Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: تقديرات بأنّ لبنان المحطة الثانية للتسوية… خطة ترامب في غزة تدخل حيّز التنفيذ

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول:

يبدو أنّ قطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسير بأقصى سرعته، وعلى متنه الاتفاق الذي يمهّد لوقف الحرب على قطاع غزة، الذي بدأ بالسريان العملي بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وبعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية على ما سمّتها «خطة إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب». وعلى ما بات مؤكّداً، فإنّ ترامب سيحطّ في المنطقة خلال الساعات المقبلة، ليقطف شخصياً ثمار خطته، باعتبارها فرصة خلاص من حرب دامت لسنتَين، وغير مسبوقة بفظائعها ووحشيّتها والآثار التدميرية والتجويعية التي نتجت منها.

خطة ترامب، كما هو واضح، تتسم بقوّة النفاذ الإلزامي، ويؤكّد ذلك الإلتفاف الدولي حَولها، كما انخراط أطراف الحرب فيها طوعاً أو كرهاً، وتبعاً لذلك، فإنّ طاقة الإنفراج التي فتحتها في غزة، آخذة في التوسّع أكثر فأكثر، مرفودةً بدعم عربي ودولي لتمدّد مناخ التهدئة إلى كل ساحات التوتر في الشرق الأوسط، وترامب نفسه وعد بشرق أوسط عظيم بعد سنة من الآن. فيما كان لافتاً ما أعلنه السفير الأميركي في إسرائيل مايك هوكابي، بأنّ «في الإمكان أن نرى سوريا ولبنان كأحد الشركاء الأوائل في الموجة المقبلة من اتفاقيات ابراهام».

انطلق القطار

وفق تقديرات ومقاربات المحلّلين والمطلعين، فإنّ خطة ترامب تسابق الوقت، فقطارها عيّره الرئيس الأميركي على سرعة قياسية لن يكون في مقدور أحد أن يعترضه، أو يُجبره على المكوث طويلاً في محطة غزة، ذلك أنّ ترسيخ التهدئة مرسوم ومحسوم، والنتائج يُريدها ترامب أن تظهر بالسرعة عينها، وقد صرّح بذلك مراراً، ليُكمل القطار مساره نحو محطات أخرى في المنطقة، حيث تتقاطع الترجيحات على تحديد لبنان كمحطة ثانية، لصياغة تسوية تفضي إلى وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه منذ إعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني من العام الماضي.

تشكيك

على أنّ تلك التقديرات والتحليلات والترجيحات التي تبدو متفائلة جداً، تبقى نظرية، إذ تُقابلها تقديرات ومقاربات حذرة لمسار التسوية التي يُعمل على إنضاجها، إذ إنّ هذا المسار يبقى معرّضاً إلى الاهتزاز، ما لم تُثبت بالملموس جدّية التزام إسرائيل بالإتفاق، ليس بمرحلته الأولى، بل بمراحله التالية، لانعدام الثقة بإسرائيل التي تبقى دائماً محل تشكيك في نواياها، ولا أحد على الإطلاق يضمَن أن تلتزم بموجباتها، وألّا تتعمّد إدخال شياطينها في تفاصيل تلك المراحل.

ويؤيّد ذلك مرجع كبير بقوله لـ«الجمهورية»: «لا أحد في العالم إلّا ويتمنى أن تنتهي هذه الحرب، وتوقف إسرائيل ما ترتكبه من جرائم وفظائع في غزة، لكن كل العالم يعرف إسرائيل ومماطلاتها، ولذلك يتملّكني شعور بأنّ جُلّ ما تريده إسرائيل هو إطلاق الأسرى لا أكثر ولا أقل، وأمّا سائر مراحل الاتفاق فأجد صعوبة في افتراض أنّها ستُسهّلها، بل يقيني أنّها ستُعطّلها». كما أنّ المسؤول عينه يؤيّد «فرضية أن ينتقل التركيز، في موازاة المرحلة الأولى من اتفاق غزة، إلى لبنان لتحريك مساره من جديد».

وعندما سُئل: «في أي اتجاه سيتمّ تحريكه»؟ أجاب: «لديّ معلومات بسيطة تُفيد بتحضير لتحرّك ما لبلوغ تسوية، لكن لا أملك أي تفصيل إضافي، بالتالي ليس من الحكمة استباق الأحداث قبل حصولها، فربما تحصل، وربما لا تحصل، ولذلك دعونا ننتظر إن كان هناك شيء أو لا».

مقاربة ديبلوماسية

وتبرز في هذا السياق مقاربة ديبلوماسية أوروبية للتطوّرات المتسارعة في المنطقة، تُسلّط النظر على ما تصفها بـ«إيجابيات تبعث على التفاؤل إلى حدّ كبير بمسار التسوية الذي انطلق بصورة فائقة الجدّية في المنطقة».

ما يلفت الانتباه في هذه المقاربة، أمران؛ الأول، أنّها تقارب اتفاق غزة كحاجة لكلّ أطراف الحرب فيها، والرئيس الأميركي نجح في تأكيد هذه الحاجة، والبناء عليها في خطة الحل التي طرحها للتنفيذ من دون إبطاء، مع تأكيد عدم إخضاع مندرجاتها لأي تعديلات. وأمّا الأمر الثاني، فإنّ هذه المقاربة الديبلوماسية الأوروبية، تشير إلى أنّ كل المؤشرات والدلائل تؤشر إلى أنّ لبنان مُدرَج ضمن مسار التسوية، بدفع قوي من قِبل الولايات المتحدة في هذا الاتجاه، إلّا أنّها لا تلحظ شكل التسوية المتعلّقة بالملف اللبناني، وأي أساس ستقوم عليه، وما إذا كانت ستُبنى على أساس ورقة توم برّاك القديمة التي سبق للحكومة اللبنانية أن وافقت عليها، أو على أساس ورقة جديدة بالمضمون عينه، إنّما باسم مختلف، أو على أساس خطة جديدة بمندرجات جديدة مختلفة عنها جملة وتفصيلاً.

ويبرز في خلاصة هذه المقاربة تأكيدها على أنّ «من مصلحة جميع الأطراف إنهاء حالة التصعيد القائم بصورة خطيرة على الجبهة اللبنانية، وعلى أنّ الحاجة باتت أكثر من مُلحّة للخروج من حالة التصعيد هذه، وتجنّب انزلاق الوضع إلى توتر خطير، وهذا ما يُشكّل دافعاً قوياً لبلوغ تفاهمات توفّر الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود الجنوبية، وتُتيح سيطرة الجيش اللبناني على كامل منطقة جنوب الليطاني، وتؤكّد، ليس فقط تقيّد الجانبَين اللبناني والإسرائيلي بصورة ملحوظة وملموسة باتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في تشرين الثاني من العام الماضي، لا بل تطويره إن أمكن ذلك، وكذلك الالتزام الكامل بمندرجات القرار الدولي 1701».

رابح وحيد

أمّا في ميزان الربح والخسارة، فوفق تقدير مصدر أممي مسؤول لـ«الجمهورية»، فإنّ ثمة رابحاً وحيداً في هذه التسوية، «هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي نجح في فرض إرادته وألزَم جميع الأطراف بخطته التي أكّد أكثر من مسؤول في إدارة ترامب بأنّها تميل في جوهرها ونتائجها إلى مصلحة إسرائيل في نهاية الأمر».

ورداً على سؤال، أوضح المصدر الأممي: «إنّ الخاسر الأكبر هي غزّة التي لم تعُد غزة، وشعبها الذي لم يَعُد له مأوى بفعل الدمار شبه الكامل لها. وأمّا بالنسبة إلى ادّعاء الربح والنصر، فتجافيه الوقائع على الأرض، فبالنسبة إلى حركة «حماس» وخلافاً لما تقوله في بياناتها، فإنّها بلغت من الضعف أقصاه، وفقدت بالكامل إدارة التحكّم بالقطاع، وأولويّتها الحفاظ على نفسها وما تبقّى من قياداتها. أمّا بالنسبة إلى إسرائيل، فثمة استغراب على المستوى الدولي حيالها، فخلال سنتَين من الحرب القاسية، وعلى رغم من القوّة العسكرية والنارية الهائلة التي تمتلكها، لم تتمكّن من الحسم العسكري في بقعة جغرافية ضيّقة مساحتها نحو 360 كليومتراً مربّعاً، وتحقيق أهداف الحرب التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولاسيما تحرير الأسرى الإسرائيليِّين والقضاء على «حماس»، والسيطرة الكاملة على قطاع غزة، وفي نهاية الأمر رضخت وسلّمت بالتسوية والتبادل».

على أنّ المصدر نفسه لا يستطيع أن يُقدِّر ما سيَؤول إليه حال «حماس» في المرحلة المقبلة، ومصير بنيَتها التنظيمية والعسكرية وأين سيستقرّ قادتها، إلّا أنّه في المقابل يعتبر أنّ الوضع في إسرائيل لا يتسمّ بالثبات، واحتمال حصول متغيّرات سياسية صار قوياً، وكبار المحلّلين الأميركيِّين والغربيِّين وحتى الإسرائيليِّين، يتفقون على أنّ خطة ترامب أنقذت نتنياهو، وأكّدت في المقابل عجزه في حرب دامت لأكثر من 700 يوم، على تحرير الأسرى وإنهاء «حماس». من هنا، وتحت هذا العنوان، فإنّ التقديرات ترجّح أن تشهد إسرائيل عاصفة سياسية، وارتفاعاً لوتيرة الهجوم والاعتراض السياسي على نتنياهو، بما يضعه وحكومته في موضع الاهتزاز».

ماذا عن لبنان؟

في موازاة الحديث عن لبنان كمحطة ثانية لقطار التسوية، أوضح مسؤول رفيع رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «في لبنان لسنا في حاجة إلى تسوية جديدة، فالتسوية قائمة منذ تشرين الثاني من العام الماضي، ولبنان التزم بها من جانب واحد، ونفّذ بالكامل ما هو مطلوب منه إزاءها، وقام بالخطوات المتوجّبة عليه في منطقة جنوب الليطاني، والجيش باعتراف «اليونيفيل» نفّذ نحو 80% من المهمّة الموكلة إليه بالانتشار في المنطقة والتعاون والتنسيق الكاملَين مع قوات «اليونيفيل»، وزاد عديده في المنطقة إلى نحو 9 آلاف. بالتالي، فإنّ التسوية جاهزة، والكرة في ملعب الأميركيِّين تحديداً، ولجنة الإشراف التي يرأسونها للضغط على إسرائيل لإلزامها بالتقيّد بالاتفاق ووقف اعتداءاتها واستباحتها للأجواء اللبنانية بـ«قنّاصات مسيّرة» تغتال المدنيِّين، والانسحاب من الأراضي اللبنانية والإفراج عن الأسرى».

ولفت المسؤول الرفيع، إلى «أنّنا على رغم من الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية، لم تُطلَق رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل من قِبل «حزب الله» أو غيره، كما لم يبرز أي مظهر عسكري للحزب في منطقة جنوب الليطاني كما في غيرها من المناطق، وتشهد على ذلك القوات الدولية. فعلى رغم من هذه الإستهدافات، ما زلنا على التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار، ونُشدِّد على أن تلعب لجنة «الميكانيزم» التي يرأسها الأميركيّون، الدور المطلوب منها في هذا المجال».

ورداً على سؤال حول ما إذا رفضت إسرائيل الإنسحاب وتحرير الأسرى، أجاب: «كلّ شيء وارد، وحتى محاولة إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب، وهذا معناه الإصرار على إبقاء الأمور مفتوحة على التوتير والتصعيد، ورفع احتمالات المواجهة».

لا حرب

على أنّ احتمالات الحرب والتصعيد الكبير على جبهة لبنان ضعيفة، وفق خبير عسكري، يُرجّح عبر «الجمهورية» احتمال التسوية على ما عداه. وذلك لأسباب عديدة:

«أولاً، الجانب اللبناني أكّد بالقول والممارسة منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أنّه لا يُريد الحرب والتصعيد. و«حزب الله» منخرط بهذا الموقف، إذ على رغم ممّا يتعرّض له عناصره وكوادره من استهدافات واغتيالات، لم تبدر منه أيّ خطوة تجاه إسرائيل، ويترك للدولة اللبنانية أن تمارس الدور المطلوب منها لوقف الاعتداءات وتحرير النقاط المحتلة وإطلاق الأسرى اللبنانيِّين.

ثانياً، إنّ إسرائيل، الخارجة من حرب عنيفة في غزة، من الصعب الإفتراض أنّها ستنتقل إلى حرب جديدة، وخصوصاً على جبهة لبنان.

ثالثاً، إنّ كلّ المنطقة ملفوحة بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة. وعلى ما يبدو فإنّ المفاعيل أبعد من نطاق غزة، إذ يبدو في الأفق تبريد غير معلن للنقاط الأكثر سخونة في المنطقة، ولاسيما جبهة إيران، ويبرز في هذا الجانب أمران غاية في الأهمية، وتُقرأ في طياتهما دلالات مثيرة، الأول الشُكر الذي وجّهه ترامب إلى إيران لدورها في تسهيل تسوية غزة. والثاني إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تلقّي روسيا من إسرائيل إشارات طلبت نقلها إلى إيران، تفيد بأنّها ملتزمة بالتسوية المستقبلية، وليست مهتمة بأي نوع من أنواع المواجهة».

عون يزور جريحة

داخلياً، برزت في الساعات الماضية زيارة قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزوجته إلى مستشفى الجامعة الأميركية، حيث زارا الجريحة أماني بزي شرارة، التي أصيبت في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بنت جبيل، وأدّت إلى استشهاد أطفالها الثلاثة وزوجها صبحي شرارة. وأعرب رئيس الجمهورية والسيدة الأولى عن تضامنهما العميق مع الجريحة أماني، وأكّدا أنّ اللبنانيِّين جميعاً يقفون إلى جانبها في محنتها، وثمّنا قدرتها على التحمّل وتخطّي هذه المأساة الأليمة. كما عبّرا عن أملهما في شفاء ابنتها أسيل والصلاة من أجل سلامتها.

وفد سوري

والبارز داخلياً أيضاً، كانت زيارة وفد سوري ضمّ وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس، بيروت، حيث أجرى محادثات مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ووزيرَي الخارجية والعدل جو رجّي وعادل نصار. وتناول البحث ملفات مشتركة من بينها ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريِّين، بالإضافة إلى ملف الموقوفين السوريِّين في لبنان، والمفقودين اللبنانيِّين في سوريا. وفي موازاة ذلك، أُعلن أنّ وزارة الخارجية تبلّغت من السفارة السورية في لبنان قرار تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني- السوري، وحصر كافة أنواع المراسلات بين البلدَين بالطرق الرسمية والديبلوماسية.

شبكة اغتيالات

من جهة ثانية، اعلنت المديرية العامة للأمن العام أنها تمكنت من تفكيك شبكة تعمل لصالح العدو الإسرائيلي كانت بصدد التحضير لأعمالٍ إرهابيّة من تفجيرات وإغتيالات في الداخل اللبناني وتوقيف بعض أعضائها، حيث أقرّ أحد الموقوفين بمسؤولية هذه الشبكة عن تنفيذ إغتيالات سابقة طالت مسؤولين حزبيين في الجماعة الإسلامية».