اعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، في بيان، لمناسبة “يوم الأمم المتحدة”، أنه “بينما تكمل الأمم المتحدة عامها الثمانين في ظل سعي دؤوب إلى التغيير والإصلاح، يمرّ لبنان بمرحلة مفصلية من تاريخه الحديث ستحدد مساره المستقبلي. وفي الوقت عينه، تستمر التحولات الإقليمية الكبرى والقوى العالمية في رسم مشهد أمني وجيوسياسي جديد”.
وقال: “في العام 1945، كان لبنان واحدا من الدول التي شاركت في تأسيس منظمة الأمم المتحدة كمحاولة لتجنّيب البشرية المزيد من المعاناة بعد الدمار الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، نشأت شراكة قوية بين المنظمة ولبنان، الذي شقّ طريقه في ساحةِ العمل الدولي متعدد الأطراف، ولا سيما من خلال مساهمته في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وعلى امتداد العقود، واكبت الأمم المتحدة الشعب اللبناني في مختلف المحطات، لا سيما خلال الفترات التي طغت عليها الأزمات والاضطرابات، وذلك عبر بعثاتها السياسية وعمليات حفظ السلام، إلى جانب وكالاتها المتخصصة وصناديقها وبرامجها الانمائية”.
أضافت: “يحلّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظل حالة من عدم اليقين يمرّ بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العدائية في العام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهودًا كبيرة أعادت الحياة لعدد من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بعد سنوات من الجمود. ومع ذلك، لا يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمار واسع، في ظل نقص حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة. الأمر الذي يخلق سياقا يتعذر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلّي بالصبر”.
تابعت: “لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكررة في الماضي دون معالجة حقيقية. ومع ذلك، فإن الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرة. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب عملاً دؤوباً، على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يوماً مصدر هذا الفشل”.
وختمت: “ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية وشعبها، سعياً لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع”.






































