Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

بيرم من السلّطانية: نحن أحرص الناس على لبنان وجيشه وندعو الحكومة اللبنانية إلى التحرك لوقف الاعتداءات

أقام “حزب الله”، تخليدًا للدماء الزاكية ووفاءً للنهج المقاوم، الاحتفال التكريمي في أجواء الذكرى السنوية الأولى لارتقاء شهداء بلدة السلّطانية الجنوبية، في حضور الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم، إلى جانب عوائل الشهداء وعلماء دين وفاعليات وشخصيات وحشود من البلدة والقرى المجاورة.

بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني ونشيد حزب الله، ألقى بيرم كلمة قال فيها:” إن العدو الإسرائيلي، وبفضل ثبات أبنائنا المجاهدين والشهداء، عجز خلال ستة وستين يومًا عن التثبيت في قرية جنوبية واحدة، وهذا الأمر يحدث للمرة الأولى في العالم وسَيُدَرَّس في الكليات العسكرية؛ فالمقاومات عادة لا تستطيع أن تمنع اجتياحًا أو احتلالًا لأرض، إنما تقاتل العدو وتُلحق به الخسائر وتهاجم تجمعاته ومواقعه بعدما يقوم بتثبيت قواته، ولكننا شهدنا، ولأول مرة، مقاومةً تمنع احتلالًا”.

وأشار بيرم إلى “أننا نتمسك بالمقاومة لأنه ليس لدينا خيار آخر في مواجهة هذا العدو الذي يملك أطماعًا ومشروعًا استيطانيًا توسعيًا، وأننا لسنا من هواة أن يموت أحبّتنا وتدمر بيوتنا، لكن بالنسبة لنا، – ومهما كانت التضحيات – خيارنا هو أن نعيش بعزّة أو أن نموت بكرامة؛ وهذا ما تعوّدنا عليه، وهذا هو تاريخنا”.

وقال بيرم: “خلال الحرب وبعد عشرة أيام من بدايتها، وفي جلسة لمجلس الوزراء اللبناني كنت مشاركا فيها، جرى تقديم تقرير ورد فيه أنه خلال الثمانية والأربعين ساعة الأولى من العدوان ألقى العدو على بيئة المقاومة من متفجّرات وأدوات القتل ما أُسقِط على أفغانستان خلال سنة، معتقدًا أنه سيقتل ما يقتل من قيادتنا، ويدير ما يدمّر، وسيضطر البقية إلى الاستسلام على قاعدة أن لا قدرة لهم على مواصلة القتال، ولكن واقع بيئتنا كان كما كان واقع أصحاب الإمام الحسين (ع)، فرفعوا شعارَ: «هيهات منا الذلة»، وهذا الشعار غيّر المعادلات”.

وأضاف بيرم: “نحن أحرص الناس على لبنان وعلى جيشه، وعلى التمسك بأوراق القوة، ولكن في ظل التزام لبنان والمقاومة ببنود وقف إطلاق النار التي لم يلتزم بها العدو الإسرائيلي، ندعو الحكومة اللبنانية إلى التحرك من خلال المبادرة لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، واستدعاء سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية فيه ووضعهم أمام مسؤولياتهم، والقيام بحراك دبلوماسي للضغط على المجتمع الدولي”.

وختم بيرم:” في الوقت الذي نؤكد فيه أن خيارنا هو الدولة، نعلن تمسّكنا بأوراق القوة وأساسها المقاومة وبأولوية إعادة الإعمار. وقد يكون العدوان الذي استهدف منطقة المصيلح رسالةً إلى دولة الرئيس نبيه بري في هذا السياق؛ فالرئيس بري هو من سنخ المقاومة، وحركة أمل وحزب الله هم روح هذه المقاومة ولا يمكن أن تؤثر عليهم هذه الضغوطات. فخيارنا الثبات والتوحد والحوار في الداخل، والصمود والقوة أمام أعدائنا؛ فنحن وأنتم أهل الوفاء، وأهل الحب والوعد والعهد والعشق والثبات وعدم مغادرة الساحات مهما كانت التضحيات”.