خصصت الصحافة الإيطالية والعالمية مساحة كبيرة صباح اليوم لمراسم قداسة كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراساتي بعد ان غطت التلفزة في كل أنحاء العالم على مدار امس الحدث الكبير.
الشرطة الإيطالية قدرت الحضور في ساحة القديس بطرس ومحيطها بأكثر من 70 الف نسمة، ولم يحتسب الحضور الغفير في الساحات التي تحيط بحاضرة الفاتيكان، حيث عشرات الالاف كانوا يتابعون الحدث عبر شاشات التلفزة الكبيرة . لكن الصحافة هذا الصباح خصصت مساحات وعناوين كبيرة لكلمة الحبر الاعظم لاوون الرابع عشر قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي.
فقد حضر حشد كبير، معظمهم من الشباب، مراسم قداسة البابا لاوون الرابع عشر في ساحة القديس بطرس بروما، حيث أعلن قداسة كارلو أكوتيس، عبقري الحاسوب البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، مقدمًا للجيل القادم من الكاثوليك قدوة حسنة استخدم التكنولوجيا لنشر الإيمان، ولقب بـ”مؤثر الله”، وشخصية شهيرة أخرى توفيت في سن مبكرة، وهي بيير جورجيو فراساتي. كان من المقرر إقامة المراسم في وقت سابق من هذا العام، ولكن تم تأجيلها بعد وفاة البابا فرنسيس في أبريل نيسان الماضي ، كان البابا الراحل فرنسيس قد دافع بشدة عن قداسة أكوتيس، مقتنعًا بأن الكنيسة بحاجة إلى شخص مثله لجذب الشباب الكاثوليك إلى الإيمان، مع معالجة وعود ومخاطر العصر الرقمي.
ركزت الصحافة الإيطالية والأوروبية قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي على أن “الانتصارات الظاهريّة التي تتحقّق بالسلاح، بزرع الموت والدمار، إنّما هي في الحقيقة هزائم، ولا تجلب أبدًا سلامًا ولا أمانًا. هذا ما قاله قداسة البابا لاوون الرابع عشر في كلمته.
وقال الأب الأقدس: “يقول في هذا الجوّ، من الجميل أن نتذكر أن الكنيسة قد اغتنت أمس أيضًا بطوباويّين جديدين. ففي تالّين، عاصمة إستونيا، تمّ تطويب المطران اليسوعي إدواردو بروفيتليخ، الذي قُتل سنة 1942 خلال اضطهاد النظام السوفييتي للكنيسة. وفي فيسبرم بالمجر، طُوّبت مريم مادلينا بودي، شابّة علمانيّة، قُتلت سنة 1945 لأنّها قاومت جنودًا حاولوا الاعتداء عليها. لنسبّح الربّ على هذين الشهيدَين، شاهدَيْن شجاعَين على جمال الإنجيل”.
وخلص البابا لاوون الرابع عشر إلى القول: “بشفاعة القدّيسين والعذراء مريم نرفع صلاتنا الدائمة من أجل السلام، ولا سيّما في الأرض المقدّسة وأوكرانيا، وفي كل أرض أخرى مضرّجة بدماء الحرب. وأكرّر للحكّام: أصغوا إلى صوت الضمير! فالانتصارات الظاهريّة التي تتحقّق بالسلاح، بزرع الموت والدمار، إنّما هي في الحقيقة هزائم، ولا تجلب أبدًا سلامًا ولا أمانًا الله لا يريد الحرب، بل يريد السلام، وهو يعضد كلّ من يعمل للخروج من دوّامة الكراهية وسلوك درب الحوار”.
