Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

*المستقبل يتحضر لإستقبال رئيسه بحشد كبير : ترقب لبناني لقرار الحريري بإحتمال عودته السياسة*

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

…………

المستقبل يتحضر لإستقبال رئيسه بحشد كبير : ترقب لبناني لقرار الحريري بإحتمال عودته السياسة.

………….

 

يتحضر تيار المستقبل لإستقبال رئيسه سعد الحريري بعد غياب عن السياسة إستمر لأكثر من سنتين سنوات،،حيث يعود الحريري إلى بيروت في ١٤ شباط الحالين في ذكرى إغتيال والده رفيق الحريري ١٨ ويقوم بزيارة ضريحة في وتلاوة الفاتحة ، ،وتحضيرا لهذا ألإستقبال الشعبي لرئيسه إستنفرت كل منسقيات المستقبل في كل مناطق حضوره لتأمين أوسع حشد شعبي ترحيبا بعودة رئيسه.

 

وبحسب ما هو جار من تحضيرات،، يأمل القيمون على هذه الإستعدادات أن تشكل عودة الرئيس سعد الحريري مناسبة، ،، لإعادة تجديد الدعم والتمثيل الشعبي بعد فترة الغياب،، كما يعول أنصار الحريري على بقاءه في بيروت،، من خلال مناشدته العودة للعمل السياسي وعمل كل ماكينة تيار المستقبل.

 

إذا ،،ما هي الخلفيات التي قد تتيح عودة الحريري إلى بيروت ومعاودة العمل السياسي وإعادة إنعاش تياره وبالتالي،، هل فعلا،، إنتهت الأسباب التي دعت الحريري لإعلان تجميد العمل السياسي له ولتياره عام ؟.

 

وفق ماهو متداول في الصالونات السياسية ولدى بعض المعنيين في تيار المستقبل،، فهذه العودة، في ظل الأوضاع الداخلية الصعبة والحساسة باتت ضرورية لإعتبارات مختلفة، وبالتالي،، فهذه لإعتبارات تنطلق من الاتي :

 

١_ إن مايتصل بعلاقة الرئيس الحريري مع قيادة المملكة العربية السعودية،، لم تعد هي نفسها عندما جمد الحريري عمله السياسي، حيث أن علاقته أصبحت افضل بكثير مما كانت عليه في تلك الفترة،، ولو أن لا أحد يملك ” المعطيات الكاملة” لعودة الحريري أو عدمها سوى الحريري نفسه الذي لا بد أن تكون لديه معطيات معينة داخلية وإقليمية ودولية سيحدد رئيس المستقبل هذه العودة بناء على ما يملكه من معطيات،، وبخاصة ما يتصل بالموقف السعودي.

 

لكن جهات سياسية عليمة تشير إلى أن السعودية بدأت في الفترة الماضية ( على الاقل في الأشهر ألاخيرة) تغيير سياستها تجاه لبنان بشكل عام وتجاه الطائفة السنية بوجه خاص،، سواء ما له علاقة بالملف الرئاسي في لبنان أو العلاقة مع الطائفة السنية ومعظم المكونات اللبنانية.

 

 

ويوضح أن الرياض لمست الفراغ السياسي داخل الطائفة السنية منذ إستنكاف ا الرئيس الحريري عن دوره السياسي وتجميد عمل تياره،، ولذلك أيقنت القيادة السعودية ما يمثله الحريري داخل هذه الطائفة الكريمة وعلى المستوى الوطني ،، وبالتالي بات الجميع يقر _ بغض النظر عن الموقف السعودية الحالي والسابق من دور الرئيس الحريري _ فهو يبقى الزعيم الاقوى داخل الطائفة السنية وله دور مركزي في الساحة الوطنية وأن فترة الغياب الحريرية أثبتت مدى الفراغ الذي تركه في طائفته وعلى المستوى الوطني ،، خصوصا أن تجربة السنتين الماضييتين أفضت إلى خلل داخل الساحة السنية ،، وهذا الفراغ لمسته السعودية والاخرين وكذلك من جانب القوى السياسية في لبنان،، فلم يتمكن اي من أقطاب الطائفة السنية التعويض عن جزء بسيط من الدور والمكانه والزعامة التي كان يمثلها الحريري،، سواء القوى والشخصيات السنية التي كانت حاضرة قبل غياب رئيس المستقبل أو النواب الذين فازوا في إنتخابات عام ٢٠٢٢،، تحت عنوان ” نواب التغيير”،، أو تعبئة الفراغ في الساحة السنية،،فهؤلاء عجزوا عن تشكيل تكتل نيابي أو جبهة سياسية،، بل في أحسن الأحوال تجمعت كتل صغيرة،، تختلف تقريبا على كل شيء.

 

لكن مصدر سياسي مطلع يوضح،، أن الموقف السعودي من الرئيس الحريري لم يبلغ حتى الأن،، لمرحلة إعادة دعمه وتبنيه كمرجع أول في الطائفة السنية،، لكن هذا هذا الموقف يرجح ان يتغير في المرحلة القريبة،، طالما أن الرياض قررت مؤخرا إعادة الإعتبار لدورها في الساحة اللبنانية،، وهو الأمر الذي لمسه الجميع بتنشيط السفير السعودي في بيروت وليد البخاري لحركة إتصالاته داخل الطائفة السنية وعلى المستوى اللبناني وبالأخص تنشيط السعودية لدورها في اللجنة الخماسية العربية والدولية للمساعدة بحلحلة ملف الأنتخابات الرئاسية.

 

٢_ خرج أكثر من معطى مؤخرا يشجع وحتى قد يدفع الحريري،،، للعودة النهائية إلى لبنان،، منها، ماقاله الرئيس نبيه بري عن الحريري مؤخرا وقوله إنه فاز ب ٢٥ بالمئة من أصوات السنة رغم عدم ترشحه وهو ما فسره البعض من أن رئيس المجلس قد تكون لديه معطياته التي تؤشر لإمكانية عودة الحريري، وكذلك الأمر ما يتصل بزيارة مستشارة جورج شعبان قبل أيام العاصمة الروسية موسكو وإجتماعه مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف،، ولجؤ الاخير لتوزيع خبر رسمي عن الإجتماع وإشارته إلى أنه جرى خلال اللقاء ” عرض شعبان لرؤية الحريري وتصوره إزاء تطورات الأحداث في لبنان لا سيما مسألة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

وأيضا ما أشار إليه المصدر السياسي من أن علاقة الحريري أكثر من جيدة مع أكثر من دولة غربية و خليجية، إضافة لمصر ،، رغم ما أثير سابقا عن علاقته بالسعودية ،، وبالتالي فشبكة علاقاته الدولية والعربية لم تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل سنتين”،،، كما أن مستشاره السياسي الذي يقيم معه في ابو ظبي عاد إلى بيروت مؤخرا للإشراف على التحضيرات لإستقبالات الحريري سياسيا وشعبيا .

 

٣_ إدراك أكثر من طرف داخلي وخارجي،، أن عودة الحريري،، من شأنها المساعدة الجدية في تذليل العقد والعراقيل التي تجمد ملف إنتخابات رئاسة الجمهورية، فعودته إلى السياسة في لبنان _ في حال حصولها _ ستفضي إلى إحتشاد تكتل نيابي لا يقل عن عشرة نواب،، إضافة إلى تأثيره في التوازانات الوطنية.

 

٤_ إن الحشد الذي سيحشده تيار المستقبل يوم ١٤ شباط،، سيمثل رسالة للداخل والخارج عن مدى تمثيل الحريري سنيا ووطنيا،،، خصوصا، إذا ماكان الحشد كبيرا،، وبالتالي،، فمثل هذا الحشد كما يأمل المنظمون في تيار المستقبل،، من شأنه أن يرسخ زعامة الحريري داخل الطائفة السنية وعلى المستوى اللبناني،، ما يعني عندها أن كل الطرق ستصبح سالكة أمامه لعودته للساحة السياسية.

 

وفي الخلاصة،، يبقى القرار في هذه المسألة يعود للرئيس الحريري نفسه،،، وما إذا كان سيكشف خلال وجوده في بيروت بذكرى إغتيال والده عن مثل هذا القرار،، أم يؤجل الأمر لفترة لاحقة تكون الظروف و المعطيات مختلفة عما هي اليوم.