Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: إيران تستهـدف القاعدة الأميركية في قطر… ترامـب: شكـراً إيـران.. حان الآن وقت السلام

كتبت صحيفة “الجمهورية”: نار الحرب في تسارع ملحوظ على مثلث المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وباتت تنذر بسقوطها في المحظور الخطير الذي يهدّد بوضع المنطقة برمّتها على كفّ احتمالات مجهولة. والجديد في ذروة اشتعال المواجهات الجوية والصاروخية بين إسرائيل وإيران، حوّلت إيران استهدافاتها إلى القواعد العسكرية الأميركية في الخليج، وأطلقت ما سمّتها عملية “بشائر الفتح”، وركّزت بصورة خاصة على قاعدة “العديد” في قطر باستهداف صاروخي لها رداً على الضربة الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية.

وذكر موقع “إكسيوس”، انّ عدداً من الصواريخ سقط في القاعدة. ونقلت قناة “الجزيرة” عن مسؤول أميركي انّه لم تُسجّل أي إصابات في صفوف القوات الأميركية في قطر.
وقال ترامب على موقعه “تروث سوشيل”: “أود أن أشكر إيران على التحذير المُبكر، الذي سمح بعدم فقدان أرواح وعدم إصابة أي أحد في قاعدة العديد في قطر، ربما الآن يمكن لإيران أن تتقدم نحو السلام والانسجام في المنطقة، وسأشجع بحماس إسرائيل على أن تفعل الشيء نفسه”.

واعتبر ترامب بان “ايران ردّت رسميًا على تدميرنا لمنشآتها النووية برد ضعيف جدًا، وهو ما كنا نتوقعه، وقد تصدينا له بفعالية كبيرة. تم إطلاق 14 صاروخًا – أُسقط منها 13، وصاروخ واحد تُرك لأنه كان متجهًا نحو وجهة غير مهددة. يسعدني أن أبلغكم أنه لم يُصب أي أميركي بأذى، ولم تُسجل أضرار تُذكر. والأهم من ذلك، أنهم أخرجوا ما في صدورهم، ونأمل ألا يكون هناك المزيد من الكراهية”.

وقد أشاع هذا التطور حالاً من التوتر الشديد في دول الخليج، وخصوصاً في نقاط انتشار القواعد الأميركية التي رفعت مستوى استنفارها في مواجهة هذا التطوّر. كما فرض حالاً من الترقب لردّ الفعل الأميركي على هذا الإستهداف، ولاسيما أنّ الولايات المتحدة حذّرت إيران من مغبة التعرّض لقواعدها في المنطقة. وبرز ما نقلته شبكة “سي.إن.بي.سي” عن مسؤول في الإدارة الأميركية، “أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتواجد في غرفة العمليات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة، وذلك بالتزامن مع بدء الهجوم الإيراني”. وكان الأبرز ما نقلته شبكة “سي ان ان” عن مسؤول في البيت الأبيض بأنّ “الرئيس ترامب مستعدّ للتصعيد العسكري إذا لزم الأمر”. الّا انّه أضاف “انّ ترامب لا يرغب في مزيد من التدخّل العسكري في المنطقة”.

وفيما قال مسؤول إسرائيلي انّ الهجوم الإيراني “بدا أكبر مما كان يُقدّر في البداية”، أعلن الحرس الثوري الإيراني “أنّ القواعد الأميركية والأهداف العسكرية المتنقلة في المنطقة ليست نقطة قوة في هذا الدفاع الوطني، بل هي نقطة ضعف وشوكة في خاصرة هذا النظام المولع بالحروب، وانّ رسالة العمل الحاسم الذي قام به أبناء الأمّة في القوات المسلحة واضحة وصريحة للبيت الأبيض وحلفائه، بأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تترك اي اعتداء على سلامة اراضيها وسيادتها وأمنها الوطني دون ردّ تحت أي ظرف من الظروف”.

واكّد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني “أنّ الهجوم على قاعدة العديد في قطر، هو ردّ يأتي في إطار الردّ بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشروع لقواتنا المسلحة. وقد نُفّذت العملية بنجاح تام مستهدفة قاعدة العديد الجوية الأميركية التي تعدّ من أكبر القواعد الأميركية في المنطقة”، لافتاً إلى “انّ عدد الصواريخ المستخدمة مساوٍ لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في هجومها على المنشآت النووية”. وقال: “انّ الهدف العسكري الذي تمّ ضربه يقع بعيداً من المناطق السكنية والمراكز الحضرية في دولة قطر، ولم تنطوِ العملية على ايّ تهديد أو خطر على الشعب القطري الشقيق او على أمن الدولة القطرية”.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان: “لم نكن البادئين بالحرب ولم نكن نرغب بها، لكننا لن نترك العدوان على إيران العظيمة من دون ردّ. وسندافع عن أمن هذا الوطن العزيز بكلّ كياننا وسنردّ على كلّ جرح يصيب إيران بإيمان وحكمة وعزيمة”.

وأثارت الضربة الإيرانية ردود فعل عربية ودولية، مستنكرة التصعيد ومندّدة بالاعتداء على سيادة قطر. واعلنت الدوحة “انّها تحتفظ بحقها في الردّ”، ورأت الخارجية القطرية “انّ استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة”.

على انّ اللافت للانتباه في هذا المجال، ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول انّ “إيران أخطرت قطر مسبقاً بالهجمات على قاعدة العديد الأميركية”، وقالت: “انّ إيران نسّقت الهجمات على قاعدة العديد مع مسؤولين قطريين”. وايضاً ما كشفته وكالة “رويترز” عن انّ “إيران أبلغت الولايات المتحدة قبل ساعات من شنّها هجمات على قطر، وأبلغت الدوحة أيضاً”. وبعد الضربة على القاعدة الأميركية نقلت “رويترز” عن مسؤول إيراني قوله: “نتحلّى بالعقلانية لبدء عملية ديبلوماسية بعد معاقبة المعتدي”. وكانت “رويترز” قد نقلت في وقت سابق أمس، عن مسؤولين أميركيين قولهم “إنّ واشنطن لا تزال تسعى إلى حل ديبلوماسي، لكنها ترى في الوقت نفسه خطرًا كبيرًا لردّ إيراني وشيك يستهدف القوات الأميركية”. وقال أحد المسؤولين للوكالة “إنّ الردّ الإيراني المحتمل قد يحدث خلال يوم أو يومين”.

سبحة طويلة

وعلى المسرح الحربي ذاته، سبحة طويلة من الأسئلة المتراكمة في الأجواء الإقليمية، تكرّ سؤالاً تلو سؤال، يتوخى كلّ منها جواباً ملحّاً – حول ما هو مخفي – لا يبدو ميسّراً حتى لدى العالمين بالغيب السياسي والعسكري وعباقرة التحليل، ومنها؛
إلى أين تتّجه الحرب، أم أنّها ستطول وتستمر وتستعر اكثر؟
ما هي الخطوة الأميركية التالية بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟
هل إنّ هدف الضربة الأميركية هو تدمير البرنامج النووي أم هي تمهيد لهدف تغيير النظام؟
هل انتهى البرنامج النووي الإيراني فعلاً؟
هل فشلت الضربة الأميركية، وهل دقيق ما يُقال عن أنّ ترامب تسرّع فيها، وتورّط في حرب مفتوحة وشاملة قد لا تكون فيها إيران وحدها بل معها حلفاؤها في محورها وفي مقدمهم الروس والصينيون؟
ماذا لو بيّنت الوقائع فعلاً أنّ البرنامج النووي لم ينته، فهل سيعيد ترامب الكرّة بصورة أقسى وأعنف؟
ماذا عن إسرائيل التي هللت لما اعتبرته الانتصار التاريخي العظيم وزوال الخطر النووي، من ثمّ عادت لتطرح عبر مستوياتها الإعلامية والعسكرية شكوكاً حول تدمير البرنامج النووي، فهل ستستمر في حربها على إيران؟
إذا كان هدف واشنطن هو البرنامج النووي فقط ولا تستهدف تغيير النظام في إيران، فماذا ستفعل إذا ما استمرت إيران في توجيه الضربات الصاروخية لإسرائيل؟
هل إنّ فرص وقف الحرب ما زالت متوفّرة؟
هل تحتمل إسرائيل حرباً طويلة الأمد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران؟
أيّ إيران بعد الحرب؟
أيّ إسرائيل بعد الحرب؟
إيران هدّدت بإغلاق مضيق هرمز فهل ستفعل، وماذا لو فعلت؟
أيّ منطقة بعد هذه الحرب، وأيّ واقع إقليمي ودولي سينتج منها؟

متاهات ملغومة!

العالم كلّه يبدو متحفّزاً للتطوّرات، والميدانان العسكري والسياسي في أعلى درجات التجييش الحربي، ومساحة المخاوف آخذة في الإتساع من مفاجآت تُسرّع الإنزلاق نحو واقع اقليمي ودولي خطير يتنازعه معسكران متواجهان في متاهات مجهولة وملغومة بالإحتمالات الصعبة، وهو ما تتقاطع قراءات وتحليلات وصفت بالعاقلة، على التحذير من عواقب هذا الإنزلاق – إنْ وقع – على مساحة العالم بأسره.

وبمعزل عن الإنتصارات المعلنة من هذا الجانب أو ذاك، فإنّ تقديرات المحلّلين تتفق على أنّ ادعاء النصر والحسم المسبق في واقع حربي مفتوح، لا يمكن حسمه بالتصريحات والمواقف المعلنة، بل من الارض وما حدث عليها، فضلاً عن أنّه يجافي وقائع الحرب الضروس التي تتبدل وتتقلّب في كلّ ساعة ربطاً بما يخفيه دخانها من إمكانات مجهولة ومفاجآت غير محسوبة. وخصوصاً انّ الحرب ما زالت في بداياتها، وكل الأطراف تتحضّر للأسوأ وكأنّها متيقنة من انزلاق الامور نحو اشتعال اكبر واوسع على مستوى المنطقة. ولعلّ أكثر شراراتها اشتعالاً يتبدّى في تلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز، وفي التهديد الأميركي من مغبة لجوء إيران إلى الردّ او إلى إغلاق المضيق، حيث يُعتبر هذا الإجراء بمثابة إعلان حرب اقتصادية عالمية. وقد أطلق البيت الأبيض إشارة بالأمس قال فيها انّ واشنطن تراقب من كثب الوضع في مضيق هرمز، ومن الغباء أن يتخذ النظام الإيراني خطوة إغلاق المضيق. وثمة واحدة من هذه الشرارات قد تبدّت في الساعات الأخيرة مع اعلان رئيس مجلس الشورى الإيراني تعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية.

حشد الدعم

وفيما تحاول إيران حشد حلفائها، وتبرز في هذا السياق زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إلى موسكو أمس، والمحادثات التي وصفت بالمهمّة، التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت ترفض فيه إيران الدعوة الأميركية إلى طي صفحة الحرب والانتقال إلى السلام، والأمر ذاته كشفه الإعلام الإسرائيلي ومفاده “أنّ اسرائيل وجّهت إلى إيران رسالة مفادها اننا نريد إنهاء الحرب. وجاء ردّ إيران بأنّ الوقت لم يحن بعد”.

قلق حتى إشعار آخر

على انّ تطورات الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، وما يلوح في أفقها من مخاطر تمدّدها، ترخي بثقلها الكبير على المشهد الداخلي، الذي يؤكّد مرجع كبير لـ”الجمهورية” بأنّ الواقع اللبناني محكوم بقلق شديد حتى إشعار آخر”.

وإذا كان المرجع عينه متيقّناً من أي طرف داخلي، و”حزب الله” على وجه الخصوص، لا يسعى إلى مغامرات مكلفة على البلد، “فجسمنا رخو، لا يحتمل أي خطوة او خضة تضعنا في مهب الريح”، فإنّه في موازاة ذلك يعبّر عن تخوّف كبير من أن تدفع إسرائيل إلى التصعيد، باعتبارها صاحبة المصلحة في استمرار الحرب واتساعها، لعلها تحقق بذلك النصر ليس بعضلاتها بل بعضلات الولايات المتحدة الأميركية التي فضح دخولها في هذه الحرب، عجز إسرائيل عن الحسم في وجه إيران.

ولفت المرجع رداً على سؤال، إلى انّ “كل شيء ممكن بما في ذلك الحرب الشاملة، ولكن ثمة مخاطر ومحاذير دولية كبرى ماثلة في طريقها، لا اقول انّها تلغيها، بل تقلل من احتمال وقوعها، وتعزز من التقاء الأطراف على مخرج يقود إلى عودتهم للجلوس على طاولة المفاوضات، لأنّ في ذلك مصلحة للأميركيين والإيرانيين”.

لا خوف على لبنان

ورداً على سؤال لـ”الجمهورية” اكّد مصدر رسمي “أن لا خوف على لبنان من أن تتمدّد شرارات الحرب اليه، في ظلّ قرار متفق عليه بين كلّ الأطراف بالنأي بلبنان عن هذه الحرب”. كاشفاً انّ “التواصل المباشر وغير المباشر لم ينقطع بين الجهات المسؤولة في الدولة وبين “حزب الله”، والأجواء كانت اكثر من مريحة، وما اكّد عليه الحزب في هذا الشأن يدعو إلى الاطمئنان على كل المستويات”.

إلى ذلك، وفي موازاة التأكيدات الجازمة من قبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بأنّ لا احد راغباً في الحروب أو جرّ لبنان اليها، وكذلك تأكيدات رئيس المجلس النيابي نبيه بري على التحصين الداخلي، وعلى عدم تدخّل “حزب الله” في هذه الحرب، برز إعلان الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على “أنّ المقاومة باقية ومستمرة وترمّم نفسها، وهي حاضرة لأي خيار تتخذه الدولة لوقف العدوان الإسرائيلي”. وقال: “اننا نحتفظ لأنفسنا بالقرار والخيار المناسب الذي نتخذه في وقته إذا لم تنجح فرصة الدولة في تحقيق اهدافها”.

تشريع واستنكار

على صعيد داخلي آخر، يعقد المجلس النيابي الاثنين المقبل جلسة تشريعية لإقرار مجموعة من الاقتراحات ومشاريع القوانين، ودعا اليها الرئيس بري، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس التي اجتمعت برئاسته في مقر رئاسة المجلس في عين التينة. وخلال الاجتماع أكّد بري انّه “ومنذ اعلان وقف إطلاق النار لليوم المقاومة في لبنان لم تطلق ولا رصاصة، وانّه باق على كلامه. وإن شاء الله لبنان يبقى محايداً. ولكن لا يكفي ان نكون مقتنعين بذلك، المطلوب من العدو الإسرائيلي ان يقتنع، لأنّ العدو اذا وصل إلى مكان يبحث فيه عن مخرج ما، فيخشى ان يفتعل مشكلة”.