زار وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، مستشفى بعلبك الحكومي والتقى الفريق الطبي اللبناني الذي حضر من “ديترويت” في الولايات المتحدة الأميركية وأجرى مجانا 20 عملية جراحية ناجحة لمرضى من أبناء بعلبك ومنطقتها، ضمن مبادرة أطلقتها جمعية العرب الأميركيين غير النفعية، وتبرعت بكامل الأدوات الطبية اللازمة لإجراء العمليات شركة “سترايكر”.
وقام الوزير ناصر الدين بجولة لتفقد المرضى الذين أجريت لهم العمليات الجراحية، يرافقه مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، رئيس بلدية بعلبك احمد الطفيلي، رئيس جمعية العرب الأميركيين أسامة السبلاني، الوفد الطبي الذي يترأسه الدكتور حسين درويش، ويضم الدكتور آدم فحص، الدكتور محمد بزي، الدكتور ميشال جواد، الدكتور فادي ناصر الدين، مستشار الوزير الدكتور علي زعيتر، وعدد من المساعدين ضمن الفريق الاغترابي.
شكر
ورحب الدكتور شكر بالوزير نصر الدين، ومنوه بمبادرة جمعية العرب الأميركيين وبالفريق الطبي، وعلى رأسه الدكتور الجراح حسين درويش، وقال: “عادة في فصل الخريف تتساقط الاوراق، ويسود الطبيعة شيء من الاكتئاب، ولكن بحضور معالي الوزير سطعت الشمس في مدينة الشمس التي غمرت الفرحة قلوب عشرين مريضا أجريت لهم العمليات الجراحية اللازمة مجانا من قبل الفريق الطبي اللبناني القادم من أميركا. ولا ننسى دور الأستاذ أسامة السبلاني المحوري في هذه المبادرة الإنسانية، وهو ابن عائلة ديدنها الخير والعطاء، فقد قدمت لمستشفى بعلبك الحكومي بناء قيد الإنجاز، سنطلق عليه تسمية مبنى الأستاذ اركان السبلاني وهند السبلاني”.
واستعرض شكر مزايا كل فرد من الفريق “الذي عمل بكل إخلاص وتفانى في عطائه، فكان الإنجاز بإجراء عشرين عملية ناجحة خلال أيام، واللافت أن المريض كان يقف على قدميه ويمشي بعد إجراء العملية، ويعود إلى البيت بعد يوم أو يومين. ونتمنى أن نشهد المزيد من المبادرات التي تبلسم جراح أهلنا وتخفف من معاناتهم، وترفع من مستوى الخدمات الصحية والاستشفائية”.
السبلاني
وتحدث السبلاني، موجهًا الشكر إلى كل من “الفريق الطبي الذي حضر خصيصا من الولايات المتحدة الأميركية وتولى إجراء العمليات الجراحية للمرضى، وعلى رأسه الدكتور حسين درويش الذي له الفضل بطرح الفكرة، وإلى شركة “سترايكر” التي تبرعت بالأدوات الطبية، والشكر موصول ألى معالي الوزير الدكتور ركان ناصر الدين، ومدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر لتعاونهما في هذه المهمة، كما نشكر أيضًا السيد محمود بري المسؤول في شركة “دلتا” للطيران في الولايات المتحدة، مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير، المدير العام ورئيس مجلس الإدارة في “شركة طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت، ومديرة “الميدل أيست” في باريس باميلا مدور، على مساعدتهم في نقل الأدوات الطبية من ديترويت إلى بيروت، وأشكر ابن أخي محمد أركان السبلاني على مساعدته في إخراج وتأمين ونقل المعدات الطبية إلى المستشفى لإجراء العمليات”.
ونوه السبلاني ختامًا “بمناقبية العاملين في مستشفى بعلبك الحكومي أطباء وممرضين وعمالًا وموظفين، على مساعدة الوفد الطبي الأميركي في هذه المهمة. كما ترون هذا جهد مشترك وبداية مباركة، والقادم أعظم وأشمل إن شاء اللّه”.
درويش
وبدوره أكد رئيس قسم ترميم المفاصل في إحدى أرقى الجامعات الأميركية في “ديترويت”- ميشغن، الدكتور درويش أن “لبنان دائما في القلب، ونحن في خدمة اللبنانيين على الدوام، خصوصا في هذه الظروف غير العاديه التي يمر بها البلد. ولي الشرف بأن أكون عضوا في هذا الفريق الرائع، فنحن نحاول خدمة الناس بالشكل اللائق. وأخص بالشكر معالي وزير الصحة لتعاونه، والدكتور عباس شكر الذي يمتاز بروحيته الطيبة وعطائه وسعيه للخير، كما أشكر المرضى الذين وضعوا ثقتهم فينا”.
ناصر الدين
وتحدث الوزير ناصر الدين، فقال: “نحن اليوم في هذا الصرح، في مستشفى بعلبك الحكومي الذي ينهض من جديد ضمن سلسلة المستشفيات الحكومية التي لطالما ظلمت أو عانت من ضعف قدراتها المالية لإعادة النبض فيها، ومَن أفضل من أبنائها يعيد النبض إليها؟ الدكتور عباس شكر آمن بفكرة وطرحها ضمن سلسلة مشاريع إن شاء الله سنعلن عنها تباعا”.
وأضاف: “أنا كنت طبيبا في تورنتو في الخارج، لذا أعرف كيف يشعر الإنسان عندما يكون تواقا لمساعدة أبناء بلده لبنان، وهذا الإنتماء الوطني لمسناه لدى كل الفريق، وهو ينم عن إنسانية مطلقة، وعن حس وطني كبير، وعن حس بالمسؤولية. هؤلاء الشباب قدموا من أمريكا إلى لبنان لإجراء عمليات مجانية لأبناء منطقتهم وأبناء بلدهم، وهذه الفكرة لا نستطيع إلا أن ننحني أمامها”.
وتابع ناصر الدين: “لا شك بأن الاغتراب اللبناني غني بالطاقات، ويهمنا الاستفادة منها، ونحن في وزارة الصحة بدأنا بأفكار فردية وإن شاء الله، هذه إحدى المبادرات العملية. ولا نستطيع أن ننسى في هذا المجال دور التعاون البلدي والأستاذ سبلاني الذي كان له الدور الكبير في تيسير وتسهيل المعاملات ليبصر هذا المشروع النور، فلا يكفي أن يتم طرح الفكرة، بل يجب ان تستكمل بالتطبيقات وباستيراد المعدات ونقلها من أمريكا إلى فرنسا ومنها إلى لبنان. وأشكر كل من ساعد وساهم في هذا إنجاز هذه المبادرة”.
ورأى أن “الأساس عندما تشاهدون سعادة المرضى، كل مريض أجريت له العملية اللازمة، كل إمرأة أو رجل لديه كسر أو مشكلة في الركبة او الورك أو الحوض أجريت له عملية بطريقة تخصصية ناجحة ومتقدمة، وإن شاء الله يبقى الدكتور عباس شكر يجمع في قلب هذه المستشفى العريقة الجهود الساعية إلى الخير. ويسرني بالمناسبة أن أعلن بأن مركز اركان السبلاني سيفتتح قريبا في هذه المستشفى، ونحن كوزارة صحة كنا قد وعدنا بأن تصل المعدات تباعا إلى مستشفى بعلبك الحكومي وسائر المستشفيات، وأول الغيث تم تزويد مستشفى بعلبك بآلة تصوير طبقية محورية حديثة، وسيتم تزويده بجهاز رنين مغناطيسي، كما سيبصر النور تباعا قسم تمييل القلب، وقسم غسيل الكلي المجهز ب16 جهازا لغسيل الكلي، لخدمة المرضى. يجب أن نضع طاقاتنا وأيدينا مع بعضنا البعض، وزارة ومستشفيات وأطباء لبنانيين في الوطن والاغتراب، ونراكم المبادرات والإنجازات، هكذا نبني بلدنا لبنان، وهكذا نعطي الصورة النموذجية التي نتمناها جميعا، بالتعاون مع طاقاتنا في الاغتراب وبهمة الفعاليات والبلديات نرفع مستوى الخدمة”.
وأشار الدكتور ناصر الدين ختاما إلى أن “هذا الفريق الطبي سيتوجه إلى مدينة النبطية لإجراء عمليات مماثلة، وندعو كل الأطباء اللبنانيين الذين لديهم أفكارا لمبادرات أن يتواصلوا مع الوزارة ويدنا ممدودة للجميع من أجل خدمة بلدنا”.







































