوبي الصهيوني داخل أميركا وعلى مستوى كل سياستها الداخلية والخارجية،، عبر ما يسمى منظمة إيباك، إلى جانب مئات المنظمات الصهيونية المنتشرة،، في كل ولاية من الولايات الأميركية،، ولهذا ينتشر نفوذ اللوبي الصهيوني داخل كل مواقع القرار ومعاهد الأبحاث والجامعات وغيرهم في أميركا ،حيث أن منظمة إيباك تقدم التمويل للحزبين الديمقراطي والجمهوري،، ألاول بنسبة ٧٠ بالمئة والثاني بنسبة تصل إلى ٥٥ بالمئة،، كما قلائل جدا من أعضاء الكونغرس الاميركي ( اي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ) لا تمولهم منظمة إيباك،، ليس فقط خلال المعارك ألإنتخابية،، بل في حياتهم العامة،، وألامر نفسه ينطبق على معظم معاهد الأبحاث والجامعات وكل مواقع القرار في الولايات المتحدة،، فمؤخرا، مثلا، قامت قيامة اللوبي الصهيوني ضد رئيسة جامعة بنسلفانيا ليز ماغيل ، لأن ألأخيرة سمحت لطلاب الجامعة بالتعبير عن رأيهم بالعدوان على قطاع غزة،، فهذه الجامعة تتلقى سنويا الدعم المالي من اللوبي الصهيوني وهذا السلوك الصهيوني حصل مع عدد أخر من الجامعات في الولايات المتحدة ،، ما يجعل هذا اللوبي مقررا بقرارات كل الجامعات ألإميركية التي تتلقى هي أيضا تمويلا سنويا من اللوبي الصهيوني،،وبالتالي يمنع عليها وعلى طلابها الحديث عن أي تفصيل صغير ضد كيان الإرهاب ألإسرائيلي بزعم محاربة السامية.

وهذه السيطرة للوبي الصهيوني على كل مقدرات الولايات المتحدة،، يلزم كل ألإدارات الأميركية المتعاقبة بأستمرار هذا الدعم وزيادته لكي يقوم هذا الكيان بالوظيفة التي تحمي هيمنة الولايات المتحدة اولا. وقد تثبت هذا الدور لدولة الإحتلال منذ هزيمة العرب في حرب عام ١٩٦٧،، حيث تحول الكيان الصهيوني إلى قاعدة مباشرة للهيمنة ألإميركية على المنطقة العربية وأنظمتها وثرواتها.

لكن الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن و إدارته عملوا منذ اللحظة الأولى لوصول بايدن إلى البيت الأبيض لتوسيع دور ا لشرطي لكيان ألإحتلال ،، ولذلك كان المخطط المشترك لفعل كل شئء لتصفية القضية الفلسطينية وجعل هذا الإحتلال مهيمنا بالكامل على قرار ألنظام الرسمي العربي ، حيث بلغت مراحل التطبيع قبل طوفان ألاقصى في السابع من تشرين الأول الماضي مراحل متقدمة كانت تنتظر فقط ألأعلان الرسمي عن التطبيع الأهم وهو بين الرياض وتل أبيب ، ، حتى تتمكن واشنطن من فرض شراكة عسكرية بين كيان العدو وأكثرية الدول العربية ما سيؤمن ،، ضمان إدارة وتصدير النفط والغاز ألى أميركا حلفائها من ثروات الدول العربية وحتى تصبح تل أبيب هي المقرر والمحرك في كل ذلك وهي أيضا ضامنة لأمن وإستقرار الدول العربية الحليفة أميركا وإسرائيل ، ،،،، وقد ترافق كل هذا المسار مع أنجاز أميركي أخر و غير مسبوق خلال قمة الدول العشرين الذين كانوا أجتمعوا في نيودلهي عبر خروج القمة بإلإتفاق على ماسمي بمشروع القرن ،، والمتمثل بإقامة خط لسكك الحديد من الهند مرورا بدول اسيوية أخرى، إلى إلإمارات، فالسعودية والاردن حتى كيان العدو ومن هناك خط بحري نحو اليونان فدول أوروبا،،
وخلفيات هذا المشروع الاميركي عرقلة إنشاء خط الحزام والطريق الذي كانت أعلنت عنه الصين ( اي مايعرف بخط الحرير)،، وأيضا أن تتحول دولة ألإحتلال لموقع المقرر في المنطقة العربية والقابض على ثرواته .

ولتمرير مشروع القرن وإستدامته خطط ألأميركي _ و ألإسرائيلي قبل طوفان ألاقصى للقيام بضربة عسكرية كبيرة ومباغته ضد قطاع غزة،، يستهدف من ورائه ضرب الفصائل الفلسطينية المقاومة هناك،،، ولاحقا محاولة ألإنقضاض على باقي أطراف محور المقاومة، لكن عملية طوفان ألاقصى وما حققته من نتائج لم يتخيلها الاميركي ولا إلإسرائيلي ،، كان لها وقع الزلزال على كل هذا التحالف،، ما أنتج كل هذه الهستيريا والجنون لتبرير العدوان الوحشي ألإسرائيلي على أهالي قطاع غزة.

وما فاقم من مآزق إدارة بايدن وحليفه اللدود نتانياهيو ما تعرض ويتعرض له جيش ألإحتلال وكل بنية هذا الكيان من إنهيارات وهزائم لحوالي ثلاثة أشهر، بخلاف كل توقعات هذا الحلف الجهنمي ، حيث توهم بأنه يستطيع القضاء على المقاومة في أسابيع قليلة.

لكن حساب الحقل الاميركي _ ألإسرائيلي لم ينطبق على كل ماقام به هذا المحتل من تدمير ومجازر وضرب كل مقومات الحياة في قطاع غزة،، ومن توغل دموي في كثير من مناطق القطاع،، فكل هذه المحرقة لم تؤثر على عمليات المقاومة التي أذهلت العالم،، وأدت إلى مقتل حوالي ثلاثة آلاف جندي وضابط صهيوني وإصابة أكثر من ١٢ الف جندي وضابط وتقريبا نفس العدد يعالجون من الصدمات النفسية،، إلى جانب تدمير أكثر من ٨٥٠ دبابة وألية عسكرية للمحتل الإسرائيلي،، فكل الدعم والجسر الجوي الاميركي لتزويد العدوان بكل أنواع الأسلحة المتطورة والقذائف والصواريخ الذكية _ فاق الجسر الجوي الاميركي أكثر من ٨٠ الف طن من الأسلحة _ فكل ذلك، لم يغير في مسار المعركة وفي تحقيق العدوان أي إنجاز عسكري،، بإستثناء هذه المحرقة التي يرتكبها الصهيوني وألأميركي بحق قطاع غزة وأهله من ألاطفال والنساء.

لكن إدارة بايدن،، لم تتعظ من كل ماأصابها وأصاب حليفتها تل أبيب،، رغم حاجة بايدن لوقف إطلاق النار بعد أن تراجعت شعبيته إلى أقل من ٣٤ بالمئة،، وبالتالي، شبه إستحالة بأن يفوز لدورة ثانية في إنتخابات الرئاسة الأميركية،،، ورغم ذلك تصر الإدارة الأميركية على تبني حرب نتانياهيو الشخصية لحماية نفسه من الملاحقة والسجن بعد إنتهاء الحرب،، فلا،، توقف الجسر الجوي لتزويد نازيو ألإحتلال بمزيد من الأسلحة المتطورة و الذكية ، وتمنع صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب،، وتواصل أيضا، إرهابها ضد كل أطراف محور المقاومة،،، وأخر ما إرتكبه الاميركي العدوان على ثلاثة زوارق لانصار الله في البحر الأحمر،، حتى تبقى الخطوط البحرية مفتوحة أمام وصول السفن لكيان الاحتلال،، أما الحصار النازي على أهالي غزة ،، فهو مبرر بالمنطق الإرهابي لكل من البيت الأبيض وحكومة نتانياهيو. إنها جمهورية مورغن المشتركة، المتخصص بكل العرب،. والاكيد أن طرفي جمهورية مورغن لا يفهمان سوى لغة النار والحديد.