Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

ديردغيا قرية بإسم وطن تجسد صورة لبنان الجميلة، فما معنى التعايش المشترك؟

نور علي زريق – بين جامع و كنيسة قرية تجسد وطن، بحيث يعيش سكانها على مبدأ المحبة و السلام. ديردغيا قرية لبنانيه تقع في جنوب لبنان تتميز بتعدد الطوائف، والانسجام المحبب بين أبنائها ، اذ تقرع أجراس الكنائس و تأذن المآذن في آن معا، يفتع باب الكنيسة فيهرول المسلمين للشعور بدفئ الأم الحنونة السيدة مريم العذراء، كما يزور المسيحيين الجامع للشعور بحنان النبي محمد ( ص). مشهد قلما نسمع عنه، لذلك قمنا بزيارة القرية في ايام الصوم المباركة، كما اجرينا حوار مع الانسة كريستيل رعد ابنة القرية للتعرف عن الأجواء السائدة في البلدة في ظل الأوضاع الراهنة، فقد استقبلتنا بود و ترحيب عال، وفيما يلي ابرز النقاط التي تحدثنا عنها :

١- هل تمارسون طقوسكم الدينية و الاجتماعية بحرية مطلقة؟!

ك. ر : من المؤكد اننا نمارس طقوسنا بحرية مطلقة وهناك تواصل دائم بيننا و بين اخواننا المسلمين ، وقد بنينا علاقة وطيدة جدا فيما بيننا، اذ نسارع لمعايدتهم خلال الاعياد والعكس صحيح، كما انهم يشاركونا الاحتفالات خلال عيد الميلاد.

٢ – برأيك ما هي مظاهر التعايش بين الاديان ؟

ك. ر : مظاهر التعايش هو الاحترام وتقبل الاخر ففي نهاية المطاف فان الأديان السماوية تنص على مبدأ واحد الا وهو وجود الخالق الواحد, و المحبة والخير والسلام، فان الله هو ذات الرحمة و الخير والبركة، فاذا كان الانسان مؤمن بهذه الرموز التي تعبر عن الديانة الاسلامية و المسيحية بعيداً عن التعصب، بمقدرته العيش بسلام و التعامل بانسانية من دون محاسبة الأشخاص بحسب ديانتهم، جنسيتهم او لونهم.

٣ – ما الذي يمكنه ان يزعزع استقراركم في البلدة و هل هناك توافق بالعلاقات فيما بينكم ؟

ك. ر : لا اعتقد ان هناك أمر يمكنه ان يزعزع استقرارنا في البلدة فعلى مر الأزمان ونحن نمارس طقوسنا بسلام، على الرغم من توتر الاوضاع السياسية في البلد، فان البلبلة التي قد تحدث ليس لها تأثير على استقرارنا انما تزيد من توطد العلاقة فيما بيننا من اجل إظهار صورة لبنان الجميلة التي تنص على تعدد الديانات و العيش بمحبة و وئام.

٤- هل يعد تواجدكم في بلدة يتعايش فيها المسلم والمسيحي تشكل حالة من القلق عند كل مفترق طرق ؟

ان تشيِد كنيسة دردغيا في قرية تجاور قرى إسلامية ما هو إلا رمز يعكس رسالة سماوية الا و هي ترسيخ مقولة في الاذهان وهي ان الطوائف ما كانت يوما عامل تفرقة بين الشعوب انما تعكس الصورة الحسنة لكل ديانة. نحن نعيش بسلام و علاقتنا جيدة بالبلدات المجاورة مثالا على ذلك عندما وافت المنيه جدي ” مخايل يوسف رعد نادو لنعيه بالجوامع في البلدات الصديقة ( شحور و صريفا و ارزون) ، وهذا اكبر دليل على العلاقات الإجتماعية المحبّبة.

مدفوعاً برغبة الإستكشاف الطفولية، لطالما كان الطفل محمد ذو الثمان أعوام يسأل والدته عن ماهيّة المبنى الواقع على تخوم تلال بلدة ديردغيا المجاورة لقريته” شحور ” كلّما مرّ بجانبه وسمع صوت جرسه، متخيّلاً ما يجري بداخله. حتى زاره في أيام الصوم المبارك، دخل إلى كنيسة المحبّة وجعل يسأل من فيها كل ما يريد معرفته ، كما قام بحوار شيق مع ” الاب موريس” ليتعرف عن الديانة المسيحية و ايام الصوم المباركة. ولمشاهدة الفيديو الرجال الضغط على الرابط أدناه.

 

اخيرا تحية إجلال واحترام لأهالي بلدة ديردغيا الكرام الذين يمثلون تعايش الشعب اللبناني بانسجام، احترام و محبة بالرغم من تعدد طوائفهم، والشكر الاكبر لكل من ساهم ببناء كنيسة مجاورة لجامع يصدح من داخلهم دفئ و روحية لكل شخص يمر من أمامهم.