ﺍﻋﻠﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻣﺎﻳﻠﻲ : ” ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻠﻖ ﻛﺬﺑﺔ عندها سأقول ﻟﻪ -: ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺏ .. وأعطيه ﻧﺼﻒ ﻣﻤﻠﻜﺘﻲ “.
في صباح اليوم التالي جاء ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﻉ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮك أيها الملك الفاضل، ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﻋﺼﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﻤﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳﺤﺮﻙ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺪﺙ، ﻭﺟﺪّﻱ ﻛﺎﻥ يملك ﻏﻠﻴﻮﻥ ﻳﺸﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ حزينا ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺷﻴﺌﺎ.
وبعد رحيل الراعي حضر ﺧﻴﺎﻁ وطلب من الملك الإذن بالكلام فأعطاه اياه فقال ﻟﻪ : ﺍﻋﺬﺭﻧﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮﺕ عليك لأني ﻛﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﻓﻘﺪ ﻫﺒﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻋﺎﺻﻔﺔ كبيرة شق ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺬﻫﺒﺖ كي أﺻﻠﺤﻬﺎ ،
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻋﻤﻼ ﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﻄﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺻﺒﺎحا هطلت بضع قطرات من ﺍﻟﻤﻄﺮ ، ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺨﻴﺎﻁ مقهوراً خالي اليدين ً .
وبعد غروب الشمس ذهب الملك كي يتمشى في باحة القصر. وأثناء سيره تفاجأ برجل ﻳﺘﺄﺑﻂ ﺑﺮﻣﻴﻼً .. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻚ ﺍﻧﺖ ﻭﺍﻟﺒﺮﻣﻴﻞ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ : ﺟﺌﺖ ﺃﺳﺘﺮﺩ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﺿﺘﻚ ﺇﻳﺎﻩ العام الماضي
ﻓﺼﺎﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺃﺃﻧﺎ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻚ ﺑﺒﺮﻣﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ !!!
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻧﻌﻢ يا مولاي
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﻻ .. ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺏ
عندها صمت الرجل لبرهة وقال : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺑﺎ .. ﻓﺄﻋﻄﻨﻲ ﻧﺼﻒ ﻣﻤﻠﻜﺘﻚ
ﻓﺄﺟﺎبه ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ : ﻻ ﻻ لا.. ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ولقد كنت امزح معك
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﺄﻋﻄﻨﻲ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ !
عندها احمر وجه الملك واصبح لا يعرف ماذا يقول ، فقال في نفسه يا له من رجل ذكي لقد حشرني في الزاوية ولا املك سوى إعطائه نصف مملكتي والا فقدت احترامي من قبل رعيتي،
وبعد مرور بضع دقائق قال الرجل للملك: “أعطني حقي كي انصرف “.
اجابه الملك حسنا ولكن امهلني بعض الوقت فقال الرجل:” لك ذلك يا مولاي” .
وبعد لحظات هبت ريح قوية واذا بحجر كبير يدخل من شباك القصر فسقط على رأس الرجل وارداه قتيلا .
فحزن الملك كثيرا وقال “رحمك الله ايها الذكي لقد غلبتني وبعمري لم أجد اذكى منك” . فتنازل الملك عن نصف مملكته لرعيته فأصبحوا جميعا شركاء في الملك والحكم.
اخيرا كن عادلا واوفي بوعدك مهما كانت الظروف ولا تستقل بذكاء أحد .
