Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

المفتي قبلان وصف الرئيس عون ب”الضامن الدستوري” : حذار من تهديد السلم الأهلي والميثاقية التكوينية للبنان

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ،رسالة المولد النبوي الشريف لهذا العام في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، تحدث فيها عن ولادة الرسول الأكرم محمد وتطرق في شقها السياسي بالقول:”لأننا في عالم متعدد الدول وشديد العدوانية، فقد أكد النبي الأعظم ضرورة حماية الإنسان وضمان أمنه وأمان بلاده وحقوق شعبه وإنسانه، بعيدا عن لعبة بيع البلاد وتصفية مشاريعها السيادية والأخلاقية، واللحظة للحقيقة المجردة، وبلدنا لبنان، هذا البلد العزيز بلد اللقاء السماوي والتاريخ الممزوج بعبق الإسلام والمسيحية، والقضية هنا ليست للمجاملة بل لتأكيد ما يلزم لهذا اللقاء التاريخي بين مكونات بلدنا تحت عين الله ورعايته، وهذا ما يضعنا بقلب معركة نصرة المظلوم والمحروم، وأخذ موقف مما يخوضه أهل الأرض”.

واعتبر المفتي قبلان أن “ما يجري في قطاع غزة مذبحة بحجم أهل الأرض، وقد خسر كثير من العرب والعالم لحظة الموقف العظيم أمام الله، وكان لبنان السباق للنجدة التي تليق بوصايا ومواثيق الأنبياء ومجاميع الإنسان، إلا أن خيانة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والكيانات الأممية والسياسية الموزعة في هذا العالم كانت بحجم أسوأ الفظاعات على وجود الإنسان، وما زالت أنقاض وأشلاء قرابين هذا البلد على الأرض”.

أضاف :”ما قدمته المقاومة للدفاع عن لبنان وشرفه وسيادته لا مثيل له على الإطلاق، ويكفي المقاومة (بكل أطيافها) وطنية وشرعية، أنها القوة التي استعادت الدولة والبلد والمؤسسات، وحررت لبنان وظلت تحميه وتردع عنه بأعظم الأثمان طيلة عقود وما زالت كذلك، وسط حكومة عمياء بلهاء، تكاد تكون متواطئة، ولا شرعية فوق الشرعية التي استعادت الدولة والبلد والمؤسسات ومازالت تحمي بكل إمكاناتها”.

ولفت المفتي قبلان “أن لبنان وسط منطقة تحترق وفوضى مجنونة، والمطلوب حماية لبنان وتكريس كل الإمكانات الوطنية لتحقيق هذا الهدف السيادي الكبير”.

وأشار المفتي قبلان بأنه “منذ اتفاق وقف نار الحرب الإسرائيلية الأطلسية، ما زال العدو الإسرائيلي يهاجم لبنان ويضرب بعنف ويقتل ويحتل ويدوس الكرامة الوطنية على مرأى الحكومة اللبنانية الفاشلة والمتهورة والساقطة وطنيا، والتي تكاد تدفع البلد نحو كارثة لا سابق لها. وهنا أقول للرئيس جوزاف عون: أنت ضامن دستوري والعين عليك، واللحظة مصيرية، والبلد ميثاقي، وقراراته المصيرية توافقية، والطوائف التأسيسية للكيان اللبناني شرط للشرعية الحكومية والنيابية وغيرها، وأنت مسؤول عن الضامن الدستوري ومنع أي جلسات أو قرارات غير ميثاقية، والمطلوب حماية التكوين الوطني وطبيعة شرعيته، والحكومة على بعد ساعات من تدارك الخطأ الخطيئة، وحذارِ من تهديد السلم الأهلي والميثاقية التكوينية للبنان، والمغامرة في هذا المجال خطر وجودي على بلد الإسلام والمسيحية”.

وأكد المفتي قبلان: أن “اللحظة تحتاج إلى عقلاء شجعان لا إلى وكلاء خانعين، فلبناننا في خطر وأي خطأ يتكرر في جلسة الحكومة سيضع البلد في قلب الخراب، فهناك من يعمل دوليا وإقليما وداخليا لخراب لبنان ولرفع السواتر من جديد وإغراق البلد بالدماء والفظاعات، وما قاله الرئيس نبيه بري في ذكرى الامام السيد موسى الصدر خلاصة الكلام وفصل المقال، وهو ضرورة لبنان الحر السيد المستقل، ونحن نتمسك به حرفيا، فسلاح المقاومة شرفنا وشرف لبنان وضمانة وجوده ودرع هذا الوطن وضرورته السيادية الأبرز في وجه أسوأ المخاطر الوجودية التي تحيطه والمنطقة، والجيش والمقاومة لا ينفصلان، ولا دفاع وقدرة بقاء بلا الجيش والمقاومة، بل الشرعية الوطنية جيش ومقاومة، والتفريق بينهما ضرب لأهم ضمانات لبنان السيادية، والحل بمناقشة الأمن الوطني والسياسة الدفاعية، وليس بدفع البلد نحو بحر الفوضى والخراب والمجهول”.

واستطرد قبلان :” لقد آن الأوان لفهم هواجس البلد ومخاطر المنطقة ومنع الفتنة وكف الخصومة وتأكيد المشتركات والنهوض معا، والجنوب من بيروت، والبقاع من الجبل، والشمال من صيدا وصور والنبطية ومرجعيون، ولا قيام للبنان بلا جنوبه وملاحم تضحياته السيادية”.

ووجه خطابه للحكومة بالقول:”في يوم النبي الأعظم(ص) أقول للحكومة اللبنانية: لبنان بلد ميثاقي، والمقاومة قوة دفاع وطني وشريك كامل للجيش اللبناني، والحاجة لهما سيادية ووجودية، ولا خيانة أكبر من طعن هذا التماسك السيادي بين الجيش والمقاومة، فالمخاطر التي تحيط بالبلد هائلة، وهذا يفرض علينا أن نحمي لبنان بعيدا عن لعبة الصفقات وقضية التلزيمات والتبعيات، ولا شيء أكرم على النبي الأعظم من الشراكة الإسلامية المسيحية والوحدة السنية الشيعية، ولا شيء أهم عند الله والوطن من الأشلاء والقرابين التي دافعت وتدافع عن سيادة لبنان ووحدته، ولا شيء أثمن في هذه اللحظات المصيرية من المحبة الوطنية”.