تستعد ايطاليا اليوم وغدا لاوسع حملة تضامنية مع غزة، بمشاركة عدد كبير من البلديات والمنظمات الكاثوليكية ومنظمات السلام استنكارا لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وتطرقت صباح اليوم الصحف الإيطالية الى المقابلة التي أجرتها المجلة الأسبوعية L’Azione التابعة لأبرشية فيتوريو فينيتو الإيطالية مع بطريرك اللاتين في الاراضي المقدسة الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا الذي أعلن انه لن يغادر الأراضي المقدسة في الوقت الراهن رغم ما يجري في غزة، وفي الضفة الغربية، وقال: “إن الناس يريدون أن يعرفوا أنه موجود إلى جانبهم”.
ولفت بيتسابالا إلى أنه يلمس شعوراً بالإحباط والاستسلام حيال الأوضاع الراهنة، كما سبق أن قال في أكثر من مناسبة. وهو يحاول أن يحافظ على الهدوء والطمأنينة، ويدرك أنه من الأهمية بمكان ألا ينحاز مع طرف ضد طرف آخر، مع العلم أن ما يجري ولد استقطاباً شديدا، لافتا إلى أن الأحداث التي تشهدها المنطقة هي غاية في الخطورة وهي بعيدة عن المنطق البشري، وقال إنه لا يفهم كيف يمكن القبول بما يحصل، معرباً عن ألمه حيال الكم الهائل من الحقد الذي ولّده الوضع، والذي يُبعدنا أكثر فأكثر عن إمكانية مداواة الجراح وحل الصراع.
وقال: “من الواضح أن الواقع ليس أبيض أو أسود، لأن ثمة استغلالا للأحداث، ومن البديهي أن لإسرائيل أسبابها، لكن هذه الأسباب لا يمكن أن تبرر إطلاقاً ما يجري في غزة”. ولفت إلى انعدام التناسب بين ما حصل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والرد الإسرائيلي على تلك الهجمات. وقال “إن هذا الأمر واضح بالنسبة للجميع ولا يمكن السكوت عنه”، مشيراً إلى أن الموقف الذي اتخذه كان مكلفاً جداً على صعيد العلاقات والصداقات، لكن لم يستطع السكوت إزاء ما يجري في القطاع.
بعدها سُئل عما إذا كان حلّ الدولتين ما يزال ممكنا اليوم، وقال إن هذا الاقتراح قد يتحول إلى مجرد شعار، لكنه يبقى ضرورياً. واعتبر أنه يتعين علينا أن نكون مبدعين كي نتوصل إلى حلول من أجل المستقبل، لأن أي حل سيتطلب وقتا طويلاً جداً ويحتاج إلى سياق ثقافي ملائم وإلى قبول من جانب الرأي العام. وأضاف: “علينا أن نعمل جدياً على خلق الظروف المناسبة للمستقبل. إن حل الشعبين والدولتين يبدو اليوم إمكانية بعيدة المنال، لكنه يبقى الحل الأنسب والمثالي”.
