Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

زعامات ام نعامات في طرابلس،..! بقلم ناريمان الجمل

مقارنةً ببعض

المناطق التي تعمل على تأمين الإحتياجات الأساسية لأهلها كزغزتا والبترون والكورة وأميون شمالًا، نجد أنّه لا يوجد فقير أو جائع أو متسول في مناطقهم بالإضافة إلى الجبل والشوف ومناطق أخرى كثيرة!

 

يعني في جولة صغيرة نرى أنَّ الطوائف الشيعية والدرزية والمسيحية مسؤولة عن مناطقها وتهتم بأهلها، بينما الطائفة السنية في سُبات عميق وتدمير ممنهج ولا أضع كل اللوم على الدولة هنا، بل اللوم على من إستلم طرابلس وإستفرد بقرارتها واستخدم شعبها واستباح أزقتها وأمنها واستقرارها!! يعني كلهم!!

 

جميعهم بدون استثناء غدروا طرابلس وهتكوا حقوقها..

كنتُ دائمًا أسأل نفسي، هل الخلل في الطائفة أم في بعض الاشخاص (المسؤولين)؟! ووصلت إلى ثلاثة أسباب رئيسية:

اولًا المسؤولين عندنا همهم الأول والأخير جيبتهم، إسمهم، لقبهم، مركزهم، صفتهم وموضعهم الأساسي في الصف الأول، ناهيك عن حبّ الأنا، هذه النرجسية السياسية التي أطاحت بشعبٍ كامل، مبدأهم أنا ومن بعدي الطوفان، ثقافة التخلّف في كيفية حكم القطيع وتجويعه، وذهنية عشائرية قبلية في أزياء متحضرة وماركات عالمية، جلابيب مرقعة بألبسة حديثة وأقنعة مزيفة، خلفية متخلّفة غير مؤمنة الا ظاهريًا أمّا في الباطن فكُفر وجور وظلمٍ لا يعلم به الا الله.. وقد ذكرهم القرآن الكريم بالمنافقون.

 

أما السبب الثاني فهو نحن.. جمع أنا؛ نحن صورة عن الزعامات السياسية ولكن نختلف عنهم أننا بدون سلطة وإمكانات، ولكن عندما نصبح في مكانهم، سنحكم بنفس الذهنية والقبلية العشائرية والطائفية البغيضة.. لأننا نحن في مجتمعٍ تحكمه الأنا، فماذا نتوقع أن ينتج؟!

والسبب الأخير هي الدولة التي (أنا ونحن) انجبناها واجتررناها وكررناها وأخبأنا وجوهنا في الأرض كالنعامات.. نحن ضاربين بالدف (الشعب الطرابلسي) لأنَّه ببساطة ربِّ البيت (الزعيم الطرابلسي) يرقص، ونظرة بقية اللبنانيين عنا “الولد اللي مش من طائفتك كل ما جنّ افرحلو..” فلماذا تخدم الدولة طرابلس المتميزة لتغطي على صور أو بيروت أو جبيل أو الخ.. فنحن اللبنانيين لا ننتمي للبنان بل للزعيم والطائفة والمنطقة.

نحن مجموعات متناحرة متجاذبة متحيزة في بقعة أرض لم ننجح في جعلها وطن، فطافت الارض بنا ونبذتنا ووصلنا الى العصيان والانهيار والموت البطيء.. نحن ندفع ثمن اخطاءنا!!

السنّي في طرابلس الذي لم يجد من يرعاه ويوجهه، واللبناني في المناطق المجاورة الذي همه ان يكون أبوه اقوى من ابي وزعيمه احسن من زعيمي ومنطقته أجمل من منطقتي والخ..،

هذه الاسباب مجتمعة جعلت من طرابلس جرصة وفرجة.. ومن لبنان بلد عقيم لا ينتج الا الأزمات ولا يُصدّر إلا الخلافات!!

هل أتينا على ذكر الدين الاسلامي الحقيقي وواجباته وأخلاقه وسنُّته النبوية في مدينتي؟! هل حاسبنا مشايخنا في البلاط على أدائهم، هل سألناهم عن فتاويهم وخطبهم وثرثرتهم من على المنابر؟! هل طالبنا بأموال الفقراء من صناديق الزكاة ودور الإفتاء وقمنا بتوزيعها على المحتاجين؟! هل أعلنا العصيان عليهم جميعًا ساسة ورجال دين، وكفرنا بهم بعد كل الجولات والصولات والحروب المستباحة في ساحته؟!

لا.. الى الآن لم نفعل، ما زال القطيع عند الزعيم والمتزلفين عند أبواب المسؤولين، لذلك كيف ألوم الدولة إذا لم ترى هناك مطالبة ومحاسبة وتغيير من اصحاب الشأن، كيف ألوم الدولة إذا زعيمي والناطق بإسمي والذي هو صلة الوصل بيني وبين الدولة لم يسمع بمطالبي، ولم يعترف بحقوقي وتجاهلني لأني خارج السرب وبالتالي حجب صرخاتي أن تصل إلى الدولة للمطالبة بحقوقي في العيش الكريم الذي احتكره لنفسه؟!

كيف ألوم الدولة والمسؤول في مدينتي ليس بقائد ولا زعيم ولا إنسان قبل أن يصبح سياسي ومسؤول، ولا يفقه في الدين شيئًا رغم أنّه يدّعي الإيمان ويتبوأ المناصب الأولى ليحكم طائفتي دون أن يخدمها وفق الفقه والشريعة وما تُمليه عليه الأديان السماوية والسُنن النبوية؟!؟

 

نحن في طرابلس بلا قيادة حكيمة وراشدة ومسؤولة، ولسنا ذو عقيدة ولا منهج ولا تنظيم ولا فكر جماعي برغم إمتلاكنا لكل المقومات.

نحن غارقون في الأنّا إلى حدّ الثمالة، الجماعة لا تعنينا الا لشراء اصواتها..

صرخة كلِّ جائع، ونقطة كلِّ جريح أو شهيد، ولوعة كلِّ أمّ ودمعة كل رجل هي في رقابنا إلى يوم الدين نحن سكان طرابلس، لأننا نحن من ندّعي الثقافة والمروءة لم نقف درعًا للمظلومين واليتامى والأرامل والعجائز والأسرى وولّينا أمورنا لرُعاة رعاع، ولم نقف بوجه المسؤولين ولم نحاسبهم ولم نعمل على التغيير الجذري ولم نزلزل الأرض تحت نِعَالهم!!

 

الثورة الحقيقية تبدأ من الفكر ونحن بعيدين كل البعد عن أيّ تغيير جذري أقلّه ليس في المستقبل القريب!!

 

أمل ما في، وحُلم ما في، ودولة ما في.. والسلام في غياهب الظلمات!