نظّمت الثانوية العاملية في بيروت احتفال تخرّج دفعة العام الدراسي 2024 – 2025، في قاعة الكلية العاملية – رأس النبع، برعاية وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية فادي مكي وحضوره.
استُهلّ الاحتفال بآيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني، ثم كلمة مدير عام التربية والتعليم محمد حويله الذي شدّد على أنّ “العاملية، على مدى أكثر من قرن، ليست مجرد مؤسسة تربوية، بل صرحٌ من صروح الوطن، يشهد على ذاكرته ويسهم في صياغة مستقبله”، موجهاً الشكر للمعلّمين والأهالي ومجلس الأمناء برئاسة يوسف محمد بيضون. ونوّه بدور جمعية Teach a Child في دعم الطلاب، وخصّ بالشكر الدكتورة رجاء مكي ومركز CPRM لمشروع الدعم النفسي، وBeirut Art Center على الأنشطة الفنية الهادفة.
وتوجه إلى الخريجين: “أنتم اليوم لا تغادرون العاملية بل تحملونها معكم. تحملون إرثها ورسالتها، وتكتبون بها فصلاً جديدًا في حياتكم. اجعلوا من اختلافكم مع الآخرين فرصة للحوار لا سببًا للخلاف. لا تسمحوا للخوارزميات أن تحاصركم بما يشبهكم فقط، بل ابحثوا دائمًا عن الجسور المشتركة. المستقبل ينتظر منكم أن تكونوا أصحاب قيم بقدر ما أنتم أصحاب علم.”
لجنة الأهل
وشكر ممثل لجنة أولياء الأمور أيمن بزي لإدارة المدرسة والهيئة التعليمية على “التزامهم ورسالتهم التربوية التي أثمرت نجاحات مشرّفة رغم التحديات والعدوان الإسرائيلي والحرب الأخيرة”. وأشار إلى أن “لحظة التخرّج تحمل الفخر والوداع معاً”، داعياً إلى “تأسيس رابطة لخريجي الثانوية العاملية للحفاظ على التواصل البنّاء وتمكين الخريجين من لعب دور مستمر في دعم المدرسة من مواقعهم المختلفة”.
مجلس الأمناء
وكانت كلمة لرئيس مجلس الأمناء يوسف محمد بيضون قال فيها: “الثانوية العاملية من أمهات المدارس، كانت وستبقى منارة للعلم والتربية الوطنية السليمة، المعافاة من شوائب التطيّف والتمذهب والعصبية. أهداف الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية هي إعداد الشباب إعدادًا معرفيًا ووطنيًا، وتسليحهم بالعلم الحديث لمواكبة التطور وعلوم العصر”.
وخاطب الخريجين: “نجاحكم هذا هو تكريم لنا كجمعية وأسرة تعليمية. أملي أن تثابروا على الجهد والجدّية وأن تظلّوا خير سفراء للعاملية في حياتكم العملية – فـ “عامليّ يومٌ… عامليّ إلى الأبد”.
ودعاهم إلى الوفاء لأهلهم الذين سهروا على تعليمهم، ولأساتذتهم الذين لم يبخلوا يومًا في رفدهم بالعلم والعطاء.
الخريجون
وتوجّهت الطالبة المتفوّقة، الأولى على الدفعة، بكلمة وجدانية باللغتين العربية والإنكليزية. سألت: “Who am I now? High school is a momentary phase… but you are not standing at the end, you are standing at the edge of becoming.” ودعت زملاءها إلى embrace the uncertainty of the future، مؤكدة أن “الخوف من المجهول هو الذي يصنع النمو”.
وفي الاهداء، رفعت باسم زملائها الشكر لمعلّميهم الذين “غرسوا بذور العلم وسقوها بالصبر”، ولأهلهم الذين كانوا السند والدعم في كل المراحل. وختمت بالتأكيد: “اليوم نرفع قبعات التخرّج فخرًا، وغدًا نرفع رايات الإنجاز مجدًا.”
مكي
وخصّ الوزير كلمته بالحديث عن ارتباطه بالعاملية كتلميذ في صفوفها، قائلاً: “هذه المدرسة لم تخرّج فقط طلاباً ناجحين، بل أسهمت في صناعة قادة ومبدعين تركوا بصماتهم في لبنان والعالم.” واستعاد أول موقف سياسي عاشه كتلميذ في العاملية خلال الاعتصام ضد تغييب الإمام موسى الصدر”.
ثم شارك الخريجين ثلاثة دروس أساسية من تجربته: “أولا، المرونة والتكيّف: العالم يتغير بسرعة، والذكاء الاصطناعي قد يزيح ملايين الوظائف لكنه سيخلق أخرى، والنجاح في القدرة على التكيّف دون فقدان القيم. ثانيا الاستمرار وعدم التوقف: الحياة ليست سباق سرعة بل رحلة طويلة؛ “يمكنكم أن تُبطئوا، لكن لا تتوقفوا كليًا”. ثالثا العمل تحت الضغط يولّد التميّز: الضغوطات قد تكون فرصة لاكتشاف أقصى الطاقات، تمامًا كما أثبت الخريجون هذا العام”.
واستذكر حادثة طفولته مع أستاذ الرياضيات، الذي منحه الثقة عندما دعمه بطريقة بسيطة غيّرت مساره، مؤكدًا أن “دور المعلّم قد يغيّر حياة الطالب بالكامل”.
وختم بدعوة الخريجين لردّ الجميل لمجتمعهم ومدرستهم: “المدرسة ليست محطة عابرة بل بيت يفتح أبوابه لكم دائمًا.”
وتخلّلت الاحتفال لوحات فنية أبدعها طلاب العاملية قدّمت مشاهد معبّرة عن قيم المدرسة ورسالتها. وقدّم رئيس الجمعية ونائبه درع محبّة وتقدير إلى مكي عربون شكر ووفاء لرعايته.
واختُتمت الكلمات بتوزيع الشهادات.
