نور علي زريق- في مشهد إعلامي يزدحم بالبرامج السياسية المكرّسة للخطابات الجاهزة، يطلّ الصحافي إيلي مكرزل ببرنامجه “بلا بروتوكول” ليكسر هذه النمطية، واضعًا الضيف في مساحة حوار لا تحكمها قيود المجاملة أو التلميع. العنوان نفسه يكشف عن فلسفة العمل: إزالة الحواجز الشكلية التي كثيرًا ما تُفرغ المقابلات من صدقها، وفتح الباب لحديث أكثر إنسانية وشفافية.
“بلا بروتوكول” ليس برنامجًا سياسيًا بالمعنى الضيق، لكنه لا يتردّد في لمس قضايا تمسّ الشأن العام عبر مدخل شخصي وإنساني. مكرزل يوظّف أسلوبه في إدارة الحوار ليمنح الضيف فرصة التعبير عن ذاته بعيدًا عن قوالب الإجابة المكررة. يترك للأسئلة أن تنساب بخفة، لكنه يعرف متى يلتقط الخيط الذي يقود إلى عمق التجربة أو خلفية الموقف، ما يخلق حالة توازن بين العفوية والجدية.
في الحلقة الأولى، استضاف مكرزل المحامية بشرى الخليل، مقدّمًا نموذجًا لما يمكن أن يكون عليه البرنامج: مساحة تتيح للمتحدث أن يكشف عن صورته الحقيقية، لا تلك التي ترسمها الكاميرات أو التصريحات الصحفية. كان واضحًا أن هدفه يتجاوز استعراض السيرة الذاتية، ليصل إلى تفاصيل تُضيء على جوانب الشخصية، بيئتها، ملامح تكوينها، وحتى مفاتيح فهم مواقفها.
قوة “بلا بروتوكول” تكمن في أن مكرزل لا يفرض على الضيف جدولًا صلبًا للأسئلة، بل يدير الحوار بانسياب ذكي، فيلتقط لحظات الصدق ويجعلها محاور أساسية. هذا الأسلوب يمنح المشاهد شعورًا بأنه يتلصص على حوار خاص، وفي الوقت نفسه يحصل على مادة إعلامية تحمل بعدًا توثيقيًا لشخصيات معروفة.
البرنامج يُعرض أسبوعيًا كل يوم اثنين عند الساعة الثامنة مساءً، ومع نهاية كل حلقة، يترك للمشاهد فضول الترقّب لما سيأتي. وفي الحلقة المقبلة، سيستضيف إيلي مكرزل السياسي مصباح الأحدب، في لقاء يُتوقّع أن يحمل الكثير من الأسئلة المباشرة واللحظات الصريحة التي تشكل علامة فارقة للبرنامج .
