Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

ترف التقي تكشف المستور: من الجراح إلى القوة في “بيناتنا” مع ريان حايك

نور علي زريق – في فضاء برنامج “بيناتنا” على قناة ريان حايك الرسمية على يوتيوب، حضرت الممثلة ترف التقي لتكشف عن ذاتها بلا أقنعة وبلا زينة عابرة وكأن كل كلمة منها تُفتح كنافذة على تجربة إنسانية وفنية متشابكة، لم تكن تبحث عن بريق زائل أو شهرة عابرة بل عن جوهر الفن و مساحة نقية تمنحها القدرة على أن تعيش حياتها وفنها بتناغم صادق. أما ريان فحضوره موزونٌ و دقيق يربطه حس صحافي راقٍ، صاغ أسئلة تخترق العمق دون أن تقييد تاركًا مجالاً لتتجلى شخصيتها و ليغدو اللقاء أكثر من مجرد تبادل كلمات بل رحلة فكرية وشعورية تترك أثرًا عميقًا في ذاكرة المشاهد.

خلال الحلقة، تطرقت ترف التقي إلى عدة محطات مهمة في حياتها الشخصية والفنية، مستعرضة تجاربها الأسرية، مسارها المهني، ونظرتها للحياة بشكل صادق وشفاف. وفي ما يلي أبرز تصريحاتها:

في مطلع حديثها، توقفت ترف عند العائلة ودورها الجوهري في حياتها. فالأسرة بالنسبة لها ليست مجرد رابطة دم، بل جذر راسخ يشدها كلما عصفت بها الرياح. والدتها بحكمتها ودفئها شكّلت البوصلة التي توجهها حين يلتبس الطريق، ووالدها بثباته منحها شجاعة العبور دون انكسار. أما أشقاؤها، فكانوا رفاق درب يتقاسمون معها التحديات والانتصارات، ويحيطونها بطمأنينة تحميها من برودة الوحدة. ومن هذا الحضور الأسري المتماسك، تستمد قوتها على مواجهة ضغوط الشهرة ومتطلبات الفن والحياة  مع حفاظها على جوهرها الصافي ووعيها العميق.

وإذا كانت العائلة سندها الأول، فإن محطات الألم والخسارة شكلت جزءًا من نسيج حياتها. فقد مرت بفقد قريب كرحيل خالتها، وتجارب شخصية صعبة من علاقات تركت أثرها إلى قصص حب جَرحت، وما بين لحظات اليأس والرجوع للوعي شهدت كيف يمكن للتحمل والصمود أن يصقل الإنسان. ومع كل جرح كانت تنبثق بذور الشفاء والأمل الذي يمنح القوة لتجاوز الصعاب وبناء مسار جديد ينسجم مع ذاتها وفنها.

وعلى ضفّة الفن، تبدو ترف وكأنها تبني مسارها بوعي يتجاوز أي إرث عائلي أو شهرة سابقة. النجاح عندها ليس هبة جاهزة، بل ثمرة اجتهاد مستمر وحسّ عميق بالمسؤولية تجاه اختيار الأدوار. كل مشروع تختاره يعكس قيمها ويحوّل تجربتها إلى مادة صافية تنسجم مع جوهر الفن كما تراه، وفي كل تجربة تضيف طبقة جديدة لشخصيتها  مزيجًا من الحس الفني الدقيق والواقعية اليومية، مع التأكيد أن الفنان قبل أن يكون فنانًا يجب أن يكون إنسانًا قادرًا على مواجهة الجراح وتحويلها إلى عمق صادق في التعبير الفني .

ترف لا تكتفي بالعمل التلفزيوني، بل تنظر إلى المستقبل بعين الفنانة الباحثة عن آفاق أوسع  المسرح ،  الأفلام والمشاريع التي تتيح لها استكشاف أشكال جديدة من التعبير الفني. رؤيتها للفن ليست مجرد مهنة بل رحلة وجودية تغذيها الحياة نفسها، وتحول كل تجربة إلى مادة صافية تصقل روحها تاركة بصمة تتجاوز الشاشة لتصل إلى قلب كل متلقي.

في كل لحظة من حديثها، بدت ترف التقي مرآة صادقة لشخصيتها بلا أقنعة أو زيف ، صراحتها ووعيها يكشفان عن حساسية وعمق وتوازن داخلي، يسمح للآخر بالاقتراب من جوهرها. حضورها يعكس تصالحها مع ذاتها ويترك أثرًا ممتدًا في وجدان المتابعين، لتصبح نموذجًا يُحتذى به للفنانات الصاعدات ومسارًا متزنًا ومثمرًا .  فيما يأتي حضور ريان كمحاور ليكمل هذه الصورة، حيث جمع بين الحداثة والرصانة، متمكّنًا من قراءة الضيف دون التدخل في خصوصيته اما أسئلته الدقيقة تمنح مساحة للتعبير بحرية مع انسيابية طبيعية للنقاش وقدرة على كشف جوانب جديدة من شخصية الضيف بطريقة محترمة وهادئة .

في النهاية، بدا لقاء “بيناتنا” مع ترف التقي كمساحة تتجاوز حدود الحوار التقليدي، لتغدو لحظة كشف وتبادل إنساني عميق. بين صدق تجربتها ووعيها، وبين رصانة أسئلة ريان وحساسيته في الإصغاء، تكوّن مشهد يوازن بين البوح الشخصي والرؤية الفنية، ويمنح المتلقي فرصة لاكتشاف وجه آخر للفن والفنان. هكذا يرسخ البرنامج حضوره كمنبر يضيء على جوهر التجربة الإنسانية، ويترك للمشاهد أثرًا يتخطى الشاشة، أثرًا يبقى عالقًا في الذاكرة كوميض يذكّرنا بأن الفن، في جوهره، هو حياة تُروى بصدق وشفافية.