Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

شريفة: لبنان بحاجة إلى مشروعٍ نهضويّ يتولّاه أصحاب السجلات النقية

اعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال القائه خطبة الجمعة، أن “الله سبحانه وتعالى منّ علينا بشهر رجب، سُمّي بذلك لأن الرّحمة الإلهيّة تُصَبُّ فيه صبًّا، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله”.

وقال: “رجبُ الأصمّ:  لأنّه لا يُسمَعُ فيه صوتُ قتال، إذ كان العرب في الجاهلية يعظّمونه ويمتنعون فيه عن الحروب، فأقر الاسلام ذلك حجبا للدماء، فهو شهرُ سكينةٍ وسلام، لا يُخرق بصوت سلاح ولا بصدى فتنة. إنّه شهرُ الرّحمة، والسّكينة، والذِّكر، والطّاعة”.

أضاف: “فيا ليتَ الأمّة تعود إلى أصالتها، وتجسّد في سلوكها تلك المعاني السامية،  فتتصالح مع ذاتها، وتنظر إلى آلام شعوبها واحتياجاتهم، وتجتمع حول العناوين الكبرى الجامعة، في مواجهة أعداء الدين والإنسانية، وفي مقدّمتهم الصهاينة الذين عاثوا فسادًا من غزّة إلى لبنان، إلى سوريا وغيرها من البلاد، التي يزرعون فيها الفتن الطائفيّة، والإثنيّة، والعرقيّة، والمناطقيّة. إذ إنّنا لا نرى علاجًا لذلك إلّا بالوحدة، والوحدة فقط، وما أكثرَ العناوينِ الجامعة إن صَفَتِ النيّات”.

تابع: “في ظلّ الحصار المفروض على لبنان، من بوّابته الجنوبيّة، من العدوّ الإسرائيلي وحلفائه، تزداد الحاجة إلى ترتيب البيت اللبناني الداخلي، وإعادة الهيبة إلى مؤسّساته، وبما فيها القضاء، ووضع حد للفلتان الاعلامي برفع اليد النفعية عنها، ليعود الوطن كما أراده الإمام موسى الصدر: منارةً للمحرومين، لا مكتبًا للوصاية، ومسرحا للصفقات”.

ورأى أنّ “خنق لبنان بمندوبين يقرّرون مصيره، يوحي وكأننا نتحدّث عن إدارة إرث يتيمٍ فقد والده في حادث سير، وليس عن وطنٍ وهوية، ومؤسسات وشعب. لبنان بحاجة إلى مشروعٍ نهضويّ، يتولّاه أصحاب السجلات النقية، بعيدًا من دهاليز القصور والثروات المتراكمة”.

أضاف: “كما يقول المثل الشعبي: الوارث مثل السارق. إن لم يصن الأمانة”. المرحلة صعبة، والضغوط كبيرة، لكن هذا لا يُبرّر الاستمرار في الخطأ، ولا التمسّك بأساليب الماضي، بحجّة أن هناك ظرفًا حرجًا”.

وختم: “التحوّل يبدأ حين نكفّ عن التبرير، ونبدأ بالإصلاح”.