Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

جعجع: نرفض وصول باسيل او فرنجية إلى الرئاسة مهما كانت التضحيات وأي مرشح لـ”حزب الله” سيؤدي بالبلاد إلى المزيد من التدهور

أكد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “لبنان يعيش ظروفاً صعبة على المستويات كافة وأن أي تفريط في الشروط المطلوبة التي يجب أن تتوافر في شخصية رئيس الجمهورية الجديد هو استمرار في التدهور”.

ولفت جعجع في حوار مع “الأهرام” إلى أن “مرشح “القوات” هو النائب ميشال معوض وهو من المرشحين الذين يحظون برضا وقبول اقليمي ودولي ومن القلة في الوقت الحاضر الذين يستطيعون استعادة ثقة المجتمع العربي، وبالاخص المجتمع الخليجي، والدولي في لبنان”، مشددا على رفضه التام “لوصول رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل او رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية إلى المنصب مهما كانت التضحيات”.

 

وفي ما يلي نص الحوار:

سئل جعجع عما يمنع انتخاب رئيس للجمهورية وما الدوافع وراء قرار تعطيل الانتخاب

أجاب: “واضح جداً وبسيط جداً ما يمنع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هو مقاطعة نواب “حزب الله” وحلفائهم للجلسات التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية وعددها ثماني جلسات. في ميزان القوى الحالي داخل المجلس النيابي، لن يتمكنوا من انتخاب المرشح الذي يريدونه وبالتإلى بدلاً من أن يذهبوا إلى الممارسة الديمقراطية بشروطها يقررون تعطيل النصاب”.

وسئل: هل هي الأسباب نفسها التي كانت قبل انتخاب الرئيس عون

فأجاب: “تماماً الأسباب نفسها. يعتمدون على التعطيل ويتدهور الوضع في البلاد أكثر فأكثر ويزيد الضغط على الجميع بمن فيهم النواب المعارضون حتى تأتي اللحظة التي قد يقبل فيها الجميع بانتخاب مرشح “حزب الله” كقرار أفضل من الفراغ، للاسف هذا هو منطقهم”.

أضاف: “لسنا في وارد قبول المرشح الذي يدعمه الفريق السياسي الآخر على الإطلاق لأننا تعلمنا الدرس من المرة الماضية التي وافقنا فيها على اسم العماد ميشال عون. ما تعلمناه أن أي مرشح لـ”حزب الله” سيؤدي بالبلاد إلى المزيد من التدهور والتراجع والمصائب والمآسي وبالتالي لن نقدم على هذا الأمر على الإطلاق”.

وتابع: “نحن نحاول كل يوم من خلال مرشح واضح لدينا وهو النائب ميشال معوض وكل يوم نتواصل مع بقية الكتل البرلمانية والمستقلين من أجل إقناعهم بانتخابه. هذا ما نستطيع فعله في ما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية”.

وردا على سؤال حول اتهام البعض “القوات” بأن ترشيحها معوض هو مناورة سياسية لا أكثر، قال: “أبداً، لو كان الأمر كذلك لكانت انتهت المناورة من الجلسة الأولى او الثانية او الثالثة. هذه آراء لا تعكس واقع الحال. نحن نرى في معوض مرشحاً مقبولاً في الوقت الحالي انطلاقاً من أوضاع لبنان المتدهورة ونحن ندعمه بغض النظر عما يفعله الآخرون. فالمواصفات المطلوبة للمنصب تتوافر فيه”.

أضاف: “اعتقد انه من المرشحين الذين يحظون برضا وقبول اقليمي ودولي وهو من المرشحين القلة في الوقت الحاضر الذين يستطيعون استعادة ثقة المجتمع العربي، وبالاخص المجتمع الخليجي، والدولي تجاه لبنان.

يطرح كثيرون اسم العماد جوزاف عون لشغل منصب رئيس لبنان كحل وسط غير أن المشكلة في اسم قائد الجيش أنه يتطلب تعديلاً دستورياً وهو أمر يحتاج إلى موافقة 86 نائباً عليه، وفي هذه الحال “القوات اللبنانية” توافق ولا يكون هناك اعتراض أو “فيتو” على اسمه”.

وعما إذا كان يملك حظوظا للانتخابات، قال: “المسألة ليست مسألة حظوظ بقدر ما هي المسألة التالية: أولاً، “حزب الله” وحلفاؤه غير مستعدين بأي ثمن لقبول وصولي إلى سدّة رئاسة الجمهوريّة لسبب بسيط جداً وهو أنني سأقوم بكل ما يمكنني القيام به بغية قيام دولة لبنانية فعلية وهذا ما لا يريدونه على الإطلاق. أما من الجهة الثانيّة، فالجميع يدركون مدى حساسية “القوات اللبنانية” في موضوع محاربة الفساد والخطة التي لديها للقيام بذلك، ومجمل هذه العوامل تجعل الكثيرين من النواب يتجنبون وصولي إلى رئاسة الجمهورية.

انا أخوض المعترك السياسي منذ 40 عاماً وأتمنى أن أكون في مواقع قيادية تمكنني من تحقيق مشروعنا السياسي”.

وسئل عما إذا كان “التيار” نقض الاتفاق مع “القوات” الذي جاء على أثره عون رئيساً للجمهورية، فقال: “طبعاً، منذ اللحظة الأولى تقريباً”.

وسئل أيضا عما إذا كان هناك تعهد بدعم اسمه لمنصب الرئيس خلفاً لعون

فأجاب: “لم يتضمن الاتفاق هذا الأمر ولم نتطرّق إليه حتى، فالعملية لم تكن مقايضة وإنما كانت بهدف تحريك الفراغ الذي تولد بعد انتهاء ولاية العماد ميشال سليمان واستمر لمدة عامين ونصف العام ووصلنا إلى مرحلة كانت المعركة الرئاسية محصورة في أسماء قليلة جداً وكلهم من حلفاء “8 آذار” ويقفون في صف “حزب الله” فوجدنا أنه في هذه الحالة من الأجدى إجراء مصالحة تاريخية مع العماد ميشال عون لإنهاء الصراع المستمر في الشارع اللبناني وانتخاب رئيس جمهورية بعد أن وقّعنا على اتفاق محدد المعالم اسمه “اتفاق النقاط العشر” والذي لم يلتزم به الرئيس عون”.

وإذ أكد جعجع أن القوات اللبنانية هي صاحبة أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي، استبعد ردا على سؤال حول فرص الاتفاق بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” على اسم من بين الأسماء المتداولة لشغل منصب الرئيس باعتبارهما الكتلتين الأكثر تمثيلاً على الصعيد المسيحي في البرلمان، حصول أي اتفاق، عازيا السبب الى أنه “حتى اللحظة لا يزال جبران باسيل يعتقد أنه الأكثر أحقية بالمنصب ويطرح نفسه جدياً واعلامياً كمرشح للرئاسة”.

ونفى موافقته على هذا الرأي، قائلا: “الاعتبارات كثيرةً، اولاً نقضه لـ”اتفاق معراب” مع “القوات” منذ اللحظة الأولى، أما الاعتبارات الأخرى فتتعلق بممارسته في السلطة طوال الست سنوات الماضية باعتباره كان رئيساً في الظل”.

وردا على سؤال حول تيار المستقبل، قال: “الجميع يعرف أنه تربطنا بـ”تيار المستقبل” علاقة تاريخية حتى البارحة أي حتى قيام ثورة 17 تشرين عام 2019 بعد أن حصل انهيار في الوضع المعيشي والاقتصادي، إذ وقع خلاف في وجهات النظر وافترقنا عند هذه النقطة وقبل هذه النقطة. إلا أنه لا تزال تجمعنا نظرة واحدة تجاه لبنان ومستقبله ومستقبل شعبه”.

واعتبر ان هناك قاسم مشترك بين “القوات” و”تيار المستقبل” وقال: “زعيم “تيار المستقبل” منذ 6 أشهر هو بعيد كلياً عن الساحة، ولم يعلن موقفاً سياسياً واحداً. أما بالنسبة لـ”تيار المستقبل” فهناك تنسيق في العديد من المواقف، إلا أنه ليس مخفياً أبداً ان البعض يحاول تأجيج الخلاف الذي نشأ بعد ثورة 17 تشرين ولكن دعني أقول أن الانسجام قائم بين “تيار المستقبل” و”القوات” كما كان قبل 2019″.

ونفى ردا على سؤال معرفته بأي مبادرة يحضرها “تيار المستقبل”.

وحول ما إذا كان يراهن على السمات الشخصية لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما يمكن أن يسهل الانتخاب، أجاب: “دعني أقول لك شيئاً، الرئيس بري هو المؤتمن على حسن سير المؤسسة الدستوريّة الوحيدة التي تعمل في الوقت الراهن وهي المجلس النيابي، هو المؤتمن على انتظام العمل ونحن أمام الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس الجمهوريّة التي ستقوم فيها نفس الكتل النيابية بتعطيل الإنتخابات، لذا أعتقد أنه حان الوقت لكي يتدخل الرئيس بري بصفته المؤتمن على هذه المؤسسة الدستوريّة الوحيدة المتبقية ويقول للكتل النيابية التي تعمل وبعض النواب المستقلين على التعطيل أنه لا يحق لهم القيام بذلك.

هنا اريد ان اقول شيئاً آخر وهو أنه اذا تحدث نائب في المجلس خلال جلسات المجلس النيابي بصوت عال يتدخل الرئيس بري ويقول له لا تستطيع أن تتكلم بهذا الشكل، واذا حاول نائب أن يأكل يقول لا تفعل هذا داخل المجلس ويفرض عليه ما يريد… اقصد انه يتدخل في كل شاردة وواردة لانتظام عمل المجلس النيابي فكيف لا يتدخل في موضوع تعطيل بعض الكتل انتخاب رئيس الجمهورية؟

وسئل: لماذا لا تلمس له قدراً من العذر بسبب التعقيدات اللبنانية والأبعاد الاقليمية؟

فـأجاب: “هذا غير مقبول، يجب أن يكون رئيساً للمجلس النيابي اللبناني أولاً بالرغم من كل الإعتبارات، المسؤول عندما يكون في موقع المسؤولية الرسمي عليه أن يتصرف من موجبات هذا الموقع الرسمي”.

ولفت الى أن الاتصالات بينهما تجري على مستوى نواب تكتل “الجمهورية القوية”.

أما عن طبيعة العلاقة مع “تيار المردة” ورئيسه سليمان فرنجية، فقال جعجع: “العلاقة الشخصية جيدة، لكن المشكلة أن “تيار المردة” ورئيسه سليمان فرنجية في المقلب الآخر، ونحن في صدد انتخابات رئاسة جمهوريّة ولسنا في صدد إقامة علاقات إجتماعية أو علاقات شخصية، وبالتالي نحكم على الأشياء من هذا المنطلق. هم في المقلب الآخر، منذ 30 سنة حتى اليوم، هم في خانة “8 آذار” ويصنفون أنفسهم في محور الممانعة”.

وعبر عن رفضه دعم أي مرشح ينتمي إلى “8 آذار”، وقال: “لن نقبل بأي مرشح ينتمي إلى محور الممانعة لأن التجربة تدل إلى اين وصلنا معهم، ولا نستطيع استعادة التجربة من جديد بصرف النظر عن الشخص. محور الممانعة هذه هي طبيعته وهذه هي استراتيجيته وهذا مشروعه السياسي، وهكذا يتصرف. واعطيك مثالاً على ذلك، فبعد أحداث 2019 كان محور الممانعة ممسكاً بالسلطة بشكل كامل وكلي، منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس النيابي، ولم يفعل أي شيء، والآن لو انتخبنا رئيسا من محور الممانعة نكون انتخبنا لصالح تمديد الأزمة التي نحن فيها”.

وعن عدم دعم “القوات اللبنانية” جلسة الحكومة، أجاب: “أولاً، لا وزراء لدينا في هذه الحكومة، وثانياً، لم نكن مع هذا الإجتماع لأنه ضد الدستور الذي ينص على أن الحكومة لا تستطيع الاجتماع إلا في حالة قصوى طارئة. نحن لم ندعم من منطلق دستوري”.

وأردف: “في ما يتعلق بمصالح الناس الحكومة يجب أن تعمل من خلال مراسيم جوالة، ولا يجب إقرار مبدأ أن “الضرورات تبيح المحظورات”. نحن لم نكن ضد اجتماع الحكومة من زاوية الفراغ الرئاسي ولكن من حيث الشكل والمبدأ.

لو كان حصر جدول أعمال الاجتماع في بندين على سبيل المثال الاعتمادات المطلوبة لشراء الأدوية لكان لا مانع لدينا في انعقاده”.

وسئل: ما الرسالة التي توجهها لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا التوقيت الصعب؟ فأجاب: “أتمنى عليه أن يكون دقيقاً جداً في ممارسة صلاحيته”.

وردا على سؤال حول الدور المصري تجاه لبنان، قال: “الدور المصري دائماً سكر وحلاوة. وهذه ليست مجاملة، هذا شعور عام في لبنان. مصر لا تتأخر عن مساندة لبنان في كل الاوقات. عندما وقع انفجار مرفأ بيروت وخلال ازمة “كورونا”، وفي كل الظروف الطبيعية وغير الطبيعية، وأزمات تصدير التفاح ومصر حاضرة دائماً لمساعدة الشعب اللبناني”.

وعن الدور السعودي، قال: “العلاقة مع المملكة العربية السعودية قديمة جداً وبدأت مع البطريركية المارونية منذ عشرات السنوات، وهي علاقة خاصة وعميقة وصداقة مستمرة. في الوقت الحاضر المملكة العربية السعوديّة مهتمة بلبنان كالعادة مع فارق صغير في المقاربة فهي تساعد لبنان على المستوى الاستراتيجي، ولا تتدخل في تفاصيل اللعبة اللبنانية، وبعلاقاتها الدولية مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تساعد لبنان ولا تنزل إلى مستوى التدخل في التفاصيل الداخلية. وهذا نراه من خلال العلاقة المستمرة مع المسؤولين في المملكة”.

وسئل: هناك اسماء بارزة في المشهد الماروني بينهم زعيم حزب “الكتائب اللبنانيّة” سامي الجميل وجبران باسيل وسليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع، هل التباعد قد يؤثر على مكاسب الطائفة المارونية؟

فأجاب: “لا اعتقد، لأن الخلاف ليس خلافاً شخصياً او خلافاً على أمور صغيرة بل خلاف على سياسات عامة، ومن المهم التأكيد أنه لا توجد أية خلافات مع حزب “الكتائب” بل التلاقي الدائم على الرغم من اننا نعمل بشكل منفصل وهذه منافسة مشروعة، فنحن نلتقي مع “الكتائب” كلياً في السياسات العامة واكبر دليل على ذلك إن كنت تتابع مواقف حزب “القوات” ومواقف حزب “الكتائب” ستجد أن هناك انسجاماً تاما.

فيما يتعلق بجبران باسيل وسليمان فرنجية، فهم في محور الممانعة ولهما نظرة تختلف عن الخط المسيحي التاريخي في لبنان، وبالتلي الخلاف هو على السياسات العامة”.