Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

*تفريغ إدارة بايدن لقرار مجلس الأمن من جوهره تغطية لإستمرار ألإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة !.*

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

……………

تفريغ إدارة بايدن لقرار مجلس الأمن من جوهره تغطية لإستمرار ألإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة !.

…………

شكل القرار الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين بتوقيت بيروت هزيمة لكيان الإحتلال الصهيوني وقادته ،،فجاء صدور القرار دون إستخدام الإدارة ألاميركية لحق النقض ” الفيتو” كأول خطوة مارس فيها البيت الأبيض ضغطا دبلوماسيا على كبير النازيين في دولة الإحتلال بنيامين نتانياهو ،،ولو أن الجدية ألاميركية بوقف حرب الإبادة بحق أهالي قطاع غزة تفترض وقف إمداد العدو بشتى أنواع ألاسلحة المتطورة .

 

وفيما ،،جن جنون رئيس حكومة العدو ومتطرفيه من صدور القرار الدولي دون فيتو أميركي ،،سارع للإعلان عن منع وفد حكومة العدو الذي كان سيغادر إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع المسؤولين ألاميركين ،،تتعلق پإصرار مجلس الحرب في دولة الإحتلال إجتياح مدينة رفح ومخيماتها ،،إلى جانب مطالبة ألإدارة الاميركية ألإستمرار في تزويد جيش العدو بكافة أنواع الأسلحة والصواريخ المتطورة ،،إلى جانب طلب واشنطن تزويد ألإحتلال بمزيد من طائرات إف ١٥ وإف ٣٥ .

 

إذا ،،ماهي تداعيات قرار مجلس الأمن على جنون القتل والتدمير لدى حكومة الإحتلال ,وعلاقة ألإدارة الاميركية مع حكومة العدو وتحديدا علاقة بايدن مع نتانياهو وما هو مصير القرار الدولي ؟.

 

ومن خلال أبعاد قرار مجلس الأمن وما صدر من مواقف عن البيت الأبيض وحكومة العدو بعد صدور القرار يمكن التوقف عند التداعيات الآتية :

 

١_ القرار يعتبر خطوة إيجابية ولو إنها منقوصة وفيها ثغرات عدة تمكن المحتل من التمادي بعدوانه وإستمرار إحتلاله للقطاع ،،إذا أن القرار حسب مندوب روسيا في مجلس الأمن ” حمال أوجه “ويتيح للإحتلال الإمعان بمزيد من القتل والتدمير ،،وفي الوقت نفسه يؤدي القرار لمزيد من العزلة الدولية لكيان العدو ويفاقم مأزقه على كل المستويات .

 

٢_ شكل قرار مجلس الامن تغييرا جزئيا بموقف إدارة الرئيس الأميركي ،عبر ألإمتناع عن إستخدام الفيتو،، وهو مايمكن إعتباره رفع للكرت الاصفر من بايدن بوجه نتانياهو ،،ولو أن مافع البيت الأبيض لهذا الموقف سلسلة الضغوط الكبيرة التي تواجه الرئيس الأميركي من داخل حزبه الديمقراطي مع بدء إنتخابات المعركة الرئاسية ألأميركية .

 

لكن إدارة البيت الأبيض لم تنتظر طويلا حتى قامت بتفريغ قرار مجلس الأمن من مضمونه الأساسي وتحديدا دعوته لهدنة خلال ما تبقى من شهر رمضان كمقدمة لوقف إطلاق نار ثابت ،، فما صدر عن عدد من كبار المسؤولين الأميركين وإعتبارهم أن قرار مجلس الأمن غير ملزم ،،يعتبر إسقاطا لمفاعيل قرار مجلس الأمن وإرضاءا لنتانياهو ومجلس حربه ،،كما أن كل مسؤولي الإدارة الأميركية ومعهم مسؤولين في الحكومة البريطانية سارعوا لقيادة حملة مسعورة ضد حركة حماس وتبرير إستمرارالعدوان الصهيوني من خلال الإصرار على مايزعمونه نزح سلاح حماس وخروج قادتها من قطاع غزة ،،إلى معزوفة إطلاق سراح ألأسرى الصهاينة كشرط لوقف دائم لإطلاق النار .

 

لذلك ،،فإدارة بايدن لا تزال مستمرة بسياسة الكذب والخداع وكل ما تقوم به ،،يهدف لإرغام نتانياهو على القبول بالرؤية الأميركية لإدارة العدوان على قطاع غزة ،،وبالتالي لا زال موقف واشنطن بعيد جدا عن الضغط على حكومة الإحتلال للسير بوقف دائم لإطلاق النار ،،مع إلإجراءات الضرورية لإنسحاب المحتل من القطاع وعودة الأهالي وإدخال المساعدات التي يحتاجها أبناء غزة وإجراء صفقة حول تبادل الأسرى والمعتقلين الفلسطينين تؤدي لتبيض سجون الإحتلال .

 

وإنطلاقا من هذه المعطيات المتصلة بالموقف الأميركي،،فألايام المقبلة ستشكل إمتحانا صعبا للبيت الأبيض وما إذا كان سيستمر في تغطية حرب الإبادة الصهيونية وهستيريا نتانياهو ومجلسه الحربي لإجتياح رفح ومخيماتها ،أم سيضطر لإتخاذ خطوة أو أكثر للضغط على كيان الإحتلال لوقف عدوانه ،،وستكشف المباحثات التي يجريها وزير حرب العدو يؤاف غالانت مع المسؤولين الأميركين ” الخيط الابيض من الخيط الأسود “،،من حيث إمداد كيان العدو بما يطلبه من أسلحة ،،مع أن كل المواقف الأميركية تؤكد على إستمرار تزويد ألإحتلال بالسلاح ،،رغم الكلام الصهيوني مؤخرا عن تباطؤ أميركي في إرسال السلاح .

 

٣_ أما بالنسبة لكيان العدو وحكومته النازية ،،فقد شكل قرار مجلس الأمن هزيمة غير متوقعة في دوائر حكومة نتانياهو ،،وبخاصة إمتناع واشنطن عن إستخدام الفيتو ,,وبالتالي فالقرار سيفاقم من أزمات الإحتلال ومجلس الحربي والعصابة الحاكمة ،،وقد تكون إستقالة العضو في حكومة طوارىء الإحتلال جدعون ساعر بداية لأزمات أشمل وأكبر .

 

لكن،، في الوقت نفسه فقرار مجلس ألامن أحدث هستيريا داخل مجلس حرب الإحتلال،، من نتانياهو وحكومته ،،إلى كل الأخرين ،،حيث كان هناك توافق تام على مواصلة حرب ألإبادة وإجتياح رفح ،،وهو ما يعني أن العدو الصهيوني سيمعن في الفترة القريبة المقبلة لمزيد من حرب الإبادة والتطهير العرقي ،،خصوصا ،في حال إستمرار الغطاء ألأميركي للعدوان وتزويد المحتل بما يحتاجه من سلاح .