وجه رئيس “لقاء الهوية والسيادة” الوزير السابق يوسف سلامه إلى “رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط ومديرها العام ومن خلاله إلى جميع مشغليه”، النداء الآتي: “لبنان كما عرفناه يتهاوى. منذ فترة، أخذت شركة طيران الشرق الأوسط قرارا بوقف بيع المشروبات الكحولية على رحلاتها كافة لركاب الدرجة الاقتصادية بحجة التخفيف من خطر الكورونا وكأن الكورونا تنتقل فقط بالكحول وليس بالمأكولات وباقي المشروبات. دلالات قرار الشركة الوطنية صادم لي كما لكثر. أفهم وأثني على إجراء يحترم ضوابط ألزم بها دين أتباعه باتباع أحكام وقيود. لكني أرفض بشدة أن ينحرف وطني عن سمة لازمته ويستبدلها بإجراء تتسامح بتطبيقه الدول التي تعتنق ذاك الدين وربما طوته. لبنان الليبرالي الذي يحترم حرية الآخر في شتى الميادين ومن بينها حرية ممارسة الدين، نراه ينزلق ليفرض على غير المسلم التقيد بأحكام الشريعة. هل هذه هي مقومات الحياة المشتركة التي ينادي بها اللبنانيون؟”.
أضاف سلامه: “هل هذا هو لبنان الواحد الموحد الذي يتغنى به بعضهم ويزايدون على البعض الآخر بالمطالبة بإلغاء الطائفية السياسية وبقيام الدولة المدنية؟ عن أي دولة مدنية تتحدثون؟ وأي دولة تنشدون يا سادة؟ هل هي دولة تطبيق الشريعة كما يحلو للبعض أن يتوهم؟ أو دولة مصادرة الحريات الخاصة والعامة؟ تقضمون خصائص لبنان الرسالة، لبنان الغني بتنوعه، وتراهنون على قادة سلطويين، وذميين يبيعون كرامتهم وعقيدتهم وحريتهم مقابل وعود سلطوية أو أموال مشبوهة ليغطوا جرائمكم بحق الوطن وتاريخه وأحلامه.
وفي هذا الاطار أسأل الحاملين لواء الدفاع عن حقوق اللبنانيين والمسيحيين تحديدا، ما معنى هذا الصمت المريب من قبلهم؟ كما أسأل جميع القادة اللبنانيين على مساحة الوطن الذين يتغنون بالعيش المشترك ويرفعون شعار لبنان الواحد ويخونون كل من ينادي بالاتحادية أو الفدرالية: ما هو موقفكم من هذا الاداء الفئوي الرافض لحق الشراكة والمشاركة في اتخاذ القرار وفي ممارسة الحياة؟”.
وتابع: “لا أيها السادة، إن هذا الجبل الذي تكلله أرزة شامخة ومتجذرة بالتاريخ، سيحمي كرامة هذه الأرزة التي تزين طائراتكم، بحماية حرية الحياة كما يحلو لكل انسان أن يعيشها، سيحميها كما حماها عبر التاريخ دون أن تقوى عليه وعليها الغزوات البربرية. اطمئنوا لن تقوى عليه اليوم”.
