Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية : تحذيرات من استعادة لغة الحرب.. ‏وتحقيقات المرفأ تصطدم بالحصانات.. ‏والحكومة معلّقة

الأسبوع الجاري محكوم بتداعيات “خميس الطيونة”. فيما الوضع ‏بشكل عام لا يشي باطمئنان، وسط الحرب الإعلامية الدائرة بوتيرة ‏عنيفة على محور “الثنائي الشيعي” وحزب “القوات اللبنانية”، تحمل ‏اتهامات وتهديدات تُذكّي النار التي ما زالت تحت رماد أحداث الخميس ‏الماضي. وعلى الخط الموازي، معركة حامية الوطيس تدور على محور ‏‏”التيار الوطني الحر” و”القوات”، بلغ فيها الخطاب الإعلامي في ‏الساعات الاخيرة غاية في العنف والتجريح المتبادل بحق قيادتي ‏الطرفين، تعرّض فيه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون لهجوم هو ‏الأعنف من قِبل “القوات”. وإذا كان المواطن اللبناني المكتوي بخوف ‏وفزع من طبول الحرب التي تقرع، ينتظر إجابات عن كمّ هائل من ‏الأسئلة عن حقيقة ما حصل في الطيونة وعين الرمانة الخميس ‏الماضي، وهو ما يفترض ان تأتي بها نتائج التحقيقات التي يجريها ‏الجيش اللبناني بجدّية كاملة وسريّة تامة، والإجراءات التي يُفترض ان ‏تُتخذ في حق المتورطين بتهديد السلم الأهلي وإشاعة مناخ الحرب ‏والاقتتال، فإنّ المشهد الداخلي بصورة عامة في غاية القلق، والايام، ‏لا بل الساعات المقبلة في منتهى الدقة والحساسية، يُنتظر خلالها أن ‏تتحدّد اتجاهات الرياح السياسية والقضائية وكذلك الأمنيّة، وعلى هذه ‏الاتجاهات سيجري التأسيس، إما لإطفاء صواعق التفجير او لإشعالها، ‏وهنا المصيبة الكبرى على لبنان واللبنانيين.‏

خوف يعمّ الأرجاء

مع هذا المشهد الملبّد بكل اسباب القلق، يقف لبنان على منعطف ‏شديد الخطورة، يعزّز ذلك انّ “أبطال الخميس” يبدون في حالة حرب ‏حقيقية، يتقاصفون بخطاب ما فوق النّاري، خوّف كل اللبنانيين من ان ‏يكونوا حطباً لنار معادلة “رايحين على جهنّم” التي يُخشى أن يمهّد هذا ‏الخطاب لجعلها أمراً واقعاً تحكمه عقول معطّلة وقلوب عامرة بالحقد ‏والكراهية، اصحابها ذئاب جائعة لا يتورّعون عن افتراس بعضهم ‏البعض، والتلذّذ في تكسير عظام بعضهم البعض. المشهد المقيت ‏انّ المتقاصفين لم يتّعظوا من تجارب الماضي ومراراته، بل يبتهجون ‏بخطابهم السياسي والشعبوي والغرائزي وبأنّهم أطلقوا صافرة انطلاق ‏القطار المؤدّي الى جهنّم، ويتوعّدون بقلب المعادلة الداخلية الهشّة ‏أصلاً، ويستدعون الحرب؛ حرب على مَن؟ وبين مَنْ ومَنْ؟ ولمصلحة ‏مَنْ؟

‏ ‏انّ اقل توصيف لما جرى ويجري، هو انّها جريمة تُرتكب بحق وطن ‏وشعب؛ اياً كانت الشعارات، والعناوين والتبريرات التي تصدر من هنا ‏وهناك، فهي تستدعي حرباً على بقيّة وطن يوشك أن يفقد آخر نبض ‏حياة فيه، وعلى اللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق ‏الذين هم أموات اصلاً، حوّلتهم الأزمة الاقتصادية والمعيشية الى ‏بطون فارغة وجثث بشرية وجيوب مفلسة، او بالأحرى مسروقة، ورهائن ‏للصوص الأسعار والاحتكار ومافيات الاسواق السوداء. وها هم مع ‏الانحدار الرهيب الراهن، يُحَضّرون كمشاريع ضحايا ليُرمى بهم في ‏هاوية حقد أعمى وكيديات سياسية وأجندات متصادمة وطائفيات ‏مدمّرة لما يُسمّى العيش الواحد بين اللبنانيين، مسيحيّين ومسلمين، ‏أعادت ترسيم الحدود الداخلية ومحاور قتال، لا ينقصها سوى رفع ‏المتاريس والدشم على خطوط التماس، في انتظار إشارة البدء ‏بعملية الانتحار الجماعي.‏

 

مخارج .. ولكن؟

‏ ‏وفي انتظار جلاء التحقيقات في ما حصل في الطيونة، تشهد الضفة ‏الثانية من الاشتباك السياسي- القضائي في ذروة احتدامها، بحثاً عن ‏مخارج لا تبدو متوفرة حتى الآن، ومرتبطة بمسار التحقيق العدلي في ‏انفجار مرفأ بيروت ومصير المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. ‏وربطاً بذلك، يستمر عمل الحكومة معلّقاً، وسط تأكيدات حكومية بأنّ ‏عودتها الى العمل مرتبط بشكل اساسي بإيجاد مخرج لقضية القاضي ‏البيطار، وخصوصاً في ظل حسم ثنائي “حركة “امل” و”حزب الله” ‏بضرورة استبداله وإزاحته عن التحقيق.‏‏ ‏

وفي الوقت الذي تدخل فيه الحصانات النيابية بالسريان اعتباراً من ‏اليوم، مع دخول المجلس النيابي في دورة انعقاده العادية الثانية، ما ‏يعني تعطّل اجراءات المحقق العدلي بحق النائبين نهاد المشنوق ‏وغازي زعيتر، واستحالة اتخاذ أي اجراء قضائي بحقهما.‏

‏ ‏وإذا كان المجلس سيستهل بداية العقد الثاني بالتجديد للجان النيابية ‏وللمفوضين الثلاثة وأميني السر، الّا انّه يبدو انّه امام لحظة اشتباكية ‏حيال أمرين في حال لو عُقدت الجلسة التشريعية المقرّرة بعد جلسة ‏التجديد للجان اليوم، سواء حول القانون الانتخابي والطروحات ‏التعديلية التي جُهِّزت من كتل نيابية مختلفة، او حول ملف الاشتباك ‏السياسي – القضائي، إن أُثير هذا الملف في الجلسة من باب اقتراح ‏تعديلي معجّل مكرّر يجري الحديث عنه كمخرج لتنفيس الأزمة الناشئة ‏بعد احداث الطيونة، ويمهّد لعودة الحكومة لى الانعقاد. ويرمي ‏المخرج المقترح الى بلورة مخرج حول مسار التحقيق العدلي في ‏انفجار المرفأ، عبر تشكيل هيئة اتهامية عدلية من ثلاثة قضاة، يكون ‏من ضمن اختصاصها النظر في قرارات المحقق العدلي.‏

‏ ‏وفيما تؤكّد مصادر نيابية لـ”الجمهورية”، انّ “الاقتراح المذكور ليس ‏مدرجاً في جدول اعمال الجلسة التشريعية اليوم، الّا انّ لا شيء يمنع ‏من أن يبادر اي من النواب الى طرحه خلال الجلسة، وبالتالي كل ‏الاحتمالات واردة، وخصوصاً انّ مهمة القاضي البيطار بعد أحداث ‏الخميس صارت اصعب بكثير مما كانت عليه قبل تلك الاحداث، حيث ‏ثمة شكوك تقارب اليقين باستمرارها على نحو ما كانت عليه”.‏

‏ ‏

ميقاتي‏

من جهته، طمأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “انّ الوضع الأمني ‏مستتب ولا تخوف”، ولكنّه على المستوى السياسي قال: “أنا لن أدعو ‏إلى جلسة لمجلس الوزراء، قبل إيجاد حلّ للمشكلة. ولا أريد استفزاز أي ‏طرف”. مضيفاً انّه “يسعى لحلّ الأزمة التي ولدت بالطرق السليمة”، ‏ولافتاً الى انّ “مجلس الوزراء لن ينعقد بغياب مكوّن لبناني عنه، ويتمّ ‏العمل على الحلول السليمة والمنطقية لتستأنف الحكومة عملها”. ‏وكما هو واضح، فإنّ موقف ميقاتي هذا مرتبط بتصاعد موقف ‏الثنائي الشيعي ضد المحقق العدلي واعلانهما مقاطعة وزرائهما ‏لجلسات الحكومة قبل تغيير البيطار.‏

‏ ‏

التحقيقات .. إرباك‏ ‏

في هذا الوقت، يسود حال من الإرباك الشديد على كل المستويات ‏جراء تعدّد الروايات والسيناريوهات لما حصل الخميس الماضي في ‏الطيونة.‏

‏ ‏واذا كان كل طرف يحاول اخذ الامور في اتجاه تثبيت روايته ‏واستخدامها ورقة في معركته ضدّ الطرف الآخر، فإنّ مصادر مطلعة ‏اكّدت لـ”الجمهورية”، انّ كل ما يُحكى عن روايات وسيناريوهات مجاف ‏للحقيقة، وخصوصاً انّ التحقيقات التي تجريها مخابرات الجيش ‏اللبناني في منتهى السرية، وفور انتهائها سيتمّ إعلانها للرأي العام، ‏ولا يبدو انّ نتائج التحقيق ستتأخّر”.‏

‏ ‏وقد كان لافتاً ما قاله وزير الدفاع موريس سليم في الساعات ‏الماضية لناحية وجود 20 موقوفاً يتمّ التحقيق معهم في أحداث ‏الطيونة، وسيصل الى نتائج وسيحدّد المسؤوليات وسنكون ملتزمين ‏بالاعلان عن النتائج. وكذلك اشارته الى “انّ اطلاق النار قد يكون حصل ‏من اي مكان، ولا يمكن ان أجزم ولا انفي وجود قنّاصين، وهذا الامر ‏سيتبيّن في اطار التحقيق الذي ننتظر نتائجه”. مضيفاً : “ان تحرّك يوم ‏الخميس واجه انحرافاً مفاجئاً إلى بعض الشوارع الفرعية والتي أدّت ‏إلى حصول الاشتباكات”. واستغرب في السياق ذاته، وجود مطالبات ‏بإقالة قائد جيش كالعماد جوزف عون، “الذي حفظ البلاد وواجه ‏الارهاب على الحدود والداخل، فقيادة عون للجيش اثبتت كفاءته ‏ونزاهته وصدقيته في الداخل والخارج وهو يقوم بدوره بشكل مميّز ‏والمطالبة بإقالته ظلم”.‏

‏ ‏

دعوات للتبريد – بري

‏ ‏الى ذلك، وفي موازاة المواقف النارية التي دأبت منذ الخميس ‏الماضي على صبّ الزيت على نار ما حصل في الطيونة، برزت ‏سلسلة مواقف تحذيرية من انحدار الوضع، ظهرَ فيها تأكيد مرجع ‏مسؤول لـ”الجمهورية” بأنّ الفتنة خط احمر، ولن يُسمح لأي كان ‏المس بالسلم الاهلي وأخذ البلد الى فتنة”.‏‏ ‏

وفي هذا السياق يندرج ما اكده رئيس مجلس النواب نبيه بري في ‏مناسبة المولد النبوي، حيث قال: خير العزاء والتهنئة في آن.. حين ‏تتعانق مواعيد الشهادة مع الولادة، شهادة في سبيل الحق والحقيقة.. ‏وولادة الحق والحقيقة، شهادة من اجل العدل… وولادة العدل. وان خير ‏التعزية والتبريك للبنانيين عامة والمسلمين خاصة وللشهداء كل ‏الشهداء من شهداء المرفأ الى شهادة اولئك الاقمار السبعة الذين ‏سقطوا صبيحة الخميس الأسود غيلة وغدراً وقنصاً، أن نستلهِم من ‏ذكرى مولد من أخرج البشرية من ظلمات الجاهلية إلى الهدى ونور ‏الإيمان والتوحيد وأنقذ الامة من الذل والخضوع ونشر الامن والسلام ‏وحكم بالعدل بين الناس، فكان الرحمة الالهية للعالمين كل العالمين، ‏بأن نستلهِم من ذكرى المولد النبوي الشريف كما من كل المناسبات ‏الرسالية السماوية القيَم، وان نستخلص الدروس والعبر ونسير بهَديها ‏عدلاً ومساواة بين الناس وإحقاقاً للحق وتحرراً من كل الاشكال ‏العبودية والخضوع، بذلك لن يضلّ أحد سبيل الوطن وسبيل حفظ ‏كرامة الانسان”.‏

‏ ‏

الراعي‏

وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي: “في القلب ‏غصّة لما جرى الخميس الماضي، ونستنكر هذه الأحداث واستعمال ‏الأسلحة بين أخوة الوطن الواحد، كما نتقدم بالتعازي الحارة من عائلات ‏الضحايا”.‏

‏ ‏وإذ شدد على “دعم الجيش”، أكد أنه “لا يجوز لأي طرف أن يلجأ إلى ‏التهديد والعنف وإقامة حواجز عشائرية على الطرق”، مضيفا: “نرفض ‏العودة إلى التجييش الطائفي وتسويات الترضية واختلاق الملفات ‏وأشخاص أكباش للمحرقة. ولذلك ندعو إلى التلاقي لقطع دابر الفتنة ‏ولنحرر القضاء وندعم استقلاليته وفقا لمبدأ فصل السلطات. فما من ‏أحد أعلى من القانون والقضاء”.‏

‏ ‏

دريان

‏وقال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة المولد ‏النبوي: “بقدر ما نخشى السياسيين ونياتهم وأعمالهم، وإثارة للناس ‏بعضهم على بعض. نحن نخشى على العيش المشترك”. مجدداً ‏التحذير من “مخاطر التسييس والتطييف للمسائل الوطنية الكبرى”.‏‏ ‏

أضاف: “ما حصل في الطيونة، مشين ومهين ومعيب”، مؤكداً ان ‏‏”الاقتتال مرفوص وممنوع أياً كان السبب، والحل يكون بالطرق ‏السلمية، فالإنسان له احترامه وكرامته سواء أكان مسلما أو مسيحيا. ‏فلا يجوز أن يشهر السلاح بوجه بعضنا بعضاً، لان هذا يؤسس لاشعال ‏الفتنة الطائفية والمذهبية التي لا نسمح لأيّ كان بإيقاظها”.‏

‏ ‏

عودة‏

وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس ‏عودة: “لم يعد شعبنا المنهَك يحتمل الابتزاز والتهديد، ولم يعد يقبل ‏الاذعان والسكوت، وما حصل الاسبوع الماضي يذكّر اللبنانيين ببدايات ‏الحرب المشؤومة وهم ليسوا مستعدين لعيشها من جديد”‏ ‏

اضاف: “نتمنى لو يساعد مسؤولو هذا البلد انفسهم وشعبهم من ‏اجل استعادة سلطة الدولة وفرض هيبتها، والوصول الى الانعتاق ‏التام من كل ارتباط او استعباد والحصول على الاستقلال الفعلي”.‏

‏ ‏

قبلان

‏ ‏وحذّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، في رسالة المولد ‏النبوي، من انزلاق البلد الى الهاوية، وقال: “إننا نريد العيش معاً، ‏وليس في تاريخ وتربية المسلم والمسيحي أن يتقاتلا أو يتمزّقا بسبب ‏اختلاف ديني أو طائفي؛ والحرب الأهلية ليست حرب طوائف أو حربا ‏دينية، بل هي حرب ضد الطوائف والدين، لأنها تأخذ الطوائف والدين ‏رهائن مكبلة لحسابات ومصالح وأولويات دولية إقليمية”.‏

‏ ‏

حركة أمل

‏ ‏الى ذلك، اتهمت “حركة أمل” المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ‏بأنه “يُمعن في اشعال فتائل التوتير في عناوين الاحتدام السياسي ‏اللبناني”.‏‏ ‏

واذ دانت، في بيان لمكتبها السياسي أمس، “الجريمة الكبيرة التي ‏ارتكبتها العصابات المسلحة والمنظمة يوم الخميس الماضي بحق ‏المتظاهرين العزّل الابرياء”، قالت ان “ما جرى يضع جميع اللبنانيين ‏أمام حقيقة ما تقوم به هذه الجماعات من محاولة لإحياء الفتنة ‏الداخلية والانقسام الوطني وتهديد السلم الاهلي وإعادة اللبنانيين ‏إلى زمن الحروب الداخلية”.‏‏ ‏

واكدت الحركة على “الموقف الثابت برفض الانجرار إلى كل ما يخطط ‏على هذا الصعيد من محاولة إعادة الامور إلى الوراء، والدخول في أيّ ‏من ردات الفعل”. وشددت على “ضرورة قيام الأجهزة الامنية ‏والعسكرية والقضائية بدورها في توقيف كل الفاعلين والمتورطين ‏والمحرضين، وإنزال العقوبات بهم”، معاهدةً الشهداء والجرحى وكل ‏اللبنانيين أنها “لن تسمح بتجاوز ما حصل والالتفاف عليه بأيّ شكل ‏من الاشكال”.‏

‏ ‏واشارت الى “ان ما جرى كان قد استفاد مفتعلوه من الازمة التي ‏اوجدها الاداء الكيدي والاستنسابي والانتقائي والمواقف المتذبذبة ‏وازدواجية المعايير، وما اقدم عليه القاضي البيطار، الذي يُمعن في ‏اشعال فتائل التوتير في عناوين الاحتدام السياسي اللبناني. لذ،ا كان ‏وسيبقى مطلبنا المُحِق هو في اتّباع الاصول في التحقيق بجريمة ‏المرفأ والكشف عن المتسببين الحقيقيين لهذه النكبة، وليس ايجاد ‏بدل عن ضائع لإلباسه ثوب التهمة والادانة الجاهزة مسبقاً في الغرف ‏السوداء التي تمسك بمفاتيحها أدوات مشبوهة في الداخل والخارج ‏تستهدف عناصر قوة لبنان ومنعته”.‏

‏ ‏

‏”القوات”‏

‏ ‏وكانت “القوات اللبنانية” قد رفضت “الهجومات العشوائية الظالمة ‏المجردة من أي موضوعية ومليئة بالمغالطات التي يشنها نواب ‏‏”حزب الله” على القوات اللبنانية”. وقالت الدائرة الاعلامية في ‏القوات، في بيان: “نفهم الحرج الذي وقعت به قيادة “حزب الله” على ‏أثر ما انتهت إليه التحركات التي كانت قد دعت إليها يوم الخميس ‏الماضي، ويا للأسف، بما انتهت إليه، ولكن لا نفهم أن يخترعوا لبيئتهم ‏الحاضنة عدوا خياليا هو القوات اللبنانية، ويُسبغون عليها الصفات ‏الشنيعة الممكنة كلها والتي هي منها براء”.‏

‏ ‏وأوضح: “لقد كرر كل من النائب محمد رعد وحسن فضل الله عدة مرات ‏بأنهم كـ”حزب الله” يريدون تحقيقا كاملا في هذه القضية، ونحن معهم ‏للآخر في هذا المطلب، ولكن كيف يسمحون لأنفسهم باتهام القوات ‏زوراً؟ ناهيك عن تشويه الحقائق والوقائع، بينما الفيديوهات والأفلام ‏القصيرة، إضافة إلى صور الكاميرات الموجودة في المحلة، فضلاً عن ‏انّ التحقيقات التي أجرتها محطات التلفزة كلها تدحض زيف ‏ادعاءاتهم”.‏

‏ ‏وختم البيان: “إذا كانوا يريدون مهاجمة القوات اللبنانية لغاية في ‏نفس يعقوب فيجب ألا يختبئوا وراء دماء الأبرياء واختلاق القصص ‏والروايات لمجرد الهجوم على القوات. أما بالنسبة إلينا فنحن بانتظار ‏نتائج التحقيقات النهائية ليُبنى على الشيء مقتضاه”.‏

‏ ‏الى ذلك، وفي معلومات لجهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات” ‏انّ أحد القناصين في أحداث الطيونة كان تابعاً لـ”حزب الله”، وتم ‏تهريبه بسيارة مُفيّمة”، وان أهالي عين الرمانة تقدموا بدعوى ضد ‏الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، و”حزب الله”، و”حركة ‏أمل”.‏

‏ ‏

الكتائب‏ ‏

وفي بيان لمكتبه السياسي، اتهم حزب الكتائب “حزب الله” وحلفاءه ‏‏”بالسعي الى ضرب القضاء والجيش”، واعتبر “ان التهويل والتلويح ‏بالحرب الذي تمارسه المنظومة، وتخوين قاض شجاع يسعى الى ‏الحقيقة وإرساء مبدأ المحاسبة، ما هو سوى هروب الى الأمام للافلات ‏من العقاب وحَرف الأنظار عن الجريمة الكبرى التي اقترفت بحق ‏اللبنانيين يوم تفجير المرفأ، وهذا اكبر دليل على ان لا قيامة لبلد ‏تحكمه ميليشيا مسلحة تهدد اللبنانيين عند كل استحقاق وجودي”.‏

‏ ‏ودعا “إلى المشاركة في الاعتصام الرمزي امام قصر العدل تضامناً ‏مع الجسم القضائي والقاضي طارق البيطار عند الحادية عشرة من ‏قبل ظهر اليوم”، مُعلناً رفضه “الاعتداء على المواطنين الآمنين في ‏منازلهم واستفزازهم تحت أي حجة كانت”، معتبراً “أن ما حصل في ‏الطيونة ليس مواجهة بين منطقة واخرى، انما بين منطق الدولة ‏ومؤسساتها ومنطق اللادولة وميليشياتها”، مستغرباً “التوقيفات التي ‏تطال ابناء عين الرمانة الذين هبّوا للدفاع عن بيوتهم وارزاقهم امام ‏استباحة موصوفة واعتداء موثّق من جانب متظاهرين يدّعون ‏المطالبة بالعدالة لغايات سياسية معروفة، وعلى رأسها تعطيل ‏المحاسبة”، مؤكداً “ان مطلب أهالي المنطقة، وجميع اللبنانيين، هو ‏تَولّي الجيش اللبناني الشرعي زمام الأمور وحَظر السلاح خارج اطار ‏القوى الشرعية مهما كانت هويته، والضرب بيد من حديد، ليكون هو ‏الوحيد حاميهم وأرزاقهم ليس في المناطق الحساسة إنما في كل ‏لبنان وفي كل الظروف”.‏

 

‏ ‏واشنطن

‏ ‏الى ذلك، نقلت قناة “الحرة” عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في ‏مجلس الشيوخ الأميركي بوب مينيديز، والعضو فيها جيم ريش، ‏قلقهما من “دور “حزب الله” في إعاقة التحقيق الحاسم في الانفجار ‏المدمر في مرفأ بيروت”. ولفتا الى انّ “المحقق العدلي طارق البيطار ‏رجل قانون محترم ونزيه بكل المقاييس، وله أكثر من 10 سنوات من ‏الخدمة كقاضٍ في بلاده”.‏

‏ ‏ورأى المسؤولان أنه “من واجب الحكومة اللبنانية أن تضمن حق ‏القضاة والمحققين الآخرين في أداء واجباتهم بأمان وإتمام هذا ‏النحقيق”، مؤكدين أن “اللبنانيين، الذين ما زال الكثير منهم يعانون ‏الآثار المادية والاقتصادية لانفجار المرفأ، يستحقون محاسبة ‏المسؤولين عن هذه المأساة”.‏

‏ ‏وبالتوازي، أعرب السيناتور الديمقراطي تيم كاين، وفقاً لقناة “الحرة”، ‏عن اعتقاده بأن “لبنان غير المستقر بشكل متزايد يمثّل مشكلة ‏حقيقية للعديد من الدول، بما في ذلك أميركا، ويمكننا العمل مع ‏فرنسا في هذا الصدد”.‏

‏ ‏

نصر الله

‏ ‏اعتبر امين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله ان “كل الدلائل تؤكد ‏انّ حزب “القوات اللبنانية” هو من قتل شهداء الطيونة، وعلى رغم أنّ ‏هؤلاء الشهداء هم من “حزب الله” وحركة “أمل” فقد ركز رئيس حزب ‏القوات على “حزب الله”، لافتاً الى انّ “هناك من يصنع لأهلنا وجيراننا ‏في هذه المناطق عدواً وهمياً دائماً، ويريدهم ان يكونوا بحالة قلق ‏وخوف دائمَين”.‏

‏ ‏ورأى نصر الله ان “ما ظهر من تسليح وتدريب يؤكّد أنّ هناك ميليشيا ‏مقاتلة لحزب “القوات” والبرنامج الحقيقي له هو الحرب الأهلية لحَشر ‏المسيحيين في منطقة معينة ديموغرافياً وإقامة كانتون مسيحي”.‏

‏ ‏ولفت الى ان “هناك حزباً في لبنان يمارس التحريض لتحقيق أهداف ‏ذات صلة بالزعامة وما يعرضه من أدوار على جهات خارجية”، مشيرا ‏الى ان رئيس “القوات اللبنانية” حَرّض بعض الحلفاء القدامى قبل ‏أشهر على المواجهة مع حزب الله… يصنع لأهلنا وجيراننا في هذه ‏المناطق عدواً وهمياً دائماً”.‏

‏ ‏وعن احداث الطيونة، قال نصر الله: “سلّمنا رقابنا ودماءنا يوم الخميس ‏الماضي للجيش اللبناني والقوى الأمنية فلم نتخذ إجراءات أمنية ‏ووقائية بسبب حساسية المنطقة”، وأضاف: “محاولة تقديم حزب الله ‏كعدوّ هو وهم وكذب وافتراء، وحزب الله وحركة امل ليسا أعداء ‏للمسيحيين في لبنان بل قرارنا هو العيش المشترك”.‏

‏ ‏وتوجه نصر الله الى جعجع بالقول: “خُذ علماً بأنّ الهيكل العسكري ‏لـ”حزب الله” وحده يضم 100 ألف مقاتل”.‏

‏ ‏واضاف: “لا تخطئوا الحساب و”اقعِدوا عاقلين وتأدَّبوا”، وخُذوا العبر ‏من حروبكم وحروبنا”.‏

وتابع: “أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان هو حزب القوات ‏اللبنانية، لأنه تحالفَ مع داعش والنصرة وما سمّاه بالمعارضة في ‏سوريا، فلو نجح هؤلاء أين لكان أصبح الوجود المسيحي في سوريا؟”.‏