طنية – كتبت صحيفة النهار تقول: تتجه الانظار الى ما ستحمله الى بيروت الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس التي تزور لبنان اليوم لمناسبة زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر
غداة الجلسة المفصلية الثالثة لمجلس الوزراء المتصلة بمسألة حصرية السلاح بيد الدولة ، وعلى رغم محاولات تحوير الموقف الذي أعلنه مجلس الوزراء بترحيبه بخطة قيادة الجيش التنفيذية ، بدا واضحا ان “حزب الله” رمى بكل ما يملك من ضغوط وتأثيرات لتصوير القرارات الحكومية والعسكرية الناشئة عن جلسة الخامس من أيلول في اطار دعائي يراد منه تصوير الأمر كأنه تراجع للحكومة وتقدم لمنطق الحزب الذي لم يجاره أبدا في ذلك الرئيس نبيه بري ونواب كتلة التنمية والتحرير . والواقع ان الحزب انكشف مجددا في رهانه على تراجع الحكم والحكومة لمجرد أنهما راعيا نقطة إجرائية في مسالة تحديد مهل زمنية لكل مراحل خطة قيادة الجيش في تطبيق قرار حصرية السلاح . وهو الأمر الذي التبس أيضا على كثيرين فيما تبين وفق معلومات موثوقة ل”النهار” بان ما انتهت اليه قرارات الجلسة بعد عرض قائد الجيش للخطة العملانية يثبت مهلة ثلاثة اشهر لإنجاز حصرية السلاح بالكامل في منطقة جنوب الليطاني وفي الوقت نفسه ، وهنا أهمية الامر ، يتولى الجيش في كل المناطق اللبنانية خلال هذه المهلة إياها منع أي حمل او أي نقل للسلاح وفق آلية احتواء السلاح . بذلك ستكون المرحلة الأولى منطلقا لحصرية السلاح وتنظيف جنوب الليطاني أي قبل شهر واحد من نهاية السنة ، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية ما بين جنوب الليطاني والأولي وتباعا المراحل الأخرى . وتشير معلومات “النهار” إلى ان مجلس الوزراء اطلع من قائد الجيش على انه من الصعوبة بمكان تحديد مهل استباقية لكل مرحلة بعد المرحلة الأولى لان الامر سيبنى على تقديرات وليس على وقائع ثابتة على الأرض تحتاج إلى آليات استطلاع ميدانية عسكرية واستخباراتية دقيقة . ولذا فان الأساس هو التزام قرار وخطة حصرية السلاح اللذين سيبدأ تنفيذهما فورا . وفي موازاة ذلك فان مجلس الوزراء طلب من قائد الجيش تقريرا شهريا حول مسار التنفيذ وهو امر مهم للغاية لأنه سيعد بمثابة التزام قاطع بإقلاع خطة حصرية السلاح بلا أي تهاون .
وتتجه الانظار الى ما ستحمله الى بيروت الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس التي تزور لبنان اليوم لمناسبة زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر، وهو القائد الجديد الذي تولّى المنصب اعتبارًا من مطلع الشهر الفائت. وعلى اجندة الوفد الاميركي، لقاءات عسكرية امنية الطابع حصرا، ما يعني ان خطة الجيش وكيفية تطبيقها والادوات التي يحتاج لتنفيذها، ستكون حاضرة في المداولات .
وقد استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون القائد الأميركي عصر امس في بعبدا داعيا الولايات المتحدة الأميركية الى الضغط على اسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية. وطلب من قائد المنطقة الوسطى خلال استقباله له في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، تفعيل عمل لجنة الاشراف على وقف الاعمال العدائية (MECHANISM) لتأمين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شهر تشرين الثاني الماضي، لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من التلال والأراضي التي تحتلها، وإعادة الاسرى بحيث يتم تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، خصوصاً ان هذه الخطوات تساعد في تنفيذ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لجهة حصرية السلاح في ايدي القوات المسلحة اللبنانية، لاسيما وان مجلس الوزراء رحب بالأمس بالخطة العسكرية التي وضعتها قيادة الجيش لهذه الغاية . الرئيس عون لفت خلال الاجتماع الذي حضره ايضاً رئيس لجنةالمراقبة الجنرال مايكل ليني، الى ان استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، من شأنه ان يعرقل استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، بعدما انجز الجيش التمركز في اكثر من 85 في المئة من المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، ويواصل عمله في منع المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر في ظروف جغرافية وعملانية صعبة، ما أدى حتى الآن الى استشهاد 12 ضابطاً وعسكرياً خلال نقل الذخائر او تفكيك الألغام وغيرها.
واكد الرئيس عون للاميرال كوبر أهمية استمرار الولايات المتحدة الأميركية في دعم الجيش اللبناني وتوفير التجهيزات والآليات اللازمة له.
وشدد على ان الدعم الأميركي للجيش يعزز الاستقرار في البلاد التي شهدت خلال الأشهر الماضية تقدماً ايجابياً في مختلف المجالات، ما أدى الى تطور اقتصادي يواكب الإصلاحات التي بدأتها الحكومة، بالتوازي ايضاً مع أهمية العمل لاعادة اعمار لبنان، لا سيما وان دولاً صديقة وأخرى شقيقة تبدي استعداداً فعلياً للمساهمة في هذه الخطوة بعد توقف الاعمال العدائية وعودة الاستقرار الى البلاد.
وكان الاميرال كوبر اعرب في بداية اللقاء عن سعادته لوجوده في لبنان، منوّهاً بالعمل المميز الذي يقوم به الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب وفي الأراضي اللبنانية كافة، مؤكداً استمرار الولايات المتحدة الأميركية في تقديم المساعدات اللازمة في مختلف المجالات لاسيما منها دعم الجيش بالعتاد والتدريب، بالتنسيق بين الإدارة الأميركية والكونغرس.
وأشار الى ان لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية ستعقد اجتماعاً اليوم للبحث في الوضع القائم في الجنوب والعمل على تثبيت الاستقرار فيه من خلال استكمال تنفيذ مضمون اتفاق تشرين الثاني الماضي.
وامس اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا ترحب بتبنّي الحكومة اللبنانية الخطة التي اقترحها الجيش لاستعادة احتكار الدولة للسلاح على كامل أراضيها. وتمثل هذه الخطوة مرحلة جديدة إيجابية في سياق قرار الحكومة اللبنانية الصادر في 5 آب الماضي.
وقد أجرى وزير الخارجية الفرنسية في 5 أيلول محادثات مع نظيره اللبناني يوسف رجي، للتأكيد على دعم فرنسا لجهود الحكومة اللبنانية.
ودعت فرنسا جميع الأطراف اللبنانية إلى دعم التنفيذ السلمي والفوري لهذه الخطة، بهدف المضي قدماً نحو لبنان مستقر، وذو سيادة، ومعاد إعماره ومزدهر، مع ضمان وحدة أراضيه ضمن حدود متّفق عليها مع جيرانه، وفي سلام معهم.
وتابعت الخارجية: بالتعاون مع شركائها الأوروبيين والأميركيين والإقليميين، ستواصل فرنسا الوقوف إلى جانب السلطات اللبنانية لتنفيذ التزاماتها، من خلال مشاركتها في آلية مراقبة وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، ودعمها للقوات المسلحة اللبنانية، ومشاركتها في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). كما أن فرنسا مستعدة لتنظيم مؤتمرين دعمًا للقوات المسلحة اللبنانية، وللإنعاش وإعادة الإعمار عندما تتهيأ الظروف.
وجددت فرنسا في الختام دعوتها لإسرائيل لاحترام التزاماتها الكاملة في إطار وقف إطلاق النار في 26 تشرين الثاني 2024، والانسحاب من جنوب لبنان.
كما ان الأنظار ستتجه مساء اليوم الأحد إلى الخطاب الذي سيلقيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد القداس السنوي الاحتفالي الذي تقيمه القوات ل”شهداء المقاومة اللبنانية” في معراب علما ان أوساطا قواتية بارزة تلفت إلى ان الذكرى تحل هذه السنة وسط تحولات مفصلية في المنطقة ولبنان بالتوازي مع العهد الجديد والحكومة التي اتخذت قرارات تاريخيّة لحصر السلاح بيد الدولة . وتترقب الأوساط السياسية ما سيحمله خطاب جعجع من رسائل سياسية من شأنها ان تعكس استراتيجية القوات في المرحلة المقبلة لا سيما لجهة القرارات الحكومية الاخيرة كما لجهة آفاق المرحلة المطلة على استحقاقات مهمة وبارزة ومنها الانتخابات النيابية المقبلة .
وفي اول موقف علني له مِن الجلسة أكّد المسؤول في “حزب الله” محمود قماطي لـ”رويترز” أنّ “حزب الله اعتبر جلسة مجلس الوزراء اول من أمس بشأن خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل ومنع البلاد من الانزلاق إلى المجهول”. وقالت مصادر “الحزب” لـ”رويترز”: نرفض تسليم السلاح ونتوقع من الحكومة “استراتيجية أمن وطني”.
