Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: 5 شهداء مدنيين.. الرئيس بري: المجزرة برسم العالم… إسرائيل تمهّد لـ”المنطقة العازلة” ونسف القرار 1701

كتبت صحيفة “الجمهورية”: التطوّر الأبرز على المستوى الدولي يتجلّى في تموضع العديد من الدول الغربية على خط التحدّي المباشر لإسرائيل، وإعلانها الإعتراف بدولة فلسطين، كما فعلت بالأمس بريطانيا وكندا واستراليا، في خطوة تعكس تبدّلاً جذرياً في المزاج الدولي، وخصوصاً في الدول المصنّفة تاريخياً في موقع الحليف لإسرائيل، جرّاء عدوانها على قطاع غزة، وحرب الإبادة التي تشنّها على الشعب الفلسطيني. فيما منطقة الشرق الأوسط برمتها، تتفق قراءات المحللين على أنّها عالقة في رمال متحركة، يهدّدها التفلّت الإسرائيلي باحتمالات مجهولة. وأمّا لبنان فمعاناته مزدوجة، حيث انّه يسابق من جهة ملفاته الداخلية المعقّدة، ويتخبّط بانقساماته السياسية وغير السياسية الأكثر تعقيداً، ويشكّل من جهة ثانية هدفاً مباشراً ومستباحاً لعدوانية إسرائيل ومجازرها، كما حصل في بنت جبيل أمس، حيث سقط خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال، ولسعيها إلى فرض واقع احتلالي دائم، يغيّر جغرافية لبنان ولاسيما في منطقة جنوب الليطاني، ويهدّد باقتطاع جزء منه تحت مسمّى “المنطقة العازلة الخالية من السكان والحياة”، والخطر الداهم هو على عدد من القرى والبلدات اللبنانية التي تقع ضمن ما تسمّى الحافة الأمامية القريبة من الحدود.

الداخل: ترقّب

سياسياً، انخفاض ملحوظ في وتيرة التراشق السياسي، مع انصراف حكومي كامل لإنجاز مشروع موازنة العام 2026، يقابل ذلك، من جهة، رصدٌ سياسي لحركة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، واللقاءات التي أجراها قبل مغادرته بيروت أمس، مع جهات سياسية مختلفة، تقاطعت التقديرات على وصفها بالمريحة، واتسمت بنبرة هادئة تغلّب المناخ الإيجابي، وتؤكّد “حرص المملكة العربية السعودية على أمن لبنان واستقراره، وتجاوزه محنته”. ومن جهة ثانية ترقّب لمسار العلاقة بين المملكة و”حزب الله”، والمدى الذي ستبلغه مبادرة أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، بالدعوة إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة.

عون: لا سلام فوق الدماء

وتعليقاً على المجزرة، قال رئيس الجمهورية جوزاف عون: “فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تُمعِن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية، عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيّتها 5 شهداء بينهم 3 أطفال”.
وأردف الرئيس عون: “من نيويورك نناشد المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة، بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني 2024، والضغط على إسرائيل للإنسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا”.

بري يدين المجزرة

ميدانياً، التصعيد الإسرائيلي مفتوح ومتصاعد من دون أي رادع، وكانت بنت جبيل بالأمس، هدفاً، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية ما أدّى إلى سقوط خمسة شهداء بينهم ثلاثة اطفال. وذلك بالتزامن مع انعقاد لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار في الناقورة في حضور الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس. وأدان رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه المجزرة وقال: “خمسة شهداء أب وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدمٍ بارد في مدينة بنت جبيل، على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك عقب إجتماعها في الناقورة، بحضور الموفدة الأميركية أورتاغوس”.

وأضاف بري في بيان: “دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة، الذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم من كان مجتمعاً في الناقورة، وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى مقر الأمم المتحدة. ونسأل: هل الطفولة اللبنانية هي التي تُمثّل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي؟ أم أنّ سلوك هذا الكيان، في القتل دون رادع أو حساب، هو الذي يُشكّل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين.. الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى”.

سلام: جريمة موصوفة

وتعليقاً على المجزرة، قال رئيس الحكومة نواف سلام: “إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء، بينهم ثلاثة أطفال: سيلين، هادي، وأسيل. فما حصل جريمة موصوفة ضدّ المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب”.

وأشار إلى انّه “على المجتمع الدولي إدانة إسرائيل بأشدّ العبارات، لانتهاكها المتكرّر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى”.

وكان سلام قد وجّه “تحية إلى بريطانيا وكندا واستراليا على خطواتها التاريخية بالاعتراف بدولة فلسطين، مما يؤكّد أن لا حل ولا استقرار دائماً في منطقتنا الّا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمبادرة السلام العربية التي أُقرّت في قمة بيروت عام 2002”.

فضل الله

أشار النائب حسن فضل الله، إلى أنّ “العدو الإسرائيلي ارتكب جريمة موصوفة ضدّ المدنيِّين وبينهم أطفال، في بنت جبيل، ليُضيف إلى سجله مزيداً من الجرائم التي تقع تحت نظر لجنة مراقبة وقف النار، التي تحوّلت إلى شاهد زور على انتهاك العدو الدائم لاتفاق وقف النار، وهي اللجنة التي لم تُشكّل أي ضمانة للبنان، بينما الدولة اللبنانية تقف في أحسن الأحوال عاجزة عن القيام بأي خطوة عملية، ولعلّ صرخة الجنوبيِّين المحقة تصل إلى أسماع المسؤولين ليتحرّكوا من أجل وقف هذه الاستباحة لدمائهم الطاهرة، وقد ثَبُت لهم مرّة أخرى أنّ اللجوء إلى الحماية الرسمية برعاية دولية لم يوفّر لهم الأمن والاستقرار”. وأكّد فضل الله، أنّ “كل هذه الاعتداءات وأعمال القتل التي يمارسها العدو لن تدفع شعبنا إلى التخلّي عن أرضه وحقوقه، وتزيد أهل الجنوب تمسّكاً بخيار المقاومة لأنّه الخيار الذي حرّر الأرض وحمى شعبها”.

ودانت وزارة الداخلية، بـ”أشد العبارات المجزرة المروّعة التي أودت بحياة 5 شهداء، من بينهم أطفال، في بنت جبيل. إنّ هذا الاعتداء يمثّل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية كافة. الرحمة للشهداء والعزاء لعائلاتهم”.

نسف القرار 1701

إلى ذلك، تُجمع تقديرات المحللين على الخشية من مفاجآت عدوانية إسرائيلية تدحرج الوضع اللبناني إلى تصعيد. وعلى ما يقول مصدر سياسي واسع الاطلاع لـ”الجمهورية” نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين: “إنّ إسرائيل مصمّمة على إبقاء لبنان في دائرة الضغط والاستهداف المفتوحين، وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين، الأوّل، سحب سلاح “حزب الله” بالكامل، وهي وإنْ كانت قد رحّبت بقرار الحكومة اللبنانية، وأبدت استعداداً للدعم المباشر في تنفيذه، فإنّها عادت وأبلغت إلى الأميركيين غضبها من تباطؤ حكومة لبنان في سحب السلاح، وتلويحها بخطوات عدوانية لضمان ما تسمّيه “أمنها”.

وأما الهدف الثاني، فيقول المصدر، انّه قد يتقدّم على ملف سحب السلاح، ويتعلق بالمنطقة العازلة في المنطقة الحدودية، والتي رسّم الجيش الإسرائيلي حدودها، وتحظى بموافقة الأميركيين، وسبق للأميركيين، وعلى وجه الخصوص الموفد الاميركي توم برّاك، أن روّج لها تحت عنوان المنطقة الاقتصادية، وتشمل 14 بلدة جنوبية، 6 منها تُفرّغ من سكانها بالكامل، وهي كفركلا، مركبا، حولا، العديسة، وعلما الشعب. و8 بلدات أخرى يبقى فيها احتلال دائم في أطراف الخيام، يارون، عيترون، الضهيرة، مروحين، راميا، مارون الراس، بليدا. وهذه المنطقة قابلة للتوسع، وفق ما تعتبرها إسرائيل حاجات لأمنها.

في تقدير المصدر الواسع الإطلاع، “انّ الهدف الأساس للمنطقة العازلة، هو نسف القرار 1701، والاعتداءات المتواصلة على المناطق اللبنانية، تندرج في سياق مسلسل عدواني خطير، تسعى من خلاله إلى فرض وقائع أمنية، تستدرج من خلالها لبنان إلى مفاوضات مباشرة لبلوغ اتفاق أمني مع لبنان، على غرار ما تعمل عليه على الجبهة السورية. الّا انّ وجه الشبه مختلف ما بين جبهة لبنان وسوريا. ففي سوريا تحظى إسرائيل بحرّية حركة، واما على جبهة لبنان فالأمر مختلف، فعلى الرغم من تفلّتها العدواني تجاه لبنان بالاغتيالات والاعتداءات المكثفة ونسف القرى، وعدم مقابلة هذا التفلّت بأي ردّ من قبل أي طرف لبناني، فإنّ “حزب الله” ما زال يشكّل عنصر قلق وخطر كبيرين بالنسبة اليها، وخصوصاً مع إعلان الحزب على كافة مستوياته بأنّه أعاد ترميم نفسه وبناء قدراته. وتبعاً لهذه الأجواء، فإنّ كل الاحتمالات واردة، سواء عاجلاً او في المدى المنظور وليس البعيد”.