Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

النهار: الأزمات نحو التفجّر .. برعاية “الثلث المعطل”!

وسط “علك الصوف” المتصل بالملهاة المتمادية الرتيبة والمخزية لعملية تأليف الحكومة بدأت البلاد تشهد في الأيام الأخيرة منحى اشد خطورة بكثير من السابق لتفاقم الازمات الحياتية والصحية والخدماتية التي لا تحتاج إلى شواهد امام المجريات التي تحصل في الشارع ومع طوابير السيارات عند محطات الوقود او في التحذيرات المثيرة للرعب الجدي غير المسبوق حول أوضاع المستشفيات وما هي مقبلة عليه، أو مع الفصول المأسوية المخيفة لازمة الدواء التي لا تزال مفقودة وخصوصا أدوية الأمراض السرطانية بلا أي معالجة جدية حقيقية غير استعراضية وغير كاذبة ، ناهيك عن الهم الأكبر الان المتصل بمصير العام الدراسي في غمرة كل هذه الكوارث . والواقع ان الخشية التي جرى ترحيلها وتأجيلها وفرملة تداعياتها نسبيا قبل شهر في ما يتعلق برفع الدعم عن المحروقات بدات تحل تصاعديا يوما بعد يوم في وقت بما ينذر بتفاقم غير مسبوق في المرحلة الفاصلة بين تصفية بقايا آخر مراحل الدعم والهيكلية الرسمية التي يفترض ان تعتمد لتنظيم سوق المحروقات بعد رفع الدعم، وهو الامر الذي تغيب عنه للساعة الدولة بشكل لا يصدق كأنها تترك لقانون الغاب ان يرعى الفوضى المخيفة المستشرية في كل مكان. وما يسري على المحروقات ينسحب بطبيعة الحال على الكهرباء اذ ان عودة ظاهرة قطع الطرق بكثافةأ مس في مناطق عدة احتجاجا على نفاد مادة المازوت وانقطاع المولدات الخاصة عن العمل ناهيك عن انقطاع التغذية بساعات قليلة من مؤسسة كهرباء لبنان التيار عكس بدايات تصعيدية واسعة في المناطق والشارع ستكون مفتوحة على فوضى اين منها فوضى الطوابير.

كل ذلك يجري وسط “رعاية وإدارة ” الفريق السياسي الممعن في تعطيل كل محاولة متقدمة او وساطة واعدة لتخطي “عقدة القرن” المتمثّلة بحصول فريق العهد العوني على الثلث المعطل للحكومة الجديدة تحت طائل المضي إلى امد مفتوح غير محدود زمنيا في تعطيل تأليف الحكومة. وصار من باب الطرافة ان يمضي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ترداد لازمة نفي سعيه إلى الحصول على الثلث المعطل فيما تثبت كل المعطيات المستقاة من الجهات المعنية بأزمة التاليف بان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يتولى مباشرة وشخصيا إدارة معركة الثلث المعطل في كل مرة تقترب فيها محاولة متقدمة من انجاز التشكيلة الحكومية.

وآخر ما اشارت إليه أمس مصادر معنية فيهذا السياق يؤكد ان لا حل حكوميا وأن هامش الخيارات بات ضيقا جدا، وعلى رغم الوساطات والضغط الممارس من أكثر من طرف لم يحرز التشكيل التقدم الكفيل بإبصار الحكومة النور،لانتفاء الرغبة ما دام الثلث المعطل لم يتأمن ولا التسوية السياسية المطلوب ابرامها مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على غرار تلك التي عقدت مع الرئيس سعد الحريري في اعقاب انتخاب الرئيس ميشال عون.

وأشارت المعلومات إلى القنصل مصطفى الصلح لا يزال يعمل على الوساطة بين الرئيس ميقاتي ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ولكن لم يسجل تحقيق أي جديد في هذه المساعي، وأضافت إن رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومعظم الأفرقاء يحذّرون منذ اليوم الأول من تشكيل حكومة من حصول أي فريق فيها على الثلث المعطّل.

ونقل عن مصادر الرئيس ميقاتي أن رئيس الجمهورية رفض حنين السيد التي عرض الرئيس المكلف إسمها لتولي حقيبة الاقتصاد، الا ان مصادر بعبدا نفت ان يكون اسم حنين السيد قد طُرح لحقيبة الاقتصاد ورفضه الرئيس عون. وزعمت أن النائب جبران باسيل لا يتدخل بملف تشكيل الحكومة وأنه أبلغ الرئيس ميقاتي أنه لن يشارك ولن يعطي الحكومة الثقة.

 

عون “مستاء “

وفي السياق نفسه موقع “الإنتشار”عن الرئيس عون “استياءه من التأخير الحاصل في عدم تشكيل الحكومة حتى الساعة. وهوالذي ينتظر التفاهم حولها كليا مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي”. وأبدى عون “تصميم اوعزما للوصول إلى الغاية المنشودة، على الرغم من العراقيل والمطالب التي تطرأ بين حين وآخر”.

واكد عون ان التواصل قائم بينه وبين الرئيس ميقاتي، سواء بالمباشر، أو عبر الوسطاء وسعاة الخير، معتبرا أنه “قدّم كل التسهيلات المطلوبة حتى تبصر الحكومة النور وهناك “اوراق” تذهب وتجيء على خط بعبدا و”بلاتينوم” تحمل أسماء ومقترحات تخضع للجوجلة خصوصا من طرف الرئيس المكلف”.

وعن موعد الفرج أجاب عون ” المهم ان تكون هناك ارادة ورغبة في التشكيل. وقد عقدت العزم، انا والرئيس المكلف، ان نعمل معا لتأليف حكومة وهذا ما نأمل في تحقيقه.”. وفيما يخص دخول صهر السيد طه ميقاتي شقيق الرئيس المكلف، القنصل مصطفى الصلح على خط التأليف عبر التواصل المباشر مع الوزير السابق جبران باسيل، بحيث أضحى هناك صهران تحت الضوء، نقل عن عون ان هناك من الح طلبا لمساعدة باسيل في عملية التشكيل والأخير ما فتئ يرفض ويصرح بذلك.

وحمل عون “على من يدعي تمسكه بالثلث المعطل، الذي يحول دون ولادة الحكومة”، وشدد على أنه “لم يطلبه يوما وقد تحدث بذلك علنا. وهناك أكثر من بيان صادر عن القصر الجمهوري بهذا الصدد. كما أن البطريرك الراعي نفسه نفى من هنا هذا الأمر. وعلى الرغم من كل ذلك ما فتىء “المعرقلون” يتخذونه ذريعة لرمي المسؤولية على رئيس الجمهورية’.

ولا يخفي عون دوره فيما يعتبره سدا للفراغ المسيحي الذي خلفه موقف كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية عند التكليف بأيلائه عناية خاصة في اختيار الوزراء المسيحيين، مشيرا في الوقت نفسه إلى عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين يرغب ميقاتي بتسميتهما.

في المقابل كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع “تويتر”: “أفضل شيء أن تحكموا أنتم بدل هذه المسرحية اليومية من الاستشارات وهذا الفيض من التحليلات المتعبة في وسائل الاعلام والصحف. الطالبان شكّلوا حكومة فكونوا مثلهم وتحملوا مسؤولية أمن المواطن ومعيشته وطبابته. أنتم الذين تدعون معرفة كل شيء وفق المنطق الذي يرفض اي تعددية”.

 

الطوابير الطويلة

وفي غياب الجديد الحكومي، قفز ملف المحروقات مجددا إلى واجهة المشهد في الشارع. وقد استفحلت الازمة على نحو واسع وعادت الطوابير لتصطف امام المحطات محولة العاصمة إلى مرآب كبير للسيارات مع كثرة الحديث عن اقتراب رفع الدعم عن البنزين والمازوت حتى قبل تأمين البطاقة التمويلية التي ستعلن اليوم انطلاقتها.

في غضون ذلك عقدت في عمان اجتماعات مغلقة لوزراء طاقة الأردن ومصر وسوريا ولبنان لبحث تزويد لبنان بالكهرباء. ووافق الاجتماع الوزاري الرباعي على خارطة طريق لتزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري. وتم الاتفاق عقبها على بحث موقف البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء. وقالت وزيرة الطاقة الاردنية:” الاجتماع كان تمهيدياً وجيد جداً والبنية التحتية شبه جاهزة لنقل الغاز المصري إلى لبنان ويجب ان نتحقق من كل الشبكة ومرافق تداول الغاز. واضافت: يجب ان نتأكد من انكل الحاجات جاهزة كي يتم الضخ بأقرب فرصة”. من جهته، امل وزير الطاقة المصري في تصدير الغاز إلى لبنان “في أقرب وقت ممكن”. وصرح وزير الطاقة السوري: “لدينا توجيهات مباشرة من الرئيس بشار الاسد بمساعدة الشعب اللبناني من خلال التعاون لتأمين الغاز المصري إلى لبنان”. وأشار إلى تشغيل شبكة الغاز السورية لضمان نقل الغازالمصري إلى لبنان. وتمنى وزير الطاقة ريمون غجر “ان يحدث تصدير الغاز في أقرب وقت والتعاون بين البلدان الأربعة اعتبره طبيعياً لانها ليست المرة الاولى التي يتم فيها التعاون بيننا”. وأضاف: “نحن اليوم بأمس الحاجة لدعم القطاعات الحيوية ولاسيما قطاع الكهرباء فهذه الخطوة تمكننا من توليد 450 ميغاوات من الكهرباء وفي المستقبل سيوفر امكانية لاستيراد الطاقة الكهربائية من الاردن”.