Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: فشل إسرائيلي باغتيال قادة “حماس” في الدوحة وقطر تنفي تبلغها المسبق من الولايات المتحدة

كتبت صحيفة “الجمهورية”: فيما كانت الاهتمامات الداخلية منصّبة على التفاعلات الإيجابية لنتائج جلسة مجلس الوزراء الأخيرة حول ملف حصرية السلاح بيد الدولة، والتي أعادت ترتيب الأولويات إلى نصابها، وتركت لقيادة الجيش تنفيذ خطتها، خطف الأضواء الهجوم الجوي الإسرائيلي على الدوحة عاصمة قطر، الذي استهدف قيادة حركة “حماس”، وباء بالفشل، ليغتال مشروع وقف الحرب على غزة. وقد لاقى موجة استنكار كبرى محلية وعربية ودولية، خصوصاً انّه استهدف دولة قطر التي تتوسط ومصر في المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة وإسرائيل لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإطلاق الاسرى الإسرائيليين لدى حركة “حماس”، مقابل إطلاق آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

كان البارز أمس على صعيد الترجمة السياسية للمناخات الإيجابية التي أشاعتها القرارات والمواقف التي اتخذها مجلس الوزراء الاسبوع الفائت في شأن ملف حصرية السلاح، زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري، غداة زيارة الأخير لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث تخلل اللقاء تقويم نتائج الجلسة الحكومية وعرض مستقبل الأوضاع، في ضوء ما ستُتخذ من خطوات لترجمة هذه النتائج.
وبعد اللقاء، أكّد سلام “أنّ الحكومة تلتزم تنفيذ خطة الجيش لحصر السلاح وفقًا لجدول متابعة شهري”، مشدّدًا على عدم التراجع عن قراراتها المتعلقة بحصرية السلاح، ومنطلقها اتفاق الطائف والبيان الوزاري. وأوضح أنّ الحكومة وافقت على أهداف ورقة الموفد الأميركي توم برّاك، التي تضمنت، إلى جانب بنود اتفاق وقف إطلاق النار، دعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار، مشدّدًا على ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المتواصلة والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية. وأشار إلى “أنّ الجيش بحاجة إلى دعم أكبر من أميركا، لتعزيز قدراته على بسط سلطته على كل الأراضي اللبنانية، بما يشمل العتاد والمخصصات المالية”. ولفت إلى “أنّ التعاون بين الحكومة ومجلس النواب مستمر”، مؤكّدًا أنّه “لم يحصل أي قطيعة مع رئيس المجلس نبيه بري، وأنّ “حزب الله” منح الحكومة الثقة مرّتين على أساس البيان الوزاري”، مشدّدًا على أنّ “الترحيب بالحكومة يعني التعامل الإيجابي معها دون أي تراجع عن القرارات المتخذة”.

تجاوز المأزق

إلى ذلك، وفي تقدير مصادر سياسية مواكبة، أنّ البيان الضبابي الذي انتهت إليه جلسة مجلس الوزراء، في 5 أيلول، يحمل في طياته رغبة في تجاوز مأزق الانشقاق الداخلي، لكنه واضح لجهة التمسك بخطة الجيش الهادفة إلى حصر السلاح في يده.
وقالت هذه المصادر لـ”الجمهورية”، إنّ الجزء الذي سيجري تنفيذه من الخطة هو المرحلة الأولى التي تقضي بتسلّم الجيش وحده زمام الأمور في جنوب الليطاني. فـ”حزب الله” موافق على التجاوب في هذه المرحلة تحديداً، كما أنّ إسرائيل تعتبر التنفيذ في هذه المنطقة أولوية. ولذلك، يستطيع الجيش أن يراهن على التنفيذ الكامل هناك في مدى زمني معقول.

والأرجح، وفق المصادر، سيتمّ استغراق مهلة الأشهر الثلاثة في جنوب الليطاني لا أكثر، حيث الجميع سيكون راضياً. لكن هذا الواقع يثير الهواجس من سيناريو تكتفي فيه إسرائيل بما تحقق جنوب الليطاني أو في شماله إلى حدّ نهر الأولي كحدّ أقصى، أي على الجنوب كاملاً، ولكنها لا توقف عمليات التصفية والغارات اليومية في كل المناطق اللبنانية، بتغطية أميركية، بذريعة أنّ السلاح لم يُنزع في الشمال. وهذا أمر شديد الخطورة على لبنان.

نجاة قيادة “حماس”

من جهة ثانية، نجت قيادة حركة “حماس” برئاسة خليل الحية من محاولة اغتيال إسرائيلية في قطر بواسطة غارات جوية بالطيران الحربي والمسيّرات استهدفت مقرها في الدوحة، خارقة سيادة الدولة القطرية التي تلعب إلى جانب مصر دور الوسيط في المساعي الجارية منذ عملية “طوفان الأقصى” لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأصدرت حركة “حماس” بياناً أكّدت فيه أنّ الجيش الإسرائيلي فشل في اغتيال قياداتها في الوفد المفاوض خلال الهجوم على مقر اجتماعهم في الدوحة. وقالت: “محاولة الاحتلال الصهيوني الغادرة اغتيال وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة اليوم (أمس) جريمة بشعة وعدوان سافر، وانتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية”. وأضافت: “لقد مثّلت هذه الجريمة عدوانًا على سيادة دولة قطر الشقيقة، التي تضطلع مع الشقيقة مصر بدورٍ مهم ومسؤول في رعاية الوساطة والجهود الرامية إلى وقف العدوان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ما يكشف مجددًا الطبيعة الإجرامية للاحتلال ورغبته في تقويض أي فرص للتوصل إلى اتفاق”. وأشارت إلى انّ “الهجوم أدّى إلى مقتل عدد من المرافقين والموظفين في الحركة، وهم: همام الحية (نجل خليل الحية) وجهاد لبد وعبد الله عبد الواحد ومؤمن حسونة و أحمد المملوك”. وتابعت: “استهداف الوفد المفاوض، في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير، يؤكّد بما لا يدع مجالًا للشك أنّ نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنّهم يسعون بشكل متعمّد لإجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية، غير آبهين بحياة أسراهم لدى المقاومة، ولا بسيادة الدول، ولا بأمن المنطقة واستقرارها”. وحمّلت “حماس” “الإدارة الأميركية المسؤولية المشتركة مع الاحتلال عن هذه الجريمة، بسبب دعمها الدائم للعدوان وجرائم الاحتلال على شعبنا”.

نتنياهو وكاتس

وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بياناً مشتركاً، أكّدا فيه أنّه بعد الهجمات التي وقعت أمس في القدس وغزة، وجّه نتنياهو جميع أجهزة الأمن للاستعداد لاحتمال تصفية قادة حركة “حماس”، فيما أيّد كاتس هذا الاقتراح كلياً.

وجاء في البيان: “ظهر اليوم (أمس)، وبناءً على “فرصة عملياتية”، وبعد التشاور مع جميع رؤساء أجهزة الأمن وبدعم كامل، قرّر رئيس الوزراء ووزير الدفاع تنفيذ التوجيه الذي تمّ إعطاؤه مساء أمس (الاثنين) جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام، وقد تمّ ذلك “بدقّة وبأفضل شكل ممكن”.

وأشار نتنياهو وكاتس إلى “أنّ العملية مبرّرة تماماً، في اعتبار أنّ قيادة “حماس” هي التي بادرت ونظّمت مجزرة السابع من أكتوبر، ولم تتوقف عن إرسال عمليات ضدّ إسرائيل ومواطنيها منذ ذلك الحين، بما في ذلك المسؤولية عن مقتل إسرائيليين في الهجوم الذي وقع أمس في القدس”.

البيت الابيض

وكان البيت الأبيض قد أعلن أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أُبلغ بأنّ إسرائيل هاجمت حركة “حماس” في قطر، مؤكّداً أنّ ترامب لم يوافق على هذا الهجوم.

وأوضح البيت الأبيض أنّ ترامب طلب من مبعوثه ستيف ويتكوف إبلاغ قطر بالهجوم الإسرائيلي، مشدّداً على “أنّ الضربة في قطر لا تحقق أهداف إسرائيل ولا أميركا”. وأضاف أنّ ترامب “تحدث مع رئيس وزراء قطر، وأكّد له أنّ الهجوم الإسرائيلي لن يتكرر. كما أجرى ويتكوف اتصالاً مماثلاً مع رئيس الوزراء القطري ونقل له الموقف نفسه.

وأكّد البيت الأبيض أنّ الهجوم الإسرائيلي في قطر كان قراراً أحادياً، نافياً وجود أي علاقة بين تحذير ترامب لحركة “حماس” وبين الضربة التي استهدفت الدوحة.

وأعلن الديوان الأميري القطري، أنّ أمير دولة قطر اتصل بترامب، وشدّد على أنّ بلاده ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وسيادتها، مؤكّداً “أنّ الهجوم الإسرائيلي يمثل انتهاكاً صارخاً وخرقاً واضحاً للقانون الدولي، وأنّ قطر تحمّل إسرائيل مسؤولية سياساتها العدوانية التي تهدّد أمن المنطقة”.
وأشار الديوان الأميري إلى أنّ ترامب “دان اعتداء إسرائيل على سيادة قطر، وطلب من أمير قطر مواصلة دور الوساطة في شأن غزة”.

الموقف القطري

وأكّدت دولة قطر، أنّ التقارير عن إبلاغها مسبقاً بالهجوم الإسرائيلي “غير صحيحة”، موضحة أنّ الاتصال الذي وصل من مسؤول أميركي كان في لحظة سقوط الصواريخ على الدوحة. ودانت قطر بأشدّ العبارات الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته بـ”الجبان”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في بيان إنّ “هذا الاعتداء الإجرامي يشكّل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديداً خطيراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر”. وشدّد على “إنّ دولة قطر إذ تدين بشدّة هذا الاعتداء، فإنّها تؤكّد أنّها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها، وأنّ التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتمّ الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها”.

موجة استنكار

ولاقت الهجمة الإسرائيلية على الدوحة موجة استنكار عارمة عربية ودولية. فاستنكر ولي العهد السعودي الأمير بن محمد سلمان بن عبد العزيز في اتصال مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، “الهجوم الإسرائيلي الإجرامي” الذي استهدف قادة حماس في الدوحة، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية “واس”.

وأكّد بن سلمان لأمير قطر، “إدانة المملكة للهجوم الإسرائيلي السافر على دولة قطر الشقيقة، والذي يعدّ عملا إجرامياً وانتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية”. كما أبلغه بأنّ الرياض “تضع كافة إمكاناتها لمساندة الأشقاء في دولة قطر وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها”.

عون وبري وسلام

واتصل الرئيس عون مساء امس بأمير قطر واستنكر “تعرّض دولة قطر الشقيقة لاعتداء إسرائيلي استهدف مقرات سكنية لقياديين في حركة “حماس” في الدوحة. وأكّد لأمير قطر أنّ “لبنان الذي يتعرّض يومياً لاعتداءات إسرائيلية مدانة، يقف إلى جانب دولة قطر وشعبها الشقيق”، معتبراً “انّ هذا العدوان لم يستهدف فقط قياديي حركة “حماس” والسكان الآمنين في الدوحة، بل ايضاً المساعي والجهود التي تبذلها القيادة القطرية من اجل إحلال السلام والأمان في قطاع غزة ووقف المذابح اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ما يدعو إلى وقفة واحدة، عربية ودولية، تمنع استمرار إسرائيل في ضرب الامن والاستقرار لدول المنطقة”.

ومن جهته، الرئيس بري قال في بيان: “إنّ العدوان الإسرائيلي الذي إستهدف دولة قطر الشقيقة مدان بكل المقاييس، وهو إنتهاك فاضح ليس فقط لسيادة الدولة القطرية فحسب، انما لسيادة وأمن المنطقة العربية بأسرها من محيطها إلى خليجها”. وأضاف: “إننا إذ نعلن تضامننا ووقوفنا إلى جانب دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً في شجبنا واستنكارنا لهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، نجدد دعوتنا العاجلة لوقفة عربية جادة على مستوى القادة والشعوب والحكومات والبرلمانات، لوعي مخاطر العدوانية الإسرائيلية وإتخاذ كافة الخطوات والإجراءات العملية التي تكبح جماح العدوان الإسرائيلي وإرهابه العابر لحدود فلسطين وإبادة شعبها ولحدود الدول والقارات وإستباحة القوانين والمواثيق الدولية، قبل فوات الأوان حفظاً لما تبقّى من سيادة وكرامة لهذه الأمة”.

ومن جهته الرئيس سلام، قال إنّ “الحكومة اللبنانية تدين بأشدّ العبارات الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف دولة قطر الشقيقة”، لافتاً الى أنّ “هذا الاعتداء يشكّل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر، وخرقًا فاضحًا للقوانين والأعراف الدولية”. وأكّد أنّ “الحكومة إذ تعلن تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة قيادةً وحكومةً وشعبًا في مواجهة هذا الاعتداء السافر، فإنّها تجدد دعوتها المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في وضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، التي تهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها”.