رأى المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، ان “البلاد دخلت مرحلة التصعيد السياسي غير المسبوق، منذرة باستمرار الانقسامات والاصطفافات السياسية على ضوء الدخول في مهلة الانتخابات الرئاسية، في وقت ليس في الأفق ما يشير الى انفراج على صعيد تشكيل الحكومة، أما اقتصادياً فحدث بلا حرج بعدما وصلت البلاد الى الانهيار التام على كل الصعد، امام تفلت الأسعار والدولرة التي باتت تتحكم بالسوق وأمزجة المحتكرين وتجار الأسواق والأموال.”
واعتبر أن “الانفجار الاجتماعي اصبح واقعاً وحتمياً امام انهيار العملة وغياب الرقابة وتفلت الأسواق وانعدام الخدمات”، وقال: “نحن على أبواب بداية العام الدراسي الذي يضيف على المواطن اعباءه المالية، وفي وقت يحتار المواطن بتأمين مستقبل أبنائه، يطل بعض المسؤولين بخطابات تقسيمية متعجرفة متناسية الشراكة والوطنية الجامعة”.
أضاف: “نقول لهؤلاء ان لبنان عائم على فوضى تعنتكم ،ان لبنان غرق بوحول محسوبياتكم ومحاصصتكم وطائفيتكم، نقول لهم عندما سكتنا لمصلحة الوطن وبهدف الحفاظ على الشراكة، ناديتم بالتقسيم وتسلحتم بالطائفية البغيضة، وما كان رفضنا الا لمصلحة لبنان. كما رفضنا الفيدرالية ورفضنا الديموقراطية العددية أيضا لمصلحة لبنان الواحد، ولبنان الفسيفساء الذي ترفعون شعاره، يحتاج مشاركة فعلية بعيدا من الابراج العالية بفولوكلور ما انزل الله به من سلطان ، نقولها بالفم الملآن نحن كنا منذ ان كان هذا الوطن ونحن من دافع عنه وعن أبنائه، ونحن من بذلنا الدم والتعب والعرق والمال ليبقى هذا الوطن وطن الشراكة وليبقى حراً. ونحن من حميناه ولا يحق لأحد بأن يزايد علينا”.
ولفت الى ان “الحديث عن انقسام بين اللبنانيين، هو افتراء على اللبنانيين بكل اطيافهم، لأن بعض مسؤوليهم يسعون الى الفراغ والتعطيل”.
وأسف لأن “هناك من يحاول ان ان يقود لبنان الى مشاريع وموجهات، في وقت العدو الصهيوني يهدد علناً بسرقة ثروتنا البحرية”.
وختم معربا عن “خشيته من المزيد التفتت والتشتت امام معارك بعض الحالمين بالسلطة أصحاب الحسابات السياسية الضيقة لقد اختنق المواطن والوطن ، والفقر والافلاس ينهش الناس”، داعيا “الجميع وانطلاقاً من خطورة المرحلة، الى التواضع لأجل مستقبل أبنائنا، وأيضا لاجل حماية وطننا وتاريخنا وحفظاً لدماء شهدائنا الذين ضحوا في سبيل بقاء وحماية وعزة هذا الوطن.”