نظمت بلدية طرابلس ومنظمة اليونيسف مؤتمراً صحفياً، في قاعة المنتدى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الميناء- طرابلس، تم فيه توصيف أوضاع الأطفال العاملين في المدينة، حضره رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمرالدين، أمينة سر عام محافظة الشمال القائمقام ايمان الرافعي، نائب المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية بيتر رادماكر، مسؤولة برنامج حماية الطفل في اليونيسف لبنان مايكي هيجبرجتس، اختصاصية البرامج في مكتب اليونيسف في الشمال وعكار عبير ابي خليل، نقيبة المحامين ماري تيريز القوال ممثلة بالمحامية عبير عرابي، رئيس كلية الصحة في الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد زيادة، مديرة الجامعة اليسوعية- فرع الشمال فاديا علم، وممثلو وزارة الشؤون الإجتماعية ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات دولية وجمعيات محلية. وهذه الجهات المدعوة معنية جميعها وفقاً لمهامها بقضايا حماية الطفل.
سنكري
بعد النشيد الوطني، تحدثت عضو مجلس بلدية طرابلس ورئيسة اللجنة الإجتماعية وذوي الإعاقة في البلدية رشا سنكري، فقالت: “يمر لبنان بواحدة من أسوأ الأزمات في الشرق الأوسط، حيث يعاني من كساد اقتصادي حاد وطويل الأمد. وفقاً لآخر إصدار من المرصد الاقتصادي للبنان التابع للبنك الدولي (LEM)، الأزمة الاقتصادية والمالية تحتل احدى المراتب الثلاث الأولى، والأكثر حدة على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر”.
أضافت: “أدى تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المختلفة الى تدهور وضع حماية الطفل بشكل كبير في لبنان، امتد إلى الفئات الأكثر ضعفاً، لا سيما في غياب السياسات والبرامج والخدمات المناسبة لدعم الاحتياجات. وأفادت الجهات الفاعلة بتدهور خطير في قطاع حماية الطفل، والمخاوف المرتبطة بالوضع الاقتصادي المنهار في البلاد ونقص التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والأساسية”.
ولفتت إلى انه “خلال العام 2019 وبطلب من بلدية طرابلس، بدأ التحضير لوضع خطة عمل تهدف لتخفيض نسبة عمل الأطفال المنتشر في مدينة طرابلس”، مشيرة الى “عقد لقاءات إستشارية مع العديد من الجهات المعنية بالموضوع من جمعيات ووزارات وخبراء من أجل تحديد دقيق للإشكالية، بناءً على هذه الاستشارات تم وضع خطة تدخل لمدة تنتهي نهاية العام 2022”.
وقالت: “بناءً عليه، تم توقيع اتفاقية تعاون بين بلدية طرابلس ومنظمة اليونيسف في شباط 2020 حول حماية حقوق أطفال المدينة. نفّذنا عدد من الأنشطة والمبادرات بحسب خطة العمل:
-التدريب المستمر لشرطة البلدية.
– تدريب الجمعيات المحلية على اساسيات حماية الطفل.
– إنشاء الغرفة الصديقة للأطفال في حديقة عامة وتفعيلها لاستقبال الأطفال العاملين في الشارع.
– وضع رسائل أساسية لرفع الوعي موجهة للأطفال وأصحاب العمل والأهالي.
– لقاءات مطلبية من الأطفال مع رئيس بلدية طرابلس والمحافظ.
-المشاركة في قمة الدول الصديقة للأطفال في ألمانيا.
– إنشاء منصة إدارة المعلومات الإجتماعية بمدينة طرابلس.
– تدريب جمعيات محلية على هذه المنصة لنحقق من خلالها خريطة إجتماعية للمدينة.
– تأسيس الفريق الفني أو Task Force المسؤول عن تقديم المشورة التقنية خلال تنفيذ الخطة، يتألف هذا الفريق من 11 جمعية محلية، دولية ومنظم أمم متحدة، إجتماعاتها شهرية، ويضم الفريق: حماية، مؤسسة رينيه معوض، أجيالنا، IRC، DRC،
Lebrelief ، AICA، Restart، الحركة الإجتماعية، منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR ومنظمة اليونيسف”.
أضافت: “بسبب غياب أية احصاءات رسمية حديثة تتعلق بعمل الأطفال في طرابلس تم تنفيذ هذا العمل بالتعاون مع الجامعة اللبنانية والجامعة اليسوعية على 3 مراحل امتدت من آب 2021 حتى تموز 2022.
– شمل البحث المناطق المعروفة بنشاطها الاقتصادي وكثرة المحلات التجارية فيها وهي: التبانة – الأسواق الداخلية – منطقة الجسر- باب الرمل- محرّم- البحصاص- النجمة- التل
– ساعد 10 عناصر من شرطة البلدية الطلاب والطالبات خلال عملية جمع المعلومات”.
وأنهت قائلةً: “نتيجة هذا البحث كانت صادمة إذ طال ١٠٢٠ طفلاً عاملاً في تلك المناطق، وأريد أن أعتذر وبحزن عميق من هؤلاء الأطفال وكل طفل عامل إذ بدل أن نكون اليوم نعرض خططاً ومشاريعاً لجعل مدينتنا صديقة للطفل، كما تعهدنا بألمانيا في المؤتمر العالمي للمدن الصديقة للطفل، فإننا نعرض بالأرقام والنسب الظروف المحيطة بهؤلاء الأطفال العاملين”.
اليونيسف
وتمّ عرض نتائج التوصيف من قبل اليونيسف – قسم حماية الطفل الذي أظهر توزيع نسب الأطفال العاملين في مناطق التبانة – الأسواق الداخلية – منطقة الجسر- باب الرمل- محرّم- البحصاص- النجمة- التل، وأتت على الشكل التالي:
12.5 % من الأطفال بين 5- 11 سنة
34.2% من الأطفال بين 12-14 سنة
49% من الأطفال بين 15-17 سنة.
• 77% من الأطفال يقطنون في مدينة طرابلس بينما 23% يأتون من الميناء، الضنية، الكورة وزغرتا.
• 3.8% من الأطفال لم يدخلوا المدرسة، 50% تسربوا في المرحلة الابتدائية، 33% في المرحلة المتوسطة، 6% في المرحلة الثانوية.
• 73.1% من الأطفال بدأوا العمل منذ 3 سنوات أي منذ بداية التدهور الاقتصادي والاجتماعي وجائحة كورونا.
• 85.3% يعملون في 3 مهن: كل ما يتعلق بالسيارات، المواد الغذائية والألبسة
• 55.3% من الأطفال يعملون بين 4 و6 أيام بالأسبوع بينما يعمل 42% منهم لمدة 7 أيام.
• 69.9% من الأطفال لا يعلمون أنهم يستخدمون أدوات حادة علماً أنهم يعملون في أعمال مصنفة من أسوأ أشكال عمل الأطفال وبالتالي هم غير واعون للخطر المعرضين له.
• 83% من الأطفال أكدوا تعرضهم على الأقل لنوع واحد من المخاطر خلال عملهم (الضجة، الغبار والغازات، المواد الكيماوية، الحرارة والأوزان الثقيلة).
• حول إساءة معاملتهم أثناء العمل 13%من الأطفال لم يجيبوا على هذا السؤال وقد بدا واضحاً الخوف والتلبك على وجوههم، 45% من الأطفال أجابوا ” كلا” وهناك اعتقاد كبير أن هذا الجواب غير دقيق بسبب الخوف من صاحب العمل وبالتالي فإن 42%من الأطفال قد أكدوا أنهم يتعرضون على الأقل لنوع واحد من أنواع الإساءة في المعاملة.
• بحسب تصنيف البنك الدولي، الحد الأدنى الأقصى للأجر اليومي هو 1.9$ ويتبين أن 92.5% من الأطفال يحصلون على أقل من هذا المبلغ.
• 96% من الأهالي يعلمون بشروط عمل أطفالهم.
• 77% من الأطفال أجابوا بأنهم لا يدخنون ولكن قد تكون هذه النسبة غير دقيقة بسبب خوف الأطفال من التصريح عن ذلك.
• 85% من الأطفال العاملين ليس لديهم أي نوع من الضمان الصحي”.
إقتراحات
بعد العرض لهذه النتائج تم تقديم إقتراحات:
” ١- تفعيل دور الوزارات المعنية والعمل على تطبيق القوانين الدولية والوطنية المتعلقة بالأطفال تحديداً إتفاقية حقوق الطفل، وإتفاقية العمل الدولية رقم ١٨٢ و١٨٣ إضافة إلى المرسوم اللبناني رقم ٨٩٨٧ حول أسوأ أشكال عمل الأطفال.
٢- التعليم للجميع: كل طفل يجب أن يكون ضمن حلقة التعليم سواء النظامي أو غير النظامي الأكاديمي أو المهني.
٣- دور فاعل أكثر للنقابات وتحديداً نقابة أصحاب المحلات التجارية ونقابة محلات السوبرماركات لمنع عمل الأطفال لديها”.