أكد وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، أن “الوجع الوطني لا يُنسى، وأن الأرض، كما الشعب، لا تنسى أبناءها، عشية الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، وفي مشهد مؤثر يعانق الأرض بالذاكرة، وفي افتتاح حديقة زيتون رمزية تحمل أسماء ضحايا الانفجار”، وقال: “في ذكرى انفجار مرفأ بيروت، نقف اليوم وقفة وجع ووفاء، نقف لنقول إننا لم ننسَ، ولن ننسى…”
وأضاف: “نزرع اليوم زيتونة باسم كل ضحية، كما زرعنا بالأمس أرزة في محمية أرز الشوف تحمل أسماءهم. هي ليست مجرد رموز، بل فعل إيمان بأن الذاكرة الوطنية لا تموت، وبأننا قادرون، رغم جراحنا، على تحويل الألم إلى بذور أمل، والمأساة إلى نهوض والتزام بالحياة”.
وأكد هاني في كلمته أن “هذه المبادرة تحمل في طياتها رسالة مزدوجة: أولًا، أن كل شجرة تُغرس اليوم هي شاهد حيّ على الحقيقة، وعلى أن من رحلوا ليسوا أرقامًا في سجلات، بل وجوه باقية، وأسماء محفورة في الوجدان، تنبض في كل أرزة، وتُضيء في ظلال كل زيتونة، وتعلو في صوت كل من يطالب بالعدالة والكرامة. وثانيًا، أن الزراعة – بما تمثله من تَجذّر وانتماء – هي أحد أشكال الوفاء والالتزام الوطني، وأن غرس شجرة على هذه الأرض هو عهدٌ للضحايا، بأن العدالة ستبقى مطلبًا لا يسقط بالتقادم.
وقال باسم وزارة الزراعة: “باسم الأرض التي تحتضننا جميعًا، نؤكد أن الزراعة فعل انتماء، وأن الغرس في هذه الأرض هو عهد بالوفاء لضحايا سقطوا في قلب عاصمة لا تستحق إلا الحياة”.
وختم: “نزرع اليوم شجرة، لكننا نزرع أيضًا التزامًا لا يتبدد: التزامٌ بالحقيقة، بالعدالة، وبالوطن. الرحمة لأرواح الضحايا، والعدالة لبيروت، ولكل لبنان”.
وتأتي هذه المبادرة الرمزية، في إطار جهود وزارة الزراعة لتكريس المساحات الخضراء كمساحات ذاكرة وحياة، وفي سياق أوسع يعكس التزام الوزارة بربط الأرض بالهوية، والبيئة بالعدالة الاجتماعية.
