Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الدكتور الفوعاني من بعلبك ممثلا الرئيس بري في ذكرى قسم الإمام الصدر: لكبح جماح العدو الصهيوني وإلزامه التنفيذ الفعلي للقرار 1701

أحيت “حركة أمل” الذكرى الخمسين لقسم الامام الصدر في بعلبك، باحتفال حاشد في فرع الجامعة الإسلامية في بعلبك، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى الفوعاني ممثلا رئيس مجلس النواب ورئيس “حركة أمل” نبيه بري، وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن، النائبين غازي زعيتر وملحم الحجيري، نائب رئيس الحركة الدكتور هيثم جمعة، رئيس المكتب السياسي جميل حايك، مقرر هيئة الرئاسة العميد عباس نصرالله، الوزراء السابقين: رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور حسن اللقيس، الدكتور حمد حسن، عباس مرتضى والدكتور فايز شكر، النائب السابق محمد كامل الرفاعي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية العقيد غياث زعيتر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بالتكليف مصطفى الشل، ورؤساء بلديات من قرى المنطقة، هيئات روحية من مختلف الطوائف، أعضاء من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والمجلس الاستشاري وقيادة الإقليم، وفود من “حزب الله”، “تيار المردة”، الحزب “القومي”، حزب “البعث”، والفصائل الفلسطينية، ضباط أمنيين وعسكريين، ورؤساء دوائر ومصالح رسمية، مخاتير وفاعليات اجتماعية.
وبعد عزف فرقة موسيقى “كشافة الرسالة الإسلامية” في مفوضية البقاع النشيدين الوطني اللبناني ونشيد حركة “أمل”، عرض تقرير مصور يوثق قسم الإمام الصدر في بعلبك عام 1974.

الفوعاني
وألقى كلمة الرئيس بري، رئيس الهيئة التنفيذية مصطفى الفوعاني، فقال: “كلفني الأخ الرئيس نبيه بري فشرفني أن أمثله في الذكرى الخمسين لقسم الامام القائد السيد موسى الصدر وانطلاقة حركة أمل ومن كلماته ابتدئ: “لبعلبك تستنفر أفراس الضوء وحدائق النور، على مدى السهل الممتنـع، للبقاعيين الذين كانوا الأشد وضوحا، اصطفوا مع الإمام الصدر ورددوا خلفه القسم، بأن يحفظوا لبنان وفي قلبه الجنوب وبأن يحرروا إنسان لبنان… لحضورك الذي سكن صمتنا وأدرك عطشنا، وانتزعنا من النسيان، للبقاع الذي بحت حناجره في بعلبك وهو يردد القسم، رعدا لا ينام، وللجنوب في صور الذي يشرب الماء عطشا، ويضربه هواء الخوف قبل أن تأتي سيدي الإمام إلى لبنان، حاملاً ربيع اليوم وربيع الغد وربيعا لكل الفصول، كان الحرمان صفة عامة، وكان الطغاة يتبادلون الأدوار، يتقاسمون أوجاعنا  على طاولتهم باسم الدولة، وجئت يا سيدي الإمام وأطلقت صوتك أملا، تحولنا إلى حركة مطلبية سهلة ممتنعة تسعى كي لا يبقى محروم واحد أو منطقة محرومة، اجتمع إليك الأحرار في بعلبك وصور وفي كل الوطن، وتحول الحرمان من حالة إلى حركة، فكانت أمل أفواج المقاومة اللبنانية، وكان قسم بعلبك انطلاق هذه الحركة المباركة”.

وتابع: “خمسون عامًا والقَسَم ملء لبنان والمقاومة والحرمان، خمسون عامًا وصفحات التاريخ تكتب “حركة أمل”، خمسون عامًا وما بُحت حناجرنا في جبال حملت صوتَ الصدر أمانة الأجيال، خمسون عامًا الذهب المعتق في خوابي بلداتنا: بعلبك وساحة قسمها إلى  غربها والقرى المعلقة حبًا بموسى، إلى شرقها حيث الشمس تسطع بالأمل لأمل إلى جنوبها حيث اليطاني يحمل وجعنا إلى شمالها وكأنها البارحة إلى الهرمل ونهرها والصباحات المضيئة شهادة إلى بلدات القاع وعرسال ودير الأحمر والجبة والعمامة والمحراب، خمسون عامًا ونحن ما بدلنا، عقيدةً وثباتًا، ورأس حربة من عين البنية إلى علي داود وأحد عشر كوكبًا وشمس وقمر والدر وأيقونة جبل عامل ومدينة الامام الحسين في النبطية، وَذَكِّر?هُم بِأَيَّا?مِ ?للَّهِ”.

أردف: “للمقاومين ولقرى الجنوب والبقاع وكل لبنان وهي تحمل وجه الله عزة، وفي ترابها سماء وعقول واقلام ، لكم انتم تصلّون على حصير موسى وفيكم فجرنا والآيات والسبع المثاني، تعبرون سحابا لغياب أشدّ حضورا، ميثاقهم آذان فجر وفزتم وربّ الكعبة، فتخضلّ ربى الوطن أفواج أمل، وما بدّلنا، منذ الطلقة الأولى من عين البنية وقامات الطهر عند مليك مقتدر، من فلسطين وطوفان أقصاها وشرف قدسها إلى الشهداء على مساحة الوطن ، فلسطين ولبنان ألف ألف شهادة وكرامة وعزة وانتصار لفلسطين أولا، للقدس المقدسة بين المدن، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكنيسة المهد، وبوابة العدل، ومربد الفجر للأقصى، صرخة في برية الله، وبدء الكلام وحقيقة الإنسان، للأقصى منطلق الثورة وكلمة سر الانتفاضة، لغزة التي ميتها لا يموت، ونهارها لن يموت وليلها، والتي ينبت الغار على رفاة شهدائها، والتي تتوالد الأقمار من بيوتها، والتي يزهر رماد الحرائق بالنخيل على شفاهها، والتي ستزهر حتما بالنصر الآتي إن شاء الله”.

أضاف: “المقدمة هي غزة هي الجغرافيا الممتدة على مساحة 350 كيلو متر مربع، تستبيح فيها آلة القتل الصهيونية أرواح ودماء الفلسطينيين أطفالاً ونساءً وشيوخاً على نحو لم تشهده البشرية من قبل. مشهد صرخة تلك المرأة الفلسطينية الثكلى التي أطلقتها مدوية يديها إلى السماء وهي تبحث عن أطفالها الذين قضوا على حين غفلة فقدتهم جميعاً قبل ان يتناولوا طعام الافطار. فالدفاع عن غزة وعن فلسطين ليس مسؤولية فصيل فلسطيني بعينه، وليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، هي مسؤولية الأمة جمعاء”.

واعتبر ان “المشروع الإسرائيلي الذي ينفذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزة بالدم والنار والتدمير والذي يتبارى المستويان السياسي والعسكري في الكيان الاسرائيلي التباهي بإعلانه وكشف نواياه، من خلال العودة الى التلويح بمخطط “الترانسفير” للشعب الفلسطيني من قطاع غزة بإتجاه شبه جزيرة سيناء، إذا ما قدر لهذا المخطط أن يمر هو ليس سقوطاً وقضاء على القضية الفلسطينية،  إنما هو سقوط للأمن القومي العربي والإسلامي ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة تكون إسرائيل فيها هي الكيان الأقوى”.

وأكد “حق الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة بكل الوسائل المتاحة من أجل تحقيق حلمه بالعودة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة  وعاصمتها القدس الشريف. والتحية أبداً ودائماً للمقاومين القابضين على جمر القضية  وعلى زناد البندقية في فلسطين في الضفة والقطاع والقدس على سواعدهم سوف ينبلج فجر فلسطين تحريراً وعودة”.

وقال: “ها هي إسرائيل الكيان الغاصب تصفع الإنسانية على وجهها بجرائم إبادة ومجازر لا تستهدف الشعب الفلسطيني فحسب، إنما تستهدف البشرية والإنسانية على حد سواء، فمتى يصحو ضمير العالم؟ آلاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، والعالم يصمّ قلبه وعقله، والدفاع عن غزة والضفة وفلسطين مسؤولية الأمة، وها هو صوت ميثاقنا صدى لا يعرف التهاون والمهادنة: فلسطين في قلب الحركة وعقلها، وشرفها يأبى ان يتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء”.

واعتبر أن “طوفان الأقصى أعاد وهج القضية، وأسقط خيارات التطبيع. لقد أثبت الطوفان للعالم أن فلسطين والقدس قضية مركزية للأمة لا يمكن التنازل عنها مهما غلت التضحيات. ويتنقل هذا الإرهاب الذي تمارسه آلة الحقد الصهيوني إلى وجه آخر من وجوه الحقد يستهدف لبنان في بعلبك مدينة القَسَم، ويستهدف صور وقبلها النبطية وبنت جبيل وصولا الى قرى الجنوب المعلقة على حب الشهادة، والطلقة الأولى من عين البنية. ما يؤكد أن العدو واحد، وإن الأهداف التي ينوي تحقيقها بالميدان، بات يلجأ إلى مثل هذه الأفعال المدانة والتي تعبر عن ضعف وتهافت، علّه يرمم صورته المنهارة عسكريا وأمنيا وإجتماعيا واقتصاديا وداخليا، وهذه نبوءة الامام الصدر، أن هذا الكيان الغاصب إلى تفكك واضمحلال، والعدو لم يحقق هدفًا واحدًا من أهدافه البعيدة المنال وبات الشارع العربي والعالمي يلتف حول هذه القضية المحقة، ولو اتسم الموقف الرسمي حيادا سلبيا. وامّا محاولات العدو الصهيوني تجاه لبنان فما زالت منذ اندحاره عنه عام 2000 و2006 تتحين الفرص. ونحن ندرك تماما أن قوة لبنان بمقاومته وبوحدته الداخلية وبعيشه الواحد وبالتسمك بقيم أرسارها الإمام الصدر”.
تابع: “إن حركة أمل تؤكد على أن كل محاولة للإعتداء على الاراضي اللبنانية ستواجه من قبل جميع المقاومين بذات العزم والإصرار الذي ووجه به الاحتلال للجنوب في السنين الماضية، وان أرواح المقاومين ستبقى حاضرة في كل آن وفي كل ساح. وعليه، لن تُجدي سياسات الإملاءات والضغوط بالنار في فرض وقائع سياسية فيما يخص وطننا لبنان، لا على الحدود ولا في الداخل، فالموقف اللبناني واضح ويتجلّى بكبح جماح العدوانية الصهيونية، وإجبار العدو على الانسحاب من كل اراضينا المحتلة دون قيد أو شرط، وإلزامه بالتنفيذ الفعلي والجدي للقرار 1701، وإبقاء عناوين الملف اللبناني الداخلي شأناً لبنانياً يعالج عبر الحوار فيما بين اللبنانيين، وإن على من يبذلون الجهد من أجل الحلول السياسية، العمل على إيقاف ما يجري من حرب إبادة جماعية وجرائم حرب وتجويع لأهالي غزة لكسر إرادة صمودهم ومقاومتهم الأسطورية التي فضحت عجز آلة الحرب الاسرائيلية المستندة في إجرامها إلى التواطؤ الدولي والاقليمي، والصمت المشين الذي لن تجمّله مشاهد الإنزال الإستعراضي  لفُتات المؤن للجائعين”.

ورأى الفوعاني أنه “في لبنان هناك جزء من هذا الضياع المعمم في منطقتنا، وما زلنا ندعو إلى ضرورة التشاور والتفاهم للخروج من قمقم تعنت البعض وحسابات البعض الضيقة التي لا تبني وطنا، وما زالت الدعوة إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ونجترح كل ممكن من أجل هذا الانتخاب، وحتى الخماسية الدولية اعتبرت ان لا حل في لبنان إلا من خلال التشاور والتفاهم. سنبقى دعاة حوار نمد اليد لشركائنا في الوطن وسط الحرائق التي أشعلها العدو الصهيوني، نمد اليد إلى كل النيات الحسنة ودون سقوف، التحديات العالية والخطاب المنشنج والشعبويات الفارغة لا تبني وطنا، تعالوا إلى كلمة سواء نتحاور تحت سقف وجع أهلنا الذين آمنوا بوطن نهائي لجميع أبنائه، تعالوا إلى حوار بناء دعمته قوى تؤمن بضرورة التوجه إلى إنجاز الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية وبعدها انتظام عمل المؤسسات وأدوارها والتفكير الجدي بالخروج من الأزمات المتتالية وتوحيد المواقف والرؤية وتغليب المصلحة الوطنية والعيش المشترك. والبعض الذي ما فتئ يصدر بيانات هدفها إطالة الازمة، وخلق مناخات ضاغطة على المواطنين الذين يعانون ويتألمون ولكنهم صبروا كرمى الوطن يقدمون التضحيات لأجله”.

وقال: “خمسون عاماً ويبقى الجنوب هم حركة أمل وغاية إنطلاقتها، تحميه كما هو عهدها بالدماء والعطاء لأنه يجب أن يُحفظ بأمر من الله والوطن، ولا سلام للبنان دون سلام جنوبه، ونؤكد أن خلاص لبنان وقيامته رهن إرادة بنيه ووحدتهم وإلتقائهم على القواسم الوطنية المشتركة، وأهمها عدم ترك منطق الشغور في المؤسسات يمتد، والإنهيار الاقتصادي يستمر، والتفلت الأمني يتمادى، وعبثاً الرهان على إرادة الخارج. خمسون عاماً مجددين التزامنا الحركي والوطني بالتصدي للمشروع الصهيوني الذي يعبّر اليوم في حربه على غزة وجنوبنا عن شراسة ومخاطر تحدياته التي يُجسدها وجوده ضد حق شعوبنا ومستقبلها مع دعمنا الكامل لنضال وجهاد الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل حقوقه المشروعة، مستلهمين الرؤى المبكرة التي أطلقها الإمام القائد عندما حذّر من مخاطر انهيار الحاجز النفسي مع العدو، وهو الذي اعتبر إن الأخطر من قيام إسرائيل هو أن تصبح جزءًا طبيعياً من نسيج المنطقة. وكما أكد الإمام  في مدونته الفكرية النضالية والإستراتيجية، أن إسرائيل خطر لن يبقى منحصرًا بفلسطين والمنطقة العربية، بل هي خطر يهدد الأمن والسلام العالميين”.

واعتبر انه “أيام الصوم والجهاد المقاوم في لبنان وفلسطين تجمع اليوم بين جهاد النفس وجهاد العدو، بين محراب رمضان ‎وبندقية الجهاد لأبناء المقاومة في لبنان وفلسطين. إن حركة أمل تدعو ونحن في شهر رمضان المبارك إلى وقفة رمضانية تُعيد روح الإلفة والتضامن والعزة والمجد التي سُطرت في هذا الشهر الشريف عبر التاريخ كي يتبدّد شعور أهل غزة بالإستفراد والتخلي عنهم من قبل أمتهم. وندعو كل الاخوة الفلسطينين وكل المقاومين أن يكونوا يدا واحدة فلا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريح أقصاكم وقدسكم، كونوا اليد الواحدة فوحدتكم الداخلية أمضى سلاح في مواجهة العدوانية الصهيونية”.

وأردف: “لقد تنبّهت حركة أمل ومنذ اللحظة الاولى إلى ما يخطط من مشاريع فتنة داخلية وخارجية، فكانت القرآن الناطق، والدم الهادر المجاهد والمقاوم والمرابض حتى نيل الحسنيين. حركة أمل انطلقت من رحم القسم في بعلبك وصور، وكانت الطلقة الأولى في وجه اسرائيل وفي وجه الحرمان على تخوم المجتمع، هزمت مشروع الفتنة الكبرى وأسقطت شعاراتها، ونبّهت الجميع لما يحاك وتمسك رئيسها بالوحدة الوطنية حفظا لوطن الشهداء”.
أضاف: “مع حلول شهر الخير والبركة شهر الله، مدعوون هذا العام الى رؤية هلال هذا الشهر المبارك على الأرض قبل رؤيته في السماء، من خلال عيون أهلنا في القرى الحدودية اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة صموداً وبذلاً وتضحية حتى الشهادة، ومن خلال عيون الأطفال والنساء والشيوخ فوق رمال قطاع غزة. مدعوون وكذلك المسلمون في مشارق ومغاربها قبل التذكر في هذا الشهر الفضيل جوع وعطش يوم القيامة، الى التذكر ومن منظور إنساني وإيماني وأخلاقي جوع وعطش وقهر وتهجير وإبادة الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية وأكناف بيت المقدس. ليكن رمضان هذا العام الذي يتزامن مع زمن الصوم لدى الطوائف المسيحية الكريمة صوماً للتقرب الى الله قولاً وعملاً ، من خلال التقرّب إلى وجع أهلنا في الجنوب ومعاناة أشقائنا في فلسطين وأهلها ومقدساتها، فمن هناك يجب ان يُلتمس هلال شهر صومنا، وهناك أيضاً تُمتحن الأمة في إيمانها وإنسانيتها وإنتمائها وهويتها، فهل هي فاعلة فتُقبل الأعمال؟”.

وقال: “غدوت يا سيدي الأقوى حضورا على مساحة هذا الوطن، لا بل على مساحة ندائك في كل هذا العالم. أقسم الإمام السيد موسى الصدر أن يكون لبنان موحدا، مسلمه ومسيحه واحدا، في جسد واحد، وعقل واحد، وقلب واحد، قسم الإمام يجمعنا، ومن هنا أقسم الإمام موسى الصدر فوحدت بعلبك لبنان. القسم الذي ارتقى بلغة الإمام الصدر ليصبح صورة مميزة في عالم العرب، ومشروعا وقضية تشكل نقيضا للمشروع الصهيوني العنصري والإحتلالي الغاصب لفلسطين، وللمشروع الطائفي الذي يميز بين اللبنانيين بمكوناتهم ومناطقهم والذي كرس الحرمان مسارا في التعامل مع أكثرية اللبنانيين في مسيرةٍ بدأها الإمام مستوحيا من معاني الشهادة والبذل والفداء في أربعينية الإمام الحسين، لتغدو اليوم بقعة الضوء في واقع لبنان والمنطقة باعتبارها مشروع الإصلاح الأكثر حضورا، ومقدرة على أن يكون مشروع الخلاص للإنسان في لبنان ومشروع المواجهة الدائم مع العدو الصهيوني”.

ولفت إلى أن “القسم الذي حصل في بعلبك، هو صنوه في مدينة صور في الخامس من أيار من نفس العام، ولذلك لا نفصل بين القسمين، ولذلك نقول إن هذا القسم لا يزال يصلح كوثيقة سياسية واجتماعية، حتى يبقى هذا الحاكم في لبنان مطلعا وقادرا على متابعة الأمور، لا أن يغرق مواطننا في حرمانه، حتى لا يتحول الحرمان إلى ثورة وإلى غضب. تحدثنا عن الكثير من المشاريع التي كان الإمام الصدر تحدث عنها عام 74، تحدث عن سد اليمونة، وتحدث عن مدينه بعلبك وإنماء بعلبك. تحدث الإمام الصدر وتحدثنا، عن سد العاصي، عن الإفادة من مشروع الليطاني، فأين هذه الدولة من هذه المطالب، التي مضى عليها 50 عاما، وما زالت الدولة تصم آذانها، ولا تريد أن تسمع صوت المحرومين في مناطق عكار والبقاع والجنوب وفي كل منطقة ودسكرة؟”.

وأكد أن “حركة أمل تسعى إلى عفو عام مدروس، حتى يكون المواطن في البقاع قادرا أن يمارس حياته الطبيعية، ونؤكد على إنشاء مجلس للبقاع وبعلبك الهرمل ومجلس لعكار والضنية على غرار مجلس الجنوب، ونشدد على زيادة أدوار المؤسسات الرقابية وما يتعلق بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، كما  عن سلسلة من المشاريع الإنمائية الصحية والتربوية واجتماعية تساهم في إنماء المنطقة، وهي ذاتها المطالب التي نادى بها الإمام الصدر، ولذلك عندما أطلقنا شعار “بقاعا در” أردنا لهذا الشعار، أن يكون في كل منطقة تعاني الحرمان، فنحن  لا نتحدث عن منطقة جغرافية، ولا عن مذهب وطائفة، بل يتحدث عن كل لبنان، هذا هو إيمان الإمام الصدر، وهذا هو ديدن الرئيس نبيه بري حامل الامانة”.

ختم : “إليك يا سيدي الإمام، إننا على الدوام سنبقى أملا في مواجهة العدو الصهيوني، أملا في مواجهة الحرمان، وحركة أمل دائما تتبنى القضية الأساس قضية العرب، فقد قلنا مرارا  عن القدس أنها عاصمة أبدية لفلسطين، وأن لا مجال لن يتنازل المسلم والمسيحي عن هذه القضية، عندئذ يفقد قضيته ويفقد مبرر وجوده. خمسون عامًا على انطلاقة حركة أمل وما زلنا الأكثر حضورا والأكثر تحسسًا بوجع الناس، خمسون عامًا مسيرة بدأت ولما تنته حشودا وقسما واستمرت أفواج مقاومة، ودحر احتلال، وانتصارا وتحريرا، خمسون عامًا وكأنها اليوم، ونقسم أننا لن نبدل تبديلا، خمسون عاماً وسيبقى يوم القسم مشعلاً هادياً لمسيرة حركة أمل التي عُمدّت بدماء شهدائها، وبقيادة الأخ الرئيس نبيه بري الأمينة على المشروع والاهداف. خمسون عامًا، خمسون أملاً، وأمل في ريعان مقاومتها وعنفوانها وحضورها”.