Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الأميرة الدكتورة منى رسلان: أفتخر بتمثيلي للبنان ولليونسكو في “ملتقى تمكين المرأة المبدعة”،وأدعو إلى إقامة ورش أعمال نقديّة أدبية ولغوية لدراسة الأدب الموريتاني

 

‎ مثّلت لبنان واللجنة الوطنية لليونسكو رسمياً، في نواكشوط-موريتانيا، الأميرة الدكتورة منى رسلان،
‎عضو في اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعِلم والثقافة- اليونسكو، والأستاذة الباحثة في المجال الأكاديمي والنقدي والمنهجية، والناشطة في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة؛
‎في أعمال الملتقى الإقليمي الذي عُقد في إنواكشوط-الجمهورية الإسلامية الموريتانيّة، حول تمكين المرأة المبدعة،
‎من خلال تقديم ورقة عمل في الملتقى الإقليمي تحت سامي إشراف السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت الداه، والذي تعقده “المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم”، بالتعاون مع “مركز محيط للتنمية وقضايا المرأة والسِلم” و “وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات الموريتانيّة”، بين ٣ و٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢١، حول موضوع : “تمكين المرأة المُبدعة في البلدان العربيّة: التحدّيات المستمرّة والناشئة”.

‎كان في استقبال الأميرة منى رسلان كلً من قنصل لبنان في موريتانيا الأستاذ حسين سلامي، والسفير الفلسطيني في موريتانيا، الدكتور محمّد الأسعد، اللذين أُكن لهما فائق الإحترام والمودّة، وكلي فخر وإعتزاز بنشاطهما وجهودهما الحثيثة لمدّ أواصر العلاقات والتواصل بين الجاليتين اللبنانيّة والفلسطينيّة والجمهورية الإسلاميّة الموريتانيّة، بشعبها الطيّب ذي الأصالة والعروبة والقيم الإسلامية والاعتدال.

‎أشرف معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة السيد المختار ولد داهي – بقصر المؤتمرات بانواكشوط، على افتتاح أعمال الملتقى الإقليمي لتمكين المرأة المبدعة في البلدان العربية المنظم تحت رعاية للسيدة الأولى، وبحضور وزراء التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة والتعليم العالي والبحث العلمي والعمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، بحضور قنصل الجمهورية اللبنانية الفخري حسين سلامي.

‎وأوضح الأستاذ المختار ولد داهي وزير الثقافة، الناطق باسم الحكومة في كلمته بالمناسبة أن “التاريخ الإسلامي للأمة العربية والإسلامية ظل زاخراً بأسماء نساء تركن بصماتهن على جميع مناحي الحياة فمنهن العالمات ومنهن الفقيهات والشاعرات والكاتبات والطبيبات والفلكيات. مؤكّداً أن تمكين المرأة لا يزال غير سالك تماماً، لأن ثمة عقليات بائدة تعيق تقدمها، ومُشدّداً على ضرورة محاربة العقليات الثقافية المعادية لرقي المرأة ونهضتها”.

‎أوضح الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة، أن “تنظيم هذا الملتقى، يؤكد الدور الريادي للجمهورية الإسلامية الموريتانية ويبرز مكانتها وإشعاعها وجهود قياداتها الرشيدة في تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك وخدمة قضايا السِلم والتنمية المستدامة وطنياً وعربياً، والتزامها بدعم ورعاية النساء المبدعات”.

‎وكانت كلمة الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-الألكسو، وكلمة الأستاذ المختار ولد داهي، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان.

‎كما رحّبت الأستاذة مكفولة بنت آكاط، رئيسة مركز محيط، بالمشاركات والمشاركين من العالم العربي، إذ “يهدف هذا الملتقى المنظّم تحت شعار : “التحديات المستمرة والناشئة” إلى تمكين المرأة، وتعزيز فرصها في سوق العمل”.

‎ومن جهته بيّن عمدة تفرغ زينة السيد الطالب ولد المحجوب “أهمية هذا الملتقى الهادف إلى تثمين دور النساء المبدعات، ودراسة التحدّيات التي تواجهها”.

‎وقدّمت الدكتورة الأميرة منى رسلان بحثاً بعنوان: الإبداع النسائي في مواجهة سلطة المرجعيات التقليديّة: “من الهدم الإجتماعي إلى الإبداع”؛ تمكين المرأة اللبنانيّة وفاعليتها المجتمعيّة-(أنموذجاً)، في الملتقى
حول “تمكين المرأة المبدعة في البلدان العربية: التحديات المستمرة والناشئة”، مستعرضة فيه نخبة من السيدات اللبنانيات: النائب رولا الطبش، الدكتورة لينا كيليكيان، الدكتورة تمارا الزين، الصحفية نوال الأشقر، الأستاذة نتالي أبو جودة، الأستاذة شفيقة العماد، والمؤثرة السيدة ميسون هلال، الرسّامة ماري خوري، والمحامية باسكال العماد؛ وهن المبدعات من كل لبنان، والناشطات في المجال السياسي والنيابي والبلدي والانمائي والأسري وعلى صعيد المجتمع المحلي والصحافة والعلوم والتربية، والفنون والمسرح وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، واللواتي أصبحن مؤثرات اجتماعياً بفعل ما تقدّمه مزايا التكنولوجيا الرقمية؛ إلى جانب تحفيز النساء المبدعات في المجالات الثقافية والإبداعية، اللواتي وقفن في وجه التحدّيات وتبوأن مراكز قيادية مرموقة في المجتمع اللبناني والعربي بأسره ، والمجتمع الموريتاني الذي يحفل بريادة الأعمال والنساء المُبدعات وعلى أكثر من صعيد.
‎ كما قدّمت الدكتورة الأميرة منى رسلان قراءة نقدية لفيلم “إثل” من إخراج الشيخة اليازيّة بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وبحضورها الكريم، استعرضت خلاله مشهديات الفيلم، وكيفية ربط الإرث الحضاري والثقافي والمُجتمعي والإنساني العربي بالعولمة وعصرنة الرؤى الفكريّة والثقافية والاجتماعية في عملية تفاعلية وتشاركيّة، حافلة بالقيم الإنسانيّة والأخلاقية، وذلك من خلال تقديم سيناريو عميق بتجلياته وتفاعلاته، واضح بصوره وتعابيره وانفعالاته شخصيّات الحقيقية، التي تلمس الوجدان والعواطف الإنسانيّة، بكل يُسر وصدق في المشاعر.
كذلك اقترحت الدكتورة منى أن يتمّ إشراك اليونسكو في توثيق الفيلم ضمن فعالياتها السنويّة وعلى مستوى الوطن- لبنان؛ كما ساهمت الدكتورة رسلان بإنشاء “شبكة المبدعات العرب”، على أن تسعى كل دولة عربية إلى تحفيز السيدات وإشراكهنّ في العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي وسواه، وتكريم المبدعات منهنّ في الوطن العربي على نجاحهن ونشاطهنّ وفاعليتهنّ المجتمعية والإنسانية.
وفي حوار معها عبّرت الأميرة منى رسلان: وجدت نفسي في بلدي وجدت كل ترحاب مع كل محبة في نواكشوط، أنا انطلق في أي زيارة وفي أي تمثيل لبلدي لبنان من منطلق التشارك الإنساني والمعرفي والثقافي لذلك فانطباعاتي هي انطباعات جيدة وإنسانية كما اكتشفت الكثير من الطاقات، وجمال هذا البلد الذي يمتد على المحيط وفي الداخل، وقد رأيت الداخل الموريتاني، كما شاهدت الصحراء والبحر أي المحيط، والترع والمناطق الخضراء في الداخل. إنّ هذه البيئة المتنوعة بجغرافيتها تشي بتنوع على المستوى الثقافي والمعرفي والإنساني داخل هذا البلد.

بصفتكم أستاذة مقرري النقد الأدبي المعاصر والمنهجية والحضارة، هل اطلعتم على نصوص شعرية وأدبية لشعراء وأدباء موريتانيين؟ وما هو تقييمكم للشعر في بلد المليون شاعر؟
د. منى رسلان: بلاد المليون شاعر هي بلاد جميلة فيها هذا التنوع العرقي والتنوع الفكري وأيضا هي ذات جذور عربية، ومن الواضح جدا بأنكم تتقنون اللغة العربية بشكل جيد وقد حافظتم عليها. وهذه إحدى القيم الأساسية في المجتمعات العربية أن تحافظ على لغتها وعلى لهجتها وعلى تقاليدها وعاداتها وتنقل تجربتها إلى الشعر والنثر والقصة والمسرح والموسيقى وكل أنواع الفنون والمعارف الإنسانية لنتشارك فيما بيننا.
لفتني بأن التراث الشعبي نقل مشافهة كما حفظت العرب في الماضي تراثها مشافهة، وعملياً حافظت على هويتها، يعني أن المجتمع الموريتاني حافظ على هويته وعلى لغته وعلى توجهاته الفكرية والدينية وعلى الاعتدال وأيضا حمل الشعر هذه الخصائص المحببة إلى قلب أي مستمع والتي تتحدث عن العواطف والأشجان و سيرورة الحياة الإنسانية بكل فاعلية.
فأنا أظن أننا نحتاج إلى قراءات نقدية وفكرية معمقة؛ فالنقد الأدبي الحديث كان من الميادين التي شـهدت التأثـر والتأثير.
لذا نحن ندعم اقامة منتديات معمقة تدرس بشكل جيد الإنتاج الفكري والمعرفي للأدباء والشعراء الموريتانيين، وهذه التجارب نتشارك فيها نحن وإياكم، وأيضاً في المجتمعات العربية نتشارك ونتثاقف فيما بيننا.
لذلك هذا الإنتاج المعرفي الذي حفظ مشافهة، وفيما بعد كُتِب ونُقل، ونقل إلينا الكثير من القيم الإنسانية التي نتشارك فيما بيننا، لذلك على كل إنسان أن يشجع كتابة الشعر وأن يعمد إلى كتابة القصة والمسرحية والرواية ولا يخاف من كتابة القصة أو السرد؛ وخصوصا أننا في مجتمع معولم فلا ضير بأن نعود إلى الماضي وأن نحفظ الماضي وأن نحافظ عليه وأن نحافظ على إرثنا وعلى لهجتنا وعلى لساننا العربي، ولكن في الوقت نفسه نحن مطالبون بأن نعصرن تجربتنا لأن العالم يتغير وتجربتنا نحن تتغير، لذلك فمؤسسات الشعر في كل الوطن العربي والمنتديات التي تعنى أيضاً بالملتقيات، كالملتقى الذي كنت فيه والملتقيات الأدبية هي ضرورة ملحة لنتعرف إلى باحثين مجددين أو باحثين جدد، لدراسة أدبنا (شعراً ونثراً)، لغة واشتقاقاً.
أنا دائماً أشدد على مشاركة العنصر الشبابي في كل المنتديات والملتقيات، ليس فقط بالحضور ولكن بالمشاركة الفاعلة وأن تستعرض أمام المنتدبين أو الحاضرين أن تستعرض شعرها وانتاجها الفكري، ولا ضير في ذلك إطلاقاً، وتكبر تجربتها وهذا شيء محفّز وجميل