Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: بين أورتاغوس ورشاد مسحة إيجابية تلفح لبنان… التشريع تعطّل… وقانون الانتخاب لم يُعدّل

كتبت صحيفة “الجمهورية”: على وقع تعطيل انعقاد الجلسة التشريعية بعدم توافر نصابها القانوني، بفعل الخلاف المستحكم حول قانون الانتخابات النيابية، وخلافاً لكل ما أُشيع حول حركة الموفدين الديبلوماسيين والأمنيين، والتي كان منها حركة الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ومدير المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، لم يتلق لبنان أي تهديدات إسرائيلية مباشرة بوجوب نزع سلاح «حزب الله»، وإنما تلقّى ما يشبه النصيحة باغتنام فرصة متاحة الآن، للوصول إلى اتفاقات تُنهي الحرب، بنتيجة سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق إنجازات سلام في المنطقة. وقد لفت في هذا الإطار، ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، بعد ساعات من لقائه مع اورتاغوس، من أنّ «لا حرب، والأجواء إيجابية وانا مطمئن في هذه المرحلة».

بضع ساعات في بيروت كانت كفيلة بقلب المشهد… فقبل وصول كل من اورتاغوس ورشاد كان اللبنانيون ينتظرون ساعة الصفر الإسرائيلية لشن حرب واسعة، مهّدت لها وسائل إعلام ومصادر من هنا وهناك، وزادت من حدّتها وخطورتها التحذيرات الإسرائيلية. لكن كل المعطيات التي رافقت هاتين الزيارتين الأميركية والمصرية، بدّدت المشهد السوداوي ونقلت إلى لبنان مسحة إيجابية، على حدّ تعبير مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» قائلاً: «إنّ اورتاغوس اتّبعت أداءً جديداً مختلفاً عن زياراتها السابقة، أولاً في الشكل، حيث تمنت أن تبقى لقاءاتها بعيدة من الإعلام- فقط في القصر الجمهوري سمحت لالتقاط بعض الصور بناءً على طلب دوائر بعبدا- وأكّدت قبل وصولها أن لا مانع لديها من نشر الخبر «لكن ليس لديّ ما أقوله للإعلام».

واكّد المصدر، انّ أجواء اجتماعات اورتاغوس «جيدة وإيجابية، وتقود إلى منطق يوصل إلى نتائج»، واضاف: «انّ المسؤولين في لبنان سمعوا منها انّ «الميكانيزم» تعمل والجيش وضع خططه والأمور تسير على قدم وساق، وكلما سرّع لبنان في خطواته كلما حجز مقعداً له وسط الاهتمام الكبير الذي تحاط به أزمات المنطقة. ففي غزة تكشّف حجم الدمار فيها بعد وقف الحرب، وسوريا حجم دمارها كبير جداً من الأساس وربما لبنان الأصغر فاتورة، لذلك من الأفضل له إحراز تقدّم وإنهاء الحرب حتى يتكمن من الحصول على إعادة الإعمار والاستثمارات والنهوض الاقتصادي. والمطلوب الإنجاز بوتيرة أسرع حتى يحجز مكاناً له. وتحدثت اورتاغوس عن رضى وتحسن في عمل اللجنة الخماسية القادرة على أن تستوفي المطلوب».

وتابع المصدر: «الخماسية هي وليدة اتفاق وقف إطلاق النار لتطبيق القرار 1701، واورتاغوس مولجة باجتماعات «الميكانيزم» التي أصبحت 4 اجتماعات شهرياً، وهذا يساعد في الوصول إلى ما قاله رئيس اللجنة الجنرال جوزف كليرفيلد، من انّه يأمل من الآن وحتى نهاية السنة ان يتغيّر كل المشهد في لبنان والمنطقة. وفي النهاية هم يرون المشهد كاملاً. فمن جهة يريدون من إسرائيل أن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، ومن جهة يتمنون على لبنان التقدّم على هذا المسار». ومن هنا، يكشف المصدر، انّ «أجواء الاجتماعات إيجابية، على عكس ما بُث من تحذيرات ومعطيات سلبية سبقت وصول اورتاغوس، فأتت اجتماعاتها منافية لكل كلام التهديد والوعيد والتهويل».

ونفى المصدر المعلومات التي تحدثت عن زيارة الموفد الأميركي توم برّاك للبنان، مؤكّداً انّ «لا مواعيد أُعطيت او تبليغ بهذه الزيارة». وأوضح انّ زيارة مدير المخابرات المصرية «كانت جيدة. فهو رجل الظل المعني بالمهمّات الكبرى على صعيد الدور المصري، خصوصاً انّ لمصر دوراً في إنهاء الحرب على غزة». وكشف المصدر، انّ اللواء رشاد «نقل تمني الرئيس المصري بأن يسلك لبنان مسلك الحل كما حصل في غزة، وأن تنسحب هذه الروحية لتتكرّس هنا، ولم يكن يحمل أي مبادرة إنما رسالة دعم وتمنٍ وحضّ على اللحاق بركب التسويات الحاصل في المنطقة… وقد سمع من الرئيس بري انّ في لبنان هناك اتفاق، و«حزب الله» موافق عليه، وحصل إخراج لقرار الدولة بحصرية السلاح، ولبنان أوفى كل التزاماته والكرة هي في ملعب العدو. فأكّد رشاد صدقية لبنان، وأثنى عليها مشجعاً على المضي في تطبيق الاتفاق والدخول في الصفحة الجديدة التي تفتح في المنطقة، والتي أُقفلت على مرحلة السنتين، معتبراً انّ الأمور مرهونة بالتزام كافة الأطراف»…

فرصة متاحة

وفي السياق، قالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ اورتاغوس لم تنقل أي تهديدات إسرائيلية جديدة ومباشرة للبنان، ولكنها أبلغت اليهم انّ امامهم فرصة الآن تتمثل بسعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب واهتمامه بتحقيق إنجازات سلام، وانّ عليهم عدم تضييعها، مشيرة إلى انّ الاسرائيليين غير مرتاحين إلى تطور الاوضاع، وانّهم متخوفون من انّ «حزب الله» يعيد بناء نفسه مجدداً، ما يفرض إيجاد معالجة سريعة، وانّ الولايات المتحدة موجودة للمساعدة في هذا المجال».

وأشارت اورتاغوس، إلى انّ مبعث عدم الارتياح الاسرائيلي هو انّ الجيش اللبناني لم ينتشر بعد جنوب الليطاني حد الحدود.

وهنا اكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لاورتاغوس، انّ لبنان يقوم بالتزاماته، ولكن إسرائيل هي التي تمنع انتشار الجيش اللبناني إلى الحدود وتواصل اعتداءاتها اليومية على لبنان ولم تلتزم وقف اطلاق النار ولم تنسحب من المناطق التي احتلتها بعد. وشدّد على وجوب تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» وتوقف اسرائيل وقف النار لينتشر الجيش حتى الحدود. وشرح عون كل الخطوات التي اتخذها الجيش ولا يزال جنوب الليطاني. وتناولت المحادثات ايضاً موضوع المفاوضات المحتملة في ضوء المواقف الأخيرة التي اعلنها عون لجهة إمكانية التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، على طريقة المفاوضات السابقة التي كانت أفضت إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية. وقرّ الرأي على أنّ هذا الأمر يبقى رهناً بما سيكون عليه الموقف الإسرائيلي، الذي لم تصدر بعد أي مؤشرات حوله.

وعُلم انّ اورتاغوس ستنقل نتائج محادثاتها مع المسؤولين إلى الإدارة الاميركية في واشنطن، التي ستعود اليها بعد مشاركتها في اجتماع لجنة «الميكانيزم» في الناقورة اليوم.

المبادرة المصرية

وفي المقابل، في ظل زحمة الموفدين التي ستستمر في الايام والاسابيع المقبلة، تولي مصادر سياسية أهمية للمهمّة التي يقوم بها رئيس المخابرات المصرية، لسببين أساسيين: الأول هو أنّها تأتي بعد تجربة أعطت ثمارها في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وهذه التجربة يمكن الاستفادة منها لتحقيق تسوية بين إسرائيل ولبنان، وفي شكل اوضح «حزب الله». وأما السبب الثاني فهو موقع مصر في التوازنات العربية والإقليمية. ففي الواقع، تحتفظ القاهرة بهامش واسع للتواصل مع مختلف الأطراف المعنيين بالنزاع الدائر في لبنان. فهي إذ تقيم خطوط تواصل مع إسرائيل والقوى العربية كلها، فإنّ إيران لا تعتبر الدور المصري صدامياً. وهذا ما يمكن تثميره في خلق مناخ تواصل منتج بين القاهرة و»حزب الله» في لبنان. كما أنّ المبادرة المصرية تحظى بتغطية أميركية كاملة. لكن تحقيق نتائج عملية من هذه المبادرة يبقى مرهوناً بعناصر أخرى، أبرزها استعداد إسرائيل لتقديم التنازلات المطلوبة.

جولة اورتاغوس

وكانت اورتاغوس بدأت جولتها بلقاء مع الرئيس برّي، وتخلّله «عرض للأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتصلة بالخروق والإعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، إضافة إلى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار (الميكانيزم) وتفعيل دورها».

ثم التقت الرئيس عون الذي أكّد «ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية «الميكانيزم»، وخصوصاً لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية».

بعد ذلك التقت رئيس الحكومة نواف سلام، الذي شدّد على «أنّ هدف أي مفاوضات هو تطبيق وقف الأعمال العدائية وخصوصاً لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلّة». وقال: «إنّ من أهداف هذا المسار أيضًا الوصول إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين». وأشار إلى أنّ تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال عقد مؤتمر دولي مخصّص لهذه الغاية».

الحركة المصرية

في غضون ذلك، جال اللواء رشاد على الرؤساء عون وبري وسلام في حضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان قهوجي. ونقل إلى رئيس الجمهورية تمنيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له «بالتوفيق في قيادة لبنان نحو شاطئ الأمان». وأبدى رشاد استعداد مصر للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب، وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه.

ورحّب عون «بأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه».

وتركّز البحث بين سلام ورشاد على تعزيز التنسيق بين لبنان ومصر في الملفات الأمنية والعسكرية. وتطرّق إلى سبل الاستفادة من الأجواء الإيجابية التي أفرزها اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ، لتوسيعها بما يشمل دعم الاستقرار في لبنان وتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي. وأشاد سلام بـ»الدور المصري التاريخي في دعم لبنان في مختلف المراحل»، مؤكّدًا «أنّ تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب يشكّل أولوية وطنية تتكامل فيها الجهود اللبنانية مع الدعم العربي والدولي».

جلسة التشريع

من جهة ثانية، لم يلتئم مجلس النواب في جلسته العامة أمس، استكمالاً للجلسة السابقة، لعدم اكتمال النصاب، حيث قيل انّه دخل إلى القاعة 61 نائباً فيما بقي 67 خارجها، الامر الذي دفع بري لرفعها إلى موعد لم يحدّد. وقد قاطع الجلسة كتل «الجمهورية القوية «و«الكتائب» و«تحالف التغيير» و«الاعتدال الوطني» وعدد من النواب. وذلك لعدم إدراج اقتراح القانون المتعلق بتصويت المغتربين للنواب الـ128 إلى جدول أعمال الجلسة التشريعية.

من جانبه، وعشية جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم، والتي على جدول اعمالها مشروع قانون وزير الخارجية للتخلّي عن النواب الستة الذين يمثلون الانتشار اللبناني في القارات الخمس والسماح للمغتربين بالتصويت لـ128 نائباً، توجّه النائب جورج عدوان إلى رئيس الحكومة نواف سلام قائلاً: «قُم بما يجب في جلسة الغد الأربعاء (اليوم) لأنّ وضع المجلس النيابي واضح، وعليك أن تكون إلى جانب الأكثرية، لأنّ لولاها لما كنت رئيساً للحكومة»، مشيرًا إلى أنّ «أملنا كبير في موقف الحكومة غداً». وطالب «الوزراء بأن يقوموا بواجباتهم ولا ينسوا أننا أعطيناهم الثقة لكي يقوموا بواجباتهم، ونحن لا نقاطع التشريع وسنحضر جلسة الموازنة». وأوضح أنّ «لا خلاف إطلاقاً بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ولكن الخلاف هو بين نهجين»، مؤكّدًا أنّ «القوات» ملتزمة بالنظام وضدّ تجاوز القوانين والدستور. وليحكم المجلس النيابي في هيئته العامة».

لقاء إيجابي

وفي وقت تباهى المقاطعون بتعطيل انعقاد الجلسة، تحدثت مصادر عين التينة عن «لقاء طويل بين بري وسلام، سادته أجواء إيجابية، مع استبعاد ان تصل الأمور إلى التصويت في جلسة مجلس الوزراء غداً»، فيما التقى سلام وفداً نيابياً من كتلتي «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير»، والنائب جهاد الصمد، وتحدث باسمهم النائب علي حسن خليل فقال: «بحثنا في مشروع قانون لتعديل قانون الانتخابات النافذ، وأكّدنا ما نقلنا لفخامة الرئيس في الأمس، أنّ هناك قانوناً نافذًا وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات التنفيذية له، وإجراء الانتخابات في وقتها المحدّد، هذا الأمر الأساسي الذي ركّزنا عليه، أي أن لا تكون هناك أي صيغ تؤجّل أو تعطّل إجراء الانتخابات في مواعيدها، أو صيغ تزيد الانقسام الحاصل في البلد وتتجاوز الحاجة إلى مناخ من التوافق حول إقرار قانون الانتخابات. ونقلنا إلى دولة الرئيس أيضاً هواجسنا المتعلقة بمخاطر إقرار التعديل على القانون الحالي، نتيجة غياب مبدأ تكافؤ الفرص وحرّية الناخب في التعبير عن رأيه. وتمنينا على دولته أن يكون في موقع الحريص على عدم تعميق الانقسام وإيجاد المخرج اللازم للانطلاق بالخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها وفق القانون النافذ الذي يحدّد إنشاء الدائرة 16 التي تمثل الاغتراب اللبناني. ونحن حريصون كل الحرص أن يشارك الاغتراب وأن يلعب دوره في هذا المجال».