Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

النهار: مجزرة جديدة وواشنطن تطالب بمكافحة تمويل “حماس”… الرئيس بري: لا رئيس إلّا رئيس المجلس وأنا أضع الآلية

كتبت صحيفة النهار تقول: ارتكبت إسرائيل، ليل أمس، مجزرة جديدة بحق المدنيين اللبنانيين في الجنوب مع سقوط عدد من الشهداء والإصابات باستهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً مأهولاً في بلدة خربة سلم.

أفادت المعلومات عن استشهاد أربعة أفراد من عائلة واحدة نازحة من بلدة بليدا، فيما نقلت فرق الإسعاف ثمانية إصابات من منازل مجاورة لمكان وقوع الغارة، إلى مستشفى تبنين الحكومي.

وكان برز بعد جديد في الساعات الأخيرة في استحقاقات لبنان “الثقيلة” جراء تعاظم انزلاقه المتدحرج الى المواجهة المفتوحة مع إسرائيل المتنوعة الوجوه ميدانيّاً وديبلوماسيّاً، وهو البعد المالي الذي يتّصل بتمويل حركة “حماس” عبر لبنان كما تمويل “حزب الله” من إيران بما يُشكّل تطوّراً إضافيّاً يضاف إلى رزمة الأخطار الضاغطة على أمن لبنان واستقراره ليس عسكريّاً وأمنيّاً فحسب، وإنّما يتهدّده أيضاً بأخطار مالية.

هذا التطوّر انكشف مع ما أوردته وكالات أنباء أميركية، أمس، من أنّ نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون الأرهاب والجرائم المالية في آسيا والشرق الأوسط، جيسي بايكر، التقى مسؤولين ماليين لبنانيين يومَي الخميس والجمعة الماضيين، وحضّهم على اتّخاذ إجراءت صارمة ضدّ شركات ماليّة غير قانونيّة تحوّل الأموال الى حركة “حماس”. وبحسب مسؤول في الخزانة الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، فإنّ بايكر عبّر في لقاءاته عن مخاوف محدّدة لدى الإدارة الأميركية بشأن “حركة أموال حماس عبر لبنان، وأموال حزب الله القادمة من إيران إلى لبنان ثم إلى مناطق إقليمية أخرى”، داعياً إلى “إجراءات استباقية” لمكافحتها.

وقال المسؤول إنّ “الجماعات تحتاج إلى تدفّق الأموال لدفع رواتب مقاتليها والقيام بعمليات عسكرية ولا يمكنها تحقيق أهدافها بطريقة أخرى”.

وذكر مسؤول الخزانة أنّ “امتثال لبنان للمعايير العالمية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، هو ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات من الولايات المتحدة وباقي دول العالم وإخراج البلاد من أزمتها التي طال أمدها”.

وأضاف المسؤول الأميركي أنّ بايكر “طالب لبنان باتخاذ إجراءات صارمة ضد القطاع الكبير من شركات الخدمات المالية غير المشروعة التي ازدهرت مع انهيار النظام المصرفي الرسمي في البلاد على مدى أربع سنوات من الأزمة الاقتصادية، بما في ذلك الصرافة غير القانونيّة وعمليات تحويل الأموال غير المرخصة”.

وهذه الشركات، إلى جانب الاقتصاد النقدي الذي يقدر البنك الدولي أنه يصل إلى ما يقرب من 46 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبنان، قدّمت حلولاً للأشخاص والمجموعات المحظورة في النظام المالي الرسمي بسبب العقوبات الأميركية، بما في ذلك “حماس” و”حزب الله”، وكلاهما تعتبرهما واشنطن منظمات إرهابية.

وأكد المتحدث باسم مصرف لبنان المركزي حليم برتي، أنّ مسؤولين في المؤسسة التقوا بايكر، ووصف الاجتماعات بأنّها “إيجابية للغاية”. وأضاف أنّ البنك المركزي يقوم بدوره لتنظيم شركات الخدمات المالية المرخصة، لكن أولئك الذين يعملون بدون ترخيص “ليسوا ضمن ولايتنا القضائية” ويجب التعامل معهم من قبل جهات إنفاذ القانون.

الرئيس بري ومبادرة “الاعتدال”

أمّا في المشهد السياسي الداخلي، فتميّزت زيارة “كتلة الاعتدال الوطني”، أمس، لعين التينة بحرص الكتلة على تبديد الانطباعات السلبية التي تحدثت عن فشل وإخفاق مبادرتها بل تعمدت تعميم أجواء إيجابية في وقت استمرت التساؤلات والشكوك الأساسية حيال مصير هذه المبادرة في ظل امتناع “حزب الله” عن إبلاغ الكتلة، أسوة بكل الكتل الأخرى، موقفه من مبادرتها بما يبقي الشك كبيراً جدّاً حيال إمكانات تحقيقها اختراقاً إيجابيّاً عمليّاً. وقد التقى الرئيس نبيه بري، أمس، وفد الكتلة الذي ضم النواب وليد البعريني، سجيع عطية، أحمد الخير، محمد سليمان، أحمد رستم، عبد العزيز الصمد، وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش. بعد اللقاء قال البعريني بإسم الكتلة: “سبب الزيارة الأساسي موضوع المبادرة التي كانت في البداية حركة وأصبحت اليوم مبادرة، وللذين كانوا يعولون بأن المبادرة قد نسفت نبشرهم ونطمئنهم أنه بالعكس تماماً المبادرة الآن قد أخذت دفعاً قوياً والجولة الثانية قد لا تكون اعلامية صحيح ولكن سنثبت للرأي العام في الداخل والخارج وكذلك الرأي العام الإعلامي، أن المبادرة بإذن الله ناجحة وسنكمل بها”.

وردّاً على سؤال حول الاسس التي ترتكز عليها المبادرة والياتها وموقف حزب الله منها، أجاب البعريني: “لقد وضعنا الآلية ولا ننكر أنّ للحزب رأياً أساسيّاً ونحن بإنتظار جوابه، والآلية التي رسمناها مع الرئيس بري آلية ايجابية جداً، وسوف نوضحها من خلال عملنا وتواصلنا مع كافة الكتل التى زرناها وسوف نعود لزيارتها”. ورداً على سؤال حول من سوف يترأس الحوار او التشاور، أجاب البعريني: “أنتم تذهبون نحو الشكليات، في الجوهر هناك تفاهم على الترؤس وعلى طريقة الدعوة وعلى كل الأمور التي سوف تُنجِح المبادرة والرئيس بري متفائل وابلغنا كل خير”.

ومساءً، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري عن لقائه بكتلة “الإعتدال” لمحطة تلفزيون “الجديد”: “اللقاء كان إيجابياً وانا اللي بحط آلية للمبادرة وما في رئيس غير رئيس المجلس”.

وفي ما يتصل بالوضع الحدودي قال: “ما في حلول طالما الهدنة مش ماشية وليصير في هدنة بصير لهوكشتاين دور وحتى اللحظة ما في شي”. وأضاف: “هوكشتاين قدّم لنا أفكاراً عدة في منها إيجابية ومنها في إنَّ”. وتابع: “ملتزمون بتطبيق القرار 1701 بالكامل وغير الله ما بيجبرني وافق على بنود فيها إنّ”. وقال: “القطريون مهتمون بملف غزة وربطا جبهة الجنوب حيث يدعمون الحل ويشجعون للبحث في الافكار التي طرحها هوكشتاين”.

وبدا لافتا في هذا السياق ما أكده وزير الاعلام ممثل “المردة” في الحكومة زياد المكاري بالتزامن مع زيارة الكتلة لعين التينة من ان “عراقيل كثيرة تواجه مبادرة تكتل “الاعتدال”، وللاسف يبدو أنّها فشلت قبل أن تبدأ، واعتبر “ان المواقف الحادة لا يمكن ان تنتج رئيساً ونحن اليوم لا نرى سوى المواقف الحادة من مختلف الاطراف، وهذا المجلس النيابي مقسم سياسيا ولن يستطيع ان ينتخب رئيسا من هذه التركيبة إلّا إذا صفت النيات وبادرنا جميعا الى عقد لقاء حوار بين جميع الكتل السياسية والنواب المستقلين”.

من جانبه، كشف النائب غسان حاصباني أن “المبادرة التي حملها وفد “تكتل الاعتدال الوطني” الى معراب موثّقة في محضر الجلسة وتنصّ على نقاط ثلاث:

– يتداعى النواب يمثلون أكثر من 86 نائباً للتشاور في مجلس النواب ولم يُحكَ عن دعوة توجّه من أي طرف أو ترؤوس للتشاور.

– يطلب هؤلاء النواب من رئيس المجلس الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس تطبيقا للدستور.

– يلتزم النواب بعدم تطيير النصاب.

وقد رحبّت “القوات” بهذه المبادرة وقررت السير بها بعد التشاور مع الزملاء في المعارضة الذين طلب بعضهم المزيد من الايضاحات”. وأوضح حاصباني أنه “طالما أننا نتناقش ككتل نيابية لا مشكلة ولكن ان يكون هناك إطار منظم للحوار، فهذا يكرّس بدعاً وأعرافاً ويطيح الدستور ولن يكون مجديا”، مضيفاً: “ممكن للمبادرين ان يتحركوا ليجمعوا افكاراً وان يصير هناك تقاطع افكار من دون ان نجتمع في جلسة وعلى طاولة حوار”.

 

الوضع الميداني

في غضون ذلك، تواصلت دورة التصعيد الميداني في الجنوب حيث بدا لافتاً، أمس، اعتداء الجيش الإسرائيلي على قوّة مشتركة من الجيش اللبناني واليونيفيل باطلاق النار عليها قرب تلة الراهب في خراج بلدة عيتا الشعب دون وقوع إصابات. واعلن الناطق الرسمي بإسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي في بيان : “صباح اليوم (امس) تعرضت دورية مشتركة مع الجيش اللبناني، في محيط عيتا الشعب، لإطلاق نار من أسلحة خفيفة من جنوب الخط الأزرق، وقد أصيبت آلية للجيش اللبناني كانت ضمن الدورية، ولحسن الحظ لم يصب أحد بأذى”.

وفي السياق الميداني، شنّت طائرة مسيرة اسرائيليةغارة في اتجاه بلدة عيتا الشعب، مطلقة صاروخاً موجّهاً باتجاه المنطقة المستهدفة. كما استهدفت دبابة ميركافا اسرائيلية منزلاً في بلدة الضهيرة وعملت فرق الاسعاف على اطفاء الحريق المشتغل داخله ولم يفد عن وقوع اصابات. واطلق الجيش الاسرائيلي، نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب والبستان من مواقعه المتاخمة للخط الازرق.كما استهدفت طائرة مسيّرة احد المنازل الخالية في بلدة بليدا بصاروخ. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي، غارة استهدفت منزلاً في بلدة مجدل زون دون ان ينفجر، إلا انه أغار مرة ثانية على المكان نفسه، ودمر المنزل بالكامل وسواه بالارض. ومساء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة عيتا الشعب واعلن الجيش الإسرائيلي ان الغارة استهدفت مجمعا عسكريّاً في عيتا الشعب .

وفي المقابل، أعلن “حزب الله” في بياناته امس انه استهدف موقع ‏البغدادي بصاروخ بركان. كما أستهدف تجمعًا ‏للجنود الإسرائيليين في محيط قلعة هونين بالأسلحة الصاروخية. واعلن انه “تصدى بعد الظهر لمسيّرة ‏إسرائيليّة في المناطق الحدوديّة بالأسلحة المناسبة مما أجبرها على التراجع ‏والعودة إلى داخل الأراضي المحتلّة”. كما أعلن استهدف موقع ‏رويسة القرن ثم موقع زبدين في مزارع شبعا.