رعى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران الاحتفال الذي نظمته كلية العلوم وكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال لتخريج طلاب العام الجامعي 2024 – 2025، بعنوان “دفعة حصاد الجنوب”.
حضر الاحتفال، الذي نُظّم على أرض ملعب كلية العلوم في النبطية، شخصيات سياسية وأكاديمية وتربوية واجتماعية وأمنية ونقابية، إضافة إلى عدد من عمداء ومدراء وأساتذة كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية وأهالي الخريجين.
رمال
بداية الكلمات ألقاها مدير كلية العلوم – الفرع الخامس الدكتور وسيم عبدالله رمال الذي توجه إلى الخريجين: “طريقكُم كان معبّداً بالدمع والتعب، بالانتظار الطويلِ تحت سماءٍ ملتهبةٍ بالقصف، وبأيامٍ ظنّ البعضُ أنها ستكسرُ إرادتَكم، لكنكم نهضتم من بين الركامِ لتكتبوا من جديدٍ قصيدةَ الأمل.. نلتم اليومَ شهادةً، لا لتكون ورقةً تُعلَّق على جدار، بل هي عهدٌ وعقدٌ مع الحياة. فأنتم اليومُ أمناءٌ على المعرفةِ التي حملتموها، أمناءٌ على الوطن الذي ينتظرُ منكم أن تبنوا لا أن تهدموا.. تذكّروا دائماً أن العلمَ بلا أخلاقٍ كجسدٍ بلا روح، وأن الغايةَ من المعرفةِ ليست التفاخرَ ولا المراتبَ، بل خدمةُ الإنسانِ وإعلاءُ شأنِ الحقيقة”…
الموسوي
بعد ذلك، تحدث مدير كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال – الفرع الخامس الدكتور حسن الموسوي، فقال: “أيها الخريجون، تحملون اليوم شهادة الجامعة اللبنانية، هذه الجامعة الوطنية التي ما زالت، رغم التحديات، تحافظ على دورها الريادي.. نجاحكم لم يكن وليد جهدكم الفردي فحسب، بل هو ثمرة تعاون بين ثلاثة أركان: أنتم أولاً، ثم دعم عائلاتكم، وأساتذتكم الذين لم يبخلوا بعلمهم وجهدهم، فاستحقوا منّا كل التقدير..”.
بدران
من جهته، ألقى الرئيس بدران كلمة قال فيها: “المناسبة استثنائية بكل المقاييس، فالتخرُّج اليوم يحمل دلالات رمزية عميقة، فهو يختزل الصبر والمثابرة والصمود والخصوبة المعرفية التي نبتت من أرض جريحة لكنها لم تتخلى عن الحياة”.
أضاف: “نحن اليوم نقف جميعاً في حضرة الأمل لنحتفل بتخرُّج دفعة جديدة من طلابنا الأعزاء في كلية العلوم وكلية العلوم الاقتصادية في فروع الجنوب العزيز، الذي لم يكن يوماً مجرَّد جغرافيا، بل كان دوماً عنواناً للصمود، ومرآةً للكرامة ومسرحاً للعلم رغم العواصف”..
ولفت بدران إلى أن “هذا التخرُّج ليس حدثاً عادياً، بل شهادة حياة وإعلان انتصار على الخوف وعلى الحرب العدوانية وعلى كل من حاول أن يثنينا عن رسالتنا الأكاديمية والإنسانية”، مشيرا الى ان “هذا التخرُّج هو تأكيد على أن هذه الأرض تعلمنا مرة أخرى، أن العلم مقاومة وأن الجامعة ليست فقط مكاناً للتعليم بل حصناً للكرامة الوطنية”.
وقال: “رغم الدمار الذي طال بعض الأبنية الجامعية ورغم انقطاع الكهرباء وضعف الاتصالات، استمرت الجامعة اللبنانية في أداء رسالتها وانتقل التعليم إلى الفضاء الرقمي حيث تحولت الشاشات إلى نوافذ للأمل والمحاضرات إلى جسور تربط بين العقول والقلوب”..
أضاف: “لأن هذه الدفعة ليست كباقي الدفعات، ولأنها ولدت من رحم التحدي، قررتم أن تسمى بـ “حصاد الجنوب” وهو حصاد زرعه طلابنا بالاجتهاد وسقاه الأساتذة والموظفون بالتفاني، وحمته العائلات بالدُّعاء والصُمود.. هو حصاد يشبه الجنوب، خصب رغم الجراح، شامخ رغم القصف، حيٌّ رغم محاولات الإلغاء.. فلتكن دورة “حصاد الجنوب” شاهدًا على أن العلم لا يُقصف وأن الجامعة ستظلّ تحصد الأمل، عامًا بعد عام”…
وتوجه بدران إلى الخريجين: “أنتم اليوم تحملون إضافة إلى الشهادة العلمية، تحملون ذاكرة جماعية من الصبر والبطولة والإيمان بأن لبنان لا يهزم حين يتمسك أبناؤه بالعلم، أنتم أبناء الجنوب الذي علًّمنا أن الجغرافيا قد تُقصف لكن الكرامة لا تُقهر، فالجنوب لا ينحني، بل يُعلمنا كيف نرفع رؤوسنا حين تنكسر الأرض تحت أقدامنا.. من بنت جبيل إلى صور، ومن قلعة الشقيف إلى مزارع شبعا كَتَبَ الجنوب تاريخه بالدم والعلم، وهو اليوم يكتب فصلًا جديدًا بالحبر الأكاديمي”..
وختم بدران كلمته: “مبروك لكم هذا التخرُّج لكن تذكروا دائمًا أنه في الجنوب تكبرون، لا كأرقام في دفاتر التخرُّج، بل كأغصان تمتد من جذور المعرفة إلى ضوء العدالة.. أنتم الحصاد، أنتم المطر، فكونوا للناس ظلاًّ وللوطن نبضاً وامضوا.. فالعلم لا يكتمل إلا حين يعاش”.بعد ذلك، قدم كل من الدكتورين رمال والموسوي درعا تقديرية لبدران، ليختتم الاحتفال بتوزيع الشهادات على الخريجين.
