Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

شريفة: اللقاءات الصادقة والنوايا الخيّرة كفيلة بإذابة الجليد وتجاوز الخصومات

اعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة، أنه “مهما طال الظلم فإن العدل الالهي قادم لا محالة، وعن أمير المؤمنين علي: “لا تعتد، فالمعتدي مصروع.” قاعدة إلهية تختصر معادلات التاريخ، وتذكر بأن الظلم وإن طال زمانه، لا بد أن يسقط، وأن المعتدي، وإن امتلك القوة والسلاح والدعم، فمصيره الانهيار، لأنه فقد شرعية البقاء”.

وقال: “إسرائيل اليوم، تستقوي بعربدة السلاح، وتتمادى في انتهاك سيادة الدول، وقتل الأبرياء، تقصف لبنان، وتضرب سوريا، وتغدر بإيران، وتمعن في تدمير غزة فوق رؤوس ساكنيها، وتحاول إرهاب اليمن. وها هي اليوم تغير على قطر لتثبت بعدوانيتها أن ليس لها لا صديق ولا حليف، لكن السؤال هل صنعت لنفسها أمنا، هل نام مستوطنوها بطمأنينة، هل استطاعت أن تطفئ نار المقاومة التي تتأجج في كل الساحات؟ الجواب: لا. ففي كل مكان، يولد الرد. في فلسطين، الشبل الفدائي لا ينتظر أوامر، يصعد الحافلة، يطلق رصاصه، ويربك المؤسسة الأمنية برمتها. في اليمن، تطير المسيّرات والصواريخ، تضرب العمق وترسل الرسائل الواضحة: القدس ليست وحدها.”
أضاف: “في لبنان، الجنوب لا ينسى، والحدود متيقظة، تقاوم بالصبر، وتراكم القوة، فلا مكان لضعف أمام عدو لا يفهم إلا لغة الردع”.

وشدد على أن “إسرائيل ليست دولة طبيعية، بل مشروع اغتصاب وتوسع. من يزرع الحقد، ويمعن في سفك الدماء، ويحتقر القوانين والمواثيق، لا يمكن أن يعيش بأمان، لن يجلب السلام لا بالتطبيع، ولا بالتحالفات، بل سيبقى رهين الخوف وأسير القلق”.

وتوجه الى “الشركاء في الوطن” بالقول: “نمد يد الحوار والتلاقي إلى الجميع، على قاعدة قول الله تعالى: “تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم”، فنحن أبناء وطن واحد، ومصير واحد، ولا مكان للعداوات بين مكوناته، قد نختلف، وقد تتباين وجهات النظر، لكن هذا لا يعني أن نتحول إلى أعداء، فالخلاف لا يفسد في الوطن للود قضية، واللقاءات الصادقة، والنوايا الخيّرة، كفيلة بإذابة الجليد وتجاوز الخصومات”.

أضاف: “ليس لنا عدو في الداخل، فعدونا واحد وواضح، هو العدو الإسرائيلي، الذي لا يزال يعتدي على سيادتنا، ويقتل أهلنا، ويحاول بث الفتنة في ما بيننا. فلنتوحد على الثوابت، ولنفتح أبواب الحوار بلا شروط، فلا نجاة لهذا الوطن إلا بالتفاهم، ولا بقاء له إلا بالوحدة”.

وختم: “نحن مع الانفتاح على أشقائنا العرب، لكن هذا لا يعني أن نكون أعداء لتركيا وايران، من الحكمة أن نحافظ على العلاقة الايجابية مع الجميع وتطوير تلك العلاقة لمصلحة لبنان”.