Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

المفتي شريفة: قيام الدولة مطلب وطني جامع

اعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة، في خلال خطبة الجمعة، أن “الأيام تشبه بعضها”، مستعرضًا “مشاهد الهيمنة التي تتكرر عبر التاريخ، ولكن بأدوات وأساليب جديدة”.

وقال: “في العصور القديمة، كانت ممالك روما لا تدخل بلدًا إلا بجيشها، تفرض نفوذها بقوة السلاح، وتطلب المال والذهب كجزية تُدفع عن خوف أو تملّق. أما من يرفض، فمصيره الحرب وسفك الدماء. لم يكن هناك خيار ثالث”.

أضاف: “السلطنة العثمانية لم تكن أوفر رحمة، إذ اعتادت جباية المحاصيل والمواشي، وفرض ضرائب قاسية على الفلاحين، تترافق غالبًا مع مداهمات مهينة، تحت ذريعة الخدمة للسلطنة”.

تابع: “اليوم، في زمن يُفترض أنه زمن السيادة والديموقراطية، تتجلى ذات العقلية بأشكال مختلفة. زيارات القادة الدوليين، وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة، فباتت تحمل رسائل اقتصادية وسياسية أكثر منها دبلوماسية”.

ورأى أن “العقوبات تُفرض هنا وتُرفع هناك، لا بناء على معايير إنسانية أو حقوقية، بل بحسب منطق الربح والخسارة. يُمدح من يعقد الصفقات، ويغضّ النظر عن الانتهاكات”.

وقال: “طائرة فاخرة تُهدى، وصفقات سلاح تُبرم، ووعود تُباع، وكل ذلك يُعرض على الهواء مباشرة، لا في الخفاء. كأنّنا أمام نسخة حديثة من نظام الجزية، ولكنها تُدفع الآن بالثروات الوطنية وبالقرار السيادي”.

وأشار إلى أن “غزة تبقى شاهدة على فشل هذا النظام الدولي، تتعرض لأبشع أنواع الإبادة، في صمتٍ عالمي يُذكّر بما عُرف زورًا باسم المحرقة، التي أصبح يُستغل عنوانها لتبرير المجازر الجديدة”.

أضاف: “أما في لبنان، فإن البلاد تشهد اعتداءات إسرائيلية متواصلة، بينما الدولة اللبنانية لا تزال تكتفي بضبط النفس، في انتظار أن تتحرك اللجنة الخماسية المكلّفة تثبيت وقف إطلاق النار، الذي لم تلتزم به إسرائيل يومًا”.

دعا “اللبنانيين إلى الانصهار الوطني بتجاوز الانقسامات”، معتبرا أن “الوحدة الوطنية هي خشبة خلاص الوطن وبداية قيامة الدولة وتعافي مؤسساتها، وهذا مطلب وطني جامع”.