Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: بري لـ”الجمهورية”: الجيش لكل البلد والمسّ به ممنوع… مخاطر إقليمية ودولية.. واتصـالات لاحتواء “عاصفة الصخرة”

كتبت صحيفة “الجمهورية”: التطوّرات الإقليمية والدولية في تسارع خطير؛ واشنطن تجمع كبار جنرالاتها بصورة استثنائية في البنتاغون هذا الأسبوع، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يُعلن قبل انعقاد الإجتماع: «أنّ لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط، وسننجح في إنجاز هذا الأمر». وحرب أوكرانيا تزداد اشتعالاً ممّا يُنذر باتساعها، وحرب العقوبات الغربية على إيران دخلت، مع الجرعة القاسية التي تلقتها الجمهورية الإسلامية، فصلاً جديداً ينذر بتداعيات على غير صعيد، وتتزامن مع تصاعد احتمالات تجدّد الحرب العسكرية على الجبهة الإيرانية، وإسرائيل ماضية في حرب إبادة قطاع غزة وسعيها إلى اقتطاع الضفة الغربية، وفي اعتداءاتها الممتدة من اليمن إلى سوريا وقبلهما إلى لبنان الذي حوّلته ساحة مستباحة للإعتداءات والإغتيالات اليومية والمسّ بسيادته واحتلال أجوائه بالطيران التجسّسي، على ما حصل في الساعات الأخيرة وبصورة كثيفة فوق الضاحية الجنوبية. وأمّا الداخل اللبناني في موازاة هذه التطوّرات، فيترنّح بين العواصف الخارجية المجهولة التداعيات والارتدادات على كل المنطقة، وبين العواصف الداخلية التي تُهدّد بانحداره نحو منزلقات وإرباكات سياسية وغير سياسية، وآخرها «عاصفة الصخرة»، التي ما زالت جمراً مشتعلاً تحت رماد التناقضات والإنقسامات والعلاقات السياسية الرسمية وغير الرسمية.

أزمة الروشة

تكثفت الإتصالات في الساعات الأخيرة لاحتواء «أزمة الروشة» والحدّ من تداعياتها، بعدما هدّدت بإشعال أزمة سياسية مفتوحة سياسياً وحكومياً، وعلى مداخلات من جهات ومصادر مختلفة، إلّا أنّها لم تتمكّن حتى الآن، من نزع الفتيل بالكامل، وخصوصاً أنّ الصاعق السياسي لم يُفكَّك وفتيله قابل للإشتعال في أيّ لحظة، والأمور متوقفة عند واقعة أنّ أطراف الأزمة على مواقفهم، فـ«حزب الله» فعل فعلته وخالف عمداً قرار منع التجمهر الواسع وعرض الصور على الصخرة، ولا يبدو عابئاً بتداعيات كسر القرار، وأمّا رئيس الحكومة نوّاف سلام فلا يُبدي أيّ ليونة حيال ما يصفه مقرّبون «تعمّد الحزب الإستفزاز وكسر قراره والإساءة لهيبة وموقع رئاسة الحكومة».

وبمعزل عمَّن هو المخطئ أو المصيب، فإنّ ما حصل لا يُبرِّر على الإطلاق حملة الإفتراء والتجنّي، التي شُنَّت من قِبل جهات سياسية ومنصات وقنوات إعلامية محسوبة عليها، على الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية واتهامها بالتراخي وتحميلها المسؤولية، وهو الأمر الذي فجّر اعتراضات واسعة على هذا الاستهداف.

ويبرز في هذا السياق موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكّد رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أنّ «الجيش خط أحمر واستهدافه ممنوع من قبل أيٍّ كان. ممنوع المسّ بالجيش، فالجيش ليس لأي طرف، وليس مع طرف ضدّ أي طرف، الجيش لكل البلد».

ويبرز في هذا السياق أيضاً، تأكيد قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال رعايته «سباق الجيش اللبناني لمسافة 10 كلم» في بيروت أمس، تحت عنوان «مع بعض منوصل»، أنّ «اللبنانيِّين والجيش دائماً معاً، ولولا محبة المواطنين للمؤسسة العسكرية، لَمَا نجح أداؤها على كل الصعد».

الحجار والتحقيق

على أن اللافت للانتباه حيال ازمة الروشة، ما قاله وزير الداخلية أحمد الحجار لـ«الجمهورية» لجهة «أنّ الرسالة التي يجب أن نركّز عليها جميعا في هذه المرحلة هي الوقوف خلف الدولة، وتضامن أركان الدولة هو أمر أساسي حتى نتمكن من أن ننشل لبنان من المحن ونصل به إلى بر الأمان، هناك استحقاقات سياسية والمحاسبة تحصل في صناديق الاقتراع وليس على المنابر، ولا خيار لنا إلا أن تكون الدولة يدا واحدة، تحتضن كل المواطنين، وكل المواطنين بجب ان يثقوا بدولتهم، وهم ينتظرون منها امورا كثيرة أولها التخلّص من الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته، بالإضافة إلى مشاكل الناس وهمومهم اليومية وتأمين الخدمات التي يحق لهم الحصول عليها. ولا ننسى الوضع الاقتصادي الصعب، كل هذه التحديات تتطلب منا أن ننكبّ بكل جهد للتصدي لها».

وردا على سؤال عن رمي المسؤولية على الأجهزة الأمنية في ما حصل باحتفالية الروشة قال الحجار: «إن دور الأجهزة الأمنية هو المحافظة على الأمن والاستقرار في أي تجمع شعبي مرخّص. حصل تجاوز للترخيص المعطى من الداخلية والترخيص كان واضحا في النقاط المسموح بها والأجهزة الأمنية وجدت نفسها أمام أعداد كبيرة من البشر، حيث وضعت في وسطهم الماكينات التي اضيئت منها صخرة الروشة اي في قلب التجمع البشري ما تعذّر على القوى الأمنية منعها».

وأضاف: «هناك تحقيق داخلي بإشراف مدعي عام التمييز يجري الآن، لتحديد المسؤولين عن المخالفات التي حصلت للترخيص الذي أعطاه المحافظ والمحافظ يتبع للداخلية، ويبقى همّ الداخلية الأول المحافظة على الأمن والاستقرار وتطبيق قرارات الحكومة واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المخالفين بناء لاشارة القضاء المختص».

واكّد الوزير الحجار «أن هناك اجراءات قضائية وادارية لمخالفة التعميم والترخيص، وستتابع للوصول الى النهاية»، واسف للكلام الذي يحسب فيه ولاء أي وزير او مدير عام لمرجعية دون سواها، وقال: «أنا ومدير قوى الأمن مرجعيتنا الدولة، ونتصرّف على هذا الاساس، وكل المواقع لها كرامتها، والذي يعيّن المدراء العامين هو مجلس الوزراء مجتمعا، وعند تسلّم المراكز تصبح المرجعية للقوانين والأنظمة فقط لا غير».

جلسة التشريع

وسط هذه الأجواء ينعقد المجلس النيابي اليوم في جلسة تشريعية لإقرار مجموعة من مشاريع القوانين، والأجواء السابقة للجلسة تؤشر إلى أنّها ملفوحة بـ«أزمة الصخرة»، إذ يُنتظَر أن يُدلي رئيس الحكومة بكلمة حول هذه الأزمة، فيما تستعد جهات نيابية مصنّفة سيادية وتغييرية لأمرَين: الأول، ملاقاة رئيس الحكومة في موقفه والتصويب على «حزب الله»، ما قد يُصعّد النقاش في قاعة الهيئة العامة للمجلس ويخلق سجالات بين النواب. والأمر الثاني، إثارة الملف الإنتخابي في الجلسة، ربطاً بمطالبة هؤلاء النواب رئيس المجلس بطرح اقتراح تعديل قانون الإنتخابات النافذ، بما يسمح للبنانيِّين المنتشرين في انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب وليس حصر انتخابهم بـ6 نواب موزّعين على القارات الـ6.

وبحسب معلومات لـ«الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ المسار الذي يسلكه اقتراح هؤلاء النواب، هو مسار صعب ومعقّد، فهو اقتراح يؤمِّن مصلحة جهات سياسية معيّنة، تسعى من خلال هذا الإقتراح إلى تحقيق مصلحتها وزيادة مساحتها التمثيلية في المجالس، على حساب جهات أخرى ثَبُت في الانتخابات الماضية أنّها مقيّدة بالكامل في الخارج، وهذا لا يمكن القبول به من قِبل جهات سياسية أساسية، ومن هنا فإنّ الجهات الداعمة لاقتراح السماح للمغتربين بالتصويت لكل المجلس يتعاطون مع هذا الاقتراح وكأنّه اقتراح مُنزَل يجب الإنصياع له، وربما فاتهم في هذا السياق أنّ القانون الانتخابي النافذ نصّ على تصويت المغتربين لكل المجلس لمرّة واحدة على أن يُحصَر تصويتهم بـ6 نواب على مستوى القارات، وصوّتت معه عند إقراره قببل الانتخابات السابقة الجهات النيابية ذاتها التي تطالب بالتعديل.

وسألت «الجمهورية» الرئيس بري رأيه في اقتراح السماح للمغتربين بالتصويت لكل أعضاء مجلس النواب، فلم يدخل في أي تفصيل متعلّق به، بل اكتفى بالقول: «أينما كان الحق فأذهب إليه، ونحن مع الحق أينما كان. هناك قانون انتخابات نيابية نافذ فليُطبَّق».

إحتفال الحزب

وكان «حزب الله» قد أقام السبت احتفالاً حاشداً في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أمينَيه العامَّين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، وألقى الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خطاباً أكّد فيه «أنّنا لن نسمح بنزع السلاح، وسنواجهه مواجهةً كربلائية، لأنّنا في معركة وجودية».

وأكّد على «تطبيق اتفاق الطائف ولا سيما المادة السابعة من البند الثاني فيه، لجهة إجراء انتخابات على أساس إلغاء القيد الطائفي، مشدّداً على إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وفق القانون الحالي». ودعا الحكومة «إلى القيام بواجباتها، بدلاً من أن تتلهّى بأمور جانبية قشرية لا قيمة لها. يُريدون من الجيش اللبناني مقاتلة أهله، ونحن نشدّ على أيدي الجيش لمواجهة العدو الحقيقي، والوقوف إلى جانب أهله وشعبه، ونحن معه دائماً».

وشارك في الاحتفال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي التقى الرئيس بري فور وصوله، وكذلك التقى أمين عام «حزب الله، وأكّد «‏وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته، وأنّ إيران حاضرة لكل مستويات الدعم للبنان ومقاومته».

أمّا قاسم، فأكّد أنّ «لبنان صامد أمام التحدّيات والتهديدات الأميركية – ‏الإسرائيلية». وشدّد على «أنّ «حزب الله» منفتح على الجميع، ومستعد لكلّ أشكال التعاون مع الذين يقفون في وجه العدو الإسرائيلي الذي ‏يُشكِّل خطراً على الجميع من دون استثناء، خطراً على الشعوب والأنظمة والمقاومة. نحن نؤمن أنّ لهذا الجبروت ‏العدواني الإسرائيلي نهاية ذليلة مع هذا الصمود الرائع في مواجهته».

رسالة بري

وفي رسالة له في ذكرى السيد نصرالله، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان: «أبا هادي… عام على الارتقاء والسمو، يا رفيق الدرب يا حاضراً لا يَغيب، أيّها الكربلائي الذي استنهض من دم الحسين وصبر زينب اليقين كل اليقين. في يوم شهادتك، أستعيدك صوتاً يتردّد في الأرجاء: إنّ الوقوف في وجه الباطل لو أدّى إلى إلإستشهاد فإنّه سيكشف كلّ الأقنعة، فذلك هو نصر وفتح حسيني، نعم أيها الأسمى في الحياة والشهادة، والأصدق في القول، والأوضح في الموقف، والأنبل في التضحية والوفاء، لقد فزت بالحسنيّين النصر والشهادة، وأسقطت بشهادتك الأقنعة عن الوجوه وقد رُفعت الأقلام وجفّت الصحف».

وأضاف: «أخي ورفيق درب البدايات، معك في يوم ارتحالك، ومع كل الشهداء، لا نهايات أنتم البدايات، معنا ستبقون حتى آخر النهايات من أجل حفظ لبنان ودرء الفتن عنه وصون كرامة الإنسان فيه وحماية السلم الأهلي هو أفضل وجوه الحرب مع الشر المطلق إسرائيل. سلام عليكم حيث أنتم، نشهد أنكم قد أدّيتم الأمانة، وجاهدتم في الله حق الجهاد حتى أتاكم اليقين من ربكم شهادة ولا أسمى أحياء عند الله ترزقون، وإلى جوار الأنبياء والأولياء وحسن أولئك رفيقاً. في يوم الشهادة والشهداء صدى الصوت إبتهال وسؤال متى نصرالله؟ والرجع قوله تعالى: ألا إنّ نصرالله قريب».

جولة راعوية

من جهة ثانية، قام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بجولة «راعوية تضامنية تفقدية» في منطقة الجنوب (بلدات الجرمق، العيشيّة، إبل السقي، كوكبا، جديدة مرجعيون، القليعة، النبطية – الكفور، كفروه، الحجة والعدوسية). وترأس قداس الأحد في كنيسة القليعة، وقال للمصلين في عظته: «الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. عانيتم من الاعتداءات والحروب والتعديات الإسرائيلية على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام».

وأضاف: «نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعية الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسنّة والدروز شهادة حية للتعايش والكرامة في جنوبي لبنان. ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصمود».

وتابع: «نحن نتأمّل السلام القريب، سلاماً يترسخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل كامل ونهائي، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها الشرعية على كامل أراضيها». وأكّد أنّ «الجيش اللبناني، بعنفوانه وهيبته، هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا ولشعبنا، وهو المؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إنّ انتشار الجيش على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلباً، بل هو حق سيادي وواجب وطني».

وشدّد على أنّ «الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان. معاناة أهله من الحروب، وخسارتهم للأرواح والبيوت والأرزاق، ونزيف الهجرة، كلّها تعكس أزمة وطن بأسره.