Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الخطيب: لاحتفاظ الطائفة الشيعية بوزارة المالية والعفو العام لمن لم يتورطوا بدماء اللبنانيين

حذر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، في رسالة الجمعة، “اللبنانيين من التفشي الكبير لفيروس كورونا، ما حوله الى جائحة تنذر بكارثة يصعب تداركها، ولا سيما اننا بتنا نشهد يوميا اعدادا كبيرة من الإصابات والمزيد من الوفيات، وحسنا فعلت وزارة التربية بتأجيل بدء العام الدراسي لأسبوعين، بيد ان ذلك لا يكفي فالمطلوب اتخاذ خطوات اكثر فعالية واشد قسوة للحد من تفشي الوباء، ولقد هالنا حجم الاصابات اليومية بهذا الوباء في مختلف المناطق اللبنانية، ولا سيما تلك التي اصابت سجن رومية. لذلك فإننا نطالب الحكومة اللبنانية بالتحرك السريع لمعالجة التداعيات الخطيرة وايجاد الحلول الناجعة التي تحول دون تفشي الوباء بين المساجين والعمل على اطلاق الموقوفين دون محاكمة، كما نطالب المجلس النيابي بالإسراع باقرار قانون عفو يشمل الذين لم يتورطوا بدماء اللبنانيين”.
وأكد “ان الاستهتار وعدم المبالاة في اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من تفشي هذا الوباء ينذر بعواقب وخيمة تزيد تداعياتها من الازمات التي تلقي بثقلها على المواطنين ولا سيما اننا مقبلون على مرحلة خطرة يتفشى فيها الوباء بسهولة، من هنا فإننا نؤكد ان تعريض المواطنين لخطر الإصابة بهذا الوباء محرم شرعا، وعلى الحكومة التشدد في اجراءاتها الوقائية والردعية، وعلى المواطنين والوافدين والمقيمين التزام التوجيهات الطبية واتخاذ الإجراءات الضرورية للحد من تفشي الفيروس”.
ورأى “ان لبنان تعرض لازمات كبيرة وحروب وفتن متنقلة، ولكنه استطاع ان يتجاوزها بفعل إرادة اللبنانيين وحكمة قادتهم وتمسكهم بالعيش المشترك وانصهارهم في بوتقة الوحدة الوطنية، ومهما بلغت الازمات صعوبة فان اللبنانيين قادرون على الخروج منها شريطة اخلاصهم لوطنهم ووضع المصلحة العليا للوطن وشعبه فوق كل الاعتبارات”.
وقال:”ان لبنان وطن الشراكة بين مختلف مكوناته وهو محكوم بالتوافق بين اللبنانيين المطالبين اليوم اكثر من أي وقت مضى بترسيخ توافقهم على أسس ومسلمات وطنية تحقق الاستقرار السياسي والنهوض الاقتصادي وتعيد لبنان وطنا مزدهرا ينعم بخيراته ويلعب دورا مميزا كصلة وصل بين الشرق والغرب، فيكون رسالة للتعايش بين مختلف الأديان والطوائف. من هنا فاننا نطالب السياسيين بأن يعودوا الى طاولة الحوار الوطني للتشاور والتباحث في افضل الصيغ الدستورية التي تحقق نظاما عادلا ينتج عدالة اجتماعية ومساواة بين المواطنين ويلغي عقد الغبن ويبدد كل الهواجس ويجعل من المواطن وحدة سياسية تنصب كل الجهود لخدمتها وتعزيز وضعها حتى يشعر المواطن بالانتماء الى دولة لا تعرف المحاصصة والامتيازات الطائفية، لأننا نريد ان تكون لنا دولة عادلة تحظى بثقة مواطنيها، يحكمها القانون والمساواة في الحقوق والواجبات دون هيمنة وتسلط من فريق على اخر”.
وطالب الشيخ الخطيب الرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب بـ”الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية قوية وقادرة تضع في أولويات عملها انقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي وحفظ النقد الوطني وإستعادة الأموال المنهوبة وإعطاء اموال المودعين لأصحابها، ولا سيما ان لبنان على شفا انهيار كبير وهو مهدد من قبل عدو تكفيري واخر صهيوني، فيما تفرض الادارة الأميركية عقوبات جائرة تضر بكل اللبنانيين ولا يستثني ضررها احدا منهم، وما يزيد من حدة الازمة السياسية ان هذه العقوبات تترافق مع حملة تحريض بغيضة ضد المقاومة وبيئتها بغية اضعاف موقع لبنان في مواجهة التهديدات والاطماع الإسرائيلية في ثروات لبنان النفطية”.
وأعلن “من هنا فاننا نطالب السياسيين ومعهم جميع اللبنانيين باستشعار الاخطار الكبيرة المحدقة بالوطن التي تطال امنه واستقراره واقتصاده، فالأوضاع سيئة جدا وتنحو باتجاه الانزلاق الى مهاوي يصعب الخروج منها، ومعالجتها تحتاج الى التحلي بالمسؤولية الوطنية ولجم الخطاب التحريضي وتعزيز التشاور والتواصل لتشكيل حكومة توافقية إنقاذية غير استفزازية تنحصر مهامها الانقاذية في إقرار إصلاحات سريعة تلجم الانهيار، لذلك نطالب السياسيين بالتوافق وتحمل المسؤولية الانقاذية التي تستدعي تضافر الجميع وتعاونهم دون اقصاء اي مكون سياسي وطائفي، فلا وقت للترف والدلع السياسي والتشاطر لنيل حقيبة سيادية وأخرى خدماتية على حساب خرق الميثاق الوطني لمصالح ضيقة باتت مكشوفة ومعروفة، ونحن اذا كنا نطالب باحتفاظ الطائفة الشيعية بوزارة المالية فمن منطلق حرصنا على الشراكة الوطنية في السلطة الإجرائية حتى لا يكون التوقيع الشيعي غائبا عن القرار الحكومي، فما يجري من توافق بين الكتل النيابية ينبغي ان يسري بين المكونات السياسية في تشكيل الحكومة”.
وحذر الخطيب “القوى السياسية التي تستقوي بالخارج لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل، بالاقلاع عن هذا النهج الذي ثبت بالتجربة اخفاقه، فسياسة الاقصاء والعزل والتهميش التي طالما حذر منها الامام السيد موسى الصدر لا تبني وطنا ولا تنتج دولة، انما تسهم في ضرب نسيجنا الوطني وتزعزع وحدتنا الوطنية في وقت نحتاج فيه الى تعزيز تعاوننا وتمتين وحدتنا، ونحن كنا وما زلنا نطالب بالعدالة الاجتماعية والغاء الطائفية السياسية واعتماد المواطنة كمعيار في العمل السياسي ضمن الدولة العادلة التي تقوم على المساواة في الحقوق والواجبات لاننا نريد دولة منصفة يحكمها القانون والمؤسسات وتحتضن جميع ابنائها ليكون لبنان وطنا نهائيا لجميع بنيه”.
واستنكر الخطيب “اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي كان وما يزال شرا مطلقا يحرم التعامل معه، فهذه الاتفاقيات باطلة شرعا ولن تنال من عزيمة الشعوب العربية والاسلامية في مقاومة الاحتلال والتعاطي معه كعدو غاصب ومحتل ومرتكب للمجازر فضلا عن كونه كيانا عنصريا ارهابيا. ونحن اذ نعتبر ان افضل رد على هذا العدو يكمن في وحدتنا الاسلامية والعربية وتشكيل جبهة ممانعة على مساحة عالمنا العربي ترفض التطبيع وتتضامن في مواجهة المشروع الصهيو- أميركي من منطلق ان التصدي له ضرورة ومسؤولية وطنية ودينية لاستعادة حقوقنا المشروعة في فلسطين والتخلص من العقوبات الجائرة التي تفرضها الادارة الاميركية على بلادنا”.
وقال: “نحن، اذ نجدد مطالبتنا جميع اللبنانيين باتخاذ خطوات جريئة للتحرر من الضغوط والاملاءات الاميركية التي تندرج في اطار فرض تبعات ما يسمى صفقة القرن على لبنان، وفي مقدمها التوطين والرضوخ الى مطالب اسرائيل في ترسيم الحدود والسماح لها بقرصنة الثروات المائية، فاننا نؤكد ان الثمن الذي يستدعيه المواجهة مع العدو الاسرائيلي هو اقل بكثير من الاستسلام لاملاءات العدو والقوى التي تقف خلفه”.
من جهة ثانية، عزى الخطيب المسلمين بـ”شهادة سيد شباب اهل الجنة الامام الحسن بن علي الذي كان اشبه الناس خلقا بجده رسول الله، فهذا الامام المعصوم جسد مناقب الامامة المعصومة في سيرته ومواقفه ونهجه القويم لاعلاء كلمة الله وحفظ وحدة المسلمين، وكان لسان حاله “لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين”، فبذل التضحيات الكبيرة لحفظ الدين وحجب دماء المسلمين حتى استشهد مسموما لا تأخذه في طريق الحق لومة لائم، وكان همه اصلاح امة رسول الله لتكون خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وما احوج امتنا اليوم الى ان تعود الى اصالتها وقادتها العظام فتسير على نهجهم ليصلح الله حالها”.