Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

اجتماع في بلدية صيدا أقر الإطار الإستراتيجي لخارطة طريق”نحو مدينة مستدامة بيئيا” وكلمات اكدت ان يكون تقييم التحديات البيئية جزءا من نظام إدارة مخاطر في مختلف المجالات

عقد اجتماع تشاوري في بلدية صيدا لعرض وإقرار الإطار الإستراتيجي النهائي لـ”خارطة طريق صيدا.. نحو مدينة مستدامة بيئيا” ، ضمن المشروع المشترك بين “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” و”برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP – مكتب غرب آسيا”، بالتعاون مع وزارة البيئة وبلدية صيدا، وفي إطار متابعة تنفيذ توصيات “المنتدى البيئي لمدينة صيدا” الذي عقد في كانون الأول 2022.

شارك في الإجتماع ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) والمدير الإقليمي لمكتب غرب آسيا سامي الديماسي، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري ، الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين ، محافظ الجنوب منصور ضو ممثلا بأمين سر المحافظة نقولا بوضاهر، رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع والرئيس السابق للبلدية المهندس محمد السعودي وأعضاء المجلس البلدي، المديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري روبينا أبو زينب وفريق عمل المؤسسة و” UNEP” المشرف على المشروع،اضافة الى ممثيون عن إدارات وطنية معنية بالبحث والبيانات ونظم المخاطر البيئية وعن الهيئات العامة والخاصة والأهلية والأكاديمية والأونروا والصليب الأحمر اللبناني .

 

بديع

بداية، تحدث بديع واكد “أهمية الموضوع المطروح وهو الموضوع البيئي الذي يشكل أولوية بالنسبة لبلدية صيدا ولكل مواطن وقطاع في المدينة” ، متمنيا لهذا المشروع ان “يحقق الهدف المرجو منه وان تتمكن صيدا من الإستفادة من طرح تجربتها ومشاكلها البيئية في محافل بيئية إقليمية وعالمية، بما يمكنها من تأمين الحلول الناجعة لها”.

 

السعودي

ثم اشار السعودي الى أن “الموضوع الذي يشغل لبنان كله، وبشكل أكبر مدينة صيدا هو مشكلة النفايات ، والتي باتت تشكل هاجسا للمجتمع اللبناني” ، داعيا الى “ضرورة الإفادة من الاهتمام البيئي العالمي بلبنان لجهة التركيز على أهمية أن يكون مصدرا صحيا للبيئة، وخصوصا في ظل ما يتعرض له البحر المتوسط من تلوث”. وقال:” نحن جزء من البحر المتوسط، واي شيء يرمى فيه يطال بأضراره المحيط، ونشدد على أن أي أزمة مهما كانت طبيعتها يجب ان تواجه بطريقة علمية”.

 

الديماسي

من جهته، اشار الديماسي الى أن “الهدف من اجتماع اليوم هو عرض ثمار عمل مشترك امتد لأشهر وأنتج خارطة طريق تتضمن رؤية مشتركة وأهداف استراتيجية لجعل صيدا مدينة مستدامة بيئيا”.

وقال: “المشروع الذي نعمل عليه والذي نطرح نتائجه اليوم مهم جدا لنا ، لأننا منذ اليوم الأول قلنا واتفقنا اننا نريد ان نأخذ المفهوم الذي ندرسه لنطرحه على النطاق الإقليمي والعالمي، وسنحمله معنا الأسبوع المقبل الى أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2023 MENA Climate Week في الرياض، ومن ثم الى الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف أو قمة المناخ العالمية ( COP28) في دبي، لنرى كيف يمكننا ان نترجم هذا المفهوم على الأرض ومن من الفرقاء مستعد لأن يدعم ويشارك تجربتنا في هذا الموضوع”.

 

الحريري

اما الحريري فاعتبرت أن “البعض قد يطرح تساؤلا كيف نقوم بهذا المشروع والمدينة لديها مشاكل متعددة”. وقالت:”لا يمكن ان نقوم بخارطة طريق لحلول إذا لم يكن هناك مشاكل، وإذا لم نواجه مشاكلنا بطريقة علمية وممنهجة ، لا نستطيع الوصول الى حلول، وذلك لا يكون اذا لم يكن هناك تشارك وكل همنا ان تكون لدينا خارطة طريق واضحة” .

ورأت ان الـ ” UNEP”هم الشركاء الأساسيون الذين سيأخذونا الى عرض هذا المشروع على الصعيد الإقليمي والدولي ، لتكون صيدا أول من تتقدم بخارطة طريق واضحة لمدينة مستدامة بيئيا، وان شاء الله نصل الى حلول طالما هناك إرادة لتحقيق خطوات مدروسة بالتشارك بين بعضنا” ، لافتة الى ان “المظلة والإطار الأساسي لنا هو بلدية صيدا ونعرف امكانياتها ، لكن في النهاية هناك سبل لتدعيم هذه الإمكانيات خطوة خطوة لنصل الى الحد من المشاكل الموجودة”.

 

الزين

وأكدت الزين “أهمية ان يكون رصد وتقييم التحديات البيئية جزءا من نظام إدارة مخاطر في مختلف المجالات، لأننا لا نستطيع الحديث عن الاستدامة دون ان نحكي عن المخاطر”، وعرضت “بعض ما يعمل عليه المجلس الوطني للبحوث العلمية من مشاريع لها علاقة بالتلوث والتنوع الحيوي ، ومنها مرصد وطني يشمل كل العوامل والمخاطر والجهوزية لها”، واثنت على “تجربة خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئيا ” ورأت أنه اذا “نجحت صيدا في الوصول الى تحقيق هذه الخطة ، فإنها ستكون تجربة نموذجية رائدة”.

 

محمد الحريري

ثم كان عرض من مدير البحث والتطوير في مؤسسة الحريري المهندس محمد الحريري لمسار ومراحل مشروع ” خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئيا ، وما استند اليه من اشراك للمؤسسات والخبراء والمجتمعات المحلية في تشخيص الواقع البيئي للمدينة وفق مؤشرات تقرير التوقعات البيئية العالمية GEO، والتي نتج عن آلياتها مجموعة من التحديات ذات الأولوية لتكون مدخلا للأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق”.

 

الجبوري

وأشار مراق الجبوري من الـ”UNEP” الى أنه ” تم تحديد 3 مراحل لتطوير خارطة طريق صيدا .. نحو مدينة مستدامة بيئيا: مرحلة التحضير وجمع البيانات ووضع الرؤية والأهداف ، مرحلة وضع الآليات وتحضير مشاريع نموذجية او رائدة ، وحلول على المستوى البعيد ، ومرحلة تقييم العمل وتصحيح المسار اذا لزم الأمر ” ، لافتا الى أنه “خلال الأسبوع المقبل في أسبوع المناخ في الرياض ، وخلال شهر كانون الأول في” COP28 ” في دبي سيكون هناك اكثر من جلسة خاصة بـصيدا مدينة مستدامة بيئيا”.

 

تحديات وأولويات 

بعد ذلك، كان عرض لنتائج الاستمارة الأخيرة التي شارك من خلالها الشركاء في تصنيف التحديات بحسب الأولوية، حيث كانت مداخلة للخبير المنتدب من قبل الـ “UNEP” كريم حشاش عرض فيها ما خلصت اليه آليات التقييم العلمي. وقد جرى تصنيف نتائج استمارة تقييم” أولويات تحديات الإستدامة البيئية في صيدا ” في القطاعات السبعة بأربع مستويات من الأقل الى الأعلى خطورة ، وسجلت قطاعات ” الهواء والنفايات والمياه ” أكثر التحديات خطورة، ومن أبرز تحديات الواقع البيئي التي صنفت ضمن مستوى الخطورة العالية والمتوسطة-العالية:

قطاع البيئة المبنية : عدم وجود قوانين للبناء الأخضر أو معايير ومتطلبات البناء المستدام، عدم وجود تقارير رسمية بالبنية التحتية للمدينة أو المباني المعرضة لخطر الزلزال الكبيرة أو غيرها من الكوارث الطبيعية.

قطاع الطاقة : ضعف إمدادات الشبكة الوطنية تسبب بزيادة الاعتماد على المولدات الخاصة، التعدي على شبكات الكهرباء ، عدم وجود معايير المباني الخضراء .

في قطاع الهواء : الاعتماد المفرط على مولدات الطاقة الخاصة مع ضعف إجراءات التحكم في إنبعاثات المولدات، وغياب رصد بيانات الانبعاثات لفهم مستويات التلوث ومواقعه .

قطاع النفايات: عدم وجود خطة شاملة ومتكاملة للإدارة المستدامة للنفايات ، ضعف صيانة البنية التحتية الحالية بسبب الأزمة المالية ، وزيادة حجم مكب النفايات مع غياب موقع آمن للتخلص منها وارتفاع وتيرة حوادث الحرائق فيها وعدم وجود مطمر صحي للعوادم.

قطاع المياه: غياب الرقابة والمعالجة المسبقة الإلزامية لمياه الصرف الصحي ، الانقطاع المتكرر للمياه ، تدهور أو عدم وجود البنية التحتية اللازمة لفصل مياه الأمطار عن مياه الصرف الصحي وأقنية الأنهار.

التنوع الحيوي البيولوجي: عدم إلزامية زيادة الغطاء النباتي، عدم وجود خطة شاملة لإدارة مصادر التلوث للبيئة البحرية، تلوث البحر بمخلفات الصيد البحري.

قطاع الأرض : عدم وجود خطة شاملة لإدارة موارد الأراض وإعادة تأهيل واستعادة الأراضي المتدهورة وإدارة عملية استخراج المواد، غياب دراسات تقييم الأثر لخطر الزلازل الوشيك.

ثم كانت مداخلات لعدد من المشاركين ونقاش عام، وفي ختام الإجتماع ، قدم الدكتور عبد المنعم محمد (UNEP) ما خلصت إليه العملية التشاركية حتى هذه المرحلة من أهداف استراتيجية ضمن محاور ستة لخارطة الطريق وهي : الحفاظ ( Conserve) ، التخفيف (Mitigate)، التمويل (Finance)، الحوكمة (Govern)، التمكين (Empower)، والتعليم(Educate ) .

وتم إقرار هذه المحاور على أن تكون إلى جانب الواقع البيئي للمدينة محتوى النقاشات في المؤتمرين العالميين القادمين، وعلى أن تشكل مدخلا لرسم المبادرات الخضراء في صيدا والجوار ضمن الإطار الاستراتيجي لخارطة الطريق بشكل علمي ودائم على مراحل عدة.

اشارة الى ان هذا المشروع يعتمد نهجا تشاركيا مع مؤسسات القطاع العام والخاص والأهلي والأكاديمي والمنظمات الدولية والخبراء والمجتمع المحلي وينطلق من تشخيص الواقع البيئي للمدينة والتحديات ذات الصلة ضمن 7 قطاعات رئيسية هي ” البيئة المبنية ، الطاقة، الهواء ، النفايات، المياه، التنوع الحيوي/البيولوجي، الأرض”، وصولا الى اعتماد أهداف استراتيجية مستدامة نحو 2030 ، تشكل الإطار العام لكل التدخلات البيئية الطارئة وطويلة الأمد من سياسات وخطط وبرامج.

وفي إطار تعزيز التعاون الدولي الفكري والتمويلي، من المقرر أن يحمل القيمون على هذا المشروع (UNEP ) و”مؤسسة الحريري” الأولويات المحلية والإطار الاستراتيجي إلى “أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2023-MENA Climate Week” الذي تستضيفه الرياض في المملكة العربية السعودية الأحد المقبل، ومن ثم الى الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف أو قمة المناخ العالمية (COP28) في دبي في الإمارات العربية المتحدة في كانون الأول المقبل.