اعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة، خلال خطبة الجمعة، أن “العدو الإسرائيلي لا يطلب الإذن عندما يقصف. لا حين يدمر منازل، ولا حين يُسقط الأبرياء،
ولا تاريخه يدلّ على احترام لقانون أو التزام بأعراف دولية. هو العدو الذي يقتل الأطفال والنساء بدمٍ بارد، ولم تسلم من جرائمه لا الصحافة، ولا فرق الإسعاف، ولا حتى المستشفيات. وعندما يرسل إنذارًا بإخلاء مبنى قبل قصفه، فليس ذلك حرصًا على المدنيين، بل وسيلة لخداع الرأي العام وتبرير جرائمه، لتكتمل فصول المشهد الفرعوني-الشيطاني الذي يديره”.
وتابع:”هذا هو العدو كما نعرفه”، منبّها “من الخلط بين السلام والاستسلام!”، وقال: “السلام هو خيار الأحرار، يُبنى على الكرامة والندّية، ويقوم على احترام الحقوق والسيادة. أما الاستسلام، فهو خنوع يُفرض بالقوة، يقوم على التنازل عن الحقّ والتفريط بالكرامة”.
واشار الى ان “السلام أن نفاوض دون أن نطأطئ رؤوسنا،أما الاستسلام، فهو أن نرفع الراية البيضاء دون مقاومة. فلا تخلطوا بين من يسعى إلى سلام مشرّف، وبين من يروّج لاستسلام مقنّع تحت عناوين خادعة”.
وتوجه إلى “المتطاولين على القامات الوطنية الشيعية”، قائلا: “هل أصبحت أخلاقنا وقيمنا، التي منعتنا من إهانة وإحتقاره، هي ما جَرّأ البعض علينا؟ وهل صار حبّنا للوطن، وحرصنا على وحدته وسلمه الأهلي، ذريعةً لتماديكم؟، هل صمتنا النابع من الحكمة، فسّرتموه ضعفًا أو تراجعًا؟. طعنتمونا في الظهر ونحن نواجه العدو، ولم نغضب منكم بل غضبنا عليكم، فأنتم لم تخذلونا فحسب، بل خذلتم الوطن. احترمنا المواقع والمسؤوليات، لكنكم تمادَيتم كثيرًا، وبدأتم تُسيئون إلى الأدب قبل أن تُخطئوا في السياسة، وتتجاوزون حدود المنطق والأخلاق”.
وقال:”فليكن واضحًا: الصمت ليس ضعفًا، بل خيار وطني وأخلاقي. لكننا نعرف كيف نردّ، عندما تتحوّل الوقاحة إلى مشروع سياسي، وحين يُساء فهم الصبر على أنه هزيمة”.
وختم مهنئا اللبنانيين بالاستقلال، وقال:”حبّذا لو يفهم البعض أن الاستقلال ليس شعارات تُرفع، ولا احتفالات تُقام، بل هو قرارٌ حرّ، وسيادة حقيقية، وإرادة وطنية لا تُباع ولا تُشترى.
الاستقلال يعني ألا يُملى علينا قرار من الخارج، وأن تكون كرامتنا الوطنية فوق كل الحسابات السياسية”.







































