إعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة، خلال خطبة الجمعة، أن” كلام رئيس الجمهورية عن الذين يبثّون السموم ضد لبنان في المحافل الأميركية، يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار، وأن يُشكّل خارطة طريق نحو التفاهمات الداخلية”.
وقال: “نحن بأمسّ الحاجة اليوم إلى وحدة الكلمة، في مواجهة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، والابتعاد عن الكيد السياسي الذي لا يخدم إلا أعداء الداخل والخارج”، مشيرا الى أن “إرضاء الخارج لا يكون بتخريب الداخل، بل بتحصين الموقف الوطني وتقديم مصلحة لبنان على الحسابات الضيقة”.
وتوجه إلى المتحمسين للمفاوضات، بالقول:”إنّ تجارب الدول العربية مع العدوّ الإسرائيلي علّمتنا درسًا قاسيًا:
هذا الكيان لا يلتزم بقانون دولي، ولا أعراف، ولا أخلاق. سياساته عدوانية بامتياز، ووعوده سراب يُباع على موائد المفاوضات”.
ولفت الى أن “السلام مع الأردن لم يُعد الضفّة، والتنازلات السورية لم تُوقف قضم الجولان، واتفاق أوسلو (غزّة وأريحا أولًا) لم يُنهِ الاحتلال، واتفاق ترامب لم يُلجم التوحّش، والشراكة القطرية لم تمنع الغارات الاسرائيلية ولا انتهاك أمنها”.
وتساءل:””هل يُعقل بعد كلّ هذا أن يُطرح تسليم سلاح المقاومة كحلّ؟ ، هل تغيّرت طبيعة العدو؟ ، هل كفّ عن جرائمه؟ وهل أصبح يُؤمَن له؟”.
وقال: “الجواب واضح: إسرائيل هي إسرائيل، بعنجهيّتها واعتداءاتها، كيان قائم على الإرهاب والقتل والاحتلال، ولا يردعه سوى منطق القوّة، وسلاح المقاومة، وما يعادلها من تماسك ووحدة داخلية”،ولفت الى ان “سلاح المقاومة ليس خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية. ومن يُسلّم سلاحه أمام عدوّ كهذا، لا يُراهن على السلام، بل يُراهن على انتحار وطني معلن”.
وتابع:” كل هذا الضجيج بوقت لا يتوقف الضغط على لبنان عبر التحويلات المالية واتهامات مُبرمجة ومُسيّسة، يُفقد الثقة بالمؤسسات المالية والمصرفية، ويُضعف الدورة الاقتصادية الشرعية. مثل هذا الضغط لا يضرب فقط سمعة لبنان المالية، بل يدفع الناس نحو الاقتصاد الموازي، ويُشجّع على التعامل النقدي (الكاش) بدل التحويلات الرسمية، ويُعزّز التهرّب الضريبي ويُقلّل من الشفافية”.
وختم: “إذا كانت النية مساعدة لبنان، فالطريق ليس بالتجفيف والتضييق، بل بدعم الإصلاح الحقيقي، واستقرار القطاع المالي، واحترام السيادة لا الابتزاز باسمها”.





































