عقد صباح اليوم، المؤتمر العالمي ال 20 للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بدعوة من الرئيس العالمي للجامعة عباس فواز، في مركز عدنان القصار -بيروت، والذي سيصار خلاله إلى انتخاب رئيس جديد واعضاء مجلس ادارة لقيادة المرحلة المقبلة، بحضور ممثل وزارة الخارجية والمغتربين السفير سامي نمور، وممثلة عن وزارة الداخلية والبلديات فاطمة شريم، المدير العام السابق لوزارة الخارجية والمغتربين هيثم جمعة، وأعضاء الهيئة الإدارية ورؤساء المجالس القارية.
فواز
النشيد الوطني بداية، فكلمة الرئيس فواز استهلّها بالوقوف دقيقة صمت وفاء لذكرى “زملاء رحلوا”، وقال:”ست سنوات مرَّت على انتخابنا في المؤتمر العالمي الثامن عشر المنعقد في العام 2019، وتجديد انتخابنا في المؤتما لعالمي التاسع عشر المنعقد في العام 2022، ونحن في الواقع، خلال هذه السنوات، ننتقل على مستوى الوطن من مشكلة إلى أخرى بدءا من الانتفاضات والتظاهرات أواخر العام 2019، والتي تلاها انتشار وباء الكورونا، وبعدها الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت، إضافة إلى التوترات الأمنية التي يفتعلها العدو الإسرائيلي وحروبه على بلدنا العزيز، لا سيما في الجنوب والبقاع.
والأكيد لا ننسى أزمة المصارف وضياع أموال المودعين، لا سيما المغتربين منهم، والآثار الكارثية التي ترتبت على المجتمع وعلى العائلات، وتراجع القيمة الشرائية، وتدهور الاقتصاد الوطني ومفاعيله السلبية”.
تابع:”ونحن ما زلنا لتاريخ اليوم نعاني من آثار هذه الأزمات التي حالت دون قيامنا في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بتحقيق بعض مشاريع وبرامج، مما حدا بنا على سبيل المثال إلى عدم إقامة مخيم شباب لبنان المغترب، الذي كنا ستقيمه هذا العام، حيث كنا نرغب باستقبال ما يزيد على المئة شاب وشابة من بلاد الاغتراب، وتعريفهم على مناحي الوطن الثقافية والسياحية وتأمين لقائهم مع الرؤساء والمسؤولين المعنيين بهدف إحياء التواصل للأجيال الشابة مع وطنهم الأم، لا سيما منهم مَنْ لم يَقُم بزيارة هذا الوطن من قبل، لكن عدم الاطمئنان للأوضاع الأمنية واستحالة زيارتهم لأماكن أساسية في الجنوب والبقاع حالت دون القيام بهذا النشاط”.
واشار فواز إلى أنه “يوماً بعد آخر، تتأكد لنا أهمية وجود الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ودورها ككيان معبر عن الاغتراب اللبناني، لا سيما في المجتمعات التي تتطلب تدخل دائم تعزيزاً للاندماج والمساعدة عبر تقديمات متنوعة،كما المشاركة في مؤتمرات قطاعية واقتصادية وثقافية تعزيزاً للوجود الاغترابي اللبناني في البلدان الحاضنة وفتح الآفاق أمام الفرص الاستثمارية المتنوعة وتعميم التجارب، بحيث تبقى الجامعة وسيلة الجمع المعبرة عن تطلعات الاغتراب اللبناني ومنبره الدائم”.
وأردف:” ونظراً لأهمية الوجود الوطني للجامعة كان تركيزنا منذ اليوم الأول، بعد تَسَلَّمنا مهام إدارة أمورها، هو العمل على حماية هذا الوجود عبر التصدي لمن يُسيء للجامعة، أو لمن ينتحل أية صفة تمثيلية على غير وجه حق، لأن ذلك من شأنه الإساءة للاغتراب اللبناني، وخَلْقِ البلبلة في صفوف الجاليات اللبنانية، وخَلْقِ الإشكالات التي تترك آثاراً سلبية على الدور المناط بالجامعة اللبنانية الثقافية في العالم كممثل شرعي للاغتراب اللبناني”.
واكد فواز ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم منذ تأسيسها كانت تجمعها علاقة مميزة مع وزارة الخارجية والمغتربين وكانت عبر مديرية الشؤون الاغترابية، تزود فروعها ومجالسها بالمراسلات الرسمية عبر البعثات اللبنانية، وهذا ما يُتيح لأن تكون الوزارة على بينة دائمة بالبنية التنظيمية للجامعة، وبكامل المناسبات والنشاطات الاغترابية التي تقوم بها الجامعة والجاليات. وهذا ما يسمح للجامعة بالتواصل الرسمي الذي يُسهل عليها تأدية الدور المرسوم لها وتحقيق الغاية من إنشائها وفقاً لبنود نظامها الأساسي”.
واعتبر ان” بعض الولاءات وبعض الخربطات في الداخل ساهمت في إعاقة عمل الجامعة وخلق إشكالية في علاقة القيمين على بعض البعثات اللبنانية مع مسؤولي الجاليات، مما سمح بخروقات أثَرَتْ في كثير من الأحيان على مواقف الجاليات مع خَلْقِ إشكاليات في صفوفها، كما أتاح للبعض بالتسلل مدعياً صفات في الجامعة هي ليست في محلها إنّما هي انتحال صفة وتخريب في عمل الجامعة النظامي”.
وقال:”وانطلاقاً من الدور الذي لعبه المغتربون وبشكل أساس حديثاً، أي منذ الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها لبنان، لا سيما منذ العام 2019 ولتاريخه. ترى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أن تتشارك الإدارات المعنية في الدولة اللبنانية مع الجامعة في وضع سياسة اغترابية شاملة تتركز على النواحي الاقتصادية والوطنية، على أن تُناطَ حَلَقَةُ الوصل في متابعة تنفيذها إلى مديرية شؤون المغتربين لدى وزارة الخارجية والمغتربين والأمانة العامة المركزية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وهذا ما يُتيحُ حَسَبَ ما نَرى إلى بَلْوَرَةِ خارطة طريق تَتَّبِعُها البعثات اللبنانية والجامعة وتريح الجاليات من أية إشكالية محتملة”.
كما اكد فواز حرص الجامعة ” على حُسن تطبيق المادة الأولى من نظامها الأساسي والقاضي بعدم التطرق للأمور السياسية والطائفية. وهذا المبدأ هو مفتاح الانتساب لكل مغترب يرغب العضوية في “الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم” مما يسمح بنشر رسالة لبنان في المغتربات بعيداً عن مداخل الزواريب الداخلية المتنوعة”.
وشدد على انه “رغم كل الأزمات والصعوبات بقي المغتربون على نهجهم الدائم الداعم للوطن الأم ومجتمعاته من حيث تقديم الدعم الإنمائي في قراهم ومناطقهم، وتقديم المساعدات المالية لأهاليهم وأقاربهم، عبر التحويلات المالية من الخارج والتي ما تزال تؤدي دوراً أساسياً في تمويل الإنفاق الداخلي. وهذا ما ساهم بامتصاص الكثير من المشكلات الاجتماعية، بحيث أن ما يزيد عن النصف من السكان المقيمين يعتمدون في مُصارفات استهلاكهم والمصارفات الخاصة بالسكن والتعليم على تقديمات ومساعدات الاغتراب اللبناني، وحسب إحصاءات البنك الدولي، فإن التحويلات المالية السنوية من المغتربين تبلغ مليارات الدولارات، وهذا ما يُشكل دعامة أساسية للاقتصاد الوطني، ووسيلة أساسية لتأمين العملات الصعبة”.
عيد
بدوره القى الأمين العام المركزي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عاطف عيد كلمة أشار فيها إلى أننا “نعقد مؤتمرنا الـ 20 اليوم في ظروف صعبة جداً توجب علينا جميعاً مقيمين ومغتربين التكاتف لِجَبْه الأخطار التي تُحدِقُ بهذا الوطن، وانطلاقاً من ذلك، وكما هو معلوم، فإن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم يجب أن تعمل بشكلٍ مستقلّ بالتعاون مع المغتربين في جميع أنحاء العالم لتعزيز العلاقات بين الدول المضيفة وبين لبنان بعيداً عن أيّة خلفية حزبية، سياسية، طائفية أم مذهبية كما تؤكّد مقدمة نظامها الداخلي”.
و لفت الى انه” لا يحقّ لأيّ مقيمٍ أن يكون من ضمن الكادرات الاغترابية المسؤولة فيها لأنها أنشئت من المغتربين لتهتمّ بهم وتاريخنا في الاغتراب لا سيما في أميركا الشمالية يشهد على ذلك”.
وعددّ الأهداف التي أنشئت من أجلها الجامعة وهي:” العمل على خدمة الانتشار اللبناني عبر إيجاد آلية تواصل دائمة بين جناحي لبنان المقيم والمغترب لا سيما في الأميركيتين الشمالية والجنوبية واللتين تستضيفان الملايين من المغتربين ومن المتحدّرين من أصول لبنانية، وتعزيز تبادل الطاقات بين قارات الانتشار والوطن الأم، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والتشجيع على الاستثمار الاغترابي في لبنان”.
كما شدد على انه في ” هذا الإطار ووفق النصوص والأسس التي ترعى عمل الجامعة يجب أن يكون الرئيس ونواب الرئيس من المغتربين وليس من المقيمين، لأن المغترب أكثر معرفة وإلماماً بأوضاع أخيه المغترب وأحواله، وأن يتمّ توزيع النواب بحسب القارات ويجب عليهم رفع تقارير فصلية عن أوضاع اللبنانيين في قاراتهم إلى الرئاسة لدرسها في اجتماعات دورية للهيئة الإدارية حضوريا وعبر تقنية zoom لاتخاذ المناسب من القرارات إذ إنّ العمل الاغترابي ليس مناصب بل مسؤولية تجاه كلّ مغترب”.
وطلب من الهيئة التي ستنتخب إذا أرادت أن تنجح في مهامها تطبيق النظام الأساسي بحذافيره شرط عدم إغفالها إنجازات الهيئة الإدارية السابقة التي عملت على وضع القطار على السكة الصحيحة”.
غزة عيد
كما كانت كلمة لامين الصندوق العالمي غزة عيد، أكد خلالها أنّ “الجالية الاغترابية تجاوزت الكثير من التحديات الاجتماعية والأمنية بفضل الروحية التي تجمع أبناءها”. وجدد شكره لثقة الزملاء التي خوّلته تولّي أمانة صندوق الجامعة لست سنوات، مشيراً إلى أن التمويل في “الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم يعتمد أساساً على اشتراكات الفروع والمجالس والتبرعات”.
وأوضح أنّ” الهيئة الإدارية، ونظراً للأزمات الاجتماعية المتلاحقة، امتنعت عن مطالبة الفروع والمجالس بالاشتراكات واكتفت بتبرعات الرئيس والأعضاء، في وقت تخطّت فيه مصاريف عام 2025 أكثر من 250 ألف دولار، شملت الرواتب، المؤتمرات، الرعايات والاحتفالات، إضافة إلى المتطلبات الإعلامية”.
ووجّه المتحدّث الشكر لكل المساهمين، داعياً إلى” إعادة التركيز على تأمين تمويل مستدام عبر الاشتراكات، لما للجامعة من دور وطني على مستوى الوطن والاغتراب، مؤكداً ضرورة تحمّل الجميع مسؤولياتهم للحفاظ على هذا الدور”.
مداخلات
ثم فتح المجال لمداخلات رؤساء المجالس أكدت على اهمية ان يكون لبنان اولا وضرورة العمل معا من اجله وأجل الاغتراب. تلاها استراحة ثم بدات عملية انتخاب رئيس واعضاء الهيئة الإدارية.








































