Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: لبنان ينتظر ردّ إسرائيل… وانقسام في واشتطن حول الجيش واليونيفيل

كتبت صحيفة “الجمهورية”: بعدما غادر الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك لبنان من دون التوصل إلى اتفاق حول المقترحات الأميركية والردود اللبنانية عليها، بدا انّ لبنان وكأنّه تُرك لقدره، ليتبين أنّ الاتصالات مستمرة بين المسؤولين والموفد الأميركي الذي حمل الملاحظات اللبنانية لينقلها إلى الجانب الإسرائيلي، على أن يعود لاحقاً بردّ عليها. وفي هذه الأثناء، تسود مخاوف من احتمال لجوء إسرائيل إلى موجة جديدة من التصعيد، تحت جنح انصباب الاهتمام على الوضع السوري المرشح لمزيد من التطورات الدراماتيكية، مع ارتفاع منسوب النزاع التركي ـ الإسرائيلي غير المباشر على الساحة السورية.

نافذة انتظار فتحها برّاك خفّضت منسوب الخوف والحذر من تصعيد إسرائيلي محتمل ومتوقع في أي لحظة. فبحسب ما قال مصدر سياسي بارز واكب زيارة الموفد الأميركي واجتماعاته مع الرؤساء الثلاثة، لـ«الجمهورية»، فإنّ المفاوضات مستمرة، ولبنان ينتظر الجواب الذي يُفترض أن يعود به برّاك شخصياً او يرسله عبر السفارة الأميركية، بعد التداول والتشاور مع الرئيس ترامب والتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، على النتيجة التي خرج بها بعد جولته الثالثة، ومفادها ما سمعه من بعبدا وعين التينة على وجه الخصوص، أنّ هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار على اسرائيل أن تطبّقه وتلتزم به. فبّراك منذ البداية قدّم نفسه مفاوضاً على خريطة طريق اقترحها، أما العنوان فهو تطبيق الاتفاق.

وقال المصدر، إنّ برّاك «تعاطى بصدقية المفاوض الذي يريد التوصل إلى حل، وإلّا لماذا هو هنا، بالنهاية التوصل إلى deal يحتاج إلى جولات ذهاباً وإياباً، عرض وطلب، والأميركي عليه مسؤولية، وكذلك الفرنسي، الراعيان لاتفاق وقف إطلاق النار الذي فشل تطبيقه، وبالتالي ما يجري الآن هو محاولات لإتمام اتفاق جديد، والخلاف ماذا اولاً، إسرائيل تريد تسليم السلاح اولاً، ولبنان يريد إلزام العدو بتنفيذ القرار الأممي 1701 ووقف اعتداءاتها والانسحاب اولاً، هذا هو جوهر الموضوع، يختم المصدر.

الردّ

وقالت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّ لبنان طلب في جوابه على الردّ الأميركي أن تلتزم إسرائيل وقف إطلاق النار فعلياً والانسحاب من المناطق التي لا تزال تحتلها، في مقابل أن يبدأ المسؤولون البحث مع «حزب الله» في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، على أن يتمّ الأمر وفق مهل زمنية تبدأ في آب المقبل. ووعد برّاك بعرض هذا الامر على إسرائيل ليعود بجواب عليه. ولكن حتى أمس لم يظهر حصول أي تبدّل في موقف إسرائيل، التي رفعت مساء أمس من وتيرة غاراتها الجوية مستهدفة وادي برغز والمنطقة الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية وجبل الريحان وسجد والجرمق المحمودية والجبور.

وفي هذه الغضون، قالت المصادر نفسها، انّ المملكة العربية السعودية دخلت مجدداً على خط العلاقات اللبنانية ـ السورية، مساهمة منها في العمل على حل المشكلات العالقة بين البلدين، وقد استقبلت لهذه الغاية مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.

الردّ الأميركي

وإلى ذلك، تتخوف مصادر مواكبة من طبيعة الردّ الذي ستعتمده الإدارة الأميركية تجاه لبنان، خصوصاً أنّ سياستها إتسمت حتى الآن بهامش واسع من المواقف المتساهلة والمتشدّدة، بحيث يبدو صعباً توقّع الاتجاه الذي سترسو عليه: هل تذهب إلى التشدّد المطلق ورفع مستوى العقوبات على «حزب الله» ولبنان كدولة، أم تحافظ على مقدار من التفهم للموقف اللبناني؟

وأبدت المصادر عبر «الجمهورية» خشيتها من معلومات يجري تداولها في واشنطن، عن ضغوط يمارسها بعض الصقور في الإدارة والحزب الجمهوري ومؤيدي إسرائيل، لإتخاذ قرارين خطيرين في حق لبنان: وقف الدعم المخصص للجيش اللبناني والوقوف في وجه التمديد خلال الشهر المقبل لقوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» العاملة في الجنوب. لكن من حسن حظ لبنان أنّ الغلبة في الإدارة ما زالت ترفض إتخاذ هذين القرارين حرصاً على استمرار مقومات الدولة اللبنانية.

ماكرون وسلام

وكانت الأوضاع في لبنان والمنطقة والحراك الأميركي في شأنها، محور المحادثات السريعة التي أجراها رئيس الحكومة نواف سلام مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي استقبله في قصر الاليزيه أمس.

وكتب سلام على منصة “إكس” في نهاية الزيارة: «أشكر فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره. أعود إلى بيروت مطمئنًا نتيجة التزام الرئيس ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة «اليونيفيل»، وتعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة».

مفترق مفصلي

وفي هذه الأثناء، قال رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون لدى استقباله مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، يرافقه وفد من مفتيي المناطق «إنّنا أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيريًّا»، وأكّد أنّ «وحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس. وحدتنا هي الأساس لكي نواجه معًا التحدّيات كافّة من أي مكان أتت، ولكي نضع لبنان على طريق الاستقرار والازدهار». وأضاف: «للأسف بعضهم لا يملك حسّ المسؤوليّة، ويسعى إلى تسويق جوّ عاطل جدًّا، ويُصرّ على تسريب شائعات لا أساس لها. نحن جميعًا، ومعًا، باستطاعتنا أن ننقذ لبنان ونواجه التحدّيات». وأشار إلى أنّ «الخطأ المميت الّذي ارتكبه اللّبنانيّون في السّابق، هو الاستقواء بالخارج ضدّ الآخر في الدّاخل، ولقد شهدنا جميعًا تبعات هذا الأمر». وقال: «لا، أنا أريد أن أستقوي بشريكي وأخي في الدّاخل ضدّ الخارج كائنًا من كان. بهذه الطّريقة، نستطيع أن نواجه التحدّيات أينما كان مصدرها، ولا سيّما من إسرائيل الّتي تقوم على التفرقة ومبدأ: فرّق، تسُد. لا، وحدتنا تواجهها وتواجه الأمور كافّة». وجزم عون في أنّ «لا أحد في استطاعته أن يلغي أحدًا في لبنان، وما من أحد له فضل أكثر من غيره. جميعنا، بوحدتنا لنا فضل على لبنان. والمفتي دريان هو مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة وليس مفتي السنّة»، ولفت إلى أنّ «اللّبناني تعب ولم يعد قادرًا على تحمّل حرب إضافيّة، ونحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى دمّ بعد». مؤكّدًا أنّ «بقوّتنا لبنان يمكنه أن ينتصر وننتصر معه. وبتفرُّقنا يخرب لبنان بأسره، ولا غطاء ولا مظلَّة فوق رأس أحد».

ومن جهته المفتي دريان قال إنّ «اللّقاء مع الرّئيس عون مميّز، وتواصُلنا معه دائم ومستمرّ، ونمرّ في ظروف حسّاسة ودقيقة»، مبيّنًا «أنّنا تبادلنا معه وجهات النّظر حول ما يمكن القيام به من أجل حماية لبنان، وكان هناك توافق تام في الرّؤية». وأوضح أنّ «الرّئيس عون أكّد حرصه الكبير على مضامين خطاب القَسَم، وإصراره على المضي به قدمًا، وهذا أمر مهمّ للحفاظ على استقرار وأمن لبنان»، مركّزًا على أنّ «القرار 1701 نُفّذ فقط من الجانب اللّبناني فقط، فيما لم تقم إسرائيل بتنفيذه بل على مدى السّنوات الماضية خرقته كثيرًا. واتفاق وقف إطلاق النّار التزم به لبنان، لكن إسرائيل لم تلتزم به إلى الآن، وتقوم بخروقات واعتداءات يوميّة على أهلنا في الجنوب وغيره من المناطق اللّبنانيّة». وقال: «لن يستطيع أحد أن يمرّر أي مشروع تقسيمي أو تفتيتي يفرّق بين أبناء الوطن الواحد».

وزار دريان رئيس مجلس النواب نبيه بري واعتبره «ضمانة وطنية صادقة، والذي يعمل بجد من أجل إخراج لبنان من أزماته ومن أجل تجنيب لبنان الحرب الإسرائيلية عليه، وهو يتابع هذا الملف بعناية كبيرة وحذر شديد على لبنان واللبنانيين». وأضاف: «الرئيس بري في هذه الجلسة كان متفائلاً جداً بأنّ الأوضاع سوف تتّجه إلى الأفضل والأحسن، مع أنّ الأجواء لدى الناس هم في حالة من التخوف. ولكن طالما أنّ هناك وحدة موقف لبناني بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، في وحدة الموقف وفي تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي، فنحن مطمئنون إلى أنّ الأمر اللبناني ممسوك لدى الرؤساء الثلاثة».