Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الدكتور حمدان: ميلاد السيد المسيح حافز لتعزيز الوحدة الوطنية والبداية بالحوار

أكد عضو هيئة الرئاسة في “حركة أمل” الدكتور خليل حمدان أن “مناسبة ميلاد السيد المسيح عليه السلام ينبغي أن تشكل حافزا لتعزيز الوحدة الوطنية، كي يكتمل فرح الميلاد وتكون البداية الحقيقية بالحوار”.

كلام حمدان جاء خلال احتفال تأبيني أقامته الحركة في بلدة الكفور، بحضور علماء دين وفاعليات اجتماعية وأبناء المنطقة والجوار.

واستهل حمدان كلمته بتوجيه تحية إكبار للشهداء الأبرار، معتبرا أن “المناسبة تجمع بين الحزن برحيل أم ربت وأعطت ورعت أبناءها بعد استشهاد زوجها، وسلكت بهم طريق الصلاح والفلاح، وبين الفرح المتزامن مع ميلاد السيد المسيح، نبي الله عيسى بن مريم”. وقال إن هذه المناسبة “تفتح الباب للحديث عن الوحدة الوطنية والعيش الواحد في بلدة الكفور، التي تختصر صورة لبنان الحضاري، حيث يتعايش أبناؤها من مسيحيين ومسلمين، والمسلمين منهم شيعة وسنة، في نموذج حضاري يعتز به، يقوم على تقاسم الفرح والحزن”.

وأشار إلى أن هذا النموذج “هو ما نتطلع إليه، وهو ما يؤكد عليه الرئيس نبيه بري، الذي وجه أمس رسالة بمناسبة الميلاد، هنأ فيها اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا”، مؤكدا “أهمية الوحدة الوطنية”.

وأضاف أن “الإمام المغيب السيد موسى الصدر اكتشف، منذ وصوله المبكر إلى لبنان، أهمية العيش الواحد والحوار وإزالة جدران العزل، وكانت له مواقف عديدة شكلت مدخلا حقيقيا لتعميم لغة الحوار والانفتاح، من كنيسة الموارنة مع المطران يوسف الخوري إلى مطرانية الكاثوليك”. ولفت إلى أن “الإمام الصدر جعل من التنوع الطائفي نعمة كبرى في مواجهة عنصرية العدو الصهيوني، وأن احتفال بلدة شقراء عام 1964 مع المطران غريغوار حداد شكل دليلا حيا على قناعته بضرورة إثبات تكامل الأديان، ليكون لبنان مختبرا حضاريا قادرا على تحدي عنصرية العدو، ومن هنا انطلقت هيئة نصرة الجنوب”.

وقال حمدان: “بين الألم الذي نعيشه، تبقى المعادلة مرهونة بمدى نجاح تجربة العيش الواحد في مواجهة عدو متغطرس يضرب عرض الحائط جميع الاتفاقيات والالتزامات”. وأشار إلى “ما تتعرض له الضفة الغربية، ولا سيما بيت لحم، من اعتداءات على يد جيش العدو الصهيوني والمستوطنين”، مؤكدا أن “العدو تخلى عن كل التزاماته، سواء قرارات مجلس الأمن أو الاتفاقيات الثنائية برعاية أميركية”.

وأضاف أن “آلة القتل الصهيونية لا تزال تفتك في غزة بالشعب الصابر، الذي لم يجد ركنا آمنا يأوي إليه، فيما نشهد يوميا مجازر وقصفا للأبنية التي تتهاوى على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ. أما في الضفة الغربية، فرغم اتفاق أوسلو ومخرجاته، فالمشهد هو تهجير وتدمير وتجريف للأراضي، ومصادرة لمنابع المياه، وإطلاق العنان لإقامة مستوطنات جديدة”.

وعن الوضع في لبنان، شدد حمدان على أن “الوقائع تؤكد أن العدو الصهيوني لم يلتزم بوقف إطلاق النار، واستمر في اعتداءاته برا وبحرا وجوا، حتى تجاوز عدد الشهداء والجرحى نتيجة الاعتداءات الصهيونية على لبنان أكثر من 1400 شهيد وجريح، على مرأى ومسمع من العالم”، لافتا إلى أن “الدول الكبرى المساهمة في الإشراف على تطبيق القرار 1701 لم تتخذ الموقف المناسب”.

وأشار إلى أن “هناك في لبنان من يتبنى السردية الصهيونية لتبرير الاعتداءات، متذرعين بوجود المقاومة”، معتبرا أن “ذلك تحريف للواقع وتنازل عن السيادة”، مؤكدا أن “الحل يبقى في المعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة”.

وفي هذا السياق، طالب حمدان الدولة اللبنانية، انطلاقا من واجباتها، بالإسراع في عملية إعادة الإعمار، لافتا إلى أن “هذا الملف لم يدرج على جدول أعمال الحكومة منذ أكثر من سنة، وأن بعض التصريحات لم تترجم على أرض الواقع، فيما يشعر أهالي الحافة الأمامية من كفرشوبا إلى كفركلا وحولا وبنت جبيل وراميا والناقورة، كما سائر المتضررين، بأن الحكومة تخلت عنهم وتركتهم لمصيرهم في رحلة الألم والعذاب”.

وفي الختام، قدم حمدان التعازي إلى ذوي الفقيدة باسم “حركة أمل” ورئيسها الرئيس بري و “كشافة الرسالة الإسلامية”.

وقدم الاحتفال توفيق صفا، وافتتح بتلاوة من القرآن الكريم للمقرئ أمين صفا، واختتم بمجلس عزاء حسيني للشيخ علي هزيمة.